Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!


    كلام مباح 

            لإن المصـالح هي التي تحـرك السيـاسة و السيـاسيين فإن الشركـات الكبـرى المتعددة الجنسيـات هي التي ستفرض على السـاسة أن يتبنـوا موقفـا محددا و صـارمـا تجـاه تكتل دولي معين. و هكذا فإن من بين مفـاجآت العـولمة أن يتحكم مديـر (PDG) شركة ضخمـة في سياسة حكـومة بلاده بل وفي سيـاسة العـالم أيضـا. سوف لن تكـون الأمـور على هذا الشكل و بهذه البسـاطة وإنمـا سيـأخذ منحى معين يجعل النـاس يقبلـون و يرفضـون الوضع الجديد.

            حينمـا تتـراجع السيـاسة لتفتح المجـال أمـام الإقتصـاد كي يتحكم في خبـز النـاس فـإن العلـم و الفكـر سيمـران بظـروف عصيبة قلمـا مرا منهـا من قبـل. سيسيـر العـالم على بطنه فتتقلص حركته و يصبح عـابثـا عـاجـزا عن إستخدام عقله في مجـال آخـر غيـر ذلك الذي يرمي إلى الإنتـاج المـادي القـابل للإستهلاك الفـوري.العجـز سيرتبط أسـاسـا بمـا له علاقة بمـا سيسمى حينهـاالهرطقة أو ما شـابه. سيعجز العقل البشري عن فعل أي شيء حتى التفكيـر في التفكيـر ذاته. المفكـرون سينعتـون بالعجـزة المهرطقـون الذين لا قدرة لهم على المنـافسة في مجـالات الإستهلاك المـادي الصـرف و لا وسيلة لديهم للكسب المـادي غيـر الكلام الفـارغ عن الـروح و الأخلاق و المبادئ الفـارغة حسب التقييم المـادي الصرف الذي لا ينتمي اليه المفكرون الذين سيكون لديهم قدر من الحيـاء تجـاه عقـولهم و إحساسهم بأن الكـائن البشري روح و جسد.و بذلك سوف لن يخضعـوا للتخمـة التي تبلد، و تلك سيـاسة أخرى سيعيشهـا العـالم بشكل من الأشكـال...

            وسـائل الإعلام ستتنافس و تتفنن في عرض المنتـوجـات القـابلة للإستهلاك في أشكـال فنية متطورة سيكـون فيهـاالإنسـان غـائبـا أو شبه غـائب . و سيكـون أسـاسهـا الإشهـار و حـرب التفـاخـر بمعجـزات هذا المنتـوج أو ذاك. وللكلام بقية...