التراجم والسير:
هي نوع من الأنواع الأدبية التي تتناول التعريف بحياة
رجل أو أكثر، تعريفا
يطول أو يقصر،ويتعمق أو يبدو على السطح تبعا لحالة العصر الذي كتبت فيه الترجمة،
وتبعا لثقافة كاتب الترجمة ومدى قدرته على رسم صورة واضحة ودقيقة، من مجموع
المعارف والمعلومات،التي تجمعت لديه عن المترجم له.
أقسام الترجمة: الذاتي
والغيري.
- الترجمة
الذاتية: هي ما يكتبه الكاتب عن نفسه سردا للأحداث التي مرت به في حياته، مثل ترجمة
طه حسين لحياته، في كتابه: ( الأيام ).
- الترجمة
الغيرية: هي ما يكتبه الكاتب عن غيره سردا للأحداث، التي مرت بهم في حياتهم من
الميلاد إلى الوفاة، مثال ( العبقريات لعباس محمود العقاد).
ولكن هناك مجموعة من الأسئلة شغلت إجاباتها الباحثين في مجال السيرة
الذاتية، وأصبحت تشكل عائقا للحكم على هذا النوع من الكتابة، وهي:
- هل يستطيع إنسان أن يكتب عن نفسه ما لا يود أن يراه الناس منه ويعرفوه
عنه؟
- هل يستطيع إنسان أن يبدي نفسه للناس على سجيته من غير أن يرمم العيوب
التي لا يحب أن يطلع عليها غيره؟
- هل تستطيع الترجمة الذاتية أن تسعفنا بما نود استحضاره من ذكريات ماض قديم؟
تعد السيرة النبوية أوسع ما في التراجم الإسلامية، وأقدمها ظهورا،فقد كانت
المحور الذي تدور حوله حياة الإسلام ونشأته واتساعه وتطوره وانتشاره بالغزوات
والفتوح، ثم نشأت من بعد كتابة السيرة الترجمة لرواة الأحاديث النبوية،فترجموا لهم
تراجم وجيزة لم يكن القصد منها إلا بيان قيمة المحدث ومكانته من الإسناد، ويعد
كتاب ( تاريخ البخاري) من أقدم الكتب التي ظهرت في هذا المجال.
أقدم التراجم الذاتية:
لعل من خلق العربي ألا يتحدث عن نفسه بقوله : أنا ، ومن العجيب أن ذلك يجوز للشاعر ولا يجوز للكاتب.وعلى هذا الأساس نجد أن أقدم ما وصل إلينا من تراجم ذاتية ترجمة الشاعر ”عمارة اليمني“، فقد كتب عن نفسه ترجمة ذاتية في كتابه ( النكت العصرية) ، وهناك بعض التراجم الذاتية الأخرى من مثل ترجمة ابن سينا لنفسه، وترجمة السيوطي لنفسه في كتابه حسن المحاضرة،ولسان الدين بن الخطيب في كتابه ، نفاضة الجراب، وابن خلدون في كتابه التعريف وغيرهم.
التراجم الذاتية في الأدب العربي الحديث:
لعل أشهر التراجم الذاتية في الوطن العربي هذه التراجم:
•(الأيام) لطه حسين
•(حياتي ) لأحمد أمين
•(قصة حياة) لإبراهيم عبد
القادر المازني.
•(سبعون) لميخائيل نعيمة.
•(أنا ) لعباس محمود العقاد.
•(قال الراوي) لإلياس فرحات.
•(حياة طبيب) للطبيب
العالمي نجيب محفوظ.
•(قصة حياتي) للدكتور مصطفى الديواني.
•(مذكرات طالب بعثة) للدكتور
لويس عوض.
ولكن ما الفرق بين التراجم والسير؟
ليس في الفروق اللغوية ما يبين الفرق بين التراجم والسير على وجه التحديد،
إلا أن الاصطلاح والاستعمال هما صاحبا الفتوى في ذلك ، فقد جرت عادة المؤرخين أن
يسموا الترجمة بهذا الاسم حين لا يطول نفس الكاتب فيها، فإذا ما طال النفس واتسعت
الترجمة سميت سيرة.
أول استعمال للفظة السيرة:
إن أول ما استعملت لفظة السيرة
كانت في سيرة الرسول(ص)، وقد سمي
المؤلفون فيها بأصحاب السير،وفي أواخر القرن الثالث الهجري ألف أحمد بن يوسف
الداية كتابا تحت عنوان:
( سيرة
ابن طولون)، ولعل هذه هي أول مرة ينتقل فيها استعمال لفظة ( السيرة) من
سيرة النبي إلى سيرة غيره من الرجال.