New Page 1

ورقة من تقرير شرطة المقابر

ليلة دفن الشاعر رشدي العامل

 

 

..ما إن غادر المعزون المقبرة

حتى نهض "المدعو" رشدي العامل

وتفقد بيته الجديد..

كان بلا أثاث، ولا موائد للكتابة

فانتظر مجيء الليل،

ليحصي: كم قتيلا يمتد بين الكلاشنكوف والشعر

 

..واذ انتبه "المدعو" رشدي العامل

لعيون تتقفى آثار خطاه

حتى قرفص، وكأنه يهم بقضاء قصيدة

ثم تسلل الى أقرب قبر

ليؤسس تنظيما سريا لفقراء الموتى

 

الله يا رشدي

يا صديقي الذي قلدته الحكومات

أرفع معتقلاتها

..في الآخرة، لا تكن "اشتراكيا"

لا عليك وحقوق من يشتغلون في الجنة

أو في النار..

فقد أصبحت شيخا

ولن تعينك عكازتاك على "نش"

ذباب الشرطة عن وجهك

 

"غورباتشوف" تنازل عن لينين

والثورة الأممية،

تباع بياناتها للذكرى

لسنا سوى: حروف مصحح

أما العناوين الكبيرة

ف: لل..

ولل..

 

 

..كم عمرا يحتاج الكون

ليولد شاعر

 

..كم نبعا تحتاج الأرض

لتخلق نهرا

..كم وطنا، نحتاج

لنستوعب

طفلا، مثلك

رشدي.