ما أقسى استبدادك فكل العالم بالأطماع مفتون

فكرة مخبولة ولدت في كنف الجشع
من رؤوس فارغة لا تفكر إلا بالظنون

استبدادك فوق كل وصف
و البلاء لكل الناس عندك مضمون

أريحينا شكرا من هذا التخلف
الذي طاف بعجزنا منذ قرون

أهلكينا كذلك نفهم إننا
في زمن أنت الطباخ فيه كلنا بطون

ما أقسى استبدادك
و البعض منا لا يزال في سبات

لم يدرك بعدُ فحوى هجومَك الكاسح
و هو يحاول سحب الوهم من برك الأمنيات

يستجدي الترهل من نفايات المطارح
و الباقي من ضرع التواكل يقتات

أنت سيدة المواجع و قاتلة القرائح
و ربيبة الخراب و السراب
و كل أنواع الأزمات

لما تنزلي علينا ضيفة مثل القضاء تجري
أكون قد فقدت كنه وجودي
وشرعت في اختيار الكفن

و حفرت في مقبرة الحسرة قبري
فعودي من حيث أتيت عودي
فلن يبقى لدي شبر
من الأرض أسميه الوطن

سوف لن يبقى هنالك شيء عليه أغار
لا لغتي
و لا ثقافتي
و لا دميتي
و لا عمامتي
و لا أ ستثني أحاجي جدتي و الأذكار

ما جنس هذا النظام الذي تعمه الفوضى
و يضرب على آدمية الإنسان الحصار؟
فمن يا تري في خضم السيل الهادر هذا
سوف يصحح المسار؟
و من يا ترى من حماقة قراره اندلع القرار؟

هل يا ترى هو الساحـر أم الساتل أم جنون البقـر
أم هو قاطع الطريق و العروق و الأشجار
أم هي العصابات و المليشيات وصناع الخطر
أم هو ضريح الولي الصالح و المزار
أم هو الدف و الطبل والشاي و الوتر
أم هي أم الأساطير عشتار؟
أم هو الطوفان لا يبقي و لا يذر
أم هو بحر للسياسة عميق ليس له قرار
لست أدري ولكن أغلب ظني أنه الدولار