سلمى الجيوسي
سلمى الخضراء الجيوسي

سلمى الخضراء الجيوسي

 

باحثة وأديبة وناقدة فلسطينية

 

نشأتها وحياتها :

ولدت سلمى الخضراء الجيوسي في الضفة الشرقية من الأردن (في مدينة السلط) من أب فلسطيني وأم لبنانية وأمضت طفولتها وشبابها المبكّر في عكا والقدس، درست الثانوية في كلية شميت الألمانية بالقدس،  ثم درست الأدبين العربي والإنجليزي في الجامعة الأمريكية في بيروت وحصلت على درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة لندن.

سافرت إلى بلدان العالم المختلفة وعاشت في مدن عديدة في العالم العربي وأوربا وأمريكا متنقلة بين العواصم كزوجة لدبلوماسي أردني ثم عملت أستاذة للأدب العربي في عدد من الجامعات العربية والأمريكية قبل أن تترك التعليم الجامعي لتؤسس بروتا (مشروع ترجمة الآداب العربية) بعد أن هالها مقدار التجاهل والإهمال الذي يلقاه الأدب والثقافة العربيان في العالم.

       تعمل مديرة لمؤسسة بروتا التي أنشأتها عام 1980 ؛ لنشر الثقافة والأدب العربيين في العالم الناطق بالإنجليزية.وما زالت تنتقل بالإقامة بين لندن وأمريكا وتتابع مشروعاتها الثقافية عبر ( بروتا ) وعبر محاضراتها في عدد من المحافل والهيئات الثقافية العربية والعالمية .

مؤلفاتها :

نشرت شعرها وكتاباتها النقدية (بالعربية والإنجليزية) في عدد من المجلات والدوريات وصدرت مجموعتها الشعرية الأولى "العودة من النبع الحالم" عام 1960. وترجمت في مطلع الستينات عدداً من الكتب عن الإنجليزية منها كتاب لويز بوغان "إنجازات الشعر الأمريكي في نصف قرن" (1960) وكتاب رالف بارتون باري "إنسانية الإنسان" (1961)، وكتاب آرشيبالد ماكليش "الشعر والتجربة" (1962)، والجزأين الأولين من رباعيّة الإسكندرية للورنس داريل "جوستين" و"بالتازار".

نشرت دار بريل (ليدن) كتابها "الاتجاهات والحركات في الشعر العربي الحديث" في جزأين عام 1977، ولقد تُرجم الكتاب حديثاً إلى العربية.

حررت سلمى الخضراء أكثر من ثلاثين عملاً من أعمال بروتا، ومن بين هذه الأعمال خمس موسوعات ضخمة للأدب العربي وهي:

1-"الشعر العربي الحديث" ( 93 شاعراً ) (منشورات دار جامعة كولومبيا، نيويورك 1987)،

2- أدب الجزيرة العربية" ( 95 شاعراً وقاصاً )  (الذي نشرته كيغان بول عام 1988 ثم جامعة تكساس 1990و 1994)

3- الأدب الفلسطيني الحديث" ( 103 شاعراً وكاتباً ) (منشورات جامعة كولومبيا، نيويورك 1992، 1993،1994)،

4- المسرح العربي الحديث" ( 12 مسرحية كبيرة )  (بالاشتراك مع روجر آلن، دار جامعة إنديانا 1995).

5- القصة العربية الحديثة"( 104 قاصاً ) .

وإلى جانب الموسوعات الأدبية فقد حررت كتاب "تراث إسبانيا المسلمة" وهو مجموعة كبيرة من ثمان وأربعين دراسة متخصصة عن جميع مناحي الحضارة الإسلامية في الأندلس، كتب لها فيه إثنان وأربعون أستاذاً متخصصاً في أمريكا وأوروبا والعالم العربي، وقد صدر عن دار بريل ي هولندة عام 1992 في الذكرى المئوية الخامسة لنهاية الحكم الإسلامي في الأندلس، ثم أعيد طبعه عدة طبعات آخرها طبعة ورقية (1994).

بعد ذلك أشرفت على تحرير السيرة الشعبية الشهيرة "سيف بن ذي يزن" التي ترجمتها وأعدّتها لينة الجيوسي وتصدر عن دار جامعة إنديانا (1996). ونتيجة لهذه الدراسة خطّطت لإعداد كتاب شامل عن الثقافة واللغة والأدب في عصر ما قبل الإسلام وعقدت لهذا الكتاب ورشتي عمل في معهد الدراسات العليا في برلين في صيف 1995.

تعمل سلمى الخضراء الجيوسي منذ عام 1989 على أنطولوجيا جديدة للشعر العربي سيصدر بالإنجليزية بعنوان "شعراء نهاية القرن"، كما تعد مجموعتين من المقالات النقدية بالعربية والإنجليزية للنشر.

وقد بدأت منذ عام 1993 مشروعاً شاملاً لدراسة الأدب والثقافة في دول المغرب العربي: الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وموريتانيا، وأقامت للكتاب مؤتمراً كبيراً في طنجة عام 1995. وقد دعيت إلى معهد الدراسات العالية في برلين فأمضت عام 1994 – 1995 فيه حيث أجرت دراسة عن تاريخ تقنيات الشعر العربي من عهد ما قبل الإسلام حتى الوقت الحاضر.

وصدر لها موسوعة الأدب الفلسطيني المعاصر - الجزء الأول: الشعر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1997.

لها عدد كبير من الدراسات والمقالات النقدية المنشورة في عدد من الصحف العربية والأجنبية ، وحضرت عددا من المؤتمرات والندوات وشاركت فيها ببحوث متميزة .وعضو الهيئة الاستشارية لشبكة مرايا.  

 

الجوائز التي حصلت عليها سلمى :

1-          نالت وسام القدس (1990)

2-          الجائزة التكريمية التي يقدّمها اتحاد المرأة الفلسطينية في أمريكا (1991).

3-           

 

مختارات من شعر سلمى :  

 

(1) المرأة ( سيرة ذاتية شعرية )

المرأة هي

سين

سينُ المجذوبةُ إلى السماء السابعة؟

العائمة بين النجوم؟.

الموزّعة أبداً بين الولد والوالد؟

المعلّقة من شعرها إلى شجرة الأمّ؟ العاشقة صفير الريح؟

لقد جاءها الفهد مبشّراً:

بك توقّف الزمن

وانتهى السعيُ والدوارُ،

تعالَيْ"

فجرّتهُ إلى الأدغال وقالت:

"اذهب ولا تخف،

أنا أمينةٌ عليك"

وابتلعت الغابةُ فهد سين الجميل

ضربه الوحشُ الأعمى على قلبه فأراده

وحرّرها لتتزوّج الريح

لا تُشفقوا على سين

سين المملوكة بأوهام الكواكب

سين التي أتقنت فنّ الموت في الحياة.

وتعتب يا حبيب على سين

وتصبر عنها

وتصبر عليها؟

لماذا؟؟؟

تغريها بنجوم عينيك، ثم تطيعُها؟

لماذا؟؟؟

لماذا لم تهتك ضلعها المشاكس بعشقِ ساعديكِ الأميرين؟

....

لقد كانت تخونُك مع المحابر ومسابح الديرْ

كان الراهبُ الأزليّ يخطفها منك كلّ صباح

الكاهنُ الثاقب العينين

في وجهه شمسُ أهل الشمال

وعلى لسانه تسابيح الصوفيين

.....

كان يخطفها منك كلّ صباح

وكل ظهرٍ وعصرٍ وأصيل

يلوي عنقها عنك بقسوة المنذورين

لقد كتب لها تعاويذ أقفلت أزهارها على البراعم

شدّ مسابحه حول إبطيها

زنّرها بالصلاة والتعازيم

سقاها ماء اللوتس

محا قوس قزح من أجفانها

وجرّها إلى برك الحبر

 

الراهبُ الأزليّ العاشق

الكاهن الماكرُ الذي قادها وقادك إلى التيه

الراهب الأزليّ

ملك الحرمان والعطاء

الناسكُ المتحرّقُ شهوةً

الزاهدُ المتعبّدُ لزهرة العشق

الممتلئ حبّاً وغدراً

الواهبُ كلّ شيء

المانعُ كلّ شيء

الراهبُ الأزليّ‍‍!

ها هو الآن يصلّي ويحترق بنار الذاكرة

ينقطع إلى خرافة في مكانٍ قصّيٍ من الكون

عيناه قدّيستان مرّةً أخرى

......

ها هي لندن يداهمها الثاني من ‏تشرين

فيحيلها مغارةً للتّنين

وكهفاً لوحوش الحزن

ويقلبُ إفلين جاردنر بئراً للدمع الطيّع الساخن

الدمع النابع من مسامات الروح

المسحوب من القلب والأحشاء

والهاً، يتجدّدُ أبداً

ينسكبُ على الترقوة والخدّين واليدين

وعلى أبعاد الزمن والمسافات

الدمع، خاتم المسرّات

ذي العهد الأبديّ

الشاذب للحبّ المقبل

الحامل إلى القلب أكداس الثلج وتهاويم النعاس

 

واحد إفلين جاردنز

بيتُ الجنون وانخلاع القلب والعقل

حيث تنطبق جدران الصومعة على اسمك وصورتك

وتنشبُ حرائق الذكريات.

 

(2) الخرطوم

وتعيّرني يا ابن القبيلة بشمس الخرطوم ورمالها

أما رأيت نجومها المتهامسة بالشوق إليّ؟

وقلبها الطريّ الذي يجرحه الحبّ؟

ونهرها الجاري باللبن والعسل ونبيذ الأرواح؟

الخرطوم المكنونة على المناجاة الصوفيّة

الساهرة العين على الذكريات

الأمينة على السرّ وعلى عقد القلب.

...................

جئتُها وحيدةً كالرمح النافر

رمداء عفراء مغلقةَ الضلوع على الجحيم

أخبطُ في دويّةٍ داخل نفسي

وقد توقّفتْ الريح

وتلصّمت عقاربُ الساعات

.......

وانتشلتني بوشائج الحرير

أطفأت الجمر المشتعل في رأسي

وملأت دربي بأقمار الفلّ والبيلسان

 

دخلتُها كما يدخلُ الإنسان إلى الحياة

فعشقني قمرها وسقاني حليبه الدافئ

وعلّمني نخيلها الصبر

وتركتها ولم أخرج منها

وها هو حبلُ السّرةِ ما زال منعقداً

والمائدة عامرً بأطايب الروح.

 

الخرطومُ وأمّ درمان

المجذوبُ وزينب

خديجةُ وإسحق(*)

أينك يا وجوه النبالة والصدق، يا سيّدة الوجوه

يا قلوب السكينة التي أعادت زمني الهارب إليّ.

 

هامش:

(*) أم درمان واحدة من ثلاث مدن تشكّل الخرطوم الكبرى. مجذوب هو الشاعر السوداني محمد المهدي المجذوب، أشهر شعراء جيله في السودان؛ زينب هي زوجته. إسحق هو المثقّفوالشاعر إسحق الخليفة شريف وخديجة هي زوجته.

 

المراجع :

1-           http://www.cultural.org.ae/new/Guests/g1142.htm

2-           http://maraya.net/p/pal/a22_1.htm

3-           http://alnadeem.net/jehat.com/others.htm

4-           http://www.opengroup.com/lxbooks/023/0231052731.shtml

5-           http://www.asharqalawsat.com/pcdaily/23-08-2000/art/art.html

6-            

Email: farraj17@hotmail.com