الخاتمة
هذا هو الإمام الحسين ، أبو عبد الله عليه السلام :
في سماته .
وفي سيرته : قبل كربلاء . وعلى أرضها , ويوم عاشوراء .وأمّا بعد كربلاء ، فهو الزمانُ القصير ,الطويل على طول أربعة عشر قرناً , فالإمام الحسينُ عليه السلام بقي تُذكر , وتدوّي صرخاتهُ , ولم تنقطع نداءاته ، ولا أحزانه ، ولا ظروف حركته .
وهو التأريخ ، يجدّد وجوده ، ويُعيد نفسه ، ويكرّر أنفاسه وتصدُق مقولة :كلّ يومٍ عاشوراء وكلّ أرضٍ كربلاء.
ولئن خَلَت العصور من عَيْنِ الحسين عليه السلام ، فإنّ روحه وأهدافه ، تتبلورُ في أبنائه ، وشيعته ، والسائرين على دربه ، وسيرته ، وطريقته ، يملأون الأرضَ بنماذج من شعاره ، ويحملون لواءَ الحقّ يذبّون عنه ، وينشرونه في الدنيا على خطوط الطول والعرض ، لتفيىءَ الكرةُ الأرضيّةُ إلى حكم الله ، وينعم البشر بآلاء الله ، ويتحقّقَ وعدُ الله في كتابه الكريم حيث يقول : ( وَعَدَ اللهُ الَذِينَ َامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكننَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدلَنَهُم مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنَا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)
(وآخر دعواهم أن الحَمْدُ للهِ رَب العَالَمِينَ)
نهاية الكتاب