Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

الباب الثاني: أبو الهول

 

في مصر القديمة، بنيت تماثيل مثلت الملوك و الآلهة على شكل حيوان يمثل رأسه ما يراد تعظيمه من آلهة و ملوك، وجسده عبارة عن حيوان في الغالب يكون أسداً. أهم هذه التماثيل و أعظمها هو تمثال أبو الهول الكائن في صحراء الجيزة بالقرب من أهرامات خوفو وخفرع ومنقرع.

 

تمثال (أبو الهول) نحت في الصخر الرملي الناعم، على عكس الأهرام المتكونة من عدد كبير من الصخور الضخمة المرتبة فوق بعضها ولقد عاش هذا التمثال معظم حياته دفيناً تحت رمال صحراء الجيزة، ولولا هذا الأمر لكان قد اختفى منذ زمن طويل. وتذكر قصة الفراعنة أن أميراًً كان تعباً فاستلقى ونام على الأرض المدفون تحتها (أبو الهول)، ثم حلم أن (أبو الهول) يعده بأن يصبح ملك مصر القديمة إذا أزاح عنه التراب، ولكن بقية القصة ضائعة ولا يعرف أحد تكملتها. يرتفع حارس الأهرامات – كما يعتقد العلماء – إلى حوالي 20م، وطوله يصل إلى 73م. لا يزال علماء الآثار غير قادرين على تحديد هوية صاحب التمثال، و لكن النظرية السائدة هو أن الجزء العلوي منه هو تمثال نصفي للملك خفرع.

 

يعتقد المؤرخون أن بناء (أبو الهول) تزامن مع بناء هرم خفرع، و لكن الباحثين تواجههم قضيتان تمنعهم من عدم تثبيت هذه كحقيقة: أولاً، أنهم فشلوا في الوصول إلى أية كتابات تنص على ذلك، ولا حتى أية معلومة تدل على بنائه. أما ثانياً، فعلامات التآكل التي تظهر على سطح التمثال تختلف عن علامات الهرم الأوسط، فتلك على جسد (أبو الهول) تظهر كعلامات عوامل التعرية بسبب وجود مياه و التي لا تظهر مثلها على الهرم، فمن غير المعقول أن تكون هناك سحابة صغيرة فوقه تمطر عليه فقط. هذه القضية أضيفت إلى مجموعة الألغاز التي أثارتها المنطقة التي يقع فيها والآثار المجاورة له.

 

هناك العديد من الأجزاء من هذا التمثال ضائعة، مثل حية الكوبرا المقدسة التي آمن بها الفراعنة، والأنف الذي يُعتقد أن نابليون كان قد دمره، و الذقن الذي يعرض حالياً في المتحف البريطاني. أما عن العوامل الطبيعية، فقد لعبت الدور الأكبر في تفتيت أجزاء من التمثال، من رياح ورطوبة وعوامل التعرية الأخرى التي ما تزال كفيلة بتآكل هذا اللغز.

 

محاولات الترميم التي أجريت على أعضاء التمثال المختلفة زادته تدميراً بدلاً من إنقاذه، فاللجنة التي كُلّفت في الثمانينات و التي استمرت لحوالي 6 سنوات و أضافت له أكثر من 2000 قطعة من الحجر الجيري إضافةً إلى العديد من المواد الكيميائية باءت بالفشل، فهذه المجموعات المضافة سقطت حاملةً معها قطعاً من التمثال الأصلي. و بعد فترة أوكلت مهمة الترميم لمجموعة من غير المدربين على الإصلاحات و الترميمات لمعالجته، و لكن النتيجة كانت سقوط كتف أبو الهول الأيسر والكثير من القطع الأخرى في عام 1988م. و ما تزال محاولات ترميم أبو الهول مستمرة إلى يومنا هذا، و لا نتيجة مرجوة وجدت بعد.

 

أما عن القضية التي يتساءل عنها الكثيرون فهي هوية رأس (أبو الهول)، هل هو الملك خفرع، أم أحد الآلهة، أم أنه ملك حكم لفترة قصيرة قبل خفرع اسمه ردجيدف؟ والصور التالية للملكين للمقارنة بينهما.

تمثال الملك خفرع

 

أبو الهول