New Page 1

في مديــــحِ أنفـــِــهِ تعــــالى

 السيدُ الأنفيُّ مشغولٌ جدا، وعلى مدارِ الساعةِ

حتى حينَ ينامُ، لا يكفُّ خيالُ السيدِ الأنفيِّ عن الدورانِ

مثلَ مولِّدِ أفكارٍ عملاق

مثلَ ماكنةِ نسيجٍ ضخمةٍ

مثلَ طاحونةٍ خرافيةٍ

مثلَ مروحةٍ

مثلَ بمبيقٍ

تدورُ أفكارُ السيِّدِ الأنفيِّ حولَ محورِها الثابت!ِ

 

يهدرُ رأسُ السيدِ الأنفيِّ بالافكارِ ليلَ نهارَ

لتتوالدَ مثلَ نملٍ اسطوريٍّ خارجَ حدودِ التصوِّر

وتسيلُ على سفوحِ انفهِ بعيدِ المنالِ!

 

والسيِّدُ الأنفيُّ حائرٌ، هو الآخرُ، في تفسيرِ ملكاتِهِ الخارقةِ

لكنهُ كانَ دائماً يبتسمُ لنفسهِ في المرآةِ، غامزاً:

عبقريٌّ!

وعزَّة أنفي وجلالِهِ، عبقريٌّ!

ماذا أفعلُ؟

قدري أن أكونَ عبقرياً!

وقضائي ان أكونَ العبقريَّ الأوحدَ في هذا الوجودِ!

وماذا على الطاووسِ أن يفعلَ سوى أن يتباهى بجمالِ ريشهِ؟

 

عبقريٌ!

وعزّتي وجلالي!

أنا طاووسُ العالَمِ

والطاووسُ هو أنا

لكنَّ الفارقَ بيننا ان ليسَ للطاووسِ أنفٌ هائلٌ

،مثلَ أنفي، يسدُّ منافذَ الأفقِ!

 

انا السيِّدُ ذو الأنفِ السماءِ

ذو الأنفِ الحقيقةِ

ذو الأنفِ السيسبانِ

ذو الأنفِ زرقاءِ اليمامةِ

انا الأنا بأنفي

وانا الأنفُ بأناي

أنا نونُ التبرِ

وكافُ الخليقةِ

وسليلُ الحندقيسِ

أنا المبتدأُ الذي لا ينتهي

أنا الخلاصةُ

أنا أنفي!

 

 تحتَ ظلالِ أنفي يتفيأُ المتعبون

ويستلقي على مروجِ عشبهِ الخائفون من الوهمِ

أنفي، جبلُ التكوينِ

الذي اختارهُ اللهُ ليستريحَ على أرنبتهِ بعدَ أن فرغَ من الخلقِ،

وعلى مشارفِهِ المعشبةِ كلَّمَ الأنبياءَ والمرسلين!

 

وأعجبُ!

كيفَ يطلبون مني

أن أنظرَ

أبعدَ من حدودِ أنفي!

فهل وراءَ الكونِ سوى الفراغِ واللاشيء؟

وهل سوى الفراغِ واللاشيء

وراءَ حدودِ هذا الأنفِ المقدَّسِ!

 

16/10/2006