وراء كل أمة
عظيمة تربية عظيمة ...ووراء كل
تربية عظيمة معلم متميز |
المعلم مجلة تربوية ثقافية جامعة |
على الرغم من
اهتمام التربية الحديثة بجوانب
النمو الوجداني والمهاري إلى
جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا
أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل -
ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في
المدرسة. |
اقتصاديات (1-2)
* من المتوقع أن يتضاعف عدد سكان العالم في الأعوام القليلة القادمة ليصل إلى نحو 7 بلايين نسمة ويعود ذلك إلى النمو السكاني السريع في دول العالم وخاصة الدول النامية. هذا ما أكدته ليليان فرانكل في كتابها المعنون بـ ( مقدمة لدراسة علم السكان ). إذ يتزايد سكان العالم بحوالي 55.000 نسمة كل يوم و20 مليون نسمة كل عام (الفرق بين المواليد والوفيات). وعلى المستوى المحلي أرتفع عدد سكان المملكة العربية السعودية من 5.7 مليون نسمة في عام 1970م إلى 18.3 مليون نسمة عام 1995م، وإلى 20.846.884 مليون نسمة في منتصف عام 1421هـ وذلك حسب آخر بحث ديموغرافي أجرته مصلحة الإحصاءات العامة بوزارة التخطيط بالاعتماد على تعداد عام 1413هـ ( 15.558.805 مليون نسمة سعوديين) ومن المتوقع أن يصل العدد إلى 33.5 مليون نسمة عام 2015م وذلك بمعدل نمو سنوي قدره (3.1%). أضف إلى ذلك المشاكل التي سوف تحدث من جراء هذه الزيادة. فالمشكلة الاقتصادية باختصار تتمثل في حاجات ورغبات عديدة ومتجددة ومستمرة مقابل موارد اقتصادية محدودة نسبياً (أو نادرة) على مستوى المجتمع الواحد. ويساعد على تفاقم هذه المشكلة واستمرارها سيطرة سكان شمال الكرة الأرضية ( الدول الغنية ) على 80% من ثروة العالم وهم لا يزيدون عن ربع سكان العالم، مقابل 20% من الثروة للأغلبية (نحو 75% من سكان الكرة الأرضية)، فما يقارب من ثلثي سكان العالم يعانون من مشاكل خطيرة تهدد صحتهم وحياتهم ، حيث أن الفرد منهم يعيش بأقل من نصف دولار في اليوم (أي ما يعادل أقل من 2 ريال سعودي) ، وتعاني الأغلبية منهم من أمراض سوء التغذية الناجمة عن الفقر (كما هو الحال في أفريقيا وبعض دول آسيا وأمريكا اللاتينية) هذا ما أكده روبرت مكنمارا في مؤلفه One Hunderd Countries Two Billion People .
** من الكتب التي شدتني لقراءتها كتاب (بنية التخلف) للمفكر الأستاذ إبراهيم البليهي ، ومن ضمن ما جاء في مقدمته " للتخلف بنية مغلقة قوية ومتماسكة تنطوي على آلية معقدة تضمن لها الاطراد واستمرار البقاء وهذه البنية هي الأصل في تكوين كل المجتمعات، وهذا هو السبب في أن فياضانات التخلف تغمر معظم مجتمعات الأرض لأن التخلف هو الحالة الطبيعية أما الانعتاق منه فهو الحالة الطارئة التي لا تتحقق لأي مجتمع إلا بتظافر متين بين قوى العقل والوجدان والضمير والإرادة بحيث يتحول هذا المزيج المتوازن إلى سلوك عام في المجتمع فكراً وممارسة ولكن هذا التضافر المتوازن لا يتحقق إلا في حالات نادرة لأن المجتمع لا يستطيع أن يخرج عن بنيته المغلقة فيعلو فوق ذاته إلا في ظروف استثنائية ". ولذلك يعتبر الكثيرون ( وأنا منهم) التعليم البوابة الأولى للنهوض بالمجتمع من مغبات الجهل والضلال والتخلف إلى التقدم والتطور والإحساس بالمسئولية والدور الفاعل في العملية التنموية بشرط أنه يكون ذلك مصحوباً بالطبع بوعي كافي لدى كافة أفراد المجتمع حتى ‘يحقق التعليم أهدافه بكفاءة والأهم من ذلك القبول والاستعداد للتغيير نحو الأفضل. وفي هذا الشأن يقول جونار ميردال : إن أية محاولة لتهيئة أمة متكاملة يشارك كل فرد من أبنائها في التنمية لابد أن تقوم على تعميم التعليم، فالتربية عامل مهم في عملية التنمية وقد عرفت قيمتها هذه عند المربين والمؤرخين كما نظر إليها الاقتصاديون بنفس المنظار منذ آدم سميث فصاعداً. ويقول فيليب كومبز : " إذا أراد بلد أن ينمو اقتصادياً ، وأن يتطور حضارياً ، وأن يشارك في الحياة الدولية المتشابكة، وأن يحظى باحترام المجتمع الدولي فعليه أن يعلم شعبه".
بقلم / أ. عبدالله بن محمد المالكي
ماجستير في الاقتصاد و عضو جمعية الاقتصاد السعودية
--------------------------------------------
المصادر :
1-الملحق الإحصائي عن الوطن العربي ،
مجلة بحوث اقتصادية عربية ، العدد 18 ،
الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية
، القاهرة ، 1999م .
2- الرماني ، زيد محمد ، اللغة
الاقتصادية المعاصرة ، كتاب الرياض ،
عدد 67 ، مؤسسة اليمامة الصحفية ، 1999م .
3- التقرير الاقتصادي العربي الموحد ،
سبتمبر 2001م .
4- العمري ، احمد محمد ، جريمة غسل
الأموال : نظرة دولية لجوانبها
الاجتماعية والنظامية والاقتصادية ،
كتاب الرياض ، عدد 74 ، 2000م .
5- البليهي ، إبراهيم ، بنية التخلف ،
كتاب الرياض ، العدد 16 ، أبريل 1995م .
6- صحيفة الجزيرة، العدد 10816. 7- محمد
متولي غنيمة، القيمة الاقتصادية
للتعليم في الوطن العربي : الوضع
الراهن واحتمالات المستقبل، الدار
المصرية اللبنانية، 1996م.