Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   

"المنبر الديموقراطي" يحذّر من استعداد لبنان وسوريا
لتقديم تنازلات "استسلاماً للأمر الواقع الاميركي"

   
دعا "المنبر الديموقراطي" الى اطلاق "ورشة حوارات واتصالات تأمينا للتماسك الوطني وتعزيزا للمناعة الداخلية".
عقد "المنبر" امس اجتماعه الشهري وقال في بيان انه "اعاد قراءة الاحداث التي جرت خلال الشهر المنصرم، وتداعياتها على الصعيدين الاقليمي والمحلي وتوقف عند اربع محطات، هي:
1 - انتهاء الحرب الاميركية على العراق باحتلاله.
2 - تشكيل الحكومة الفلسطينية مع تصعيد العدوان الاسرائيلي وطرح خريطة الطريق.
3 - تشكيل الحكومة اللبنانية على النحو المعروف.
4 - زيارة وزير الخارجية الاميركي لكل من لبنان وسوريا ووظيفتها.
وفي ختام المداولة تمت الموافقة على النقاط الآتية:
اولا عراقياً، كشفت الحرب العدوانية على العراق ضخامة الخواء الذي يعيشه النظام العربي وعمق الهوة الفاصلة بين هذا النظام والمجتمعات العربية، والاخطر انها كشفت حجم الاعطاب التي تسبب بها هذا النظام على مجمل هذه المجتمعات نتيجة ارتفاع منسوب القمع الذي تعرضت له في شتى جوانب تكوينها مما انتج اختلالات عميقة اثرت وستؤثر على قدرتها على مواجهة تحدي المخططات الاميركية - الاسرائيلية الراهنة والمستقبلية.
وفي هذا المجال اكد الجميع صحة الخيار الذي عبّر عنه المنبر والعديد من القوى الديموقراطية اللبنانية في رفضها الحرب الاميركية وما نجم عنها من احتلال للعراق وفي دعوتها الى مقاومة هذا الاحتلال واستهدافاته الاقليمية وفي رفضها، في الوقت عينه وادانتها عجز النظام العربي وتواطئه المضمر والمعلن مع المشروع الاميركي المعد للمنطقة بأسرها.
ان المنبر الديموقراطي اذ يؤكد ثقته التامة بالروح الكفاحية للشعب العراقي يدعو القوى الديموقراطية العربية الى دعمه بشتى السبل ليزيل الاحتلال الاميركي عن كامل ارضه ويقيم نظامه السياسي الديموقراطي البديل.
ثانيا فلسطينياً، كشفت تلك الحرب، ايضا، مزيدا من ابعاد العلاقة التحالفية الاستراتيجية بين الادارة الاميركية وحكومة ليكود الاسرائيلية، وقد برز ذلك في اوجه شتى، منها تزويد اسرائيل الاحدث من الاسلحة الاميركية والتعهد بمضاعفة الدعم المالي لها والصمت عن تصعيد عدوانها على الشعب الفلسطيني وفي المقابل ممارسة مزيد من الضغط على قيادة السلطة الفلسطينية واخيرا طرح خريطة الطريق عليها كصيغة الزامية لتسوية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي على كثرة ما في هذه الصيغة من مكاسب لمصلحة الطرف الاسرائيلي الذي، رغم ذلك، اعترض عليها في كثير من النقاط.
ان المنبر الديموقراطي، التزاما موقفه المبدئي من القضية الفلسطينية - اذ يدين بشدة الاسناد الاميركي اللامحدود لعدوان اسرائيل على الشعب الفلسطيني، يدعو الى المساهمة في توفير مختلف اشكال الدعم لهذا الشعب العربي المكافح منذ عقود بقيادته الوطنية من اجل الحرية والاستقلال.
ثالثا في المشروع الاميركي، استنادا الى ما توافر من معلومات اسفرت عنها التصريحات الاميركية خلال زيارة وزير الخارجية الاميركي لكل من لبنان وسوريا وما تناقلته وسائل الاعلام مقترنا بالاجراءات التي تتوالى تباعا ويتم الوقوف عليها من خارج الاطراف الرسميين نقرأ، بوضوح، دلالات تؤشر الى استعداد الحكمين اللبناني والسوري الى تقديم كمّ من التنازلات تنفيذا للاملاءات الاميركية وذلك استسلاما للأمر الواقع الاميركي وسعيا منهما لجعل نفسيهما معا في خدمة المشروع الاميركي المعد للمنطقة طمعا بكسب الرضى للحفاظ على سلطة شكّلت دوما الهدف الاسمى لديهما بعيدا عن توافق ذلك مع مصالح المجتمع في كل من البلدين. فالتنازلات، على الارجح، ستقدم في اكثر من موقع وسيتم التكيّف مع الدور الاميركي حيال الواقع العراقي الجديد والواقع الفلسطيني الجديد في اطار الصراع العربي - الاسرائيلي وتشابكاته اللبنانية خصوصا في ما يتعلق بالحدود الجنوبية وبحزب الله ومصير الوجود الفلسطيني في لبنان، وغير ذلك من استهدافات. لسوف يُصار الى ذلك تفاديا لاجراء اي تعديل في بنية النظام القائم في لبنان وحماية الدور السوري المهيمن في الواقع اللبناني نظرا الى ما في ذلك من تأثير حاسم على استمرار التركيبة السياسية الحاكمة في السلطة.
رابعا لبنانيا - سوريا، يواجه لبنان، اليوم، نتائج ما اتخذته ادارة الحكم من مواقف معادية للدعوات الاصلاحية التي تقدمت بها المعارضة الديموقراطية اللبنانية بهدف ردم الهوة بين الحكم والمجتمع وتصويب العلاقات وتحسينها بين لبنان وسوريا. فقد دعا المنبر الديموقراطي، من موقعه المعارض، الى انجاز تسويتين اثنتين: تسوية لبنانية - لبنانية تزيل الاحتقانات والتشويهات التي ولدتها سياسة عدم احترام الدستور اللبناني من الحكومات المتعاقبة بعد الطائف وسياسة عدم احترام اتفاق الطائف عينه ايضا، وتسوية لبنانية - سورية تعيد الاعتبار الى قيم الندية والاحترام المتبادل والحرص على المصالح المشتركة في العلاقات بين الدولتين وذلك احياء لتاريخ العلاقات السوية واستنادا الى اتفاق الطائف، وما كان يبغي المنبر من وراء دعوته تلك الا تمتين اواصر الاخوة بين الشعبين وتوسيع قاعدة ارتكاز الحكم في لبنان ليتمكن من تحمل عواقب وتطورات مرتقبة، ولكن، ويا للأسف، فإن ادارة الحكم في كل من لبنان وسوريا انتهجت نهجا عدوانيا حيال هذه الدعوات الاصلاحية وحيال القوى التي اطلقتها وتعاملت مع الامر برمته بأعلى درجات الاختزال والاستئثار من جهة والمحاصرة والالغاء من جهة اخرى مع استخدام اشد اساليب العنف والقمع في انتهاك فظ لاحكام الدستور ومقتضيات الوفاق الوطني وانتهاك فظ للحريات الديموقراطية وحقوق الانسان والاضرار بمصالح غالبية اللبنانيين. وللمفارقة المفجعة فها السلطة تتهيأ لتنفيذ العديد من العناوين وفقا لاملاءات اميركية ولاهداف تتناقض كليا والغايات التي كانت تتوخاها حركة المعارضة الديموقراطية ولا نستغرب، بعد، ان تقدم هذه السلطة، في وقت تقدم فيه التنازلات لارادة الخارج، على انتهاك سبل انتقامية بحق الشعب وقواه الديموقراطية المعارضة واعتماد اساليب ممعنة في سياسة الاختزال، وقهر الرأي العام، وهذا ما يؤشر اليه تأليف حكومة ما بعد احتلال العراق، فهذه الحكومة قد تولدت وفقا لمنطق السيطرة الفئوية المطلقة في تعارض اعمى مع ما تقتضيه طبيعة المرحلة من التأسيس على قاعدة الوفاق الوطني توفيرا لعناصر المناعة الداخلية. ان تفادي مخاطر هذه السياسات، الجارية والمرتقبة، لن يتم عبر طمر الرؤوس في الرمال وانما عبر مواجهتها بموقف معارض ديموقراطي يتسم بالتعاضد والشجاعة وفق جدول عمل وطني خارج جدول العمل الاميركي الجاري تنفيذه راهنا.
ان الاحداث قد اظهرت بُعد نظر المعارضة الديموقراطية في البلاد وعمق احساسها بالمسؤولية الوطنية وابتعادها عن انتهاز الفرص. واستنادا الى هذه المصداقية فإن مسؤوليتها باتت اكبر واشد الحاحا، وهذا يستدعيها الاقدام المتأني لتوسيع دورها الانقاذي الهادئ بعيدا عن كل السياسات الضيّقة والتصورات السطحية التجزيئية القصيرة النظر. وهذا ما يدعو المعارضة الى اطلاق ورشة حوارات واتصالات تأمينا للتماسك الوطني وصون الوفاق الوطني تعزيزا للمناعة الداخلية في وجه مخاطر سياسات التنازلات والتفرقة وخصوصا حملات التهشيم والاتهامات. لقد عودتنا السلطة ومكوناتهـا ومـن يمسـك بخيوط ادارتـها ممارســة كل انواع الديماغوجيــة والتشويه رغم انها تسـعى بشكـل محمــوم الى كسب رضى الخـارج واكتساب دور فيه وظيفيا يؤمن استمرار بقائها في نعيم الحكم".
   
10/05/2003 Annahar
   

Back To Al Manbar Al Dimocrati Main