قصة واقعية
حقيقة:
الانقاذ
الالهي في الحرب:
انقاذ
الضابط (...)حبيب يسوع
أنقذني
الرب يسوع المسيح ، المنقذ الالهي الوحيد ، من" النار الأبدية المعدة لابليس
وملائكته "
وذلك يوم أن آمنت به ربا وفاديا ومخلصا شخصيا لي .فأصبح لي
سلام مع الله من جهة الأبدية
وبعد اختبار بهجة
الخلاص المجاني بنعمة الله المخلصة لجميع الناس
، اختبرت في البرية كثيرا من الاختبارات الروحية التي فيها تمتعت بسلام الله في كل ظروف الحياة
المختلفة.
وكان أهم اختباراتى في البرية ، هو اختبار الانقاذ الالهي
في الحرب .فعندما كنت ضابطا بالجيش اشتركت
في حرب حديثة مشهورة في التاريخ . وبمعونة الله قامت قواتنا الظافرة بتحرير
أراضينا التي كان العدو قد احتلها من قبل. وكانت قصة انقاذي قد حدثت في نهاية الحرب في معركة الثغرة ، ولمدة 5 أيام مخيفة ومرعبة ، بدأت يوم الاثنين
وانتهت يوم الجمعة.
وكانت تلك الأيام الخمسة
أخطر وأصعب 5 أيام في كل حياتي .وشكرا لربي والهي الذي وقف معي وقواني وأنقذني بقوته
وشجعني بصوته الالهي " لا تخف لأنى معك"
وتتلخص قصة انقاذ الرب لي كما يلي :
1- اليوم
الأول : يوم الاثنين :
" هذا
اليوم يوم شدة"(2مل19 :3)
كنا
طول الليل في سيارة محاصرين خارج موقعنا
لأن دبابات العدو اقتحمت موقعنا مساء
في الصباح كان
الهدوء يسود جبهات القتال ،تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي. ولكن في الساعة
الرابعة والنصف مساء فوجئنا بدخول دبابات العدو مواقعنا، وكانت تلك الدبابات قد
تسللت من ثغرة بين قواتنا أثناء الحرب. ويا للهول! فقد أطلقت قوات العدو نيران
أسلحتها المختلفة
على مواقعنا ،
فأصبح الخطر شديدا ومرعبا . ولهذا اضطررت لمغادرة موقعي فورا بسيارة وكان معي أحد
الضباط وعددا من الجنود . وبعد مجهود شاق
ومرير وصلنا الى طريق رئيسي وكانت المنطقة محاصرة بقوات العدو. وما أصعب
وما أرهب تلك الليلة المريرة! لقد استمر تبادل اطلاق النيران بين قواتنا
وقوات العدو طول الليل. وبكل شجاعة فائقة وبروح معنوية عالية قامت
قواتنا الباسلة بالدفاع عن أراضينا
الغالية، ونظرا لعدم امكانية تحركنا مكثنا في سيارتنا طول الليل. وفي تلك الليلة
الخطيرة كنت في حالة صلاة مستمرة للرب يسوع المسيح لانقاذنا من هذه المخاطر
والأهوال الكثيرة .وكنت في صراخى أقول للرب :" أنت قلت أني أكون معك"
وأيضا : أنت صاحب الوعد الصادق " لا تخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير في النهار"(مز 91 :5 )
وأيضا " لاتخف لأني معك" (تك 26 : 24 )
وما أعظم الرب الذي استجاب لي وأنقذنا من كل ضرر . واختبرت
عمليا معنى القول :
"ان نزل على جيش لا يخاف قلبي ، ان قامت على حرب ففي
ذلك أنا مطمئن "(مز27: 3)
فمن كل قلبي أشكر الرب لعظم قوته ولصدق مواعيده.
2- اليوم
الثانى : يوم الثلاثاء :
" يوم
الضيق " (مز 50 : 15 )
يوم لم
يسبق له مثيل ولم أر بعده نظير
طول النهار
ولمدة 10 ساعات وأنا وحيدا في حفرة مكشوفة بين دبابات الأعداء:
بصدق أقول لقد كان
ذلك اليوم هو أصعب وأخطر يوم في الحرب ، بل وفي كل حياتي!
ومهما أشكر الرب ، ومهما أتكلم عن احساناته العظيمة ، فلن
استطيع أن أعبر عنها كما يجب . وبالرغم من مرور أكثر من 28 سنة فاني أتذكر جيدا
ثلاث مخاطر هامة هى:-
1-الخطر
الأول :
كنت فريسة سهلة
في متناول يد 2 دبابة تابعة لمركز قيادة العدو لمدة 10 ساعات طول لنهار
وبعد أن انتهت الليلة السابقة بمعونة الرب ، عدنا بسلام
الله في الصباح الباكر الى موقعنا الذي اضطررنا لمغادرته بالأمس . ولم نجد سوى
آثار لتحركات قوات العدو ،فسجدت للرب شاكرا فضله العظيم لنا. ورأيت أنه من الضرورى
أن أقوم وأذهب الى قائد الكتيبة المتواجد
في مركز الملاحظة في الخطوط الأمامية من
العدو . وركعت على ركبتي طالبا معونة من عند الرب . وتحركت بسيارة وكان معي ضابط
وثلاثة جنود والسائق.
وحدث في الطريق أننا شاهدنا دبابتين واقفتين في مكان مرتفع
وفي مواجهتنا، وعلى مسافة حوالى 200 متر تقريبا . واندهشنا لاختلاف لونهما
عن لون قواتنا . وسال أحدنا الآخر هل هما لنا أم لأعدائنا؟؟ وفي الحال جاءنا الرد
الفوري بوابل من النيران التي سقطت فوق
سيارتنا
وقد نتج عن ذلك موت
ثلاثة جنود وأصيب السائق بطلق ناري في يده.
وفي الحال قفزت من السيارة على الأرض وركضت للخلف بحثا عن مكان أحتمي فيه الى أن
"تعبر المصائب" . وكم من الطلقات النارية سقطت
حولي!! وقادني الرب الى حفرة كبيرة بدون
سقف فألقيت بنفسي على الرب بداخلها . حدث ذلك الموقف حوالى الساعة 8 صباحا
ولم أر الضابط الذي كان معي. وبعد ان هدأت أصوات الطلقات
النارية ، وقفت بحذر شديد
أستطلع الموقف . وبمجرد أن رأى جنود الأعداء خوذة رأسي
قاموا باطلاق نيران أسلحتهم الالية فوق الحفرة . واتحذت الوضع راقدا
في أحد جوانب الحفرة . وكانت الحفرة على مسافة
حوالى 200 متر من الدبابتين . وحاولت الخروج من الحفرة عدة
مرات فلم أستطيع لأن العدو في كل محاولة كان يقوم باطلاق نيرانه فوق الحفرة .
وصرخت للرب بقلب منكسر وبروح منسحق منتظرا خلاصه ، وكانت في قلبي تلك الكلمات
الرائعة "لخلاصك انتظرت يارب"
قادني الروح القدس للقراءة في كتاب العهد الجديد ، الانجيل
، الذي قدمه هدية للقوات
المسلحة أحد رجال الله
قبل الحرب بأكثر من 3 سنوات
لتوزيعه هدايا للضباط والجنود
وكانت كلمة الاهداء التي كتبها رجل الله في أول صفحة هى:-
( أخى في خط النار
: سلام الرب معك ، ومن
كل سوء يحرسك ، ليباركك الله بجميع
البركات السماوية التي احتواها هذا العهد الجديد " قلب
المسيحية" الذي أبعثه اليك اعترافا بالجميل . الرب يرعاك ويبعد عنك كل شر
وأذى ويردك لنا وللوطن المفدى منتصرا سالما.
من أخيك بنعمة المسيح :
الاسم ... العاصمة ... التاريخ
شهر .. سنة .... التوقيع..)
ولما فتحت الكتاب وجدت أمامي أصحاح 25 من سفر أعمال الرسل.
ولما قرأته وجدت فيه كلمات تشابه الخطر الذي كنت فيه مثل: "وهم صانعون كمينا
ليقتلوه في الطريق... يوجد رجل تركه ... أسيرا ... صارخين أنه لا ينبغى أن يعيش
." ثم قرأت اصحاح 26 فوجدت فيه تشجيعا عظيما
مثل:"قم وقف على رجليك لأنى لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادما وشاهدا بما رأيت ... منقذا اياك ... فاذ حصلت
على معونة من الله بقيت الى هذا اليوم ..."
ولما كان من المستحيل أن أقف أو أتحرك في الحفرة ، قرأت
اصحاح 27 الذي وجدت في بدايته كثيرا من
العبارات التي بها وصفا واضحا لمخاوفي مثل :"أسرى آخرين... الرياح كانت
مضادة... لم تمكنا الريح أكثر ... صار
السفر.. خطرا ... هذا السفر عتيد أن يكون بضرر وخسارة كثيرة ليس للشحن والسفينة فقط بل لأنفسنا أيضا ... بعد قليل
هاجت علىها ريح زوبعية ... سلمنا (أصابهم
اليأس) فصرنا نحمل ... كانوا خائفين ... كنا في نوء عنيف...اشتد علىنا نوء ليس
بقليل ، انتزع أخيرا كل رجاء
في نجاتنا !!
ثم في قراءتي باقي الاصحاح وجدت الكلمات المشجعة والمعزية
التي قالها الرسول بولس للذين كانوا معه في السفينة التي كانت تتحطم في البحر ، فكانت سبب تعزية وطمأنينة جدا لنفسي
اذ قال لهم ".. والآن أنذركم أن تسروا ...لأنه وقف بي
هذه الليلة ملاك الاله الذي أنا له والذي أعبده ، قائلا لا تخف يا بولس ...لأني أؤمن بالله أنه يكون
هكذا كما قيل لي"
وفي الحال كتبت بجوار هذا الوعد المطمئن التاريخ ../../.. ووضعت خطا تحته وتشجعت
وشعرت بقوة حضور الرب معي بدرجة لا أستطيع أن أصفها . وملأ
قلبي سلام الله الذي يفوق كل عقل . ثم قرأت باقي الأصحاح ومع أنني وجدت بعض الآيات
التي تعبر عن الخوف مرة أخرى مثل"نحمل تائهين ... كانوا يخافون أن يقعوا على
مواضع صعبة رموا من المؤخر أربع مراسي " الا أنني كنت واثقا أن
الرب سينقذني مهما كانت الحالة التي حولي. وأقول بصدق كنت أشعر بقوة يمين الرب
تسندني وترفعني فوق كل الظروف وثبت نظري
على الرب نفسه واتكلت على كلمة وعده الصادق .
2-الخطر الثانى :
عدد 4 دبابات
للأعداء : دبابة يمين الحفرة ودبابة يسار الحفرة ودبابتان أمامي
في الساعة الواحدة ظهرا من اليوم الثانى للحصار
، يوم الثلاثاء ، عندما كنت محاصرا داخل الحفرة
وأمامي عدد 2 دبابة للعدو منذ الساعة 8 صباحا ، اقتربت دبابة للعدو من الحفرة وما أرهب الأصوات المزعجة التي تنتج من تحرك
الدبابة ! وكنت أصرخ للرب بلجاجة عند
اقتراب أي دبابة . وفوجئت بأن تلك الدبابة عندما وصلت الى الحفرة وقفت بجانب الحفرة
اليمين ، وما أشد الهلع الذي أرعبني !! وتحيرت هل الأعداء وقفوا ليأسروني ؟؟
أم هم يستعدون لقتلي؟؟
وكان صراخي للرب بأكثر وأكثر لجاجة ، دون أي همسة من شفتي
أو أى حركة مني ، كنت كالميت بدون أي حركة . وبعد لحظات ازداد الخطر جدا جدا .
فحدث أن اقتربت دبابة ثانية للعدو ووقفت من الجانب الآخر من الحفرة ، يسار
الحفرة، وليس ذلك فقط بل تعقدت أموري ودنوت للفشل
، عندما سمعت أصوات الجنود الأعداء
وهم يتبادلون الحديث معا من داخل الدبابة اليمنى والدبابة اليسرى، وكنت أنا في الوسط في الحفرة
كأني ميت . وبقلب منكسر وبروح منسحق جدا صرخت للرب يسوع المسيح ليتمم وعده "
لا تخف " . وكنت ما زلت ممسكا بيدى سلاحى الروحى كلمة الله على هذا الوعد
المطمنن . وما أقسى تلك الدقائق الحرجة والمؤلمة جدا في كل
حياتي!! وازددت حيرة وهلعا
هل هما يتبادلون الحديث معا من هنا وهناك بخصوصي ؟؟ وماذا تريد أن أفعل يارب؟؟
وبعد حوالى 15 دقيقة تحركتا الدبابتين تجاه الدبابتين
الموجودتين في مركز قيادة العدو .
ففاض قلبي بالشكر العميق لربي والهي يسوع المسيح الذي نجاني" من موت مثل هذا وهو ينجي الذي
لنا رجاء فيه أنه سينجي أيضا فيما بعد" ( 2 كو 1
:10) فماذا حدث "فيما بعد
" ؟؟؟ هذا هو موضوع
الخطر الثالث من أخطار يوم الضيق.
3- الخطر الثالث:
دبابة للعدو وقفت بجانب الحفرة فوق رأسي
والسائق أبطل تشغيل المحرك
في الساعة 2 بعد
الظهر من ذلك اليوم الرهيب ، يوم الثلاثاء
،أي بعد انصراف الدبابتين من يمين ويسار الحفرة
بمدة ساعة تقريبا ،أي بعد 6 ساعات من وجودي أمام عدد 2 دبابة بمركز قيادة
العدو ، " اضطجعت ونمت " "هللويا " مجدا للرب الذي "
يعطي حبيبه نوما " أين ؟ في وسط الاعداء
،في الحفرة فحقا " بسلامة
أضطجع بل أيضا أنام لأنك يارب منفردا في
طمأنينة تسكنني " ( مز 4 :8 )
واذا بدبابة للعدو اقتربت
من حفرتي ففي الحال استيقظت فزعا
ورعبا . ولما وصلت الدبابة الى الحفرة ارتعدت كثيرا . وعندما أبطل السائق تشغيلها
صرت في حالة خوف وهلع لم يسبق له نظير ولم
يحدث له مثيل في كل حياتي . قلت لنفسي : هل هى اللحظة الأخيرة في حياتي قبل أن
أنطلق الى المجد والسلام في الفردوس؟؟ أم هى لحظة وقوعي ذليلا في الأسر؟
وان لم يسمح الرب
لي بالموت أو بالأسر هل تحدث لي اصابة من العدو
فأظل في الحفرة الى الموت؟. واذا بصوت من راديو يذيع نشرة الأخبار بلغة العدو
التي لا أفهمها . وبعد حوالى ربع ساعة قام قائد الدبابة بتشغيلها واتجه بها الى مركز قيادتهم الموجود امام
الحفرة منذ الصباح
وكم كانت السعادة النفسية
والسلام الالهي الذي يملأ قلبي !! وفاض قلبي بالشكر والحمد للرب يسوع
المسيح. حقا "ليتعظم الرب المسرور بسلامة عبده" . وما أقوى كلمة الرب المشجعة "لا تخف
لأني معك" !!
وبقيت في الحفرة دون تحرك ماسكا بيدي كتاب العهد الجديد
مفتوحا على الوعد " لاتخف "
لدرجة أن مياه
العرق بللت الأوراق وأن الرمال الصفراء كانت واضحة في الكتاب.
وفي مساء ذلك وبعد غروب الشمس ، أردت الخروج من الحفرة ولكنني لم استطيع ، وبحق كانت الحفرة بالنسبة
لي كما قال داود عن الرب " لأنه يخبئني في مظلته في يوم الشر، يسترني بستر
خيمته "(مز 27: 5 ). فكانت الحفرة مكشوفة وبدون عناية أو حماية انسانية ولكنها
أصبحت بحق مظلة الرب وخيمته ، لذلك من يستطيع أو يجرؤ من الاقتراب منها؟ فلهذا كان
من نصيبي العناية والحماية الالهية بقوة
حضور الرب نفسه وبتنفيذ صدق وعوده ،
فيتمجد اسم الرب القدير .
وفي صلاتي المستمرة قلت للرب : ماذا تريد يارب أن أفعل؟ هل
تريد ان أخرج أم أنتظر في الحفرة ؟ "أقول الصدق في المسيح . لاأكذب وضميري
شاهد لي بالروح القدس" انني شعرت بقوة صوت الروح القدس يقول لي" انتظر
الرب ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب"(مز27
وفعلا أراحني الرب أن أنتظر بالحفرة . ولكن في حوالى الساعة 6 مساء ،أى بعد وجودي
10 ساعات في الحفرة ، مظلة الرب وخيمته، تأكدت من صوت الرب يقول لي : قم واخرج
حالا لأن المكان في خطر جدا ، وفهمت من صوت الروح القدس أنه من المحتمل جدا أن
تقتحم الحفرة دبابة للعدو للمبيت فيها. فقمت حالا للخروج من الحفرة وثبت نظري في
الرب وأمسكت بالكتاب مفتوحا بيدي ,ولكنني
شاهدت أمامي نور يضىء باللون الأحمر ثم يختفي
واعتقدت أنه كمين من العدو
ولكن بسرعة تاكدت أنه مصباح معلق على مركبة ، ربما سيارتي ، لكى لا تصطدم
بها قوات العدو لأن الحفرة بجوار طريق فرعي يؤدي الى مركز قيادة العدو . وفي لحظات
شعرت بقوة الرب تخرجني من الحفرة .
وفي ظلام الليل وبعد 10 ساعات كاملة من الرعب والفزع من حولي ، ولكنني كنت في حالة التمتع بسلام الله ، وقفت خارج الحفرة وما أكثر
قوات العدو من حولي !
وبعد مسير شاق وخطير
أوجدنى الرب أمام قوات تابعة لنا ، وبالرغم من عدم معرفتي لكلمة سر الليل ،
أعانني الرب بوصولي بين أيدي قواتنا بسلام . ولا أنسى أن الجنود قدموا لي كوب ماء
مع برتقالة فأنتشعت وارتويت بعد ظمأ وجوع يومين سابقين.
ولما وقفت بين الجنود سألوني كيف استطعت الحضور الى هنا من
الحصار؟ ففي الحال لم أتردد لحظة واحدة فقلت لهى اختبار انقاذي وأريتهم كتاب
الانجيل الذي كنت ماسكا اياه ومفتوحا على الوعد :"لاتخف"ثم اقتادوني الى
قائد الوحدة ، وحدة الصواريخ التي كان لها أعظم الأثر في تدمير قوات العدو. وقابلت
العقيد قائد قاعدة الصواريخ وعرفته بنفسي وبوحدتي، المدفعية، المجاورة لوحدته
،وبكل ترحاب عاملني بكل رفق ولما سألني هو ومجموعة ضباط القيادة الذين معه كيف
خرجت من الحصار الى هنا ؟؟ ، قلت لهم اختبار انقاذي ، فقال الجميع:
ان العناية
الالهية هى التي قد حفظتك .
وهكذا انتهى أخطر وأصعب يوم ، يوم الضيق يوم الشر
، اليوم الثانى يوم الثلاثاء
"انتظارا انتظرت الرب فمال الي وسمع صراخى وأصعدنى من
(الحفرة)"(مز
40 :
"بالرب تفتخر نفسى . يسمع الودعاء فيفرحون .
عظموا الرب
معي ولنعل اسمه معا.
طلبت الى الرب فاستجاب لي ومن كل مخاوفي أنقذنى" (مز
34 : 2-4
3-اليوم
الثالث : يوم الأربعاء :
"في
يوم الشر"(مز 27 :6)
طول النهار
في ملجأ قائد وحدة الصواريخ في الحصار وليلا سيرا في الصحراء
كنت في ملجأ قائد الدفاع الجوي ، قاعدة الصواريخ . وفي
الصباح الباكر كانت هناك مفاجأة سارة . لقد حضر الى الملجأ الضابط زميلي الذي كان
معي بالأمس في السيارة. وقلت له قصة انقاذي ، فكانت تلك هي المرة الثالثة التي
فيها أشهد عن انقاذ الرب يسوع المسيح.
ولكن بعد قليل كانت هناك المفاجآت الكثيرة الغير سارة . فقد
ضيق العدو حصاره الشديد علينا ، وتوالت الأخبار المفزعة لقائد الصواريخ . وبصدق
تذكرت الأحداث المؤلمة التي أصابت أيوب.
وفي المساء فوجئت بقائد الصواريخ يأمرنى بالانصراف من وحدته.
فحاولت بشدة وبتوسل أن أظل معهم للدفاع عن أراضينا ولكنه رفض وبشدة ، وكرر الأمر بخروجي فورا
وكانت وجهة نظره أن العدو ألحق خسائر كبيرة في وحدته وخاصة المواد التموينية فلا
يوجد عنده ما يكفي لوحدته أو لأي فرد من خارج وحدته. فأطعت أمره العسكري وتأكدت
بأنه :
" من عند الرب خرج الأمر"(خر 24 :
50 )
وكان معي الضابط زميلي و ضابط وجندي من وحدة أخرى ، كنا
أربعة أفراد ،وجثوت على ركبتي رافعا يدى الى السماء ، الى عرش النعمة ، واستودعت
نفسي والرجال الذين معي ليدي الرب، وتركت ملجأ القائد المحاصر "وكان لي
الملجأ الدائم: " الله لنا ملجأ وقوة عونا في الضيقات وجد شديدا لذلك لا نخشى.." ( مز 46 :1 )فحقا"
اسم الرب برج حصين يركض اليه الصديق ويتمنع "(أم 18 :10 ) "اقول للرب
ملجأي وحصني الهي فاتكل عليه"
وقصدت الوصول الى وحدتي ولكن مهاجمة الأعداء لنا
جعلتنا نسير طول الليل في الحصار، تارة
نركض وتارة أخرى ننبطح على الرمال للهروب من الأسر أو الموت . وسرنا مسافة حوالى
10 كيلومتر في خوف شديد وهلع رهيب. وكنت ماسكا سلاحى الروحى " سيف الروح
" كلمة الله في كل وقت . وبالرغم من خطورة الموقف بالعيان ،فقد كنت في اطمئنان
وسلام من الله واثقا بالايمان بأن الرب معي وسينقذنا .
وانتهت تلك الليلة الصعبة ووصلنا بمعونة الرب الى مكان
محاصر أيضا بقوات العدو . ومما لاشك فيه أن وعد الرب "لاتخف لأني معك "
كان صخرة ثابتة تتحطم عليها كل هجوم من ابليس وكل أفكار من داخل نفسي وكل مناظر
مزعجة بالعيان "لأن الله ليس انسانا فيكذب ولا ابن انسان فيندم ، هل يقول ولا
يفعل؟؟ أو يتكلم ولا يفي ؟؟"(عد 24 : 19 )
4- اليوم الرابع : يوم الخميس
"في أرض قفر وفي خلاء"(تث 32: 10 )
نهارا
تطاردني دبابة للعدو وطول الليل سيرا في عناء
كان من المستحيل التحرك نهارا بسبب الحصار الشديد . فمكثنا
نحن الأربعة في مكان في البرية.
وكنا في عطش وجوع . ورتب الرب في محبته ونعمته بأن يقدم لنا
أحد الجنود الذي كان يمر بموقعنا كوب ماء احتفظنا به في وعاء بلاستك معنا (زمزمية) وباكيت بسكوت .
ولشدة حاجتنا للمياه نحن الاربعة ، كان أحدنا يصب الماء في غطاء الوعاء البلاستك
(غطاء الزمزمية)، والباقين يضعوا أيديهم تحت الغطاء لاستقبال أى قطرة مياه لكي لا
تسقط على الأرض .
وفي المساء فوجئنا بدبابة للعدو تطارد مجموعة أفراد تابعين
لقواتنا وكانت تقوم باطلاق النيران عليهم . ولما اقتربت منا نحن الأربعة تحركنا
بسرعة الى قمة تل (تبة) فطاردتنا وأطلق الأعداء نيرانهم علينا . وكانوا تحت الرابية يدورون لقتلنا أو لأسرنا،
ومن شدة الرعب أراد الجندي الذي معنا أن يسلم نفسه أسيرا لهم ولكني أمرته بالثبات
معنا نحن الضباط الثلاثة فأطاع الأمر
وفتحت كتاب
العهد الجديد على الوعد " لا تخف " (أع 27)،ووضعته على قمة التل أمامي
مفتوحا ، وجثوت على ركبتي رافعا يدي الى السماء الى عرش النعمة " من حيث يأتي
عوني"
وحدث من شدة
الرياح أن أوراق الانجيل رفرفت ولما مددت يدي لأثبتها وجدت أمامي مرة أخرى الوعد
المشجع والمشدد " لا تخف .. لأني أنا معك ولا يقع بك أحد ليؤذيك"(أع 18
:9، 10) فكتبت التاريخ بجوار هذه الكلمات المعزية وحصلت على السلام القلبي. وبعد
أن فشلت دبابة العدو في أي ضرر لنا انصرفت بعيدا .
وتحركنا من ذلك
المكان . وجرينا قاصدين سيارة تابعة
لقواتنا لنحصل على ماء او طعام . ولما اقتربنا منها شاهدنا عدة أوعية بلاستك بيضاء
(بيدونات مياه) ففرحنا جدا . ولما وصلنا اليها كانت هناك صدمة قاسية ومفاجآت غير
سارة : وجدنا الجندى سائق السيارة ميتا من العطش لأنه لا توجد أي اصابات به ،
وأوعية المياه كلها فارغة .
وسرنا طول الليل وسط
الحصار بسلام الله ، وهكذا انتهى اليوم الرابع ولكن احسانات الرب لم تنته
"لأن مراحمه لا تزول هي جديدة في كل صباح "(مرا 3 :21-23 )
5-اليوم الأخير : يوم الجمعة:
"في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء"(مز 63 :1 )
في الساعات الأولي من الصباح كنا في حالة عناء وظهرا تم
الانقاذ الالهي
في أول ساعات ذلك اليوم ، كنا في حالة اعياء شديد ، فلا ماء
ولا طعام ، لمدة حوالى 3 أيام ، ولا أمان
حولنا ، لكني كنت في أمان وسلام لأن الله معنا وكان الوعد المطمئن هو
السلاح الروحى الفعال والصخرة التي لا تتزعزع في مواجهة كل الأخطار والأفكار.
وأثناء المسير وجدنا خزان مياه كبير تحت الأرض ففرحنا جدا
ولكن لما وجدناه فارغا حزنا جدا. ولكن نزل الجندي الذي معنا داخل الخزان وملأ
الخوذة من المياه الراكدة القليلة . ولما خرج من الخزان وجدنا أن المياه لا تصلح
للشرب ،ولما تذوقتها لم أستطع الشرب.
وفي حوالى الساعة 11 من صباح يوم الخميس وجدنا أنفسنا بين أيدي قيادة الجيش الخلفية ويا
للسعادة العظيمة ، ويا للسلام
والأمان لوصولنا بمعونة الله الى قواتنا .
وكم وجدنا من قواتنا الترحيب والاستقبال الحار وكل احتاجاتنا المطلوبة!!
شكرا للرب يسوع
المسيح الراعي الصالح الذي أنقذني فكيف لا
أخبر بكم صنع بي ورحمني !! ؟
وكل قصدي من هذه القصة الواقعية الحقيقية هو : أن يتمجد الرب ، وأن أشهد بأن الكتاب المقدس هو
كلمة الله الموحى بها وكل ما ورد فيه لابد
أن يتم ، وقصدى أيضا تشجيع النفوس للحصول على سلام مع الله من جهة الأبدية
بالايمان بالفادي الوحيد الرب يسوع الذي دمه الكريم يطهرنا من كل خطية ،فليس بأحد
غيره الخلاص
وليتشدد وليتشجع قلب كل مؤمن مسيحي حقيقي ليحصل على سلام الله الذي يفوق كل عقل براحة القلب في عبورنا في وادي ظل الموت ، وفي
وادي البكاء.
وقريبا ستنتهي البرية بمجيء الرب يسوع باختطافنا اليه فنكون
معه كل حين في سلام أبدي ." آمين
.تعال أيها الرب يسوع "
وطلبتي الى" الله الذي رعاني منذ وجودي الى هذا اليوم
" أن يشملكم برعايته وعنايته الالهية
.
"ورب السلام نفسه يعطيكم السلام دائما من كل وجه .الرب
مع جميكم . "(2تس)
انقاذ الضابط (...)حبيب يسوع
الى
الكتاب المقدس | الى
مجلة النعمة
| الى صفحة البداية |
للمراسلة