التحصين
من اهم مفاخرالطب اكتشاف امكانية وقاية الانسان(والحيوان) ضد ما قد يتعرض له من امراض جرثومية ولا يممكننا التاكد بصفة قاطعة عما يحدث فعلا داخل الجسم لاننا ندخل فيه الجراثيم لاننا ندخل فيه الجراثيم نفسها التي تحدث المرض المطلوب الوقاية منه بعد ان نكون قد قتلناها او نزعنا منها ضراوتها .ونجد ان هذه الجراثيم تنبه الجسم كما لو كانت في اشد اطوار التنبه او تنبه اجهزة دفاعه على وجه اصبح جاهز لتصنيع اجسام مضادة فاذذا ما تعرض الانسان للعدوى سارعت هذه الاجسام المضادة بطريقة ما والتفت حول الجراثيم واوقفت تكاثرها واحداثها للمرض.وحتى لو حدث المرض فانه يكون اخف وطاة مما لو كان لم يكن هناك تحصين سابق.
وهناك خاصية غريبة وهي اذا صنع الجسم هذه المضادات في وقت ما فانه يتذكر تصنيعها اذ تعرض مستقبلا للجرثومة نفسها وهذا هو السبب في ان من يصاب بالحصبة مثلا لا يصاب بها مرة اخرى.ويدخل التحصين الفعال في برامج الصحة العامة للوقاية من الامراض ومنع دخول الامراض المعدية الى المجتمع والسيطرة عليها اذا وجدت وقد قامت الدولة بتحصين افرادها حسب نوع الامراض الموجودة في المجتمعات وقد يختلف جدول التحصينات من دولة الى اخرى ويعطى القاح عادة ودائما للاصحاء ما عدا في حالات قليلة حيث يعطى اللقاح للملامسين فمثلا في مرض الجدري يعطى اللقاح للملامسين للوقاية منه وذلك لان انتاج الاجسام المضادة يحتاج الى ثمانية ايام اذا حقن للمرة الاولى واذا كانت للمرة الثانية فيحتاج الى يوم واحد بينما تكون فترة الحضانة حوالي اسبوعين بينما في باقي الامراض تكون فترة الحضانة اقصر من فترة تكوين الاجسام المضادة مثلا.فلا يفيد اعطاء لقاح السعال الديكي للملامسين لان فترة الحضانة للمرض حوالي عشرة ايام بينما اذا اعطينااللقاح فانه يحتاج الى ثلاث جرعات اي حوالي 3-4 شهور..
وقد تمكنت اكثر الدول التي تجري التلقيحات بصورة اجبارية من تقليل عدد الاصابات بالامراض الى اعداد قليلة جدا لا تتراوح نسبتها 10% عما كانت عليه فبل عشرين عاما.
ففي حالة التلقيح ضد مرض الجدري اخذت منظمة الصحة العالمية على عاتقها مشروع العشر سنوات لابادة الجدري في العالم وقد تم ذلك سنة 1976 وتمكنت من القضاء على المرض او بقي محصورا في اربع دول هي
الهند
بنجلاديش
باكستان
اثيوبيا*
والسبب في القضاء على هذا المرض هو اجراء التلقيح العام ضد مرض الجدري اضافة الى تتبع الحالات المرضية ان عملية التحصين تولد اجساما مضادة وهذه الاجسام المضادة توجد اما عن طريق اصابة الجسم بمرض او بواسطة حوافز اصطناعية تعطى للجسم ويمكن ان تستحدث مناعة في الاجنة والطفل الوليد حديثا عن طريق التحصين للام اصطناعيا ضد مرض او اخر خلال اشهر الحمل حتى تتولد لديها اجسام مضادة تنقل الى الجنين لتحميه لفترة زمنية بعد الولادة كما هو معمول في تطعيم الحامل ضد مرض التيتانوس لحماية الوليد من مرض التيتانوس والتطعيم يهدف الى اعطاء جسم الانسان مناعة ضد مرض معين عن طريق الفم او الحقن العضلية اوالجلدية وتعتمد الحصانة التي تكون عند الانسان بذلك المرض على امرين هما:
ان تكون في دم الانسان اجسام مضادة لميكروبات او سموم ذلك المرض
ان تكون عند خلايا جسمه مقدرة على التهام الميكروبات المسببة للمرض بانواع اللقاحات المستعملة التالية
اللقاحات البكتيرية
قد تتكون من الجرثومة البكتيرية الحية المصنعة مثل لقاح الدرن او من الجرثومة بعد قتلها بطريقة خاصة مثل لقاح التيفوئيد
اللقاحات الشبه تكسنية
وهي تتكون من التكسين بعد تحويله الى شبه تكسين بحيث يصبح عديم القدرة على احداث الضرر
اللقاحات الفيروسية
يمكن في حالات قليلة حقن الفيروس المسبب للمرض كما هو بطريق غيرالطريق الذي يدخل منه الى الجسم لاحداث المرض الطبيعي
الاسباب والحالات التي تحول دون التطعيم
التطعيم وقاية من المرض ولكن يجب ان يتمتع الطفل بحالة صحية جيدة وحرارة طبيعية عند التطعيم في الوقت المعين على ان يؤخذ الطفل للتطعيم حال زوال السبب المانع *
اذا كان مريضا وحرارته مرتفعة
اذا كان مصاب بالاسهال
اذا كان الطفل مصاب بطفح جلدي وبثور ملتهبة
اذا كان الطفل مصاب بحالة الانفلونزا او رشح شديد
ويجب تذكير الامهات ان المطاعيم لا يرافقها رد فعل او مضاعفات جانبية فلا يطرا اي تغير على الطفل بل يبقى مرتاحا معافى ويستثنى منها مطعوم الحصبة والدفتيريا حيث يرافقها ارتفاع الحرارة في اليوم الخامس او السادس بعد المطعوم
جججداول التحصين ل التحصين
التحصين ضد الجدري
اول من اكتشف التحصين ضد الجدري الصيدلي الانجليزي جنيز سنة -1798 عند ملاحظته حالبي الابقار المصابة منها خاصة فوجد ان الانسان الذي يلتقط العدوى من البقرة المصابة في اثناء حلبها تصبح لديه المناعة الكافية ضد الجدري ويحضر الطعم بجلب بعض الحيوانات الاليفة كالابقار والاغنام ويزال الشعر من مواضع عريضة بالجلد وتطعم عليها وعند تمام نضج البثرات تذبح هذه الحيوانات ثم تكشط البثرات بما فيها المادة المحتوية على الفيروس ويضاف اليها مقادير وافرة من الجلسرين كمادة حافظة وعند التطعيم تؤخذ نقطةاو اكثر منها مع العلم بان في كل نقطة ما يقارب مليون جسم فيروس حي
التحصين ضد مرض السل
يتم التحصين ضد هذا المرض بلقاح يحتوي على ميكروبات حية للسل ويعطى داخل الجلد
التحصين ضد شلل الاطفال و الثلاثي
يحتوي اللقاح الثلاثي على السعال الديكي والخناق والتيتانوس +فورمالين توكسيد ام ا شلل الاطفال فهو جراثيم حية مروضة ويعطى اللقاح الثلاثي على شكل حقنة بالعضلة اما لقاح الشلل فيعطى على شكل قطرات في الفم ويعطى اللقاح الثنائي المكون من الدفتيريا والتيتانوس وبحذف لقاح السعال الديكي لانه قد يؤدي الى مضاعفات فقد يحدث التهاب في مادة الدماغ في الاطفال الكبار
التحصين ضد الحصبة
يحتوي اللقاح على الفيروس الحي المضعف للحصبة ويلقح الطفل بعد الشهر التاسع من السنة الاولى من عمره بجرعة واحدة تعطى تحت الجلد او في العضل هذا اللقاح يعطي مناعة ضد المرض لبضع سنين
التحصين ضد الحصبة الالمانية
الحصبة من الامراض البسيطة واذا ما ظهرت الاعراض فسرعان ما تزول بدون تناول المريض اي دواء ولكن خطورتها تظهر فيما لو تعرضت لها الحامل وخصوصا في الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل وقد اكتشف خلال الثلاث السنوات الماضية لقاح ضد المرض يحتوي على فيروسات حية
التحصين ضد التيتانوس
لوحظ كثرة الاصابة بالكزاز الولادي لهذا فقد اتخذت الاجراءات الازمة لاجراء التلقيح للمراة الحامل بحيث يعطى لقاح التيتانوس التوكسيد للحامل في الشهر السابع وتعطى الجرعة الثانية بعد شهر الى الحامل في الشهرالثامن وبهذا تحصل الام على مناعة ضد التيتانوس وتنقل الى الجنين بواسطة المشيمة وتحدث لديه مناعة مكتسبة
التحصين ضد النكاف
يحتوي اللقاح على جراثيم حية ويفضل اعطاؤه للذكور بعد اكمال الشهر التاسع من العمر خوفا من حدوث مضاعفات بعد الاصابة بالمرض بصورة طبيعية وخاصة عند الذكور البالغين
التحصين ضد الكوليرا
يكون اللقاح ضد الكوليرا من جراثيم ميتة والمناعة التي يحصل عليها الشخص من جراء اخذ اللقاح قليلة ولا يعتمد عليها اذ ان الاهتمام بالنظافة الشخصية وصحة البيئة يساعدان على الوقاية من مرض الكوليرا
التحصين ضد التيفوئيد
يحتوي اللقاح على الميكروبات الميتة ويحتوي ايضا على الباراتيفوئيد ا.ب ولكن في السنين الاخيرة بطل استعمال جراثيم الباراتيفوئيدا.ب لثبوت عدم اعطائها مناعة في الجسم وفي الوقت الحاضر يعطى لقاح التيفوئيد فقط ويعطى على جرعتين ويعطي مناعة لمدة سنة او سنتين ويعطى حاليا للعمال المشتغلين في تحضير الطعام وتقديمه في المصانع والمطاعم ويعطى للمسافرين لمناطق معروفة بوجود مرض التيفوئيد بها
التحصين ضد مرض الانفلونزا
تختلف الاراء في فائدة طعم الانفلونزا وعلى كل حال فان الطعم يعطي وقاية قصيرة لحوالي 60_70% من الاشخاص المعرضين للعدوى اذا تم اعطاؤهم الطعم ما بين الاوبئة حينما يكون احتمال حدوث تحويلات في طبيعة الفيروس ضئيلا ويجب الامتناع عن اعطاء الطعم للذين يعانون من حساسية من البيض
لولا التحصين لبلغ معدل عدد الاطفال الذين يموتون من الحصبة ثلاثة من بين كل 100 طفل ولمات طفل من الكزاز واخر من السعال اليكي ولولا التحصين ايضا لاصيب طفل من بين كل 200 طفل باعاقة دائمة نتيجة الشلل
اللقاحات تحمي الاطفال من هذه الامراض لذلك فمن الضروري جدا اعطاء الطفل عددا من اللقاحات لضمان الحماية الكاملة له لذا كان لابد من توعية الاباء والامهات باهمية التحصين واعلامهم باماكن التطعيم ومواعيده اضافة الى عدد الجرعات التي يجب ان يحصل عليها الطفل
