وراء كل أمة
عظيمة تربية عظيمة ...ووراء كل
تربية عظيمة معلم متميز |
المعلم مجلة تربوية ثقافية جامعة |
على الرغم من اهتمام
التربية الحديثة بجوانب النمو
الوجداني والمهاري إلى جانب
النمو العقلي المعرفي ، إلا أن
المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات
أهمية خاصة للمعلم ولعمله في
المدرسة. |
وجهة نظر |
بمناسبة اليوم العالمي للمعلم
معلم شارف على الخمسين
من العمر عمل ولا زال يعمل منذ خمس
وعشرين سنة في حقل التعليم ، شاب شعره
وزاده وقاراً واحتراماً. عمل منذ
تخرجه بجد ونشاط كمعلم ورائد صف
ومشرف جماعة ومشرف دور ومشرف في
الفسح الكبيرة والصغيرة و كان يحضر
للإشراف على طلابه بعد العصر وهم
يزاولون أنشطة مختلفة ولا يذهب لبيته
إلا بعد صلاة المغرب ، يحضر بعض أيام
الخميس ، يأخذ طلابه في رحلات مدرسية
ويتحمل المسؤولية العظيمة في ذلك ،
كان الوقت الذي يقضيه مع طلابه أطول
من الوقت الذي يقضيه مع أهله و أولاده
.
ولكن ذلك المعلم الذي تقدمت به السن
لم يعد ذلك المعلم الرشيق الذي كان
يطير كالفراشة من فصل إلى فصل ، بل
أصبح يعد من فئة الأوزان الثقيلة حتى
أنك أصبحت ترى كرشه قبل أن تراه إذا
أقبل عليك.
هذا المعلم .. ألا يستحق التقدير من
وزارة المعارف . لماذا تصر وزارة
المعارف على تكليف هذا المعلم بتدريس
أربع وعشرين حصة في الأسبوع مضافاً
إليها حصة النشاط وحصة الريادة
والإشراف !
هل يستطيع هذا المعلم القيام بكل هذه
الأعمال ! أرجو من كل من يصر ويعتقد
ذلك أن ينزل إلى الميدان ويمتطي جواد
المعلم ويتسلح بأسلحته _ دفتر
التحضير، دفتر المتابعة ، الوسائل
التعليمية ، دفتر النشاط، كراس
الريادة …. _ ويخوض التجربة لمدة
أسبوع واحد فقط ولا أقول فصل دراسي،
ثم نحن نقبل حكمه .
لماذا لا يتم تخفيض نصاب كل معلم تعدت
خدمته عشرين عاماً وتتم الاستفادة من
خبرته في مجال التوجيه الداخلي على
مستوى تخصصه فيكون مشرفا على زملائه
في مدرسته وبالتناوب ، يعالجون
المشاكل سوياً يستنيرون برأيه
وخبرته ، يكون عضوا في مجلس الإدارة ،
يقوم ببعض الأعمال الإرشادية ،
كالإشراف على عدد من الطلاب
المتأخرين دراسياً ومتابعتهم ونصحهم
وإرشادهم .
لا أقول تسند إليه جميع تلك الأعمال
ولكن البعض منها وذلك حسب رغبته
واستطاعته.
فهل من نظرة ثانية لهذا المعلم الكهل
وتقدير جهوده ووضعه في المكان الذي
يليق به .
المعلم / عبدالله إسماعيل خضراوي