Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

أبناء المرأة العاملة... ضعف في القراءة وفي الرياضيات

بقلم: ستيف دوتي

أظهرت دراسة علمية مؤخرا أن أطفال النساء العاملات ،في داوم كامل، يعانون دراسيا مقارنة بالأطفال الذين لا تعمل أمهاتهم. وذكرت الدراسة ، أن أبرز مشكلات أبناء العاملات تتمثل في ضعف التحصيل والإنجاز في مهارات التحدث والقراءة والرياضيات، وأنه من المحتمل أن تصبح هذه المشكلات طويلة المدى بحيث تؤثر على الأطفال في حياتهم فيما بعد وقد تترك آثارا اقتصادية دائمة عليهم في حياتهم العملية.  

وتأتي نتائج البحث الأخير لتناقض النظرة التي يتمسك بها بعضهم والقائلة بأن أطفال العاملات الذين يذهبون إلى دور الحضانة  أو مراكز رعاية الطفل يحققون على الأرجح مستوى علميا أفضل، ويكونون أكثر سعادة.

وقد توصلت دراسة أخرى،أجريت الخريف الماضي، إلى أن الأطفال الذين تذهب أمهاتهم إلى العمل في سنوات حياتهم الأولى يعانون ضعف مهارات القراءة عند بلوغهم سن الثامنة.

وحذر البروفيسور"كريستوفر روم" من الأبحاث السابقة المفرطة في التفاؤل والخاصة بتقويم آثار الأمهات العاملات على تطور إدراك الطفل. فقد وجد البروفيسور"روم" أنه إذا اشتغلت الأم خلال السنوات الثلاثة الأولى من حياة طفلها، فسيترك هذا أثرا سلبيا على قدرته على الكلام أو التحدث، ولغته في عمر الثالثة والرابعة، ويصبح هذا التأثير ضارا للغاية على مهارات القراءة والرياضيات في عمر الخامسة والسادسة. ويرى البروفيسور "روم" أن تأثير المرأة العاملة يصبح في أسوأ صورة عندما يكون طفلها في عمر الثانية والثالثة، وتزداد الكارثة حينما تذهب إلى العمل وطفلها في سنته الأولى من العمر. ويزعم السيد"روم" أن المسارعة للعمل تصبح مكلفة،على وجه الخصوص، بالنسبة للأطفال الذين يعيشون في أسرة تقليدية مكونة من أب وأم. أما الأطفال الذين تبقى أمهاتهم في المنزل لسنتين أو ثلاث على الأقل بعد الولادة فيتمتعون بمكاسب إدراكية جوهرية.

ويذكر السيد"روم" أن تغيب الآباء عن المنزل بسبب العمل قد يكون له آثار سلبية مشابهة، لكن هذا الأمر يستلزم مزيدا من المعلومات والتقصي والبحث لإثباته.

وتتشابه نتائج هذه الدراسة بشكل كبير مع بحث بريطاني، فحص فيه البروفيسور "هيثر جوشي " من معهد التربية، نتائج آلاف الأطفال البريطانيين. وقد أظهر البحث البريطاني أن أطفال الأمهات العاملات تخلفوا في القراءة في الفترة العمرية من الثامنة والعاشرة.

وصرحت اختصاصية العلوم الاجتماعية "باتريشيا مورجان" من معهد الشؤون الاقتصادية، بأن جميع الدراسات الحديثة توصلت إلى نتائج تعارض عمل المرأة، ولم يعد هذا الأمر مفاجأة ، فمعظم الباحثين انتهوا إلى التوصية بتقديم مساعدات أكبر لرعاية الطفل، فالأمهات اللائي يذهبن للعمل، يقدمن على ذلك لعدم قدرتهن على الجلوس في البيت، ومن ثم يصبح من الضروري للغاية أن يولين اهتماما لنوعية الرعاية اليومية التي يعتزمن ترك أطفالهن في كنفها.

وتنتهي الدراسة إلى تعاظم أخطار عمل المرأة على تربية وتعليم الأطفال دون أب –لسبب أو لآخر- في كنف أمهم فقط ، فإذا ما خرجت الأم في هذه الحالة تفاقم الأمر للغاية.