ما هي المعمودية؟
هي قيام الكاهن بتغطيس المؤمن حديثاً في الماء. تتم في المعمودية عدة طقوس مثل جحد الشيطان و الميرون. و بدون المعمودية لا يتم الخلاص.و هي ترمز للموت مع المسيح و القيامة معه.
إثبات المعمودية من الكتاب المقدس:-
+ إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم و عمدوهم.... (مت27: 18-19).
+ من آمن و إعتمد خلص و من لم يؤمن يُدَن. (مر16:16).
+ إن كان أحد لا يولد من الماء و الروح لا يقدر أن يعاين ملكوت الله. (يو5:3). ...... أكثر إضغط هنا.
رموز المعمودية في العهد القديم:-
1- فلك نوح:-
و فيه يقول بطرس الرسول: "... إذ كان الفُلك يُبني، الذي فيه خلص قليلون أي ثماني أنفس بالماء. الذي مثاله يخلصنا نحن أيضاً الآن أي المعمودية" (1بط3: 21،20). و نوح هنا يمثل الكهنوت.
2- عبور البحر الأحمر:-
و عن هذا الرمز يقول بولس الرسول : "فإني لست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعهم كانوا تحت السحابة. و جميعهم إجتازوا في البحر. و جميعهم إعتمدوا لموسي في السحابة و في البحر الأحمر" ( ). و المعروف أن عبور البحر الأحمر كان خلاصاً للشعب من عبودية فرعون. و هو هنا يرمز للخلاص الذي نناله في المعمودية من عبودية الخطية و الموت. و عنصر الماء واضح في الحالتين . و موسي هنا يمثل الكهنوت.
3- أيضاً ما ورد في (حز16: 9،8):-
حيث يقول الرب لأورشليم الخاطئة التي ترمز هنا إلي النفس البشرية في سقوطها " و دخلت معكِ في عهد - يقول السيد الرب - فصرتِ لي. فحممتك بالماء، و غسلت عنك دماءك ، و مسحتك بالزيت" و هذا الماء و الغسيل رمز للمعمودية ، و الزيت رمز لمسحة الروح القدس و عبارة " صرت لي " تعني إنضمامها بهذا إلي جسد المسيح (عضوية الكنيسة).
4- الختان (تك 11:17):-
في الختان يُقطع جزء من الجسد ، فيموت ، إشارة في المعمودية إلي الموت الكامل. و كما أن الختان علامة لا تُمحي هكذا أيضاً المعمودية.
و كما أن في الختان يسيل دم ، كذلك الحياة الجديدة التي أتت بالمعمودية ، كانت بإستحقاق الد الذي سُفك عنا.
وكما أن المختون كان يُعتبر بختانه عضواً في شعب الله و في جماعة المؤمنين. هكذا أيضاً يصير عضواً في الكنيسة في شعب الله ، و عضواً في جسد المسيح.
و كما ان غير المختون كان يهلك (تك 14:17) هكذا أيضاً كل من لا يولد من الماء و الروح (يو 5:3) لا يدخل ملكوت الله ، لأنه لم يدخل في المعمودية و لم يدفن مع المسيح و لم يقم معه.
و كما ان الختان كان لازماً و ضرورياً و بأمر إلهي ، هكذا أيضاً المعمودية لازمة و لعضوية جسد المسيح.
و كما أن الإنسان يموت مرة واحدة و يقوم ، و يُختن مرة واحدة ، هكذا أيضاً المعمودية واحدة لا تتكرر لأن المعمد لا يموت مع المسيح أكثر من مرة.
أما علاقة الختان بمغفرة الخطايا ، فيُعبر عنها الرسول في حديثه عن الختان الروحي ، ختان المسيح ، غير المصنوع بيد الذي فيه خلع جسم الخطايا ، و يرمز للمعمودية ، فيقول بعدها: "و إذ كنتم أمواتاً بالخطايا و غلف جسدكم ، أحياكم معه مسامحاً لكم بجميع الخطايا" (كو2: 11-13).
لزوم المعمودية:-
منذ بدء المسيحية كانت المعمودية لازمة جداً تتبع الإيمان مباشرة ، و لم يستغني عنها أحد. كذلك كانت في تعليم الرب ، و كانت في الممارسة العملية.
فمن جهة تعليم الرب قال لرسله: " تلمذوا جميع الأمم....و عمدوهم) (مت19:28) و قال أيضاً: " من آمن و إعتمد خلص" (مر 16:16). و لو كانت المعمودية مجرد علامة ، ما أعطاها الرب كل هذه الأهمية... .
و في الممارسة العملية. لما آمن اليهود في يوم الخمسين ، دعاهم القديس بطرس إلي المعمودية مباشرة ، فقال لهم: " توبوا و ليعتمد كل واحد منكم علي اسم يسوع المسيح لمغفرة الخطايا" (أع 38:2) و إعتمد في ذلك اليوم ثلاثة آلاف نفس. و لا شك أنها كانت عملية صعبة و منهكة و تأخذ وقتاً. و لولا أهميتها ما قام بها الآباء الرسل.
و نفس الوضع نجده في عماد الخصي الحبشي ، الذي طلب بنفسه هذه المعمودية بعد إيمانه مباشرة. و عمده فيلبس ، فمضي فرحاً (أع 36:8).
و شاول الطرسوسي إعتمد بعد إيمانه و دعوته لكي يغتسل من خطاياه (أع 16:22) ، و سجان فيلبي لما آمن ، "إعتمد في الحال هو و الذين له أجمعون" (أع 23:16) و ليديا بائعة الإرجوان لما آمنت إعتمدت هي و أهل بيتها (أع15:16).
و لما آمن كرنيليوس ، عمده بطرس الرسول هو و كل الذين كانوا يسمعون الكلمة قائلاً: " أتري يستطيع أحد أن يمنع الماء حتي لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن" (أع10: 47،44).