وراء كل أمة
عظيمة تربية عظيمة ...ووراء كل
تربية عظيمة معلم متميز |
المعلم مجلة تربوية ثقافية جامعة |
على الرغم من اهتمام
التربية الحديثة بجوانب النمو
الوجداني والمهاري إلى جانب
النمو العقلي المعرفي ، إلا أن
المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات
أهمية خاصة للمعلم ولعمله في
المدرسة. |
التربية و التعليم
الحمد لله وحده و
الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله
و صحبه .
إن الطريقة الجيدة في التعليم هي أن
يشترك الطالب فيها حتى تكون المعلومة
أبلغ في الوصول إليه ، فالطريقة
السابقة هي طريقة الإلقاء ، و فيها
يكون المعلم هو الملقي و المرسل
للمعلومة و الطالب هو المستقبل ، و
المعلم هو الذي يبحث عن المعلومة بين
طيات الكتب حتى يوصلها للطالب . و لكن
هذه الطريقة اثبتت فشلها و عدم
إيفائها بالغرض من التعلم ، حيث أن
المعلومة سرعان ما تتبدد لأن الطالب
أخذها عن طريق التلقي دون أن يبذل
فيها جهداً و عناءً .
و أفضل طريقة للتعلم هي الطريقة
الحوارية التي يكون فيها الطالب أو
المتعلم هو المصدر ، يبحث عن
المعلومة وما على المعلم سوى الستماع
و إدارة النقاش و التصحيح إذا وجدت
بعض الأخطاء و يكون دوره إدارة
الحوار و المناقشة بين أفراد
المجموعة الواحدة في الفصل ، مدير
للحوار و ينقل المكرفون من شخص لآخر و
الإجابة من فرد لآخر حتى يتم
الانتهاء من الدرس و تكون بعد ذلك
الحلقة متصلة و مترابطة و مشوقة
ينتظرها المتعلم بفارغ الصبر في
الحلقة القادمة .
إن هذه الطريقة في البحث و التلقي
تُدَرِب الطالب و تربيه على أخلاق
فاضلة ، حيث أنه يقلد و يتخلق بأخلاق
العلماء الذين يقرأ لهم حيث أن
كثيراً من الكُتّاب و القراء تمثلوا
شخصيات الكُتّاب و العلماء السابقين
في أخلاقهم و صفاتهم و ما جبلوا عليه .
بينما نجد أن أكثر شباب اليوم يقلدون
ما يُسمّون بالنجوم سواء في الألعاب
الرياضية أو الفنون الأخرى و نجد أن
كل شاب يحاكي آخر حتى وصل الشباب إلى
محاكاة غير المسلمين في صفاتهم و
لباسهم و أشكالهم .
فلماذا لا يستطيع المعلم أن يجعل من
المتعلِم مقلداً للمتعلَم منه و
متخلقاً بأخلاقه و متصفاً بصفاته ،
إن المعلم يستطيع أن يزرع في المتعلم
كل شيء و عليه تقع المسؤولية في أن
يعرف المتعلم الفضائل و الأخلاق
الحسنة .
و في الختلم أقدم شكري للقائمين على
مجلة المعلم بمدرسة الحسن بن علي
المتوسطة و القراء الكرام ، و أسأل
الله تعالى أن ينفع بها الجميع .
مدير مدرسة الحسن
بن علي المتوسطة
أحمد بن لافي المحمادي