«
إنطباعات يومية
»
سيشيل والحب الضائع
سيشيل لقد خاب فيك املي منذ سنين وفكرت في أن أنسى كل
ما كان وما كنا نأمل أن يكون.. ولولا إنك عدت تتقربين لإنتهى عهدنا وذهب أدراج الرياح... ما كان ما كان بيدي وما كانت رغبتي أن نؤول إلى ما آلينا إليه ولكنها يدك أنت التي وضعت الدسيسة خلسة .. ورغبتك أنت هي التي ساقت نحونا قدر التحول.. ياصوت الماضي وأنين الفراق، قد مات لنا عهد وتولد عهد .. وسنمحو عن الذكرى ما ألم بها من تجريح وما حل عليها من تبريح .. أنفة الصخور الرعناء حطمت طموح مشاعري وبلادة الحس أرهقتني وأرهقتني.. وسكبت شراييني على أرض جدباء ما أنبتت شيئا .. فمشست دون هدى حتى حط رحالي على حافة فراغ بعدها فراغ.. بالله هل أأبى إن أتتني آتية تدعوني إلى سكن سعيد فيه الزيتون و العسل والأعناب والحب؟ .. بالله هل كان إندفاعي وتعلقي ما أأخذ عليه؟ .. ما سعادتي ومشاعري تتألم ليل نهار تعصرها قساوة الإحباط في دورتها العكسية؟ أقول الوداع وفي جوفي .. خوف .. من أبعاد الوداع وفي عيني شرود .. أقول الوداع وقد أمسى ما بيننا في مهب الرياح وإنها حقا لأقدار مسطرة في كتاب مكنون
بين قصف الرياح ووقع المطر... بين عواء الضباع وفحيح الحيات وقلوب مثل الحجر...
ظل يرحل من أحراش إلى أحراش .. ومن بوادي إلى بوادي ...
ظل يرحل بلا جناح بلا زاد بلا عصا.
تمر عليه القيلولة في غفلة وهو ماض .. ويتجاوزه المساء على حين غرة..
صغير, لايعرف الأسفار ولا أسرار الدروب..
يحمل همه وغمه على أثمال ألبستها أياه أقدار الزمان..
ما التفت وراء قفاه ولا يدر يمناه من يسراه..
زخات المطر تصعق روحه وقصف الرياح يرج مشاعره..
ويمضي .. ويمضي بلا هوادة ..
ولولا أن رحابة الجزر ممتدة
وسعة الشطآن أمامه ماثلة
لأنكفأ على وجههه وسلم قلبه شهيداً بلا ضريح
|
|
|