ثويبة مولاة أبي لهب
إعداد : سوسن عبد الرؤوف
محمود
ثويبة هي جارية أبي لهب، أعتقها
حين بشّرته بولادة محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام ، وقد أسلمت وكل أمهاته
صلى الله عليه وسلم أسلمن .
إرضاعها للنبي صلى الله عليه
وسلم :
كانت ثويبة أول من أرضعت
النبي صلى الله عليه وسلم – بعد أمه، وأرضعت ثويبة مع رسول اللّه عليه الصلاة
والسلام ـ بلبن ابنها مسروح- أيضاً حمزة
عمّ رسول اللّه، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، ثويبة عتيقة أبي لهب.
وقيل: انه رؤى أبو لهب بعد
موته في النوم فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار، إلا أنه يخفّف عني كل أسبوع
يوماً واحداً وأمص من بين إصبعيَّ هاتين ماء ـ وأشار برأس إصبعه ـ وان ذلك اليوم
هو يوم إعتاقي ثويبة عندما بشّرتني بولادة النبي عليه الصلاة والسلام ، بإرضاعها
له.[1]
وكان إرضاعها للرسول أياما
قلائل قبل أن تقدم حليمة السعدية [2]
، وفي روايات تقول : إن ثويبة
أرضعته أربعة أشهر فقط، ثم راح جده يبحث عن المرضعات ويجد في إرساله إلى البادية ،
ليتربى في أحضانها فينشأ فصيح اللسان ، قوي المراس، بعيداً عن الامراض والاوبئة إذ
البادية كانت معروفة بطيب الهواء وقلة الرطوبة وعذوبة الماء وسلامة اللغة، وكانت
مراضع بني سعد من المشهورات بهذا الأمر بين العرب، حيث كانت نساء هذهِ القبيلة
التي تسكن حوالي (مكة) ونواحي الحرم يأتين مكة في كل عام في موسم خاص يلتمسن
الرضعاء ويذهبنَ بهم إلى بلادهنّ حتى تتم الرضاعة [3].
إكرام الرسول لثويبة :
ظل رسول الله يكرم أمه من الرضاعة
ثويبة ، ويبعث لها بكسوة وبحلة حتى ماتت [4].
وكانت خديجة أم المؤمنين تكرمها ، وقيل أنها طلبت من أبي لهب أن تبتاعها منه
لتعتقها فأبي أبو لهب ، فلما هاجر رسول الله –صلى الله عليه وسلم – إلى المدينة أعتقها
أبو لهب [5]،
وهذا الخبر ينفي ما روي سابقا بأن أبا لهب أعتقها لبشارتها له بميلاد النبي صلى
الله عليه وسلم .
وفاتها :
توفيت ثويبة في السنة السابعة
للهجرة ، بعد فتح خيبر ، ومات ابنها مسروح قبلها .
[1] انظر السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون 1/138 ، وانظر كتاب ولأول مرة في تاريخ العالم وموقعه على الشبكة العالمية : http://www.alshirazi.com/compilations/history/leawalmarra/jozee1/part1/1.htm
[2] السيرة الحلبية في سبرة الأمين المأمون ، 1/ 139 .
[3] المرجع : http://www.annajat.com/alnabi/melad/rzaa5.htm
[4] الأعلام ، للزركلي ، 2/ 102 .
[5] السيرة الحلبية في سبرة الأمين المأمون ،1/138.