Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

الهــمــــــة

 

عرّف بعضهم علو الهمة فقال : ((هو استصغار ما دون النهاية من معالي الأمور)) .

ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى واصفا الهمة العالية : (( علة الهمة أن لا تقف (أي نفس) دون الله ولا تتعوض عنه بشيء سواه ، ولا ترضى بغيره بدلا منه ، ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية ، فالهمة العالية على الهمم كالطائر العالي على الطيور لا يرضى بمساقطهم ولا تصل إليه الآفات التي تصل إليهم ، فإن الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها ، وكلما نزلت قصدتها الآفات من كل مكان )) .

مراتب الهمم :

الناس متفاوتون في أمرين :

الأمر الأول : مطالبهم وأهدافهم . والآخر : الهمم الموصلة إلى هذه المطالب والأهداف . فمن الناس من يطلب المعالي بلسانه وليس له همة في الوصول إليها فهذا متمن مغرور .

وما نيل المطالب بالتمنــي        ولكن تؤخذ الدنيا غلابــا

ومن الناس من لا يطلب إلا سفاسف الأمور ودناياها وهم فريقان :

* فريق ذو همة في تحصيل تلك الدنايا فتجده السباق إلى أماكن اللهو ومغاني الغواني ، وهذا إن اهتدى يكن سباقا إلى المعالي ، ذا عمة عالية نفسية : " خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إن فقهوا " .

* فريق لا همة له فهو معدود من سقط المتاع وموته وحياته سواء لا يُسأل إذا حضر ولا يُفتقد إذا غاب .

يتفاوت الناس في هممهم فتتفاوت على هذا أعمالهم وحظوظهم ودرجاتهم ، وإذا أردت أن تعرف مراتب الهمم فانظر إلى همة ربيعة بن كعب الأسلمي - رضي الله عنه - وقد قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( سل ) فقـــال :  ( أسألك مرافقتك في الجنة ) وكان بعض الناس يسأله ما يملأ بطنه وأ يواري جلده.

____________________________________________

عودة للصفحة السابقة                                            عودة للصفحة الرئيسية