بسم الله الرحمن الرحيم
الحضارات
حضارة معين
نشات دولة معين في الجوف الجنوبي فيما يمتد بين حدود حضرموت جنوبا ، وبين الحدود السياسية الفاصلة بين السعودية واليمن حاليا عند نجران شمالا .وقد عرفت مناطق معين الشمالية في الحجاز باسم وفقا لما اوردتة النصوص الاشورية ، من عهد "تجيلات بليسر" 734ق.م .والغريب ان المصادر العربية
ذكرت فقط بلدة معين ، وكانت تقرن غالبا ببلدة براقش حيث اشير اليها كمحفدين من محافد اوقصوراليمن القديمة .
وقد اختلفت تقديرات المستشرقين فيما يتعلق بنقطة البدء التاريخيي لحضارة معين ، ونقطة الانتهاء الزمني لوجودها
ما بين القرن الثالث عشر ق.م والقرن الحادي عشر ق.م وفقا لما يراة هومل وقيليبي او بدء القرن السادس ق.م او القرن
الرابع ق.م وفقا لما يراة موالر وريكمانز ربستون واولبرايت ،واكثرها ترجيحا كنقطة بدء تاريخي القرن السادس ق .م
وقد تعاقبت على حكم معين خمس اسر حاكمة تلقب اوائلها بلقب ديني "مزود" ثم في مرحلة تاليية "ملك " حوالي القرن
الرابع ق.م ونعتوا بصفات معيينة من اهمها صدق بمعنى الصادق بشور بمعنى المستقيم وريام بمعنى المتعالي .
ويعتقد ان معتى مزود من يزود المعبودات بقرابينها . وكانت السلطة في يد الملك المزودالملك .
ويساعدة في اعبائها المجلس من مشايخ القبائل واعيان العاصمة يدعوهم الملك الى اجتماعة
للتشاور في امور الضرائب ةالمنشات العامة . وكذلك للتشاور فيما يتعلق بامور الحرب ان وجدت .
.واتخذت الدولة قرناو الواقعة شرق الجوف عاصمة لها ، وتبلغ مساحتها نحومائة الف
متر مربع يحيط بها
سور ضخم ذي مدخلين تحميهما الابراج الجرية .
حضارة الكنعانيون :
اطلق اسم كنعان على فلسطين وقسم من سوريا اليوم وقد جاء الكنعانيون في نفس الموجة التي جاء فيها الاراميون وذلك
حوالي عام 2500ق.م غير انهم برزوا كمجتمع متميز في مطلع الالف الثاني قبل الميلاد تقريبا . ولم يتمكن الكنعانيون
من تاسيس دولة قوية موحدة وانما كانوا ينتضمون في جماعات صغيرة على راس كل منها ملك وكانت كل جماعة
تتجمع حول مدينة من المدن التى اسسوها والتي ما زالت تحمل اسمائهم مثل اريح وبيت شان غير ان انقسام البلاد الى
ممالك صغيرة متنافسة جعلها في حالة حرب مع بعضها البعض ، وحرمها الاستقرار الداخلي ، ووضعها تحت رحمة
هذا الانقسام والضعف
الطامعيين وفي الاوقات التي تظهر فيها بعض الاخطار الداخلية ، ويحتاجون الى التغلب على
كانت تسند الزعامة لاحدى المدن وتشكل حلفا مشتركا مثل الحلف الذي هزمة الفرعون المصري تحتمس الثالث في
عام 1479ق.م .
حضارة قتبان :
تقع دولة قتبان الى الجنوب من دولة سبا وتضمنت وادي بيحان المحاط بجبال الى الشرق ووادي حريب وما يشغل جزءا
مما كات من قبل اليمن الشمالية وعدن . وعاصرت في بعض عهودها بقية الدول الجنوبية سبا وحضرموت ومعين واوسان.
وتراوحت اراء الباحثين في تعيين بداية هذا الكيان السياسي حيث رجحت دراسة للدكتور عبد العزيز صالح احتمالية اشتقاق
الاسم وارتباطة مع تلك المجموعة البشرية المعروفة باسم " الجنبتيو" التي وردت ضمن قائمة تحوتمس الثالث المدونة
بمعبد الكرنك ، بمدينة الاقصر الحالية ، وقدموا حاملين الى حاكم مصر حوالي 1450ق.م . وذهبت اراء اخرى ترجيح بدء
كيانهم السياسي من القرن العاشر ق:م ، وفقا لراي البرت جام واولبرايت استنادا لدراستة للنصوص اللغوية من موقع هجر
بن حميد ، وكذلك وفقا لما يراة "فان بيك" استنارا لدراستة للانماط الفخارية من الموقع السابق الاشارة الية . واخيرا تذهب
وجهة نظر اخرى في الفترة ما بين منتصف القرن التاسع والقرن السابع ق. م كما تارجحت الاراء المنادية كذلك بنهاية تلك
الحضارة ما بين القرن الثاني ق.م او القرن خمسين ق.م او القرن الثاني بعد الميلاد .
وتلقب حكامهها في البدء بلقب ثيوققراطي وهو "مكرب" حوالي القرن السابع ق.م بما لة من قدسية ، وباعتبارالحاكم كاهنا
وشفيعا للناس عند الالهة ، ثم تحولوا الى اللقب السياسي "ملك" في فترة تالية وبطريقة مشابهة لما لاحظناة لملوك سبا
ومعين .
حضارة فيلكة :
تقع جزيرة فيلكة بالخليج العربي على بعد نحو عشرين كيلو مترا من دولة الكويت الحللية وهي تابعة لها سياسيا ،
ويبلغ طول الجزيرة 12كيلو مترا علىى شكل مثلث مستطيل الاظلاع بها تلال اثرية ومياة عذبة ، خصبة التربة
ولها موانئ طبيعية صالحة لحماية المراكب عند هبوب الرياح . وقد ساعدها موقعها على الطرق البحرية التجارية
بين وادى الرافدين وبقية مناطق الخليج على توافر جميع الاسباب لقيام حضارة غنية تعتمد على التبادل التجاري
وعلى الرسوم البحرية على السفن التي كانت تمر في موانيها .
,وردت اتسمية الجزيرة علىانها ايكار في المصادر الكلاسيكية خاصة كتابات بليني وسترابون وفي ارتباط مع اسم تلك
الجزيرة اليونانية في بحر ايجة تنفبذا لاوامر الاسكندر الاكبر . بينما يذهب راى اخر الى ان تسمية فيلكة الحالية في الاصل
تسمية يونانية بمعنىالجزيرة البيضاء ..
لم تحظ دولة الكويت بالكثير من اهتمام الباحثين في مجال الدراسات التاريخية والاثارية لاعتقادهم بان تاريخها لا يعود الى
اكثر من اواخر القرن السابع عشر ومطلع القرن الثامن عشر الميلادي . وكان لما قامت بة البعثة الاثرية من متحف
"ارهوس" الدانماركية في مواقع بدول الخليج العربي المجاورة دافعا الى استكشاف اثري بالكويت من قبل هذه البعثة بدءا
من عام 1958 لكي تجد صلة ربط حضاري بين مواقع الخليج العربي المختلفة خاصة خلال العصر الهيليننستي وما تلاه
وكان لما كشفت عنه تلك البعثة من اثار تعود لفترات اقدم من مرحلة الاسكندر الاكبر دافعا لمزيد من البحث العلمي ولجهود
علمية اخرى لبعثات اجنبية في المقام الاول ثم بمشاركة وطنية من قبل ادارة الاثار والمتاحف بدولة الكويت لتلك البعثات
الاجنبية . وقامت البعثة الاثرية الدانماركية باعمال الحفائر في جزيرة فيلكة فيما بين عامي 1958 - 1963 باشراف "بيتر
جلوب " و"جيوفرى بيبي " . وقامت بنشر تقارير اولية عن تلك التنقيبات الاثرية في مجلة كومل التي يصدرها متحف
عصور ما قبل التاريخ الدانمركي . وقد نشرت وزارة الارشاد والانباء الكويتية انذاك تقريرا شاملا عن تلك الاعمال
بعنوان تقرير شامل عن الحفريات الاثرية في جزيرة فيلكة عام 1958- 1963 م . ونتيجة لتوقف اعمال البعثة الدانمركية
توقفت التنقيبات الاثرية في جزيرة فيلكة بقرار من وزارة الاعلام الكويتية حتى عام 1972 م عندم تشكلت بعثة محلية
كويتية باشراف د. رشيد الناضوري وبمشاركة بعض الشباب العاملين في ادارة الاثار والمتاحف والتي انجزت مسحا
اثريا عاما . وقامت بعثة اثرية من جامعة " جون هوبكنز" الامريكية بالجزيرة خلال عامي 73/ 1974 م كان من بين
ما كشفت عنة بالمكان بعض الكسر الحجرية المصنوعة من حجر الاستياتيت ومجموعة من الاختام الدلمونية الدائرية الشكل .
