الرسائل العتيقة .. وحكايات اخرى ..
بقلم : منذر ابو حلتم
قال لها :- هل ترين غروب الشمس ؟ ..هل ترين ذلك الأفق الاحمر البديع ؟ .. هناك تحلق روحي شوقاً اليك اذ تغيبين ..!!
وعندما نظر اليها .. لم يجدها ..!
تذكر انه يحلق الآن هناك .. وانها غائبة ..!!
كان يشعر بالبرد .. وصوت الرعد الذي يتدحرج على سقف الكون بين فترة واخرى يضفي على مشاعره غربة .. ووحشة .. شعر بشوق اليها ..أخرج رزمة الرسائل العتيقة وأشعل شمعة ..فملأ الربيع غرفته الصغيرة وروداً وأعراساً ودفئاً وأغنيات ..!!
بعد ساعتين .. اجفل حين سمع الرعد يعزف انشودة الوحشة من جديد ..!
قالت له وهي تودعه وتحضنه بقوة لدرجة الألم :
من خلال سحابة الدخان والغازات السامة الكثيفة لمحه .. تذكر اسطورة الفينيق ..! .. وتذكر اخوه الذي استشهد قبل ايام ..!
تقدم ببطء حاملاً حجراً .. كان شوقه لأخيه يزداد .. ويزداد ..
غاب في سحابة الدخان .. لحظات ثم التقى بأخيه الشهيد هناك .. حيث لا الم بعدها ..!!
حين قالوا له : مبروك .. لقد اصبحت حراً ..!!
بعد عشرين عاماً امضاها سجيناً ، شعر بالخوف .. بكى ، واسرع نحو الزوايا المعتمة ..!