|
عار
هؤلاء تزوجوا الذل وناسبوا العار
هؤلاء قوم ألفوا الفرار
يضربون بالسياط
يقذفون بالأحجار
يخنقون بالغاز
يقتلون بالنار
بينهم أطفال سألوا عن الثأر
- أين هو يا أب؟
- أين ما قلتم من نخوة العرب؟
و الأمهات
يخبرنهم .. عن موعد الهرب
لا احد يقاوم الصمود
لا أحد يحارب الأعداء
يستمر القتل فيهم .. يموتون كي يبعثون
كالرماد...
لن تصعد روح منهم إلى السماء
عار كل هذا
عار
ثعبان جريح.. لم يجد منذ الصباح
مدخل الغار
قط مريض.. اصطاده الفار
- و الثأر
أين الثأر يا أمي
أين نخوة العرب؟
- لا.. لا تسألوا ..فذاك يؤلمكم
غنوا لهمي
رددوا قصص التتار
و حرق بغداد
و يتم أم فلسطينية
و ثكالى "سرت"
انسوا خرافاتي عن الماضي.. عن الأجداد
قطعوا الأوصال.. مزقوا الأوتار
و ادفنوها في جوف ليل يصنعه الأعداء.
أعلى
الصفحة
****************
اليوم حين تسافرين
اليوم حين تسافرين
و تأخذك الحافلة و المسافة بعيدا عني
اليوم حين ترحلين
كزائرة.. كالذكريات
اليوم عندما تتركين المكان
أبقى
ههنا
وحــــــــــــــــــــــدي
اليوم حين تذهبين
و تتركين
وراءك ما تبقى مني
في انتظارك .. حتى تعودين
اليوم عندما تمضين
عبر المكان المقفر و الزمان الليلي
أعرف أنك حلم
أو سراب
يصارعان البقاء في قلبي
تذهبين باسمة
فتغار منك البسمات على شفتيَ
رحلة في عمري أنت
أو بداية طريقْ
بسمة من ثغري أنت
أو همس دقيقْ
حيرة في ذهني أنت
أو ريحان و رحيقْ
جولة في أماقي أنت
و أنت كلك أنت تبسمين
حين تذهبين
أتفرحين للوداع.. كما أفرح أنا للقاءْ
تمضين باسمة راكبة شيئا مني
ماذا أقول لعينك حين الفراقْ .. أو عند اللقاءْ
أيستمر الشوق فيَ حتى لا يطاقْ
أيقوى الهمس فيَ على الكلام
و القلب على
البلاءْ
لماذا تسرعين في الذهابْ
أحقا يعجبك الغيابْ
وهل حين تعودين
أكــــــــــــــــــونْ
و هل حين تعودين يخلق
الرجــــــــــــــــــــــــــــــاءْ
أأمشي فيك كباحث عن قطرة
مــــــــــــــــــــــــــــــــــاءْ
كتائه في صحـــــــــــــــــــــراءْ
كبحار بين فكيْ موجٍ عبابْ
أأمشي فيك كنسمة طيفٍ
كرعشة بردٍ
كنغمةٍ
كومضةٍ
كوريْقةٍ يحركها أنين هواءْ
أتعودين كي أعود
أتعودين كي أكونْ
أيخلق
منك
فيك
الرجـــــــــــــــــــــــاءْ.
أعلى الصفحة
*********************
حــــــــــــــائر
حيرت في
العواطف فسرت مع الحيارى
أدري و لا
أدري أن لي فيك حقا
و أهيم مع
الحيارى
لا هم بإسلام
ولا هم نصارى
يسألونك في
موطن التقديس/ قلب
فلا تجيبين
فتبخلين
أو تتمنعين بين العذارى
هل
يهواك من دون الهوى أحد
هل
يحبك كما تعلمين أو لا تعلمين
هل وقف
أمامك مشدوها
يا ليته دارى
ما لا يداري العشاق بعد بسمة
في الكوفة, في الحيرة, في أندلسِ
أو بخارى
هل يأتيك منه كما أتاك منك
موعد
هل
يهيم أو يستفيق
هل
يمشي وحده
أم
يرافق ما تبقى في ظلمة الليل
من سكارى
كلك سؤال
و لا جواب فيك
غير ضن كثير
حين أشتهيك.
أعلى
الصفحة
*******************
هل أتاك
يعجبني فيك أنك كالكرى تمرين دون كلام
أو
كهمس صبوح يسلو في خريطة الإبتسام
ثم أسألك
أأتاك أم أتاك حديث روحي
و مزقت في السرداب ظلا
و
حيرت في الحي خلا
أم
أتاك الكلام كطفل ليلة الفطام
حديثي... هل أتاك أم أتاك نبرة
عود بدون أوتار
قصف مدفع
أم حفيف أشجار
هل أتاك يوم التقينا ... من أقرأك مني السلام
هل حماك من ثغري
رعشة برد أو عطسة زكام.
أعلى
الصفحة
*******
لا تسألي عني
حتى المخيلة تحجبينها عن دورها
حتى أفكاري الطائشة تحرمينها من فرحها
و أبقى شاردا من دون حلم
لا طريق لي
ليس لي بك علم
تمضين كالصورة الثقياة
تهزني كي لا أرى
تعيدينني الى الذاكرة
أبحث فيك عن خير ما في الورى
أهيم كالعنكبوت بدون خيوط
تعصرني ذكراك
تلفني
تخنقني كاذرع الأخطبوط
أقف شاردا .. ويتمرد في آفاقي الشوق و الهوى
لا ابتسامة حظ.. لا كلام.. لا نجوى
فسيري في طريق الصمت .. سيري
و لا تسألي عني لو كنت عليلا
خيريني بين البقاء.. و البقاء و طيري
و اطفئيني ان حسبت نفسي قنديلا
هو ذا اليوم بين يديك مصيري
فحركيه او أوقفيه كي أعرف نفسي
مهجورا كنت منك أم خليلا
و قولي لنفسك:
تيمته
أغرمته
أهديته العذاب على طبق من الشوق
و قولي لضعفي:
ويحك.. ابعد, فما لي بك حاجة
أو.. انتظريني في مفترق الطرق
خذي ما تبقى من نومي
ها هو ذا على الطبق
و امنحيني ما تبقى لديك من الأرق
فلا تضيع نسمة إلا وشعاعك فيها
ما أحلى أن يمر الحب مع الشبق
ما أحلى أن تكوني سيدة العذاب
يقهرني ظلمها
ما أحلى أن تكوني أوراقا خضراء
في ذي الصحراء .. يحجبني ظلها
فأمشي مثقلا بحلم كصبيب العرق
أوقفيني إن أخطأت
علقيني على الصليب
داوني إن مرضت
كوني أنت الطبيب
و امسحي بكف هزها الحنان
بقايا شؤم مشتد اللهيب.
أعلى
الصفحة
*******
أنت يا فاطمة
ما لي نصيب الدمع في عينيك يا فاطمة
ما لي أسأل عنك يا فاطمة
لا جواب من فيك يكسرني أو
بسمة تقهرني
و لا عاصم لي إى من رحم
تقف الشهادة بيننا و أمك يا فاطمة
نداءك المبحوح في نفسي
و ربيع الآرض .. و الصمت .. و عينيك
كلهم
و أنت يا فاطمة
سجنيَ البعيد.. و أحلامي المرموزة
تأوهاتي صارت عجوزة
و سنيَ تجري
و المكان .. أنت يا فاطمة
أنا لا أهواك
و لا أنساك
ولا أعيش بعيدا و لا لألقاك
أنت اللاأدري
أنت صوت الروح العميق
أو جزء من عمري
لو كنتِ الموت
لصيرتك التراب لقبري
أو الحياة.. لكنت حنين صدري
أنت يا فاطمة.
لو فرت الأحلام بين الصور و الوسادات
لتكررت أنت يا فاطمة
و أبقى سجين نفسي
فلا أدري هل معك يحلو الكلامْ
هل يصلي العشق أم يرفع يديه في تيهٍ
في أنسٍ أو بؤسٍ
ليفتح اسماً مع السلامْ
لو يستمر الفجر أو الليل بيننا
لو أعرف ما ديني عليكِ
لكنتُ يوماً لديكِ
أو أقمت لك الهيامْ
و أهديتك فرحة عرسِ
لو كنت غير نفسي
لصيرتنيها .. يا فاطمة.
طاطا في 1991/02/12
أعلى
الصفحة
*******
آهــــــــــــات
لو
تسمح فاطمة بالهوى و سوء الختامْ
لو
تفعل فاطمة بي فعل اللئامْ
لو
تمتص دمي
أو توغز الجرح
لو
تمزقه و تكثر آهـــــــاتي
لو
تحيرني أو تدمرني
لو
تهمس في أذني .. فاطمة
لانتهى إليها الكلامْ
مذ
كنت شيئا يبعثر كالجنين
مذ
أقرأتها السلامَ
و أنا أبحث فيها
عن كل ما فيها
فاطمة لم تمزق الغمامْ
لم
تهمس في جرحي
لم
تكبلني مع الأيتامْ
آهـــــــــاتي لم تأتي
فما بها لا تأتي
و لا تعانق فاطمة
أصبر
وما لها عندي - و لا عندها لي -
لا
جمل ولا سنامْ
لا
جزء من حينا
و لا
همس لبعضنا
و لا
.. حتى كسرةُ من ابتسامْ
ليس لي كل ما فيها
لا قلب.. و لا جسم .. و لا كلام
و
تطير المسافات و الذكرى
فلا
أنا في عشها
و لا أنــــــــا بعيد مع الكرى
لا
مقتول أو عائش في ظلها
حبيب .. ألذ الخصام.
طاطا في 1991/03/15
*********
ملجأ حي العامرية
لو أن العامرية قالت .. لما
قالت مثل فؤادي
لو
أن البدو حكوا .. لخبت نارهم قبل سهادي
لو
في الرحمة حب .. لبكت مثل بلادي
و
الكوفة و البصرة تسألان : ما بكِ يا بغدادي
فلا
جرح فينا يساوي جرحنا
و لا
دمع من أعيننا يسيل
أعين
حبلى بالقنابل و الأطفال
يقتلون
طائراتهم فوق الضباب.. جنودهم خلف التلال..
و
نحن ننتظر..
و
العامرية عطرت جسمنا المنهوش
و
السى على محياكم و الأسف..
ابتسامة الغدر .. يقهرها الأبطال
و
التفكك آت : فلا عمر للظلم تصرخ بلادي
....نقصف ..... تتفرجون....
تبكي
الشام من جوقة العرب
و
الجزيرة في تمزقٍ و اشتداد اللهب
بينما أمريكا في السماء حولت مجرى المطرْ
و
العامرية تقدم أطفالها
دروسا للرضع الكبار
يسقط الشهيد.. تحيى الأزهار
يسرع
الخائنون لقطافها
يحاكمنا جزاروا باناما و فيتنامْ
تهمتنا ظلم الإنســــــان
حكمهم مـــــــــــوت الأنقاض فينا
و لكي لا ننامْ
نصبوا العدل أنفسهم
فيضحك المدعي العامْ
ليكثر في شعبنا الثكالى و الأيتامْ
و في
جيوبهم دولارات اللئامْ
ينزل
القاضي حكمه غاضبا على العامرية
يجلدها .. فيزداد في بيوتها
الابتسامْ
فالموت لم يعد يخيفنا
و لا
صرخات العظمى.. أو تهديد الأقزام
لو أن العامرية قالت
لغنت للحب المفروضة
لوحدتنا المفقودة
لو أن الليل انجلى
لأسقط على الخليج الظلام.
طاطا في 1991/02/15
أعلى
الصفحة
14
دجنبر
يا حمقاء الزمان
يا زغرودة الأوان
يا موت العصيان
و مولد الهذيان
يا بشرى الظلام و الأحزان
يا قلبي
يا منبع اليتم و الأشجان
ما السؤال
ما الأهوال
ما الصراع د
ما الجياع
ما الخوف
يا أرض النسبان
يا بكاء اليتم في مولد الضحى
و الشروق فقر ميت بين الغسيل و الأواني
يعصى لساني أن يقول
و ماذا يقول لساني
تضيع النبرات
و الكلمات
و البسمات
و الخوف
و الإدراك
و الإشراق
و التعتيم يولد هائجا
والزور جاء يغشاني
و نوم الزوار غط مستيقظا
قديما .. متجددا
هاتفا بالنوم في كل الآذان
رجعت
الى العذاب منكم
باكيا متشردا أنادي
عينان قد مزقهما الحلم .. عينان
عائدتان من اليتم و الهذيان
شردهما الضرب و الإضراب و المضرب و المضروب
رجمتهما الأشجار بالأغصان و العيدان
دم على وجه المليح يسير
جرح
نبرة على الأوتار
بأس أهداه الأشرار للزمان
رجرجة تخبر عن موت قبل الأوان
يا مطلع القبح في زمن ضئيل
يا نداء العليل للعليل
كم من بسمة أيقظها النهار
كم من حلم مزق الأسوار
يا بندقية الجوع و التضليل
اجلبي السواح من كل مكان
وامسحي الشوارع من دماء الكلاب
واكنسي المغاور من بقايا الضباب
وعودي بسمة يحملها غصن الزيتون
و مزقي أوراقي و الكتابة كي أكون
أو لا أكون
يأتي الرذاذ من البحر
و الجبل علق الفانوس على الباب
و أغنات من هنا و هناك
وصيحات ترقع السكونِ
فيولد في حيهم طفل
و في بيتنا مجنون
يمضي كي يستشف من بقايا الدموع
عقب سيجارة
و يأتي الرذاذ من البحر
كي يبكي الموتى
و سجائر "السيكار" تشعلها حرارة الدماء
فل ما تشاء
يا قلبي
يا رجع الصدى في أوهام مليئة بالبكاء
كذبوا
خربوا
تسربوا
إليك يا موطن الأحشاء
أرهقوا
مزقوا
سرقوا
الأحلام من فكيك يا قلبي
و رحنا جميعا نبكي موطن الأشلاء
يا يوم الجيم الغاضب
يا بومة ضاعت في ابتساوها الكواكب
نحن فيك يا جيم الجمر الخامس
و ويل لقلبي من جنون الخنافس
من النور و الضياء.
10-1990/12/17
أعلى الصفحة
************
صراع
يقهقه أبو نواس
يضحك من كل الناس
من العرْبِ و العجمِ
يصفق له الرشيد
و زينب و البرمكي
ويأتي من وراء دجلة
ضخم
يهتف باسم الخصم و الحكم
يتصارع في بحرنا الأخوانِ
و يمددان الحرب بالنفط والنيرانِ
و يبكيان الأول من ظلم
و الثاني
من تسلط العدوان
تزغرد الفرقعات
و الشهب بضوءها المظلم
تساقظ ذات اليمين و ذات الشمال
على غصن من دجلة
صار منبراللفعل و الشهادة
أقف شاردا على رصيف الماء
أتساءل
أين العُرب و الأعراب
أين النحو ة الإعراب
و منطق السورة الأولى
يهربون من سؤالي
يتثاءبون
يصنعون مؤتمرا
يطفئون المشعل
و نمضي كالأيتام يوم عيد
هديتهم كالقدس و بيروت
هروب
هجرة
قتل
و الأحباب يمجدون السكوت
تتلاشى امبراطورية الصمت العربي
يقتلني الأعداء برصاصنا
تقف الأمهات
تجففن الخليج من دماءنا
و تأتي أمريكا لتحليَ ماء البحر
من سيشرب الماء و كلنا موتى
من يخزن الدولارات
من يقرأ النشيد أو يردد الأغنيات
نصغي بلا آذان
فيبدأ القصف ليلاَ
تبهج السماء
يرتعش القتلى
تصفر الخضرة و يأتيها العندليب صامتا
تحتضن امرأة و طفلا
و لا جديد في الكواليس
غير بسمة عُبس
تبقع كل حبلى
أرى يما أرى
شيخا و كهلا
يجرون نحو الصواريخ كي تصيبهم فلا تصيبهم
يستمر الصمت حتى الفجر
تزينه قصور النهار و بسمات الساسة
لا جديد غير الصمت
يمزقني
و يأرقني
فأنام
على رصيف الماء
حيث النفط و البارود
أعلى الصفحة
*************
كنتِ
كنت في الحي و الشفاه تمزق جسمكِ المستور
كنت لي الضياء و النور
كنت بسمة على الباب معلقة
كنت الحنفية والماء
كنت كلاما يمزق السطور
وكنا في كل ضيق نتذكر القبور
و الضحايا
و الغيوان
والدم المغدور
و المطر لم يهطل ليغسل الزقاق من بقايا الدماء
لتبقى البقايا وبقايا الضحايا
و المرايا تخفي وجها عبوسْ
تمرد على النار و الخبايا
و زار اروقة الجحيم في سرور
و تجذر في الحب وعمق الجذور
لينسى العصى
ويسامح يوم النشور
من كسر الكأس على فم جريح
من سيمشى وحيدا
عندما " الفلك يْدورْ"
ضربوا فينا التمرد على شهوة الحياة
دمروا فينا التذمر من ضيق الحياة
كنت في قبضة الشرطي عصىً
و في قبضة الراعي زهورا تذبل
كنت في فك الرضيع بكاءً
و قلبي قد مزقه البكاءْ
وشرخ في بيتنا ينبا بالسقوط
و يفتح ذراعه لاستقبالنا سجن مهجور
لم يعد للولادة معنى
لم يغن المطربون بموسم الزهور
كعادتهم
كنت في أمَس حاجة الى رحيق
كانوا في أمس حاجة الى بريق
يخطف الماء و البصر
ينتظرون فوران التنور
على نغمات الناي و رقص سالومي
كنت يحيى عندما اقترب السيف من دمي
او يعقوب من غير قميص
يا يعقوب لا تبكي
و نادي في السماء يوم الولادة
و طفلنا المغرور
و شاة من بلاد الرعب و الزيادة
يا يعقوب لا تبكي
كي يحبك الصغار
ويرقصوا على قبر
سالومي
كنت ماء عذبا في آنية
أو تمثالا من البخور
كنت زورقا في بحر دافئ الخلجان
مياهه لن تمور
و شراعنا مزقه النسيم
ههنا
ههنا ضاعت أسطورة الحياة
بين الوغز والعسل
لا تبكي يا يعقوب
أو لا تصبر يا يعقوب
لا تدع دمعك الهزيل يذوب
سيأتي به الأحفاد يوم الولادة
سيأتون به جليدا
يحطم المعاول و الفؤوس
يكسر الكيسان و الكؤوس
فم جريح
و الأطلس الضخم انحنى
أثقلته دمعة يتيمة
أثقله الصمت و السكوت
عقبان حوله تدور
تظن أن سيموت
لا تبكي يا يعقوب
وصير في بلادي حزنك موكبا للشموع
و الدروع
و ابعث مع الدعاء يحيى
وخذ حقك من الشهيد
كنت ومضة صبح تخترق الجنون
وأنا أحيي فيك الموت و العقيدة
يا صورة الظلام في البيتِ
يا توجه الخنوع و الصمتِ
ياموتيَ البطيئَ
يا موتي
مزقوا أثواب سالومي
أخرجوها من دمي
كي أمشي نحو الصبح والحقيقة
على ضوء عقب سيجارة
أو تجاعيد وجه مبهور
يمضي التباعد بي حيث تلقاني
يغني الهادرون أغنية الرحيل
بين فـــك و
ابــرة و
سـيف طويل
بين معاول العهد القديم
وفتات المراحل
يغني الهادرون أغنية الرحيل
بين الأديم
و قرط أذن تسمع
يرددون مقاطع الشؤم و الغربان
يضحكون
يفرحـون
يمرحـون
يمزحـون
يشربـون
كأس الحياة في سرور
يحرفون الكلام .. يقبرون الآذان
يُلبسون الصلاة و الزكاة ثوب فقير
يقولون " اللي قدَرْ شي ما يْديرْ يْديرْ"
كنت حورية في بحر عميق
كنت صوتا يُحَرف الزمن
كنت عاصفة تداعب الشطآن
ويمضي التيه بين الموت و الولادة
فيصبح الشرخ قنطرة العبور
عشت للخوف اسجد
و تسري بين ضلوعي رعشة الشعر المكبوت
عشت ظمآن أمزق ذاتي
كنت في الظل ترتقبين الدمار
كنت ممن ذاقوا مرارة الحصار
عشت للخوف أسجد
و تسري في ضلوعي رعشة الشعر المكبوت
عشت ظمآن أمزق
ذاتي كنت في الظل ترتقبين الدمار
كنت ممن ذاقوا مرارة الحصار
يتلذذ الخوف بانهزامنا و تخاذلنا
يصفق للفرار
يحملون سلاحا
ترددين الأشعار
تقرئين شعرا
فهي المحاكمة
تحررين الكلام
فهي المحاكمة
تغتالين الظلم مع الشعراء
فيأتي قاضي المدينة و الخصم والحكم
فتوضعين وراء الجدار
و يحكم القاضي و هو الخصم و الحكم
يمزق الأوراق
يبني الأدلة
يصنع الشهود
يجرح ساقيه و يمشي في الشوارع حافيا
يختلط الحكم و الدم و لست
بريــــــــــــــــئة
كنت سجنا لقلبي يوم كان في السجن عارْ
كنت سجينة الوحدة و الانشطار
كنت دمعة الذئب البريء
و نسمة الحكم البريء
يؤرقني الظمأ في حلقك البريء
و الخصم نصب القاضي
وتم الحكم و السلام.
يناير 1991
أعلى
الصفحة
**************
انشطار
تنشطر القصيدة على شفتايْ
و تمزقني الوساوس
تكبلني خطايْ
ما عدت أملك غير دمع و ابتسامة من الأديم
خدعتني يدايْ
يستمر الخطو و المشي
آت و غاد
وأنا واقف و عن يميني ظلام و عن يساري
رؤايْ
أتسألني الشمس و ماذا تقول
أيأتي القمر و يحملني الرحيل
و أجمد في مكاني أمجد ذكرايْ
يسألني الصبح فارا من دمي
يقتلني النور و الحقيقة
و لا تسمعون غير بقايا من جسم مكتمل
صرت نحلا من الشعر
أو كذبا من الكلامْ
و لا جديد غير الكلامْ
يستمر الصمت والمشي
و تعقني الأيـــــــــــــــام
مات خل الوفي
أثقلت رحيله القوافي
و ومضات الاستمرار الطويلْ
هنا أغنية للحب
هناك نشيد للرحيلْ
تكثر لوْلواتنا و تلوينا
و لا كفن يغطينا
و لا لحد يوارينا
يستمر الصمت حتى يقهره
السكون فينا
و في الهواء لسعات المعدن تبحث عن قبر شريد
أو نغمات نايْ
تأوهات نايْ
تمر مسترخية بين القتيل و الشهيد
و لا شهيد في مقهى يعتصر بقايا شايْ
يعجبني ظلمهم
يروق لي
يهدهدني
فأستيقظ مجموح الخواطر و الكوابيس
يعجبهم قتلي
يحلو لهم
يؤنسهم
فيسكرهم دمي بين الكؤوس و المتاريس
بعد حين أو هنيهة
بعد وقت كالزمان
سيُغسل جسمي الشهيد
و روحي في الأعالي
كالفحم تغسل كل مكان
فيفتح القبر نافذة أو ثقب نار
على الكواليس
في كل صدر بقايا بركان
ينتظر الصبح كي يفك يدايْ
يحول دونه الصمت والطاعون
يُخمده الغاصبون
يغطونه بوريقات خضراء
تكبل اليسرى وتكسر يمنايْ
تُسكِنني خربة
آكل زيتونا و خبزا وشايْ
افترش حصيرا
أنام هادئا
فتوقظني أحلامي على أبواب "فِرْسايْ"
تغيب الشمس مع دخاني
و شكواكم مزقت آذاني
يكتب الكاتب الشكوى
قاضينا يا إخواني
قاضينا لن ينساني.
طاطا 1991/02/05
أعلى الصفحة
************
شهر للخروج
تموز .. آب
.. أيلول.. و أشهر حُرُمُ
ولا قتال هنا و لا موت
و لا خبز و لا حُلْمُ
مساء يمر كالحنينْ
كطلقة نارْ
كومضة من أنينْ
كوصمة عارْ
كيوم يمزقنا فلا نختار
يكتب الشهيد أغنية و المرضعات ودعن أطفالهن في انتظار مولد جديد
تموز شهر للخروج .. و الخروج .. و الخروج
فتفتح الأبواب و على ظلها أجراس القيامه
أسامه
عمره ربيع و لا ربيع غير عمر أسامه
يحمل بندقيته و خنجره و قطعة خبز كوتها أفران بيروت
آب ..
انتظرنا قليلا مولد الشمس
لكن على حين غفلة سافر إبراهيم
كان إبراهيم محبوبا
يهيم في الطرقات.. يبحث عن مولد الأرض
و يبكي يوم الرحيل كطفل يرى موت أبيه أو كحبلى حين الولادة
تقرع الأجراس للرحيل .. و يكثر الذاهبون عن الأرض و المدينة
أيلول ..
رحلت أيام و
ا س ت ق ر ت على أرض الهجرة والضياع
و انتهى موسم الاصطياف
لم يُسمع صوت فوق سطح المدينة
أسامة
إبراهيم
ضمتهما السكينة
و على حين غفلة
تزغرد الباقيات لمولد طفل جديد
جاء ليزور العالم و بيده مقلاع
للرشق و الإقلاع
تموز مولد
آب مولد
أيلول مولد
و الأرض مولد
و النشيد لن يحيد .
أعلى الصفحة
***************
مولد
يولد فينا كضوء باسمٍ .. يحيِّينا كأيدٍ عديدة من وراء ألف ستارِ
يلهبنا كاستيقاظ نارِ
كرحيق زهر حالمٍ .. كعزف على آلاف الأوتارِ
كنسمة غابة تطل على البحرِ
كمرور ريح هائمٍ .. على وجهه
يولد فينا .. فتولد الأشعارُ
كأغنية ترددها الطيورُ .. و ترقص على لحنها الأشجارُ
يولد فينا كما تأتين يوم أتيتِ .. أو يوم سافرت في الليلة الظلماءْ
يولد فينا .. فتفتح له السماءْ
لطهره أبوابها
يولد فينا كميلاد النهارِ.. و يحمل من الأسرارِ
ما يحيـينا
و نرقب ولادته كأب حنون تُرهِبه الموت يوم الولادة فيخاف على
الأم-الزوجة و الطفل, و يقف وراء الباب ليكون أول من يعرف الخبر.
يتساءل عن صحة الأم وجنس المولود و هو يعرف أنه يسال عن الحياة
والموت و الولادة
يولد فينا .. ليعيش فينا كنجمة يُقَبِّلها
الكون الحنون
يولد فينا و تعلو ابتسامته اشراقة
السنون
و يولد فينا لكي يدوم...
أعلى الصفحة
**************
أين النفس
لك مني السلام وكل ما تحبين
لك مني تحية .. أو بسمة .. أو لا شيء
لك صمتي . أهديه لك ممزقا .. متلاشيا ..
ليس لي منك نظرة .. أو وقفة
ليس لي منك ما اريد أو ما لا أريد
لا تبعدي عني خطواتك
لا تمزقي سرابنا
لا تبعدي عني بسماتك
لا تضيعي دربنا
ودعينا نمضي في زمن الحريق و الهمس الدقيق
نحو غابتنا المرصودة
أنا أمشي .. و الخطوات بجانبي تمشي
تقف قبلي .. تسألني.....
أنا أغني.. وفي أغنيتي صمت مليح
كنقطة على خدك الأيمن
كوحمة فيك على خدك الأيسر
و أغني لتطول أغنيتي
كالمســــــــــــــــــــــــافة
بيننـــــــــــــــــــــا
كآلامـــــي
يا دنيايَ .. يا أنت
يا شكواي .. هل أشكوك لنفسي
أم أشكو نفسي لنفسي
و ليس لي غير نفسي
و نفسي تسأل
أين النفس
ليس لي منك السلام
فأمشي كصمتي الممزق المتلاشي.
أعلى الصفحة
******************
الجلاد الحزين
علموه كيف يفعل .. ففعل
علموه كيف يقتل .. فقتل
و
أصبح القلب جمودا
تنزل السياط على ظهور الصبايا
أما البنات فعقابه لهن آخر
ليس فيه ما يذكر
قضيب فوق المجمر
و
يوضع على الكتفين
و قضيب من نوع آخر
يزور مكانا فيها
ويصرخون .. وقلبه حجر
و يصرخن .. و لا يتذمر
و ما له أن يتذمر
فالصوت صوت الآخر
و العمر الفاني هنا يهجر
العذاب قد ألفوه و لم يعد شيئا يذكر
علموه كيف يقتل
لم يكن يعرف كيف يقتل
تختلط الوجوه لديه
ليعرف كيف يفعل
هي ذي غرفته .. ظلامها للأحزان يُوفر
و المجلودون لا يئنون ..
فتتراكم الأحزان في الأركان والزوايا
ماذا وراء هذا الظلام .. ما هي الخبايا
ضاعت من مخه بعض الخلايا
تلك التي تميز بين الإنسان والمكان
عندما يخرج للنور كالفئران
يلتفت يمينا وشمالا ولا ينسى
مسح حذاءه من غبار الظلام
ومن دم الشابات والشبان.
أعلى الصفحة
*************
تحتفلين اليوم
تحتفلين اليوم
و وحدي أطفأ شموع الميلاد
و لا يولد في قلبك حبي
و ناري كالشمع المضيء
تحييك ربيعا
و على عيني أنين الرماد
مبروك عيدك
بورك فيك الميلاد
هنئيني .. لا تديري وجهك
لا تجعليني كالمسيء
و لا ترمي على العواطف ثوب الحداد
أطفئي شموع الميلاد
ليبقى قلبي رهين
السواد
وبين الحديث و الحديث ألف تردد
و خوف
مبروك لك الميلاد و السنون التي تجري
مبروك أن وهبتني
سلاما
و حديث ذكرى
حين خبأت لك هياما يسكن الفؤاد.
أعلى الصفحة
*************
أيتها اللواتي...
انتظريني أيتها الماردة
الرعناء
و
مزقيني بين الرفوف و ظل غيمة
تؤثث
السماء
و
افعلي بي كما فعلت
بشفتيَ الحُمى
أيتها
الشقراء
انتظريني بين شجرتين على أرصفة الرباط
انتظريني عند قدم نخلة في مراكش
أو على
ضفاف نوافر مكناس
ثم
هبيني من الكلام ما أريد و
ما
تحبين
أيتها
السمراء
ما بك
لا تبحثين عن حلم لا نهاية له ..
و بين
نصفه و ثلثه تجدينني
واقفا
كزحف الرمال
على شاطئ صغير فارغ
أيتها
العذراء
التي
زوجتها أحلامي و عرائس الخيال
انتظريني عند نقطة على مرمى البصر
ثم
أضيفي ضوئك للون القمر
و
اصنعي منه تاجا للجمال
أيتها
البدوية
الحاملة لقلة ماء فارغة
تعالي مع الشياه وعصىً
نقيم بها خيمتنا
أَرخي
صوتك كشعرك يغزو ترنيمة الجبال
أيتها
العروسة
في حي
بالمدينة
موهي
جسمك بالحرير و الكتان
واخرجي
من بيتك بلباس الرجال
و كوني
كومة من العشق لكل
خجول
يخفي
وراء ابتسامة و انحناء رأسه
عطشا
إلى ريقك الزلال
و أنا
سأستقبل الزلزال
حين
لا أجد امرأة بين النساء
أو
حورية بحر يُعطشها الماء
أو
حمامة حسن لا تسعها السماء
سأستقبل الزلزال
كطالب
فناء
حين لا
أجد في كومة الحب حلما
قديما ظل يراودني
أو لسعة برد توقظني
من
نومي على قصب السلال.
أعلى
الصفحة
*************
أندلس اليتيمة
(بمناسبة مرور خمسمائة سنة على سقوط غرناطة)
خمس من
المئات تمرْ
خمس
ثقيلة على الجفون الحائرة
خمس
تخلد انفتاحهم والانكماش
يحاربون البحر .. نسكن القفر
و
نبقى حين يمضون إلى الأمام كالعطاش
اليوم سقطت غرناطة
بذل
قوم و ضعف الأمير
اليوم تحمل الزرواطة
تقمع
أناس يساقون كالحمير
وسقطت
غرناطة نحو السقوط
و
اليوم خمس من المئات من السنين
تمضي
ماسحة جفون أندلس باكية
أمريكا
.. ملكوها
وأندلس
اليتيمة باكية
خمسة
قرون من الزمان
أنبتت
في كل رأس مئات القرون
ليتناطح الإخوان
و تصفق أمريكا الأخرى
أو بالأحرى
تبتسم
أندلس الجديدة وراء شباك الجمارك و أوراق الفيزا
و تُعلق مشكلاتنا كالموناليزا
وراء
زجاجٍ وسلسلة في متحف الأممْ
الضيم عمْ
و خمسة
من القرون نزلت بلا هوادة
على رأس كالوسادة
لا
يملك من أمره
إلا
اللممْ.
أعلى
الصفحة
*************
أول مسمعي صوتك
أنت في
حسن صوت لا يلين إلا لأسمعه
أنت
هاتفة تهتف لي عبر هاتف بخيط طويل من هناك الى هنا
و أسمع
صوتك مرة
و مرة أخرى نبرات تهزني
كي أسمعك بلطف يساعد أذني على السماع
هنا .. أنتظر كي يحين وقت ألقاك فيه ببسمة كوجهك أنت
يصلني
صوتك .. أول مسمعي صوتك
و يسري فيَ بالنهار كالكتابة
كالحلم في يد سجين وحيد بين القضبان و الزنزانة
أنا
بعيد .. بعيد .. بعيد
أنا
وحيد .. وحيد .. وحيد
و أنت وراء الهاتف هناك أناديك
تجيبينني
تسألينني
يستحوذ الكلام منك عليَ
و صوتك
أ
موضوع أنت في ذاكرتي
أ سؤال لا أجيب إلا على جزء منه
أ حياة تكونين لحياتي
و سؤالي .. و سؤالي .. و أنت .. و المسافة
و المتاهة .. و موقف أمك .. و بعدنا عن بعضنا
أ سؤال.. أ أسئلة ..
هنا
أنتظر كي .. يحين النهار.. و الغد .. و لقاءنا.
أعلى
الصفحة
****************
سفرة لا كالأخريات
حين تنتهي أحلامنا على صيحات ديك يبشر بميلاد النهار، حين تنطفئ
النار و تختبئ الشرارة في وجنتيك .. و يعتريك خجل يفضحه الاحمرار، أرى في
عينيك التهابـــي و افتضاح الأسرار، أرى في ذاكرتك حبا لنسيان الماضي
و لهفة خطيرة للابتعاد عن موطن السهاد. و أقف كالجبال العارية في الجنوب أو
كالشرق الحافي القدمين.
حين تبسمين و تنقشع الشفاه عن جواهر لا تقطع لحما و لا خبزا، بل كلمـات
نتبادلها، أسمع في بسمتك دبدبات تسألنـــي أن أَرُصَّ الماضــي في قمطــر
طاولتـــي و أؤدي فوقها صلاة الجنازة.
حين أبصرتك على المقعد بجانبي، حسبتك طفلــة ولدت من أجلــي .. و أنت شمعة
و أنا كالشمعدان مبتهل أرمي بذاتي في النهر لأوفر ماءً للمعمدان كي يطهرك
و يصلب الحب على عمودين يحملهما اندثار .. نار .. و ليس لي فيها
اختيار .. جمر و أنا حائر بين المصير وكتلة الاشتهاء.. نار .. و
يستمر شوقــي كالانفجــار ،كحمم بركان تخشى الانطفاء.
حين يسير القطــار، و بعد زمـــن من التوهج و الرؤية، تشتهيك أحلامــــي.
وينطلق الحديث بسرعـــة صوتينا .. و يستقــر قراري بين الخلجان وجزر
الفـــرار، ويطلبني أن آخذه و أهديه إيـــــــــــاك على طبق
الانتصار.
حين يسير القطـــــــار على خطين يتلاعبـان بالمســـــــــــــافة
الزمــــــن، و يقف في المحطـة الثالثة، يولد بيننا الكلام و
بسمات تؤكد الأمل. يولـــد لا كالهمس، و لكن يولد كبركة مـــاء تتسع ككثرة
المـــاء فيـــها لتغطي الضفاف و تسقي فســـائل تكبر كميلاد ما بيننا.
يمضي القطـــار، و بعد هنيهة أدعوك فتجلسين بجانبي ليستمــــر الاقتراب..
بدأت أقتل وحدتي .. أعدمت الاغتراب. و صوتك ماضٍ يبعث فيَ نشوة
الصداقـــة، و أتمدد كالبركة و أكبر كما هو الانتصاب. لا ادري هل
يعبث بنا في تمايله القطار، أم هو الزمن يخبرني بموت السراب.
هي كينونتي فيك تشتهي التوهج. هي صيرورتي تمزق الحصار. و يستمـــر حديثنا..
و تستمر سفرتي....
طاطا في 17 يونيو 1992
أعلى
الصفحة
****************
أشعار بين السيف و الرصيف
(قصيدة/صرخة مهداة إلى كل الشعراء
المغاربة: الذين ذكروا بالاسم أو من خلال عناوين دواوينهم و الذين لم يتسنى
لي ذكرهم.. إليهم جميعا و إلى كل من يحب الشعر و يكتوي بغرام الوطن.)
قرأت
أشعاركم .. فبكيت
سمعت
أغنياتكم .. فبكيت
هزتني
مواويلكم .. فبكيت
و بكيتم .. فضحكت
مخطئا
كنت حين اعتقدت أن بين الناس حمقى
كنتم
تذهبون و دمعتي على رف الجفون تبقى
ترددون
كل يوم من الحديث ألف كلام
و لا
أصل حيث توارون لأن قبوركم ليست فوق قمم الجبال
أحنط
ذكراكم لتطول كالمسافات
أواسيكم .. أفقدكم
و
تمشون في المتاهات
قرأت
أشعاركم .. كلمة .. كلمة
رددت
المواويل و الآهات
وفي
كل حين كنت استفيق على ترنيمات
أو
مقاطع كلمات
نفرتها
اللغة
سمعت
بكاءكم شاحبا مريضا
تهرب
منه القواعــــــد
والسواعد
و الروافد
و المناضد
و الفوائـــد
و
القــــــــــــــوافـــــــــــــــي
أحنط
ذكراكم
فلا
تموت بين الذكريات ..
إلا ذكراكم
و
نساؤكم الباكيات
نساؤكم باكيات .. و على صدرهن حجاب و ربو قديم
شعركم
مات .. و صلى عليه سقيم
رجل
رحيم
لم
يعرف من الصلاة إلا النضال
و
النجدة من ضياعنا
مات
شعركم في دمي
حكى لي
كل الأهوال
قتلكـــــم
أسركــم
جرحكم
موتكـــم
فقركـــم
ضياعنا و بؤسكم
قرأت
أشعاركم
فدلتني
على موطن الجرح العظيم
وهبتني
نشوةً
أعادتني إلى مجالس الشعر القديم
إلى الشنفرى ومهلهلْ
إلى العبسيِّ و الطائيِّ
إلى التمام و النواسِ و الفراسِ
إلى الشجاعة والإقدام
إلى الحب والتقديـــس
قرأت
أشعاركم
فمِتًّ
فأخذتني الريح إلى الشمس مقبرتي
و هاجرت بي إلى المدن السفلــــى
فقتلــــوني ولم يساعدوا الزلـــــزال
قرأت
أشعاركم
فاحترقت ناري في مملكة النبض
حفظت
كل الكلمات
و
الشكاوي و الآهات
وسرت
مقيدا إلى هواجس الاختيار
بين هبوب الشمعدان
و انطفاء ناري
بين عينان تتسعان للحلم
و انتهاء أسراري
قرأت
أشعاركم منذ الولادة إلى زمن الاحتضار
رددتــها جميعــا
أهديتها لأقداري
جعلتها حقائب أسفاري
تؤنسني حين وقوع الانشطار
في رأسي
أو على قارعة الطريق
و أبحث
في ألمي
عن المعشوقة
عن الوطـــــن
فلا
أجد مع مـــــرور الزمــــن
إلا فراشات ســـــــــوداء
تؤكد استمرار المحن
أقول
لك و رأسي قد تطايرت أغصانه
لا تتحدث يا عبد اللطيفْ
عن الأمل
فهو
شيء يخيفْ
حين
تصاحبه رعشة فولاذية
من
هداياهم
لا
تتحدث كشاعر.. أو كمغامر
يرصع
تاج المعشوقة بلآلئ الوطن
يركبها
هودجا تسبقه الريحْ
إلى مقبرةٍ
فيهـــــا يستريــــــــــــــــحْ
مع
الإنسان .. وحقوق الإنسان
و سقوط
المذابح .. و اعتراء الأوثان
لا تكن
شاعرا كي لا تغتالك
الدواوين
والدواوين
و الألم الدفين
والخبز الحزين
ومجرات بدون نجومْ
كن
ثائرا
لا
امرئً حائرا
كي
تموت كالفراشات السوداء
لا
كالغوغاء
كالبهجة يوم عيد
أسكت
يا عبد اللطيف
أو كن
متنبيا و لا تمدحْ
أو
قيسا بعيون لا تنضحْ
كي
أزيل عن قصائدك كمامة
فتقول
بلسان قومنا لقومنا
ويلكم.. آن أوان الفوارْ
هل بكم دوارْ
هل بئر الزنزانة فعلا بلا قرارْ
نسكت
جميعا..
لا..
يصرخ
أحمد وقد جاء من دون استدعاء
السقـــــــــــــــــــــــــــــــــوط .. يــــا
قــــــــــــــــــــــوم
ثم
ينهض صلاح من دون نوم
فلا
زال في القلب شيء يستحق الانتباه
شعركم
.. نشيد البجع
كلامكم ركام من الرخام
هتافكم
يصنع سيرة المطر
يسقي
غصون الذكرى
و حافة النشيدِ
يعيد
ما تبقى لكم من فرحة العيدِ
ينسيكم
فقر الميلاد و يُتمَ الزنزانة
يرمي
بكم إلى مكتب
إلى مقهى
إلى حديقة
إلى شارع
إلى حانــهْ
أبدا
لن تبلى القصــــــائد
ستحرر
قمعكم
و تَعُمًّ الفوائـــــد
لن
تهيم القوافي
ومتاعب الديوان
لن
تسكت الأغاني
فما
زال في القلب شيء يستحق الانتباه
أعلى الصفحة
|
