بسم الله الرحمن الرحيم

دراسة لمقررات الجغرافية للمرحلة المتوسطة

مقدمة :

الحمد لله رب العالمين الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم والصلاة والسلام على المبعوث فينا رحمةً للعالمين نبينا محمد الهادي الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين ومن سار على نهجهم واقتدى أثرهم إلى يوم الدين . ثم أما بعد :فهذه دراسة موجزة أجريتها على مقررات الجغرافيا للمرحلة المتوسطة طبعة 1421هـ تعرضت فيها بشكل مختصر لتحليل ونقد هذه المقررات وطرح بعض المقترحات من أجل تحسينها وقد جاءت هذه النظرة من خلال الخلفيات التي استفدت منها في مجال دراساتي التربوية ، ومن خلال عملي كمعلم ومشرف تربوي ، ومن خلال اللقاءات العديدة التي تم فيها طرح الأفكار وتبادل الآراء مع الزملاء المعلمين والمشرفين التربويين حول المقررات الدراسية وما فيها من سلبيات وإيجابيات وما تحتاج إليه من وسائل وطرق تؤدي إلى تطويرها والوصول بها إلى أفضل المستويات .ولا يخفى أن القيام بدراسة المقررات دراسة تفصيلية شاملة لكل جزئية خاصة بالمحتوى وأسلوب العرض و التقويم والرسوم والصور والخرائط والأشكال التوضيحية وإخراج الكتاب بالشكل الصحيح خالياً من الأخطاء المطبعية والإملائية تحتاج إلى العديد من البحوث والدراسات والتي تستغرق جهد كبير ووقت طويل .لذا أستطيع أن أقول أن ما كتبته يعتبر صورة مصغرة لذلك متمنياً أن يضيف لبنة جديدة في سبيل الرقي بمستوى هذه المقررات بشكل أفضل مما هي عليه الآن .سائلاً المولى عز وجل التوفيق والسداد .

مقرر الجغرافيا للصف الأول متوسط :

أشتمل مقرر الجغرافيا للصف الأول متوسط على دراسة أسس الجغرافيا الطبيعية حيث تناول الباب الأول شكل الأرض وأبعادها ودوائر العرض وخطوط الطول ودورة الأرض حول نفسها وتعاقب الليل والنهار ودورة الأرض حول الشمس وحدوث الفصول الأربعة واختلاف الزمن على سطح الأرض وكيفية حسابه ومكونات الكرة الأرضية وأبرز مظاهرها والعوامل الباطنية والظاهرية المؤثرة في تشكيل سطحها .أما الباب الثاني فقد تناول عناصر المناخ ( الحرارة ـ الضغط الجوي ـ الرياح ـالرطوبة ـ مظاهر التكاثف ) والعوامل المؤثرة في المناخ كما تناول موضوع النباتات الطبيعية والعوامل المؤثرة في نموها والأقاليم النباتية المتمثلة في (الغابات ـ الأعشاب ـ النباتات الصحراوية ) ثم بعد ذلك تناول موضوع خاص بالحياة الحيوانية . وفي آخر فصل من هذا الباب تم الحديث عن موضوعين كناحية تطبيقية لهذه الأسس تتمثل في :

(دراسة تطبيقية على الكرة الأرضية وعلاقتها بالأسس الجغرافية ـ و ما يدخل من الأسس الطبيعية في جغرافية شبه الجزيرة العربية ) .وإذا قمنا بإمعان النظر في محتوى هذه المواضيع نجد أنها تحقق العديد من الأهداف التربوية السامية والمنبثقة بلا شك من سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية حيث نجد أن هذه الموضوعات تساعد على قوة التأمل والتدبر في هذا الكون وعظمة الله عز وجل في تنظيمه والتنسيق بين أجزائه وأن جميع ما في هذا الكون يسير على سنن قدرها الله سبحانه وتعالى . كما أن هذه المواضيع تساعد الطالب في التعرف على أهم مبادئ الجغرافيا ومدى ترابط الظواهر الجغرافية بعضها ببعض حيث تولد لديه قوة الملاحظة وحب الاستطلاع .لكن وبالرغم من ذلك نجد أن هناك العديد من السلبيات التي تم ملاحظتها على هذا الكتاب من أبرزها ما يلي :ـ

خلو الكثير من المواضيع من الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية ومن أمثلة ذلك مواضيع ( الزلازل ـ الرياح ـ الحرارة ـ الشمس ـ السحاب ـ المطر ـالنباتات الطبيعية) وهذا بلاشك خلل كبير خصوصاً وأن هذا المقرر يدلل على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم وكان يمكن استغلال ذلك بصورة كبيرة لدى التلميذ بأن يدرس ما يتعلق بالآيات الكونية واستدلال القرآن الكريم عليها خاصة وأن هذا المنهج يأتي في بداية مرحلة المراهقة للطالب وهي مرحلة هامة من مراحل النمو يحتاج فيها إلى تقوية وتثبيت النواحي الإيمانية واستشعار عظمة الله عز وجل فيقلبه .2ـ لم يتم عرض محتوى الكتاب بالشكل المطلوب فقد عرضت مواضيعه بطريقة إنشائية جافة ومملة فيها كم هائل من الحقائق والمعلومات دون اللجوء إلى طرق عرض متنوعة يتم فيها جذب الطلاب وإثارة اهتمامهم فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون العرض في المواضيع الخاصة بشكل الأرض وأبعادها عن طريق أسئلة وأجوبة مثير للتفكير والاستنتاج العقلي بل من الأفضل أن تطرح بعض الأسئلة خلال العرض دون الإجابة عليها حتى يتم ترك فرصة للمعلم أثناء الشرح أن يستمع لإجابتها من أفواه الطلبة ومن ثم يقوم بطرح الإجابة الصحيحة .ومن ضمن الأمثلة أيضاً المواضيع المتعلقة بأقاليم النباتات حيث كان طرح المواضيع بطريقة سردية تؤدي إلى خلط المعلومات بعضها ببعض وهذا ما لاحظناه عند تناول الموضوعات الخاصة بالغابات الاستوائية والمدارية والمعتدلة …إلخ بطريقة سردية يتم فيها حشو المعلومات من غير تنظيم أو ترتيب ووضع أسماء وأمثلة عديدة لأسماء بعض الأشجار التي تنمو خارج البيئة التي يعيش فيها الطلاب دون وضع صور توضيحية لها ودون القيام بتبويب هذه المعلومات وجعلها في جداول خاصة تسهل على الطالب القيام بعملية المقارنة بين كل نوع وآخر من حيث الموقع والمناخ والمميزات النباتية وأنواع الأشجار الخاصة بكل إقليم .وما سبق ذكرته على سبيل المثال لا على سبيل الحصر حيث أخشى الإطالة عند حصر كل موضوع على حدة ولكن الأمثلة التي ضربتها كافية بأن يتم إتباع ذلك في جميع المواضيع المشابهة لها . 3ـ ومن خلال الأسلوب الإنشائي الذي نلاحظه في هذا المقرر نقول أن هذا يؤدي بلاشك إلى إطفاء حس التعليم والتحليل والتفسير عند الطالب للظواهر الجغرافية المحيطة به خصوصاً وإننا نجد قصور كبير يتمثل في عدم طرح الكتاب للمزيد من الخرائط والأشكال والصور والرسوم التوضيحية التي تزيد من إيضاح المحتوى .4ـ ومما نلاحظه أيضاً عدم مراعاة هذا الكتاب بالفروق الفردية بين الطلاب حيث خاطبهم بأسلوب واحد وغياب هذا الجانب أدى إلى عدم تكوين رؤية واضحة لدى جميع الطلاب والخروج بأرضية مشتركة بينهم بفهم موحد للعديد من الموضوعات مثل ( أبعاد الأرض ـ أسباب حدوث الفصول الأربعة ـ اختلاف الزمن على سطح الأرض وكيفيحسب تأثير الرياح والمياه الجارية والجليد على تشكيل سطح الأرض ـ العوامل المؤثرة في المناخ … إلخ ) .5ـ لم يراعي المنهج إيضاح بعض المفاهيم الغامضة لدى الطلاب مثل ( اللافا البركانية ـ الكثبان الهلالية ـ الرياح التجارية ـ رياح الخماسين ـ الغابات المخروطية ـ الاستبس … إلخ ).6ـ ومما نلاحظه أيضاً وجود خلل في أسئلة الكتاب يتمثل في أن معظم الأسئلة مباشرة تساعد فقط على مستويات الدنيا من المعرفة والمتمثلة في التذكر والحفظ الآلي الصم من أجل الاختبار فقط ، أما الأسئلة التي تساعد على نمو التفكير العلمي وتنمية المهارات لدى الطالب فهي قليلة ، كما أن عدد الأسئلة غير كافي فعلى سبيل المثال لا توجد أسئلة خاصة بالدروس المتعلقة بالضباب والسحاب والثلج والدروس الخاصة بالرياح وأنواعها وأسبابها والفروق بينها ، كذلك توجد بعض الأسئلة لا يوجد لها إجابة في المحتوى ، وإضافة إلى ذلك فإن هناك العديد من الأسئلة التي تفتقد إلى البناء الجيد مثل أسئلة الصواب والخطأ ( في ص17 ـ س6)ومن شروط بنائها البعد عن النفي والأمور البديهية وعدم الإيحاء بمدلول الإجابة. لذا لابد أن يراعى في إخراج الأسئلة وضوح العبارة ودقة صياغتها والبناء الجيد لها لأن الكتاب وثيقة رسمية تنطبع عليه المصداقية لدى المعلم والطالب فإذا وجدت مثل هذه الأخطاء المتكررة دون تعديل حتى مع تكرار الطبعات فإن ذلك يؤدي إلى وجود اتجاه سلبي نحو الكتاب المدرسي وعدم الثقة في معلوماته خصوصاً من جهة التلميذ.

وفيما يلي سوف أقدم بعض المقترحات من أجل تطوير هذا الكتاب وذلك على النحو التالي : 1ـ ربط المحتوى بالناحية الوجدانية بالطالب من ذكر الآيات والأحاديث الكثيرة التي يمكن الاستشهاد بها التي تبين عظمة الله تعالى ودقة إحكامه لهذا الكون مع مراعاة أن تكون بالرسم العثماني وبخط ولون مغاير.2ـ كتابة المحتوى بألوان مختلفة خصوصاً الأفكار الرئيسية مما يزيد في جذب انتباه الطالب3ـ العمل على عرض المعلومات بطريقة شيقة وجذابة يراعى فيها الفروق الفردية وتساعد على تنمية التفكير بحيث يوضع خلال عرض المحتوى أسئلة تساعده على الاستنتاج والتعليل والربط والمقارنة أو القيام بعرض المعلومات بطريقة مجدولة ونحو ذلك.4ـ ربط المحتوى بالواقع الذي يعيشه الطالب بضرب العديد من الأمثلة في كل درس من بلاده التي يعيش فيها كلما أمكن ذلك.5ـ العمل على زيادة الأشكال والصور والخرائط والرسوم التوضيحية بألوان جذابة لكي تعزز فهم المحتوى لدى الطلاب بصورة جيدة.6ـ أن يراعى في أسئلة التقويم الشمولية ودقة الصياغة وجودة البناء وأن تكون متنوعة تساعد الطالب على التفكير العلمي السليم ، وتعزز لديه مهارة الرسم و التلوين وقراءة البيانات الخاصة بخرائط التوزيعات.7ـ أن يوضع في آخر الكتابة قائمة بجميع المصطلحات الغامضة التي جاء سياقها في المحتوى بحيث يتم تعريف كل مصطلح بعبارات علمية واضحة.

مقرر الجغرافيا للصف الثاني متوسط :

اشتمل مقرر الجغرافيا للصف الثاني متوسط على خمس وحدات حيث تناولت الوحدة الأولى بداية انتشار الإسلام وامتداد العالم الإسلامي وحدوده وأهمية موقعه وثرواته وإمكاناته المتمثلة في (الزراعة ـ الرعي ـ استغلال الغابات ـ الثروات المائية والمعدنية ومصادر الطاقة والصناعة) وضرورة تكتل العالم الإسلامي وعوامل ترابطه.أما الوحدة الثانية تناولت موضوع الإسلام في قارة أسيا وأفريقيا وأوربا وذلك بإعطاء فكرة موجزة عن موقع كل قارة وسطحها ومناخها وطرق الإسلام في دخول كلمنها و الأقليات المسلمة المتواجدة فيها والمشاكل التي تواجهها بعض الدول الإسلامية و الأقليات المسلمة في كل قارة من هذه القارات الثلاثة وفي آخر هذه الوحدة تم تناول موضوع خاص بالأقليات المسلمة في الأمريكيتين وأستراليا ثم أعقب ذلك موضوع خاص بمستقبل المسلمين وواجبهم تجاه الأحداث المعاصرة. أما الوحدة الثالثة فقد تناولت في بدايتها موضوع مكان العالم العربي بين الدول والمميزات التي جعلت له هذه المكانة والمتمثلة في موقعه الهام بين القارات وكونه مهد للديانات السماوية وموطن للحضارات العالمية القديمة ومصدر رئيسي للبترول ثم أعقب ذلك إعطاء فكرة موجزة عن المملكة العربية السعودية وأثرها فيترابط العالم الإسلامي.أما الوحدة الرابعة فتناولت نماذج من الدول الإسلامية في قارة آسيا والمتمثلة في (دول شبه الجزيرة العربية ـ فلسطين ـ سوريا ـ تركيا ـ أفغانستان ـ باكستان ـإندونيسيا ـ ماليزيا).أما الوحدة الخامسة فتناولت نماذج من الدول الإسلامية في قارة أفريقيا متمثلة في (مصر ـ المغرب ـ نيجيريا) ومثال على دولة إسلامية في قارة أوروبا والمتمثلة في دولة (ألبانيا).ومن خلال هذا العرض الموجز لمحتوى هذا المقرر يتبين لنا أنه تناول موضوعات لها أهمية في تعزيز الانتماء للعالم الإسلامي مهما تفرقت بلاده في مختلف القارات وزيادة إدراك الطالب نحو أهمية العمل ودوره في استغلال ثروات العالم الإسلامي والتعرف على أهم مظاهره الطبيعية والبشرية وكذلك التعرف على أهم المشكلات التي يواجهها المسلمون في هذا العالم والدور التي تقوم به المملكة العربية السعودية في نصرة القضايا العربية والإسلامية.حقيقة يعتبر كتاب الجغرافيا للصف الثاني متوسط طبعة 1421هـ من أفضل كتب الجغرافيا للمرحلة المتوسطة حيث حقق محتوى الكتاب العديد من الأهداف التربوية السامية إضافةً إلى أنه اتبع طريقة تربوية جيدة في عرض المعلومات حيث استخدم فيذلك أساليب متنوعة تخللها العديد من الخرائط التوضيحية والخرائط الصماء والرسوم البيانية والجداول الإحصائية والتي أدت إلى وضوح المحتوى بشكل جيد . وهنا يمكن القول بأن هذا التنوع في أساليب العرض يؤدي إلى مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب ويساعد على قوة الملاحظة والاستنتاج والتعليل والربط والمقارنة ومن أمثلة ذلك الرسوم البيانية الرائعة الموجودة في ص 75 والتي توضح أعداد السكان والمساحات الخاصة بدول شبه الجزيرة العربية وإضافة إلى ذلك فقد تخلل المحتوى العديد من الأسئلة المثيرة والمؤدية إلى تفاعل الطلاب وجذب انتباههم وزيادة اهتمامهم.أما أسئلة التقويم فقد تميزت بالوضوح والتنوع واشتمالها على الكثير من الأسئلة التي تستثير تفكير الطالب، حيث تشتمل على العديد من الأسئلة المؤدية إلى تنمية مهارة الطالب في رسم الخرائط وقراءتها واستخراج المعلومات منها وتوضيح أهم المظاهر عليها وذلك من خلال الأسئلة الخاصة بالخرائط الصماء والتي يلاحظ كثرة طرحها خلال عرض المحتوى أو في الأسئلة الخاصة بتقويم الدرس.وبالرغم من هذه المميزات إلا أن هناك عدة سلبيات تم ملاحظتها على الكتاب من أبرزها ما يلي :

ـ عدم وجود خرائط تفصيلية للمحاور التي وصل عن طريقها الإسلام إلى قارة آسيا وأفريقيا وأوروبا بحيث توضع أسهم توضح سير الفتوحات الإسلامية أو الرحلات التجارية التي دخل عبرها الإسلام إلى هذه القارات.2ـ مع أن الكتاب عرض الكثير من الخرائط إلا أن هناك بعض المواضيع تحتاج إلى أكثر من خريطة كأن تكون هناك خريطة للتضاريس وأخرى للمناخ يوضح فيها اتجاهات الرياح ومناطق غزارة الأمطار إضافةً إلى أن الكثير من المواضيع تحتاج إلى الخرائط الاقتصادية والتي توضح الإنتاج الرعوي والزراعي والمعدني والصناعي لأن أي موضوع جغرافي يتم تناوله لا بد أن يشمل هذا التناول جميع جوانب الطبيعية والبشرية وأن يصاحب ذلك الخرائط الخاصة بكل جانب لذا من أبرز السليبات الاقتصار فقط على الخرائط التي تهتم بالموقع والحدود والتضاريس وإهمال وضع الخرائط التي توضح الجوانب الأخرى كالخرائط المناخية والاقتصادية.3ـ دراسة نماذج من الدول الإسلامية دراسة إقليمية كل دولة على حدة يؤدي إلى تشتت ذهن الطالب حيث كان من الأفضل تناول دراسة جميع الدول الإسلامية دراسة موضوعية كوحدة واحدة يتعرف الطالب من خلالها على أهم مظاهر السطح والمناخ والخصائص السكانية وأهم اللغات السائدة في العالم الإسلامي وأهم الأجناس التي ينتمي إليها المسلمون وأهم الأنشطة التي يمارسونها ولا يكتفي بالعرض الموجز الموجود في مقدمة الكتاب.

وفيما يلي سوف أقدم بعض المقترحات من أجل تطوير هذا الكتاب وذلك على النحو التالي : 1ـ أن يشمل كامل المقرر دراسة العالم الإسلامي دراسة موضوعية موسعة تشمل جميع الجوانب الطبيعية المتمثلة في مظاهر السطح وأحوال المناخ والنباتات الطبيعية وكذلك الجوانب البشرية المتمثلة في السكان وخصائصهم والأنشطة الاقتصادية التي يمارسونها كالرعي والزراعة والصناعة واستخراج المعادن وأن يتم تدعيم جميع هذه الجوانب بالخرائط والرسوم البيانية والصور الحديثة ولا يتم الاختصار في ذلك على جانب واحد فقط وإغفال الجانب الآخر.2ـ أن يوضع جدول في نهاية الكتاب يوضح فيه أسماء جميع دول العالم الإسلامي وأعداد سكانهم ونسبة المسلمين في كل دولة واللغة الرسمية التي يتحدثون بها والعملة التي يتداو لونها ويضاف إلى ذلك شكل العلم الخاص بكل دولة.3ـ إلقاء الضوء على بعض الأقليات الإسلامية بشكل أوسع مما هو موجود في الكتاب مع توضيح دورها في الدفاع عن الإسلام وصمودها عليه.4ـ العمل على زيادة طرح الأسئلة المؤدية إلى ترسيخ جانب العقيدة الإسلامية الصحيحة لدى الطلاب.

مقرر الجغرافيا للصف الثالث متوسط :

اشتمل مقرر الجغرافيا للصف الثالث متوسط على خمسة أبواب تناول الباب الأول منها المواضيع المتعلقة بالجغرافيا الطبيعية للمملكة العربية السعودية والمتمثلة في الموقع والحدود والتضاريس والمناخ وموارد المياه والنباتات الطبيعية.أما الباب الثاني فقد تناول المواضيع المتعلقة بالجغرافيا البشرية للمملكة العربية السعودية والمتمثلة في تعداد سكان المملكة العربية السعودية ونشاطهم في المدن والقرى والبادية.أما الباب الثالث فقد تناول المواضيع المتعلقة بالجغرافيا الاقتصادية للمملكة العربية السعودية والمتمثلة في المراعي وتربية الحيوان والإنتاج الزراعي والتعدين والصناعة والنشاط التجاري وطرق المواصلات.أما الباب الرابع فقد أنفرد بالحديث عن المناطق الإدارية في المملكة العربية السعودية من حيث موقع كل منطقة وأهم معالمها وأهم أنشطتها والمحافظات التابعة لها.أما الباب الخامس فقد تناول نماذج من دول العالم الخارجي : فمن قارة آسيا دولة الهند واليابان ، ومن قارة أفريقيا :دولة تنزانيا ، ومن قارة أوروبا :دولة بريطانيا ، ومن قارة أمريكا الشمالية : دولة الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن قارة أمريكا الجنوبية : البرازيل وفي آخر هذا الباب تم التحدث عن قارة أستراليا.

من خلال هذا العرض الموجز للمحتوى نلاحظ أن هناك العديد من الأهداف التربوية الهامة يمكن تحقيقها لدى الطالب والتي من أبرزها تعريف الطالب بوطنه وأرجائه المترامية الأطراف وما في هذا الوطن من ثروات وخيرات أنعم الله تعالى بها عليه، إضافة إلى أهمية موقعة الإستراتيجي بين دول العالم ومركزه القيادي البارز المتميز بوجود الأماكن المقدسة التي ترتبط بها قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وبما تتميز به المملكة من مكانة اقتصادية كونها دولة نامية متطورة تمتلك إنتاج وفير من النفط أدى إلى وجود مكانة خاصة لها في التجارة العالمية.لذا نجد الكتاب قد اختار نماذج من دول العالم الخارجي تشتهر بالإنتاج الرعوي والزراعي والمعدني والصناعي حتى يبرز للطالب العلاقات الاقتصادية بين تلك الدول والمملكة العربية السعودية.وبالرغم من أهمية الموضوعات التي تناولها مقرر الجغرافيا للصف الثالث متوسط إلا أنه توجد العديد من السلبيات التي تم رصدها ومن أبرزها ما يلي :1ـ لم يراعي المحتوى النواحي الوجدانية وذلك بالاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتناسب مع الموضوعات وتعزز لدى الطالب تقدير ما أنعم الله عز وجل به على هذه البلاد من موارد وخيرات وثروات وواجبه تجاه هذه النعم بشكر الله عز وجل والمحافظة عليها.2ـ عرض المحتوى بطريقة تقليدية جافة مملة تخلو من عناصر الجذب والإثارة.3ـ سرد المعلومات بدون ترتيب أو ترقيم أو جدولة أو وضعها في نقاط محددة ومن أمثلة ذلك (أهمية الموقع ـ النباتات الطبيعية في المملكة ـ المناطق الإدارية في المملكة والإمارات التابعة لها…إلخ).4ـ خلو المحتوى من الأسئلة المثيرة للتفكير التي تقوي في الطالب حسن التعليل وقوة الملاحظ والاستنتاج والمقارنة والربط.5ـ كثرة الأسماء التي لا يحتاجها الطالب مثل تعداد خمسين اسماً للنباتات الطبيعية ومائة إمارة تابعة للمناطق الإدارية.6ـ الإسهاب في بعض المعلومات دون فائدة مثل (طول الأودية وعرضها ـ الشرح المفصل والطويل لمناخ الولايات المتحدة الأمريكية…إلخ).7ـ لم يراعى المحتوى الفروق الفردية بين الطلاب حيث كان العرض المقدم بأسلوب واحد خالي من التنويع.8ـ لم يوضح المحتوى الأهداف التي من أجلها اختيرت بعض دول العالم الخارجي لدراستها دون غيرها من الدول الأخرى.9ـ وجود نقص كبير في الخرائط والصور والأشكال والرسوم التوضيحية ومن أمثلة ذلك ما يلي :

أ- عدم وجود خرائط تضاريسية مفصلة عن سطح المملكة العربية السعودية وقد كان من المفروض أن يفرد لكل قسم من أقسام السطح خريطة موضح عليها البيانات التفصيلية بحيث تكون ملونة وذات إخراج جيد والذي نلاحظه أن الكتاب اكتفى بخارطة واحدة تفتقد إلى الكثير من البيانات والتفصيل إضافة إلى عدم تلوينها بالشكل المطلوب.ب- عدم وجود أشكال توضيحية تبين للطالب الكثير من المفاهيم الغامضة مثل (ظل المطر ـ تسرب المياه في باطن الأرض إلى أعماق بعيدة أو قريبة ـ خطوات تحلية مياه البحر ـ عملية ترسب الحيوانات والنباتات البحرية والأرضية في قيعان المحيطات ـ مراحل استخراج النفط وتكريره).ج- عدم وجود خرائط توزيعية خاصة بـ (الحيوانات التي تعيش في المملكة ـ أهم مناطق زراعة النخيل في المملكة ـ أهم مناطق زراعة المحاصيل الأخرى المختلفة ـأهم مناطق المعادن اللافلزية… الخ ).د- عدم وجود خرائط توزيعية لبعض دول العالم الخارجي تختص بـ( المناخ ـ مناطق الإنتاج الرعوي والزراعي والمعدني والصناعي).هـ- عدم وجود صور طبيعية تزيد المحتوى وضوحاً مثل (أهم الأودية العيون والينابيع والواحات والسدود والنباتات الطبيعية ومشتقات النفط بعد عملية التكرير وأهم المدن والقرى وأهم المعالم الحضارية والآثار التاريخية والموجودة في المملكة العربية السعودية).10ـ كذلك يفتقد المحتوى للعديد من البيانات والإحصاءات الحديثة والرسوم البيانية المختلفة.11ـ ومن الملاحظ أيضاً أن أسئلة التقويم الموجودة في الكتاب تعاني من خلل كبير يتمثل فيما يلي :

أ- عدم تعزيز الجانب الوجداني.ب- وجود أسئلة لا يستطيع الطالب الإجابة عليها أو استنتاجها لعدم الإشارة إليها في الدرس ومن أمثلة ذلك (س4 ـ ص14).ج- قلة الأسئلة التي تثير اهتمام الطالب وتنمي لديه التفكير العلمي السليم .د- تفتقد الأسئلة أيضاً إلى الشمولية وعدم استيعابها للأفكار الرئيسية لبعض الدروس.هـ- تفتقد الأسئلة إلى تعزيز الجانب المهاري لدى الطالب ومن أمثلة ذلك عدم وجود خرائط صماء يقوم الطالب بتحديد أبرز المواقع وتوزيع أهم الظواهر عليها.12ـ ومن الملاحظ أيضاً قلة المراجع المستخدمة لتأليف هذا الكتاب بالرغم من أهمية موضوعاته وكثرة المراجع العربية والأجنبية المؤلفة فيه.وفيما يلي سوف أقدم بعض المقترحات من أجل تطوير هذا المقرر : 1ـ التأكيد على تدعيم الجوانب الوجدانية خلال عرض المحتوى كلما أمكن ذلك.2ـ التنويع في عرض المحتوى بطريقة تثير اهتمام الطالب وتجذب انتباهه وتدفعه نحو التعليل والتحليل والتفسير والاستنتاج والربط والمقارنة وذلك من خلال ما يلي:أ- طرح بعض الأسئلة المثيرة للتفكير خلال عرض الدرس.ب- وضع خرائط صماء ومطالبة الطالب بتوضيح البيانات عليها.ج- استخدام الرسوم البيانية والجداول الإحصائية من أجل الربط والمقارنة.د- تبويب المعلومات وترقيمها ووضعها في نقاط يراعى فيها الترتيب والتسلسل المنطقي.هـ- عرض المعلومات بطريقة مجدولة مثل موضوع المناطق الزراعية والأقاليم النباتية والمناطق الإدارية … إلخ.3ـ التأكيد على عوامل تقدم بعض الدول مثل اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وعوامل تأخر المسلمين وبيان السبيل إلى التقدم والازدهار الحضاري.4ـ الإكثار من الخرائط التوضيحية الخاصة بتوزيع مظاهر السطح والمناخ وإعداد السكان والإنتاج الرعوي والزراعي والصناعي والمعدني.5ـ وضع المزيد من الرسوم التوضيحية والصور الطبيعية والتي تساعد على وضوح المحتوى بشكل أفضل.6ـ تشجيع الطالب على وصف السطح والمناخ من خلال معلومات أولية تعطى له.7ـ أن يراعى في أسئلة التقويم تنوعها وشمولها بحيث تحقق جميع الأهداف المعرفية و المهارية والوجدانية.8ـ أن يوضع في نهاية الكتاب جدول خاص لجميع الدول التي تم دراستها يوضح فيه اسم الدولة واللغة الرسمية التي تتحدث بها والعملة المتداولة فيها والعلم الخاص بها والديانة الرسمية التي تعتنقها ونسبة المسلمين فيها .

خــاتمـــة:

ومن خلال هذا العرض الموجز تبين لنا ما تحتاجه هذه المقررات من جهد كبير من أجل تحسينها والوصول بها إلى المستوى المأمول ومزيداً من التأكيد إلى ما تم طرحه من المقترحات الخاصة بكل مقرر فإنني أود أن أذكر هنا بعض التوصيات العامة وذلك على النحو التالي :1ـ العمل على تعديل المقررات الحالية والخاصة بجغرافيا المرحلة المتوسطة بحيث تعطي للطالب فرصة للبحث والمعرفة واكتسابها بنفسه بدلاً من تقديمها جاهزة له.2ـ التأكيد على تدعيم الجوانب الوجدانية من خلال الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على عظمة الخالق سبحانه وتعالى في خلقه لهذا الكون وعلى الثروات والخيرات التي أنعمها الله عز وجل على الإنسان.3ـ التركيز على تنويع أسئلة التقويم بحيث يراعى فيها الشمول والوضوح ودقة الصياغة والبناء الجيد ويفضل أن يوضع في نهاية كل فصل دراسي أكثر من نموذج لأسئلة تشمل جميع مواضيع الفصل الدراسي تحقق جميع الأهداف بمختلف أنواعها ومستوياتها.4ـ أن يكون لكل موضوع مجموعة من الأهداف السلوكية كدليل استرشادي حتى يتمكن المعلم من تحقيقها ومن ثم قياسها.5ـ لابد أن يكون أسلوب العرض مراعياً للفروق الفردية بين التلاميذ والإحالة إلى بعض المراجع العلمية الأساسية والمرتبطة بمواضيع المقرر الدراسي بحيث تساعد المتفوق على زيادة إطلاعه وتساعد المتأخر لفهم الموضوع بشكل أفضل.6ـ أن يراعى في عرض المحتوى وجود عناصر التشويق والجذب والإثارة وذلك بإكثار الخرائط المتنوعة والصور والأشكال التوضيحية والرسوم البيانية والإحصاءات الحديثة.7ـ أن توضع قائمة في نهاية الكتاب يوضح فيها مجموعة المفاهيم والمصطلحات الغامضة التي تم التعرض لها أثناء الشرح ويراعى في ذلك الترتيب الأبجدي لها.8- العمل على إيجاد دليل خاص لمعلم المواد الاجتماعية يكون مرشداً له على اتباع الطرائق والأساليب التربوية الجيدة .هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

إعداد / علي محمد مدخلي