وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة ...ووراء
كل تربية عظيمة معلم متميز |
المعلم مجلة تربوية ثقافية جامعة |
على الرغم من
اهتمام التربية الحديثة بجوانب
النمو الوجداني والمهاري إلى
جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا
أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل -
ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في
المدرسة. |
هل تتكلم مع ذاتك ؟
نحن نتكلم مع ذواتنا
دوماً .. فالكلام مع الذات هو ترجمة
للتفكير والأفكار الذهنية التي تطوف
في وعينا . و دماغنا هو دوماً في نشاط
دائم وينعكس نشاطه في أحاديثنا مع
ذواتنا ، وعلى غرار تأثيرات أحاديث
وكلام الناس معنا ، فإن أحاديثنا مع
ذواتنا تؤثر فيها أيضاً . ، هناك
الكثير من الناس يكلمون ذواتهم بما
لا يثريهم ، ويُدنّي من احترامهم
لذواتهم . وقد يكون السبب انتقاد
الوالدين والمعلمين وغيرهم مما
يجعلهم أي هؤلاء الناس يؤمنون بوجود
سلبيات كثيرة في شخصياتهم . فهل أنت
أحد ضحايا هذه السلبيات السلوكية ؟
إذن الأحاديث مع الذات عند شرائح
كبيرة من الناس تتضمن ما يدني من
ذواتهم ويعزز مثالبهم وعيوبهم مثلاً
قد يقولون لذواتهم : " أنا أحمق "
" أنا أناني " " أتصرف
كالمعتوه " تعودت أن أذم ذاتي
وأصفها بالسوء " إلى ما هناك من
أحاديث محقرة للذات تولد مشاعر النقص
والدونية والصغار والأفكار المهزومة
للذات .
إن الكلام السلبي مع الذات يولد عادة
القلق والاكتئاب ، وغير ذلك من
النتائج المدمرة للصحة النفسية .
ولعل النبوءات التي يخترعها الفرد ضد
ذاته تبدو شائعة بين الناس ، إذ تبدأ
بالإيمان بدعواك وبدعايتك ، وتجلب
لذاتك ما يخيفها وهذا ما سنتكلم عنه
بالتفصيل لا حقاً .
وعلى نقيض ذلك يكون " الصح "
فالكلام الإيجابي مع الذات يقدم
نتاجات مرغوبة ويولد مشاعر جديدة .
والسؤال المطروح : هل إن تبديل حديثك
مع ذاتك يعطيك عوناً وفائدة ؟
بالتأكيد نعم " قل لذاتك مراراً
وتكراراً أنك ستفشل فإنك ستفشل " .
" قل لذاتك مراراً وتكراراً أنك
ستنجح فسيحالفك النجاح ، وبخاصة إذا
كان هذا النجاح يصنعه جهدك ومثابرتك
" . ·
لذا تكلم مع ذاتك عن ماضي نجاحاتك ،
وعن الأوقات التي أنجزت فيها أشياء
وعن المرات التي تغلبت فيها على
الصعوبات ، وعن الأيام التي كنت تشعر
بالشعور الجيد . ولطالما شعرت
بالمزاج الجيد ، فستشعر الآن بالشعور
الطيب والجيد . وربما أنك تغلبت على
الصعوبات سابقاً فستتغلب أيضاً
عليها الآن . ومن الجائز أن الناس
الذين هم أكثر نجاحاً قد واجهوا
الفشل أكثر من غيرهم ، ذلك لأنهم
حاولوا وجربوا أشياء كثيرة والأمثلة
في الحياة كثيرة عن أمثال هؤلاء
الذين على الرغم من فشلهم المتكرر
ظلوا يؤمنون ويثقون في ذواتهم وفي ما
يرغبون في تحقيقه .
· لا تركز اهتمامك على الفشل .
· أنظر إلى الأخطاء كخبرات تعليمية
ولنمو الذات وللمعرفة ، ولا تنظر
إليها بما يدني من الذات ويضعفها .
· لا تنغمس في تجريم ذاتك وتخطئتها
فهذا يؤدي إلى فقدان اعتبارك لذاتك ،
والتقوقع والانحسار الحياتي
والاكتئاب .
تذكر أن الفرق بين الأحمق والحكيم هو
: ليس في كون الحكيم لا يرتكب الأخطاء
، ولكن في تعلمه من الأخطاء التي
أرتكبها ، بدلاً من أن يجرم ذاته لأنه
أرتكب الخطأ : " أنا غبي : " أنا
سيئ " " أنا تافه " .
· قل لذاتك ما ترغب أن يقوله الناس لك
.
إعداد الأستاذة /
نشوى السيد
كاتبة مصرية