Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

 

توظيف التكنولوجيا في مناهج الرياضيات

بقلم د.عبد الفتاح الشرقاوي

في ظل التقدم التقني الهائل الذي نشهده في عصرنا الحاضر، توفرت الآلة الحاسبة وأصبحت في متناول الجميع، وأصبح الابتعاد عن استخدامها في المناهج المدرسية يؤثر بالسلب على اتجاهات التلاميذ نحو دراسة الرياضيات، ومن ثم فقد تولد اتجاه نحو إدخال الآلة الحاسبة في مناهج الرياضيات وإن كان هناك خلاف حول إدخالها في مناهج المرحلة الابتدائية.

وقد بين مشروع مجلس المدارس البريطاني أن استخدام الآلة الحاسبة فعال في تدريس رياضيات المرحلة الثانوية فهو يساعد الطلاب الأقل قدرة على تناول تطبيقات رياضية أكثر بدلا من قضاء الوقت في إجراء العمليات الحسابية الآلية. وكذلك أظهرت نتائج العديد من الدراسات جدوى إدخال الآلة الحاسبة في مناهج الرياضيات بالمرحلة  الثانوية‘ فعلى سبيل المثال :

ü     يساعد استخدام الآلة الحاسبة على تغيير أسلوب تدريس بعض الموضوعات حيث أصبح بالإمكان تناول البيانات العددية وإجراء العمليات بسهولة مع توفير الوقت والجهد.

ü     يساعد استخدام الآلة الحاسبة على توفير فرص أكبر لدراسة مواقف واقعية تتناول متتاليات عددية أو هندسية، ودوال أسية، ومتتاليات غير منتهية.

ü     يساعد استخدام الآلة الحاسبة في إعطاء تقريب جيد لأعداد حقيقية غير نسبية.

ü     يساعد استخدام الآلة الحاسبة في إيجاد قيمة تقريبية لجذر حقيقي من جذور معادلة من الدرجة الثالثة.

ولا يقتصر الأمر على توظيف الآلة الحاسبة، بل ينبغي أن يمتد الأمر ليشمل الحاسوب الذي يمكن أن يخدم بشكل كبير عملية تعليم وتعلم الرياضيات.

فالحاسوب هو التقنية الأكثر تحديا للتربويين لما له من تأثير على الرياضيات، وطرائق تدريسها. فقد ظهر العديد من البرامج المختلفة التي نتج عنها مجال واسع من المهام الرياضية بالإضافة إلى تزايد فرص تعليم وتعلم الرياضيات من خلال استخدام الحاسوب كوسيلة تعليمية.

ولقد أعربت اللجنة الدولية لتدريس الرياضيات عن أسفها لكون أن الشك لا يزال يحوم حول إدخال الحاسوب إلى  المنهج المدرسي في التسعينيات ، وقد تعددت الاتجاهات التي تنادي بإدخال الحاسوب إلى منهج المدرسة الثانوية سواء عن طريق دراسة الحاسوب والتدريب على استخدامه، أو عن طريق استخدام البرامج الجاهزة أو تلك التي يعدها المتعلمون أنفسهم.

ويتم عادة إدخال الحاسوب إلى المناهج الدراسية تحت هدفين متمايزين هما:

ü     دراسة الحاسوب والتدريب على استخدامه.

ü     استخدام برامج لدراسة العلاقات الرياضية وحل المشكلات.

ويأخذ الهدف الثاني اتجاهين هما:

ü  أن يكتب المتعلمون برامجهم الخاصة بهم.

ü  أن يستخدم المتعلمون برامج جاهزة.

ومن أمثلة المشروعات التي اعتمدت على قيام المتعلمين بعمل برامجهم الخاصة بهم (SMP) في المملكة المتحدة، و (CAMP) و (SOLO) في الولايات المتحدة الأمريكية.

هذا ويكتسب الحاسوب ميزة تربوية رئيسية تتمثل في إمكانية استخدامه كوسيلة تعليمية، حيث يمكن أن يستخدم:

ü  كسبورة إلكترونية يستخدمها المعلم.

ü  كمعلم خاص يسهل للمتعلم عملية التعلم.

ü  كوسيلة لتقويم أداء المتعلم.

ü  للتعليم الفردي بما تتضمنه البرامج من تدرج وممارسة وتدريب وتقويم ذاتي.

ü  كأداة لإجراء الحسابات وتمثيل الدوال...

ü  كأداة لتشجيع التجريب والبحث، وهما مكونان رئيسيان في عملية تعلم وتعليم الرياضيات.

وجدير بالذكر أن ظهور علوم الحاسوب قد زاد من أهمية تدريس الرياضيات المرتبطة بالعد مثل المتتاليات والمصفوفات والاحتمال، والإحصاء ، وتطلب إدخال وحدة أو وحدات صغيرة عن برمجة الحاسوب.

وقد قدم الكتاب السنوي لجماعة التوجيه الفني وتطوير المناهج لعام1988 التوصيات التي يرى واضعوها أنها تمثل الأولويات في ضوء إمكانات حاسبات الجيب والحواسيب فيما يتعلق بمحتوى منهج رياضيات المرحلة الثانوية.