الأصـل الأول
1 - الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة و أمة ، وهو خلق و قوة أو رحمة وعدالة ، و هو ثقافة و قانون أو علم وقضاء ، و هو مادة و ثروة أو كسب وغنى ، و هو جهاد و دعوة أو جيش و فكرة ، كما هو عقيدة صادقة سواء بسواء .
الأصـل الثاني
2 - و القرآن الكريم و السنة المطهرة مرجع كل مسلم في تعرف أحكام الإسلام ، ويفهم القرآن طبقا لقواعد اللغة العربية من غير تكلف ولا تعسف ، ويرجع في فهم السنة المطهرة إلى رجال الحديث الثقات .
الأصل الثالث
وللإيمان الصادق والعبادة الصحيحة والجاهدة نور وحلاوة يقذفها الله في قلب من يشاء من عباده ، ولكن الإلهام والخواطر والكشف والرؤى ليست من أدلة الأحكام الشرعية ، ولاتعتبر إلا بشرط عدم اصطدامها بأحكام الدين ونصوصه .
الأصل الرابع
والتمائم والرُّقى والودع والرمل والعرافة والكهانة وادعاء معرفة الغيب ، وكل ما كان من هذا الباب منكر تجب محاربته ، (( إلا ما كان آية من قرآن أو رقية مأثورة)) .
الأصل الخامس
ورأى الإمام ونائبه فيما لانص في ، وفيما يحتمل وجوها عدة وفي المصالح المرسلة ، معمول به ما لم يصطدم بقاعدة شرعية ، وقد يتغير بحسب الظروف والعرف والعادات . والأصل في العبادات التعبد دون الالتفات إلى المعاني ، وفي العادات الالتفات إلى الأسرار والحكم والمقاصد .
الأصل السادس
وكل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم ( ص ) ، وكل ما جاء عن السلف رضوان الله عليهم موافقا للكتاب والسنة قبلناه ، وإلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالاتباع ، ولكنا لانعرض للأشخاص - فيما اختلف فيه - بطعن أو تجريح ، ونكلهم إلى نياتهم ، وقد أفضوا إلى ماقدموا .
الأصل السابع
ولكل مسلم لم يبلغ درجة النظر في أدلة الأحكام الفرعية أن يتبع إماما من أئمة الدين ، ويحسن به مع هذا الاتباع أن يجتهد ما استطاع في تعرف أدلته، وأن يتقبل كل إرشاد مصحوب بالدليل متى صح عنده صلاح من أرشده وكفايته . وأن يستكمل نقصه العلمي إن كان من أهل العلم حتى يبلغ درجة النظر .
الأصل الثامن
والخلاف الفقهي في الفروع لايكون سببا للتفرق في الدين ، ولايؤدي إلى خصومة ولابغضاء ولكل مجتهد أجره ، ولامانع من التحقيق العلمي النزيه في مسائل الخلاف في ظل الحب في الله والتعاون على الوصول إلى الحقيقه ، من غير أن يجر ذلك إلى المراء المذموم والتعصب .
الأصل التاسع
وكل مسألة لاينبني عليها عمل فالخوض فيها من التكلف الذي نهينا عنه شرعاً ، ومن ذلك كثرة التفريعات للأحكام التي لم تقع ، والخوض في معاني الآيات القرآنية الكريمة التي لم يصل إليها العلم بعد ، والكلام في المفاضلة بين الأصحاب رضوان الله عليهم وما شجر بينهم من خلاف ، ولكل منهم فضل صحبته وجزاء نيته ، وفي التأول مندوحة .
الأصل العاشر
معرفة الله تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسمى عقائد الإسلام ، وآيات الصفات وأحاديثها الصحيحة ، وما يليق بذلك من التشابه ، نؤمن بها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ، ولانتعرض لما جاء فيها من خلاف بين العلماء ، ويسعنا ماوسع رسول الله ( ص ) وأصحابه ( والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) أل عمران .
الأصل الحادي عشر
وكل بدعة في دين الله لا أصل لها - استحسنها الناس بأهوائهم ، سواء بالزيادة فيه أو بالنقص منه - ضلالة تجب محاربتها والقضاء عليها بأفضل الوسائل التي لا تؤدي إلى ماهو شر منها .
الأصل الثاني عشر
والبدعة الإضافية و التركية والالتزام في العبادات المطلقة خلاف فقهي ، لكل فيه رأيه ، ولا بأس بتمحيص الحقيقة بالدليل والبرهان .
الأصل الثالث عشر
ومحبة الصالحين واحترامهم والثناء عليهم بما عرف من طيب أعمالهم قربة إلى الله تعالى ، والأولياء هم المذكورون في قوله تعالى ( الذين أمنوا وكانو يتقون ) والكرامة ثابتة لهم بشرائطها الشرعية مع اعتقاد أنهم رضوان الله عليهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولاضرا في حياتهم أو بعد مماتهم فضلا عن أن يهبوا شيئاً من ذلك لغيرهم .
الأصل الرابع عشر
وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة ، ولكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداءهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشييد القبور وسترها وإضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات كبائر تجب محاربتها ، ولا نتأول لهذه الأعمال سداً للذريعة .
الأصل الخامس عشر
والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة .
الأصل السادس عشر
والعرف الخاطئ لا يغير حقائق الألفاظ الشرعية ، بل التأكد من حدود المعاني المقصود بها ، والوقوف عندها . كما يجب الاحتراز من الخداع اللفظي في كل نواحي الدنيا والدين ، فالعبرة بالمسميات لا بالأسماء .
الأصل السابع عشر
والعقيدة أساس العمل ، وعمل القلب أهم من عمل الجارحة ، وتحصيل الكمال في كليهما مطلوب شرعاً ، وإن اختلفت مرتبتا الطلب .
الأصل الثامن عشر
والإسلام يحرر العقل ، ويحث على النظر في الكون ، ويرفع قدر العلم والعلماء ، ويرحب بالصالح النافع من كل شيء . و(( الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أحق الناس بها )) .
الأصل التاسع عشر
وقد يتناول كل من النظر الشرعي والنظر العقلي ما لا يدخل في دائرة الآخرة ، ولكنهما لن يختلفا في القطعي . فلن تصطدم حقيقة علمية صحيحة بقاعدة شرعية ثابتة ، ويؤوّل الظنى منهما ليتفق مع القطعي ، فإن كانا ظنيين فالنظر الشرعي أولى بالاتباع حتى يثبت العقلي أو ينهار .
الأصل العشرين
لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض - برأي أو معصية - إلا أن أقر بكلمة الكفر ، أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة ، أو كذب صريح القرآن ، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال ، أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر .