Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

نوح عليه السلام

هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ أي إدريس وينتهي نسبه إلى شيث -عليه السلام- بن آدم أبي البشر

روى البخاري عن ابن عباس-رضي الله عنهما- أنه قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام

كان نوح معروفا بين قومه قبل النبوة بالصلاح وحسن السيرة والاستقامة والخلق الرفيع لذلك كانوا يحبونه ويطمئنون إليه

ذكر نوح -عليه الصلاة والسلام- في ٤٣ موضعا من القرآن الكريم، وذكرت قصته مفصلة في القرآن في كثير من السور، منها: الأعراف، وهود، والمؤمنون، والشعراء، والقمر، وذكرت له سورة خاصة تسمى ”سورة نوح“، وكلها تشير إلى بعثته و ما لاقاه من قومه من جحود وعذاب، وصبره والعذاب الذي حل بالمكذبين وهو الغرق وإلى نجاة من آمن به

يرى بعض العلماء أن نوحا أول رسول على وجه الأرض كما روي عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكن ليس معنى ذلك أنه لم يسبقه بعثة أحد من الأنبياء قبله، فشيث وإدريس وآدم أنبياء، كلهم بعثوا قبله ولم يكونوا رسلا، فالرسول هو الذي أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه، أما النبي فهو الذي أوحى إليه بشرع ولكن لم يؤمر بتبليغه

عاش نوح -عليه السلام- طويلا وعمر كثيرا ،وكان أطول الأنبياء عمرا ، حيث أقام يدعو في قومه ٩٥٠عاما لقوله تعالى: (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما)_العنكبوت:14_ وتحمل من الأذى ما لم يتحمله أحد من الرسل لذلك ذكره الله من أولي العزم الخمسة وهم (نوح ،وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد) عليهم السلام

بعث الله نوحا -عليه السلام- إلى قوم (بني راسب) ،وقد كان قوم نوح أول من عبد الأصنام والدليل على أنهم كانوا يعبدون الأصنام قوله تعالى: (قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا* ومكروا مكرا كبارا* وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا* وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا)-نوح:21-24- وكان نوح يحدثهم عن التأمل والتدبر في مخلوقات الله، وأن هنالك فريقا في الجنة وفريقا في النار وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا فلم يصغ له أحد إلا واحد منهم عانقه ونصره حتى عرف بين قومه بوزير نوح

ولم ييأس نوح من دعوة قومه ليلا ونهارا سرا وجهارا، فلم يدع على قومه بالعذاب، وإنما كان لديه أمل بأن يكون فيهم أو في أبنائهم الخير والصلاح، ولكن خلال مدة دعوته الطويلة لم يؤمن معه إلا القليل منهم حيث يقدرون ب٨٠ نفسا ومعهم نساؤهم كما روى ابن عباس، وكان بين هؤلاء أبناء نوح الثلاثة (سام، حام، يافث).أما الابن الرابع فلم يكن من المؤمنين وكان كلما انقرض جيل جاء من بعده جيل أخبث وألعن، فقد كانوا يوصون أبناءهم بعدم الإيمان بنوح-عليه السلام- لهذا دعا عليهم نوح بعد أن يئس من إيمانهم فقال: (وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا*إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا)-نوح-26-27 ثم بعد ذلك أوحى الله تعالى إلى نوح بأنه لن يؤمن أحد من قومه به.فأمره الله تعالى ببناء السفينة مع أصحابه المؤمنين لينجوا بها من عذاب الله. بعد أن تم بناء السفينة أمره الله تعالى بأن يحمل معه في السفينة أهله وأصحابه المؤمنين وأن يحمل من كافة الطيور والدواب زوجين اثنين، وعندما حل عذاب الله تذكر نوح ابنه كنعان، فناداه ليركب معهم، لكنه رفض وقال بأنه سيذهب إلى جبل ليحتمي به ،فرد عليه نوح: (لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم)-هود:43- ثم أغرق الموج كنعان والذين كفروا. بعد ذلك هدأ الموج وتسرب الماء في شقوق الأرض، فتثبت السفينة عند جبل الجوديّ، وكان ذلك يوم عاشوراء من المحرم بعد أن بقوا في السفينة ١٥٠يوما وسمي نوح بأبي البشر الثاني لأن جميع أهل الأرض بعد الطوفان هم من نسل أهل السفينة الذين كانوا مع نوح، كل الخلائق ينسبون إلى أولاد نوح الثلاثة، فقد روى أحمد عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث هو أبو الروم