Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

نعم .. هذا يبدو معقولاً..

إن الخروج من هذا المكان الموبوء ليس قراراً خاطئاً.. على الأقل يمكنك في الخارج أن تجد مخرجاً ما ..

هرعنا نركض في الغابة .. نتعثر . ننهض .. الآن جاء الوقت كي تصاب (نورا) بالتواء في الكاحل ككل النساء .. هل هذا وقته ؟.. يجب أن نتماسك ونبتعد ..

أين السيارة ؟

أعرف أنها هناك بين هذه الأشجار .. فلندن أكثر ..

                          

 

ها هي ذي.. الحمد لله !

أخيراً نلقي بنفسينا على المقعد، مستشعرين الدفء الجميل والأمان ..

قالت لي زوجتي :

ـ" والآخران ؟"

قلت لها وأنا أنظر في حذر حولنا:

ـ" لابد من أن نأتي بنجدة أولاً.. هذا الأمر يفوق قدرات الشجاعة والقوة .."

وبحثت عن المفاتيح .. لا مفاتيح !.. إنها مع (جان بيير) حيث ذهب !

ماذا نفعل إذن ؟

في هذه اللحظة انغلقت أبواب السيارة بإحكام، وهبطت أزرار التأمين..

رحت أحاول فتح المقبض دون جدوى .. ما معنى هذا ؟.. من فعل هذا ؟

نحن سجينان هنا .. لابد من أن نقبل الحقيقة ..

ورأيتهم آتين من بعيد.. لم أعرف من هم، لكني أدركت أنه من الخير ألا أعرف .. مجموعة من الأشياء لا شكل لها .. تمشي بتؤدة وتعوي، وراحت تلتف حول السيارة في الظلام .. أراهم من الزجاج المغلق الذي اكتسى بالبخار ..

منهم من يشبه الذئب .. ومنهم من يشبه مصاصي الدماء كما تراهم في السينما .. ومنهم من لا شكل له .. ومنهم من لا وجه له .. ومنهم من يبدو كالكابوس ..

إنها شياطين الليل قد خرجت ..

إنها تحيط بنا فلا يحميهم منا إلا العربة ..

وقالت زوجتي وهي تنكمش في مقعدها باكية:

ـ" ما معنى هذا ؟"

ـ" معناه أننا أخطأنا الاختيار .. ومعناه أن علينا أن نبقى هنا إلى أن ينصرف هؤلاء الزوار لطيفو المعشر "

ـ" لكن هذا كابوس "

ـ" أنت قلت حقاً.. كابوس .. لكن المنبه لن يوقظنا منه .."

أنا أكتب هذه الكلمات في ظلام العربة، على ورقة وجدتها هناك ..

نحن بانتظار الصباح .. فلربما ترحل هذه المسوخ التي لا أعرف لها عدداً والتي تحيط بالعربة المشلولة ..

وربما لا ترحل ....

أكتب هذه الكلمات فقط ليعرف الناس أن هناك من مر هنا يوماً .. وعاش ليلة مفزعة ..

والأسوأ أنها بلا نهاية.

...

النهــــــــــــــــــــــــــــايـــــــة