Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

قصيدة  المنفرجة  


 لأبي الفضل يوسف بن محمد بن يوسف التوزري المعروف بابن النحوي، المتوفى سنة 513ه.


إِشتدّي أزمةُ تنفرجي     قد آذَنَ لَيلُكِ بالبَلَجِ

و ظلام الليل له سُرُجٌ   حتى يغشاه أبو السُّرُج

و سحاب الخير له مطرٌ   فإذا جاء الإبَّانُ تَجِي

و فوائد مولانا جُمَلٌ    لسُروج الأنفسِ و المُهَجِ

و لها أَرَجٌ مُحْيٍ أبدا   فَاقْصِد مَحْيَا ذَاكَ الأرَجِ

فَلَرُبَّتَمَا فَاضَ المَحْيَا    بِبُحورِ المَوْجِ من اللُّجَجِ
()

والخلق جميعا في يده    فَذَوُ سَعَةٍ و ذَوُ حَرَجِ

و نُزولُهُمُ و طُلوعُهُمُ   فإلى دَرَكٍ و على دَرَجٍ

و معايِشُهُم و عَواقِبُهُم   ليست في المَشْيِ على عِوَجِ

حِكَمٌ نُسِجَتْ بِيَدٍ حَكَمَتْ   ثم انتسجَت بالمُنْتَسِجِ

فإذا اقْتَصَدَت ثم انْعَرَجَت   فبمُقْتَصِدٍ و بمُنْعَرِجِ

شَهِدَت بعجائِبها حُجَجٌ   قامت بالأمر على الحُجَجِ

()

و رِضًا بقضاء الله حِجَا  فعلى مَرْكوزَتِها فَعُجِ

فإذا انفتحت أبوابُ هُدَى  فاعجل بخزائنها و لِجِ

وإذا حاوَلْتَ نِهايتَها   فاحذَرْ إذْ ذَاك من العَرَجِ

لتكون من السُّبّاقِ إذا  ما جِئْتَ إلى تلك الفُرُجِ

فهناك العَيْشُ و بَهجَتُهُ  فَبِمُبتهِجٍ و بمُنْتَهِجِ

فَهِجِ الأعمال إذا رَكَدَتْ  و إذا ما هِجْتَ إذَن تَهِجِ

و معاصي الله سَمَاجَتُهَا   تَزدانُ لذي الخُلقِ السَّمِج

و لِطاعَتِه و صَبَاحَتِها   أنوارُ صبَاحٍ مُنْبَلِجِ

من يخْطو بحُورَ الخُلْدِ بِها   يَحظَى بالحُور و بالفَنَجِ

()
فكُنِ المَرْضِيَ لهَا بِتُقاً   تَرْضَاهُ غَداً و تَكونَ نَجِي

و اتْلُ القرآن بقَلْبٍ ذِي   حُزنٍ و بصَوتٍ فيه شَجِ

و صلاة الليل مسافَتُها   فاذهَبْ فيها بالفَهْمِ و جِي

و تأمَّلَها و معانِيها   تَأتِي الفِردوسَ و تَبْتَهجِ

و اشرب تَسْنِيمَ مُفَجِّرِها   لا مُمْتَزِجًا و بمُمْتَزِجِ

()

مُدِحَ العَقلُ الآتِيهِ هُدًى   و هَوَى المُتَوَلِّ عنه هُجِي

و كتاب الله رِيَاضَتُهُ  لِعُقُولِ النَّاسِ بِمُنْدَرِجِ

و خِيارُ الخَلْقِ هُدَاتُهُمُ   و سِوَاهُمْ من هَمَجِ الهَمَجِ

فإذا كنت المِقْدَامَ فَلا   تَجْزَعْ في الحَربِ من الرَّهَجِ

و إذا أبْصَرْتَ مَنَارَ هُدَى   فاظْهَر فَرْدًا فَوْقَ الثَّبَجِ

و إذا اشْتَاقَت نفسٌ وَجَدت  ألَمًا بالشَّوقِ المُعْتَلِجِ

و ثَنَايَا الحَسْنا ضَاحِكةً   و تَمَامُ الضَّحْكِ على الفَلَجِ

و غِيابُ الأسْرارِ اجْتَمَعَتْ   بأمانتِها تحت السُّرُجِ

و الرِّفْقُ يدوم لصاحِبهِ  و الخِرْقُ يَصِير إلى الهَرَجِ

()
صَلَواتُ اللهِ على المَهْدِي  الهادي الناس إلى النَّهْجِ

و أبي بكرٍ في سيرَتِه  و لِسانِ مقالتِه اللَّهِجِ

و أبي حَفْصٍ و كرامتِهِ  في قِصَّةِ سَارِيَةَ الخَلَجِ

و أبي عَمْرٍ ذي النُّورَيْنِ  المُسْتَهْدِ المُسْتَحْيِ البَهِجِ

و أبي حَسَنٍ في العِلْمِ إذَا   وَافَى بسَحائِبِه الخَلَجِ

و على السِّبْطَيْنِ و أمِّهِما  و جميعِ الآلِ بمُنْدَرِجِ

و صَحَابَتِهِم و قَرَابَتِهِمْ   و قُفَاتُ الأثْرِ بلا عِوَجِ

و على تُبّاعِهُمُ العُلَمَا   بعَوارِفِ دينِهِم البَهِجِ

يا رَبِّ بهِم و بآلِهِم   عجِّل بالنَّصْرِ و بالفَرَجِ

و ارحَم يا أكْرَمَ مَنْ رحِمَا   عَبْدًا عن بابِكَ لَمْ يَعُجِ

و اخْتِمْ عمَلِي بخَواتِمِها  لِأكون غدًا في الحَشْرِ نَجِي

لَكِنِّي بجُودِكَ مُعْتَرِفٌ  فاقْبَلْ بمَعَاذِرِي حِجَجِي

و إذَا بك ضَاقَ الأمْرُ فَقُلْ   إشْتَدِّي أزْمَةُ تَنْفَرِجِي

 


Back

Home