اقتصاديات (2-2)

* يستحوذ الإنترنت الآن على نصيب الأسد من أوقات الأفراد ( وخاصة الشباب ) فهو الوسيلة الأحدث للاتصال بل والأسرع والأشمل وليس ذلك فحسب بل أنه يحقق للكثيرين متعة لا تضاهى فهو يقضي أمامه وقتاً طويلاً وهو يتنقل من موقع إلى آخر ومن بلد إلى بلد يجول العالم في وقت قصير ويتحدث مع هذا ويكتب لهذا ويستقبل من ثالث وهكذا .. يمضي الوقت والفرد لا يشعر به ، عمليات سريعة تتم في وقت قصير جداً وهو في مكانه لا يبذل جهدً كبيراً ولا يتحرك إلا في نطاق ضيق. وبعد كل هذا إلا يستحق هذا الاستحواذ الكبير. والمهم في الأمر أن يكون كل ذلك في ما ينفع الشخص، وأن يستغل لتطوير قدراته الفكرية والثقافية والعلمية.

ظهر الإنترنت وبدا استخدامه في أول الأمر في المؤسسات العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية في الستينيات من القرن العشرين وذلك لحاجتها إلى وسائل (وسائط) آمنة لتحريك معلوماتها عبر العالم (الحدود)، من خلال وصلات حاسوبية ‘عرفت بأسم Arpanet من أجل التعدد في الاستعمال. واستمرت لمدة 20 سنة تعرف وتستعمل من جانب ثلاث فئات فقط وهي المؤسسات العسكرية الأمريكية ، المراكز الأكاديمية ، وهواة استعمال الحاسب الآلي. ثم بعد ذلك (في الثمانينيات من القرن العشرين) تم استخدام الإنترنت على نطاق واسع في الشركات الكبرى ، وفي الآونة الأخيرة (التسعينيات) اصبح استخدام الإنترنت في متناول الجميع أفراد وشركات تجارية وصناعية وغيرها ، واصبح الآن من الممكن تسويق أي شئ من خلال الإنترنت.

و‘يعرف الإنترنت بأنه عبارة عن شبكة عالمية مكونة من منظمات ومؤسسات مختلفة من حيث المجال والمستوى (حكومية ، خاصة ، عامة ).

** تسعى الدول كافة والمنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة جاهدة وبكل ما أوتيت من قوة لمكافحة الجرائم الاجتماعية والاقتصادية وفي مقدمتها الأموال القذرة (DIRTY MONEY)والتي تنتج عن بعض الأنشطة غير المشروعة مثل :

(1) تجارة المخدرات .
(2) المؤثرات العقلية، والمتاجرة في الأسلحة .
(3) المتاجرة في الإنسان ( بيع الأعضاء البشرية ، بيع الأطفال ، الدعارة )، وقد تطورت الوسائل المستخدمة لهذه الأغراض حتى أصبح ذلك يحدث من خلال شبكة الإنترنت العالمية .
(4) الفساد السياسي والمالي والإداري. ويعرف الفساد على أنه عبارة عن استغلال الوظيفة العامة استغلالاً غير مشروع لتحقيق مكاسب شخصية. أو هو عبارة عن التأثير غير المشروع الذي تحدثه الثورة في النظام السياسي للدولة .
(5) الإرهاب ، وأخيراً أعمال الجريمة المنظمة ( المافيا ) .

*** هناك مطالب عديدة ومستمرة من أبناء الوطن العربي من الخليج إلى المحيط تتمثل تلك المطالب في تغيير الوضع القائم في الوطن العربي والعاجز إلى حداً ما في تحقيق معظم رغبات وحاجات أبناءه في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية ...الخ مثل الوحدة العربية وإقامة التكتلات أو المنظمات الاقتصادية الفاعلة والقضاء أو الحد من البطالة والفقر ومكافحة الأمية بأنواعها المختلفة وغيرها ، وتعتمد تلك المطالب على الإمكانات الكبيرة التي يملكها العرب إذ أن المساحة الإجمالية للوطن العربي تبلغ 14.2 مليون كم2 ، وحسب آخر تقرير اقتصادي عربي موحد منشور بلغ عدد سكان الوطن العربي 279.1 مليون نسمة خلال عام 2000م منهم 92 مليون عامل ( يشكلون العمالة العربية ) . كما بلغ الناتج المحلي الإجمالي GDP 709 مليار دولار بالأسعار الجارية. كما بلغت نسبة احتياطي النفط المؤكد إلى الاحتياطي العالمي 62.1% ، أما نسبة احتياطي الغاز الطبيعي إلى الاحتياطي العالمي فبلغت 23.7% . وتم إنتاج 21.1مليون برميل يومياً من النفط الخام ( وهو ما يعادل 31.6%من الإنتاج العالمي ). وأخيراً بلغت الصادرات السلعية 243.3 مليار دولار وهو ما يعادل 3.9% من الصادرات العالمية. بينما بلغت الواردات السلعية 152.5 مليار دولار و وهي ما تعادل 2.4% من الواردات العالمية .

إن الدول العربية في هذا الوقت بالذات بحاجة ماسة لإعادة ترتيب أوضاع البيت العربي الكبير بما يكفل تحقق الوحدة العربية والإسلامية لمواجهة كافة التحديات الخارجية والداخلية المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية. وبدون ذلك فإنه لن يتقدم خطوة واحدة للإمام بل أنه سيعود إلى الوراء خطوات.

والله من وراء القصد ،،،،

بقلم / أ. عبدالله بن محمد المالكي

ماجستير في الاقتصاد و عضو جمعية الاقتصاد السعودية

--------------------------
المصادر :
1-الملحق الإحصائي عن الوطن العربي ، مجلة بحوث اقتصادية عربية ، العدد 18 ، الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية ، القاهرة ، 1999م .
2- الرماني ، زيد محمد ، اللغة الاقتصادية المعاصرة ، كتاب الرياض ، عدد 67 ، مؤسسة اليمامة الصحفية ، 1999م .
3- التقرير الاقتصادي العربي الموحد ، سبتمبر 2001م .
4- العمري ، احمد محمد ، جريمة غسل الأموال : نظرة دولية لجوانبها الاجتماعية والنظامية والاقتصادية ، كتاب الرياض ، عدد 74 ، 2000م .
5- البليهي ، إبراهيم ، بنية التخلف ، كتاب الرياض ، العدد 16 ، أبريل 1995م .
6- صحيفة الجزيرة، العدد 10816. 7- محمد متولي غنيمة، القيمة الاقتصادية للتعليم في الوطن العربي : الوضع الراهن واحتمالات المستقبل، الدار المصرية اللبنانية، 1996م.