سفانة
بنت حاتم الطائي
الدالة على الحق
إعداد وإشراف
: خالد خميس فراج
اسمها ونسبها:
هي سفانة بنت حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ
القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن
طيء الطائي ، وأبوها حاتم الجواد الموصوف بالجود الذي يضرب به المثل [1]
، وكنيته أبو سفانة، وأبو عدي ، وكني بابنته سفانة –رضي الله عنها ؛ لأنها أكبر
ولده ، وبابنه عدي بن حاتم[2].
كان أبوها حاتم الطائي من أبرز شعراء العرب ، وأكثرهم جواداً، وجوده يشبه شعره ،
ويضرب به المثل في الكرم وحسن الخلق ؛فيقال :" أكرم من حاتم " ؛ لأنه
كان زاهداً في الخير ، يزهد بما في يديه وإن أتته الدنيا بحذافيرها ، فقد كان ينفق
كل ما لديه للضيوف والمحتاجين ، حتى لو كلفه ذلك جوع أهله وولده ، حتى أنّ الرسول
صلى الله عليه وسلم قال لها فيه عندما وصفته : " يا جارية ، هذه صفة المؤمن حقاً ، لو
كان أبوك إسلامياً لترحّمنا عليه خلّوا عنها فإن
أباها كان يُحِبّ مكارم الأخلاق ، والله يحب مكارم الأخلاق ). [3] ، و توفي
حاتم سنة 46 ق.هـ ولم يدرك الإسلام .
[4]
صفاتها:
كانت
سفانة رضي الله عنها من فواضل النساء، جزلة فصيحة متكلمة ، تملأها الثقة والعزة
بمكارم الأخلاق، وكانت تعتز بنسبها وبأبيها وبكرمه، وتفاخر بذلك بين الناس ، محبة
لوطنها ، فقد كانت تترقب من يفد إلى المدينة المنورة كي ترجع إلى موطنها ، وتظهر
قوة شخيصيتها ، وسداد رأيها عندما أشارت على أخيها بزيارة الرسول والمثول ل بين
يديه ،[5]
وجمعت إلى ما سبق من فضل جمال الجسد ، فقد كانت بيضاء حوراء ، متعدلة القامة [6].
إسلامها:
أصابت خيل رسـول اللـه -صلى
اللـه عليه وسلم- ابنة حاتم الطائي في سبايا
طيّ فقدمتْ بها
على رسـول الله -صلى الله عليه وسلم-فجُعِلَتْ في حظيرة بباب
المسجد فمرّ بها
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقامت إليه وكانت امرأة جزلة ، فقالت :( يا رسول
الله هَلَكَ الوالِد وغابَ الوافد )، فقال
:( ومَنْ وَافِدُك ؟)، قالت :( عدي بن حاتم )، قال :(الفارُّ من الله ورسوله
؟)، ومضى حتى مرّ ثلاثاً ، فقامت وقالت :( يا رسول الله هَلَكَ الوالِد وغابَ الوافد
فامْنُن عليّ مَنّ الله عليك )قال :( قَدْ فعلت ، فلا تعجلي حتى تجدي ثقةً يبلّغك
بلادك ، ثم آذِنِيني ) [7]
وفي رواية أخرى
أن سُفانة قد قالت لرسول الله -صلى الله عليه
وسلم- :( يا مُحَمّد ! إن رأيتَ أن تخلّي عنّي فلا تشمِّت
بي أحياء العرب ؟! فإنّي ابنة سيّد قومي ، وإنّ أبي كان يفُكّ العاني ، ويحمي
الذّمار ، ويُقْري الضيف ، ويُشبع الجائع ، ويُفرّج عن المكروب ، ويفشي السلام
ويُطعم الطعام ، ولم يردّ طالب حاجة قط ، أنا ابنة حاتم الطائي )قال النبي
-صلى الله عليه وسلم- :( يا جارية ، هذه صفة المؤمن حقاً ، لو كان أبوك إسلامياً
لترحّمنا عليه خلّوا عنها فإن أباها كان يُحِبّ مكارم الأخلاق ، والله يحب مكارم
الأخلاق ). [8]
وقدم ركب من بليّ ، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم فقلت
سفانة : قدم رهط من قومي ، فكساها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وحملها وأعطاها نفقة ، فخرجت حتى قدمت الشام على
أخيهاعدي فقال لها :( ما ترين في أمر هذا الرجل " فقالت:
أرى والله أن تلحق به سريعا، فإن يكن الرجل نبيا فللسابق إليه فضله، وإن
يكن ملكا فلن تنزل في عز اليمن وأنت أنت،فكانت سببا في إسلام أخيها وإسلام قومها، وحسن إسلامها فرضي الله عنها [9] .
جودها وكرمها:
" كانت سفانة من أجود نساء العرب
كأبيها ، فقد كان أبوها يعطيها من إبله فتهبها وتعطيها الناس ، فقال لها أبوها
" يا بينه إن الكريمين إذا اجتمعا في المال أتلفا ، فإما أن أعطي , وتمسكي
وإما أن أمسك وتعطي فإنه لا يبقى على هذا شيء" فقالت: " والله لا أمسك
أبداً. وقال أبوها: وأنا والله لا أمسك أبدأً. فقاسمها المال وتباينا ولم يتجاورا"[10].
[1] انظر ابن الأثير ،
أسد الغابة في حياة الصحابة ، ص 1836 ، وموقع الوراق: http://www.alwaraq.com/
[3] انظر ابن الأثير ، أسد الغابة ، ص3313،
وانظر الأبشيهيتي، المستطرف في كل فن مستظرف ، ص 270، وانظر موقع : الصحابة ، http://www.haminet.com/arabic/sahaba/list12/sofana.HTML ، وانظر عمر رضا كحاله، أعلام
النساء، 2/ 197.
[5] يلاحظ كل ذلك من خبر أسرها ، ومن حديثها
مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم .
[6] انظر الأصفهاني،
الأغاني ، 17/ 364. ووصفها في
الأغاني جاء عن أحاديث
ضعيفة رويت عند البيهقي ، ومختصر تاريخ ابن عساكر ، ونقلها الأصفهاني في الأغاني عن
على بن أبي طالب – كرم الله وجهه - يصف فيها سفانة بأوصاف جسدية ،ولا يمكن لعاقل
أن يأخذ بها ، بل إن الرواية في الأغاني أولها يتناقض مع أخرها ، من خلال الحديث
عن التقوى وعمل البر، وبالنظر في
سند الرواية يتبن ضعفها ، إذ فيها ضرار بن صرد وهو أحد الكذابين . والله أعلم .
[7] انظر ص3313
موقع : الصحابة ، http://www.haminet.com/arabic/sahaba/list12/sofana.HTML ، وانظر عمر رضا كحاله، أعلام
النساء، 2/ 197
[8] انظر ص3313 موقع : الصحابة ، http://www.haminet.com/arabic/sahaba/list12/sofana.HTML ، وانظر عمر رضا كحاله، أعلام
النساء، 2/ 197.
[9] انظر ابن الأثير ، أسد الغابة في
حياة الصحابة ،ص3313 ، والبغدادي ، خزانة الأدب 678، موقع : الصحابة ، http://www.haminet.com/arabic/sahaba/list12/sofana.HTML ، وانظر عمر رضا كحاله، أعلام
النساء، 2/ 197