جسر على نهر الآلام

 

قدره نهر دجلة

ان يغتسل دائما بدماء ضحايا العراق

قدره ان يضل حزينا الى الأبد

وهو يرى ما ليس بوسع أحد ان يرى

 

ذات تاريخ

وبينما كان دجلة يقيم حفل أمواجه الموسمية

فاجأه ذوو مخالب من بشر لا ينتمون اليه

فأحالوا مياهه الهادره الى سكون

وغرينه الأحمر الى نواح

وتدفقه الأزلي الى مأتم

كان ذلك:

حين أغرقه الغزاة بملايين الكتب

بعد ان مزقوها بمخالبهم

وألقوها الى بطن النهر

الذي لم يعتد على هظم الحروف

المطعمة بالمسك والزعفران

 

وها هو النهر ثانية

يدور يدور وينعرج بين أقانيم الليل والنهار

ليشهد مأسته الثانية:

حين القى الغزاة في جوفه

ملايين الذكريات اللابطة

كان يتأبطها ذات حياة

نساء ورجال وأطفال

عشاق وحالمات وثكالى

فقراء ورضع وعاطلون

ملايين الذكريات

تدفقت الى جوف النهر

هكذا فجأة

الذكريات اللابطة كالسمك

تسللت دون مقدمات الى جوف نهر

ليحملها بدمائها وخوفها وكارثيتها

من جسر حزين

ربط بين امامين و كارثة!