اللغة العربية 101
النحو (الجزء الثاني)
إعداد: د. سالم الخماش
المبتدأ والخبر
المبتدأ: هو الاسم العاري عن العوامل اللفظية غير
الزائدة المسند إليه خبر، وهو أحد عمدتي الجملة الاسمية.
حكمه الإعرابي: الرفع لأنه العمدة
الأول (المسند إليه) في الجملة الاسمية. والنحويون يقولون رافعه عامل معنويّ هو
الابتداء.
أنواعه:
-
اسم صريح: محمدٌ كريم، عليٌّ مسافر، الطالبُ مجتهدٌ.
-
ضمير: أنا مسافرٌ غدا، هو كريم، هم مجتهدون.
-
اسم إشارة: هذا أديب، هؤلاء شعراء.
-
اسم موصول: الذي فاز بالجائزة طالبٌ. ما قلتَه صحيحٌ.
-
اسم استفهام: من فاز في السباق؟، ما العملُ؟، (مَا غَرّكَ بِريِّك الكريم).
-
اسم شرط: منْ جدّ وجد. (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن
لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا).
-
مصدر مؤول: (وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ)، (وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)، (أي:
صيامُكم خيرٌ لكم).
الابتداء بالنكرة:
الأصل
في المبتدأ أن يكون معرفة لا نكرة لأنّه المتحدَّثُ عنه والنكرة مجهولة والحكم على المجهول لا يفيد.
ويجوز الابتداء بالنكرة إذا كانت مفيدة، وذلك:
1-
إذا كانت عامة: (كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ)، مسلمٌ خير من كافر.
2-
إذا سُبقت باستفهام: (أإلهٌ مع الله). أمَالٌ يضيع في مٌحرَّم.
3-
إذا سُبقت بِرُبَّ: رُبَّ أخٍ لم تلده أمك.
4-
إذا سُبقت بنفي: ما نجاحٌ يحققه التمني، ما نصرٌ يأتي عقب فُرْقة.
5-
إذا كان مما له الصدارة، كأسماء الاستفهام نحو: من حضر؟ وأسماء الشرط، نحو: من
يعملْ يجِدْ، وما التعجبية: ما اجملَ السماءَ.
6-
إذا وُصِفت: ضيفٌ كريم في دارنا، رجلٌ مسلم خيرٌ من مشرك.
7-
إذا أُضيفت: صديقُك مجتهدٌ، كتابُ علم خيرٌ من قنطار ذهب.
8-
إذا تقدمها خبرها وكان شبه جملة: في الدار ضيفٌ، في الغار ضبعٌ، في المدينة
جامعةٌ.
تقديم المبتدأ على الخبر:
الأصل
أن يتقدم المبتدأ على الخبر لأنه المتحدَّثُ عنه، ولكن يجوز تأخره لغرض بلاغي، في
نحو: في الدار زيدٌ، (آيةٌ لهم الليلُ).
ويجب
تقديمه في الحالات التالية:
1-
إذا كان مما له الصدارة كأسماء الاستفهام: من حضر، وأسماء الشرط: من يفعل خيرا
يجدْه، وما التعجبية: ما أقبحَ الكذبَ.
2-
إذا كان مقصورا على الخبر: ما جرير إلاّ شاعر، إنما الغنى امتحانٌ.
3-
إذا كان خبره جملة فعلية: المجتهد ينجح، الصادقُ ينجو.
4-
إذا كان هو وخبره معرفتين متساويتين في التعريف ولا قرينة: أخي صديقي، غناك
قناعتك.
حذف المبتدأ:
يُحذَف
المبتدأ إن دل عليه دليل، ويكون الحذف:
جائزا إذا كان في جواب عن سؤال: أين علي؟ مسافرٌ
(عليٌَ مسافرٌ).
وواجبا:
أ-
إذا كان خبر المبتدأ مصدرا نائبا عن فعله: صبرٌ جميلٌ [صبري صبرٌ جميلٌ].
ب-
إذا كان مبتدأ للاسم المرفوع بعد لاسيّما: أُحِبُّ الفاكهةَ لا سيّما العِنبُ (لا:
نافية للجنس، سِيَّ: اسمها، وخبرها الجملة الاسمية: هو العنب، هو: مبتدؤها،
والعِنبُ: خبرها).
ج-
إذا كان خبره مخصوص نعم أو بئس، نحو: نعم الرجل زيد (نعم الرحل [هو] زيد).
الخبر: هو الجزء المتمم للفائدة مع الخبر في الجملة
الاسمية. (هو الكلام أو الحديث أو الحكم المسند إلى المبتدأ).
حكمه الإعرابي: الرفع لأنه العمدة
الثاني في الجملة الاسمية (المسنَد). والنحويون يقولون رافعه هو المبتدأ.
أنواع الخبر: ثلاثة:
1-
المفرد: ويقصد به غير الجملة أو شبهها، نحو: عليٌّ أديبُ، الطالبان مجتهدان،
الصدقُ نجاةٌ، هو صادقٌ، هذا كريمٌ.
2-
الجملة: وهي نوعان:
الجملة
الاسمية: محمدٌ خلُقُه كريمٌ، المزرعةُ أرضُها خصبةٌ. (محمد: مبتدأ
أول، خلقه: مبتدأ ثانٍ، كريم: خبر المبتدأ الثاني، والجملة الاسمية المؤلفة من
المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول).
الجملة
الفعلية: الطالب يحبُّ العلم، الفلاح يُصْلِح أرضه. المسافرون عادوا
إلى بلدهم. (الطالب: مبتدأ، يحب فعل مضارع وفاعله مستتر جوازا تقديره هو، والجملة
الفعلية في محل رفع خبر للطالب).
3-
شبه الجملة:
-
الجار والمجرور: خالدٌ في الدارِ، الزادُ على الراحلةِ. البستان بقرب النهرِ.
-
الظرف: البيت فوقَ الجبلِ، الفلاحُ تحت الشجرة، القائدُ أمامَ الجيشِ.
روابط الجملة الخبرية:
لابد
للجملة الخبرية من رابط يربطها بالمبتدأ، وهذا الرابط قد يكون:
1-
ضميرا بارزا: الشجرةُ ثمارُها ناضجةٌ، أو مستترا: الفلاح يحرث الأرض، أو مقدرا:
القماشُ المترُ بخمسين ريالا. (التقدير: القماشُ المترُ منه بخمسين ريالا).
2-
اسم إشارة يشير إلى المبتدأ الأول: الصدقُ ذلك نجاة، العلمُ ذلك قوةٌ. (الصدق:
مبتدأ أول، ذلك: مبتدأ ثانٍ، نجاة: خبر المبتدأ الثاني).
3-
إعادة المبتدأ بلفظه: (الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ)، (الْحَاقَّةُ مَا
الْحَاقَّةُ).
تطابق المبتدأ والخبر:
يجب أن يتطابقا في:
-
التذكير والتأنيث: سعدٌ كريمٌ، هندٌ محتشمةٌ.
-
الإفراد: خالدٌ شاعرٌ، والتثنية: العاملان مُرهَقانِ، والجمع: المسافرون عائدون.
ولا يجب أن يتطابقا في التعريف: الطالبٌ
مجتهدٌ، الوادي مخْضَرٌّ.
ولا يجب أن يتطابقا في التذكير أو
التأنيث أو العدد إذا كان المبتدأ جمعا لغير عاقل: الجبالُ شاهقةٌ، الجبالُ
شاهقاتٌ. ولا يجب التطابق إذا كان الخبر مصدرا أو اسم تفضيل أو مما يوصف به المذكر
والمؤنث، نحو: الرجال عدْلٌ، المرأة صبورٌ.
تقديم الخبر على مبتدئه: الأصل كما قلنا من
قبل أن يتقدم المبتدأ على خبره، ولكن قد يُقدَّم الخبر ويؤخر المبتدأ لغرض بلاغي: (آيةٌ
لهم الليلُ). وهناك حالات يجب فيها تقديم الخبر:
1-
إذا كان مما له الصدارة، كاسم الاستفهام: أين أبوك، متى السفرُ.
2-
إذا كان محصورا في المبتدأ: ما فائز إلاّ المجتهدُ، إنما في القناعة الغِنَى.
3-
إذا كان الخبر شبه جملة والمبتدأ نكرة محضة: في الدار ضيفٌ. فوق الجبل مقاتلون.
4-
إذا اتصل بالمبتدأ ضمير يعود إلى جزء من الخبر: في الدار أهلُها.
حذف الخبر: هناك حالات يُحذَف فيها جوازا
وأخرى يحذف فيها وجوبا:
يحذف
جوازا إذا دلّ عليه دليل:
-
إذا ورد في جواب عن سؤال: من في المسجد؟ عليٌّ [عليٌّ في المسجد].
-
إذا وقع بعد إذا الفجائية: خرجت فإذا النارُ (فإذا النارُ مشتعلةٌ أو تشتعل).
ويحذف
وجوباً:
-
إذا كان خبرا لمبتدأ وقع بعد لولا: لولا اختلاف العرب ما قوِيَ اليهود، لولا النفط
ما تقدمت الصناعة. (لولا اختلاف العرب موجود، لولا النفط موجود).
-
إذا كان خبرا لاسم صريح في القسم: لَعَمْرُك لَينجحنّ المجتهدُ (لعمرُك [قسمي]).
-
إذا كان المبتدأ معطوفا على اسم بواو المصاحبة: كل إنسان وعمله (كلّ إنسان وعملُه
[مقترنان])، كل امرئ وطبعه.
-
إذا وقع المبتدأ قبل شرط دخلت الفاء على جوابه: خالدٌ إنْ يذاكرْ فهو ناجحٌ، سد
جواب الشرط عن الخبر فحذف وجوبا.
تعدد الخبر: الخبر قد يأتي واحدا نحو: خالدٌ كريم،
وقد يتعدد: (وَهُوَ
الْغَفُورُ الْوَدُودُ، ذُو الْعَرْشِ
الْمَجِيدُ، فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ).
هي
أفعال ناقصة تدخل على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ ويسمى اسمها وتنصب الخبر ويسمى
خبرها.
أنواع كان: تأتي:
1- تامة، أي لا تحتاج إلى
خبر، وتعني حدث: كان مطرٌ، كان قتالٌ، ومجيئها تامة ينطبق على أخواتها (ماعدا ما
فتئ وليس وما زال)، أصبح القومُ (دخلوا قي الصباح)، بات عليٌّ في المسجد (قضى
ليلته في المسجد).
2-
زائدة: ما كان أكرمَ زيداً (ما للتعجب، في محل رفع مبتدأ، كان: زائدة، أكرم
فعل ماض جامد، زيدا: مفعول به)، لم يوجد –كان- مثله.
3-
ناقصة: كان عليٌّ كريما.
أخوات كان: اثنا عشر فعلا:
1-
أمسى علي زاهداً. 2- أصبح
بكرٌ عالماً.
3-
أضحى الحيُّ خالياً. 4-
بات الناسُ مسرورين.
5-
ظلّ وجهه مسوداً. 6- صار
خالدٌ ثريّاً.
7-
(لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ) 8- ما زال بكرٌ مناضلاً.
9-
ما انفك خالدٌ مجاهداً. 10-
ما فتئ المسلمون مجاهدين.
11-
ما برحت الشرطةُ تبحث عن الجاني.
12-
(وَأَوْصَانِي
بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا
دُمْتُ حَيًّا).
ولصار
أخواتٌ تفيد معناها وتعمل عملها: آض، رجع، استحال، عاد، ارتدّ، غدا، راح، انقلب.
ومن
أخوات ليس، ما الحجازية، في نحو: (مَا هَـذَا بَشَرًا).
أحوال خبر كان:
1-
يجوز تقديمه على اسمها: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
2-
يجوز تقديمه على الناسخ: عالماً كان زيدٌ.
3-
يجب تقديمه على الناسخ إذا كان مما له الصدارة كاسم الاستفهام: أين كان زيدٌ.
4-
يجب تأخيره عن اسمها إذا كان جملة فعلية: كان خالدٌ يُحب القنصَ.
5-
يجب تقديمه على اسمها إذا اتصل بالاسم ضمير يعود إلى جزء من الخبر: كان في السيارة
سائقُها.
6-
يجوز دخول الباء على خبر هذه الأفعال (ما عدا مازال، ما برح، ما فتئ، ما دام) إذا
كانت منفية، نحو : ما كنتُ بغاضبٍ منك (الباء حرف جر زائد، وغاضب خبر كان منصوب
بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد)، لستُ بجاهلٍ.
(ليس تفيد النفي بنفسها).
7-
إذا كان خبر هذه الأفعال جملة فعلية فالأكثر أن يكون فعلها مضارعا: كان خالدٌ يكرم
أصحابه، ,وإذا جاء ماضيا سبقته (قد): أمسى سعدٌ قد اكتسب محبة الناس.
حذف كان: تحذف بعد:
1- إنْ الشرطية في نحو: لا تسمعْ كلامه إنْ صادقاً
أو كاذباً. (والتقدير: إنْ كان هو صادقا أو كاذبا؛ سِرْ مسرعا إنْ ماشيا أو راكبا،
والتقدير: إنْ كنتَ ماشيا أو راكبا).
2-
لوْ الشرطية: (التمس ولو خاتماً من حديدِ) والتقدير: التمس ولو كان ما التمسته
خاتماً من حديدٍ (اسم كان: ما الموصولة، وخبرها: خاتما).
كاد
وأخواتها: أفعال ناقصة تعمل عمل كان فتدخل على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ ويسمى
اسمها وتكون الجملة الفعلية بعدها في محل نصب خبرها: كاد القطارُ يخرج عن الطريقِ
(كاد: فعل ماض ناقص، القطار: اسمها مرفوع، والجملة الفعلية في محل نصب خبر كاد).
أنواع أخوات كاد:
أفعال المقاربة: تفيد قرب وقوع الخبر:
كاد القارب يغرق. أوشك القطار يصِلُ. كرب صبرُ عليِّ ينفذُ.
أفعال الرجاء: تفيد معنى الرجاء في
حصول الخبر.
عسى محمدٌ ينجحُ. حَرَى خالدٌ يصِلُ. اخْلَوْلَقَ المطرُ أنْ ينزلَ.
أفعال الشروع: تفيد معنى الشروع في
الخبر.
شرع زيدٌ يُنشِدُ. أنشأ السائقُ يحدو.
أخذت السيارةُ تسرعُ. هبَّ القوم
يدافعون عن الحصْن.
بدأ المدعوون يتوافدون. جعل الخطيب يعظ.
طفِق القوم يغادرون قام عليٌّ ينادي.
أحوال خبر كاد وأخواتها:
1-
يجب أن يكون خبرها جملة فعلية.
2-
يجوز دخول أنْ على أخبار أفعال المقاربة كلها، وأخبار عسى وحرى من أفعال الرجاء.
3-
يجب دخول أنْ على جملة خبر اخْلولق.
4-
لا يجوز دخول أنْ على أخبار أفعال الشروع.
إنّ
وأخواتها حروف ناسخة تدخل على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها وترفع الخبر
ويسمى خبرها. وهذه الحروف تفيد معانٍ مختلفة:
1-
إنّ: حرف توكيد ونصب: إنّ النصرَ قادمٌ؛ إنّ المسلمين منتصرون.
2-
كأنّ: حرف تشبيه ونصب: كأنّ النجومَ في السماء لآلئُ معلقة.
3-
لكنّ: حرف استدراك ونصب: زيدٌ فقيرٌ لكنّ أخاه غنيٌّ.
4-
لعلَّ: حرف ترجٍّ ونصب: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
5-
ليت: حرف تمنٍّ ونصب: ألا ليت الشبابَ يعود.
كسر همزة إنّ: يجب أنْ تُكسر إنْ
وقعت:
1-
في أول الكلام: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ).
2-
في أول الجمل: أُكرم الذي إنّه مُجِدٌ، زيدٌ إنّه مجدٌ.
3-
بعد القول: (قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ
فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ).
4-
بعد القسم: والله إنّ الاتحادَ قوةٌ.
5-
اللام بعدها: (وَاللَّهُ
يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ).
6-
بعد حيثُ: اجلس حيث إنّ أباك جالسٌ.
فتح همزة إنّ: يجب فتحها إذا صحّ
تأويلها مع اسمها وخبرها بمصدر:
1-
أفرحني أنّ محمداً قادمٌ (أفرحني قدومُ محمدٍ). (فاعل)
2-
ذُكِر أنك مسافرٌ (ذُكر سفرك). (نائب فاعل)
3-
سُرِرْت بأنك ناجحٌ (سُرِرتُ بنجاحك). (مجرور)
4-
حسبُك أنّك عالمٌ (حسبُك عِلْمُك). (خبر)
جواز كسر همزة إنّ وفتحها: إذا:
1-
وقعت بعد إذا الفجائية: خرجت فإذا أنّ (إنّ) النارَ تشتعلُ.
2-
بعد الفاء الجزائية: من يذاكر فإنّه (فأنّه) ناجحٌ.
اتصال ما الزائدة بإنّ وأخواتها:
إذا
اتصلت (ما) الزائدة بإنّ وأخواتها أبطلت عملها إلا ليت: (إِنَّمَا الْمَسِيحُ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ
اللّهِ)، كأنّما
النجومُ لآلئُ. لذا يجوز دخولها على الفعل: (وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء)، (وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا
يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ).
تخفيف نون إنّ وأخواتها: إذا خُفِّفت (أي
أُزيل التشديد) نون النواسخ من إنّ وأخواتها المنتهيات بنون (أنّ، لكنّ، كأنّ)
تتعلق بها الأحكام التالية:
1-
إنْ: يجوز إعمالها وإهمالها: إنْ محمدا لكريمٌ، إنْ محمدٌ لكريمٌ.
2-
أنْ: يجب إعمالها بشرطين: (أ) أن يكون اسمها محذوفا والغالب أن يكون ضمير الشأن
(ب) أن يكون خبرها جملة اسمية أو فعلية: (أيحسبُ أنْ لم يرهُ أحدٌ) اسمها ضمير
الشأن محذوف وتقدير الكلام أيحسب أنْهُ لم يره أحد.
3-كأنْ:
يجب إعمالها: (كَأَنْ لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ) اسمها ضمير الشأن، والتقدير: كأنه لم تكن بينكم مودة
وخبرها كان وما دخلت عليه.
4-
لكنْ يجب إهمالها: زيدٌ كريم لكنْ أخوه بخيل، (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا
صَلَبُوهُ وَلَـكِنْ شُبِّهَ لَهُم).
أحوال خبر إنّ وأخواتها:
1-
لا يجوز توسط خبرها بينها وبين اسمها في نحو: إنّ قائمٌ علياًّ إلاّ إذا كان شبه
جملة، نحو: (قَالُوا
يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ)، (إِنَّ لَدَيْنَا
أَنكَالاً وَجَحِيمًا).
2-
لا يجوز تقدم اسمها أو خبرها عليها، نحو: عليّا إنّ قائمٌ أو قائمٌ إنّ عليّاً، أو
في الدار إنّ زيدا.
(لا) النافية للجنس
تدخل
على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها: لا طالبَ
راسبٌ.
شروط عملها:
1-
أن تكون نافية للجنس، نحو: لا رجلَ في الدار، وإنْ قلْتَ لا رجلٌ في الدار بلْ
رجلان، لم تعمل.
2-
أن يكون اسمها وخبرها نكرتين، فهي عاملة في نحو لا شبابَ باقٍ، وغير عاملة في: لا
الشبابُ باقٍ ولا الجمالُ.
3-
ألاّ يُفصَل بينها وبين اسمها، لذا فهي غير عاملة في نحو: لا عندك علمٌ ولا مالٌ.
4-
ألاّ يتقدم خبرها، نحو: لا دائمٌ شبابٌ
5-
ألاّ تدخل عليها الباء: ناموا بلا عَشاءٍ.
حكم إعراب اسمها:
1-
يُبنى على ما يُعرب به (إذا كان مفردا (أي غير جملة أو شبه جملة): فيبنى على:
الفتحة:
لا كسبَ بدون عملٍ.
الياء
والنون: لا مسلمينَ جبارونَ.
على
الكسرة (أو الفتحة): لا مسلماتَِ متبرجاتٌ.
2-
ينصب إذا كان:
*
مضافاً: لا طالبَ علمٍ ممقوتٌ.
*
شبيهاً بالمضاف: لا عاقًّا والديه مأمونٌ.
الجملة الفعلية
الجملة الفعلية: هي المبدوءة بفعل أو
هي التي يكون ركنها الأول فعلاً.
مكونات الجملة الفعلية: المكونات الأساسية:
الفعل والفاعل أو نائب الفاعل. وهناك مكونات فضلة: المفعول به، ، المفعول لأجله،
المفعول فيه (الظرف)، المفعول المطلق، الحال.
تعريفه: اسم مرفوع مسندٌ إليه فعل مبنيٌ للمعلوم تامٌ أو
شبهه مذكور قبله. خرج بهذا التعريف اسم الفعل الناقص مثل كان وأخواتها التي لا
تأخذ فاعلا، وخرج بقوله (معلوم) المبني للمجهول لأنه مسند إلى نائب فاعل. وخرج
بقوله (مذكور قبله) الاسم المسند إلى فعل بعده لأنه يكون مبتدأ خبره جملة فعلية.
أنواع الفاعل: يأتي الفاعل في صور
متعددة من الأسماء، منها:
1-
الاسم صريح: هزم المسلمون العدوَّ.
2-
المضمر: أكرمتُ خالداً. ما حضر إلا أنت، قم ساعد أخاك (أي قم (أنت) وساعد (أنت)).
3-
اسم إشارة: نجحَ هؤلاء التلاميذ.
4-
الاسم الموصول: نجحَ الذي درس بجِدٍّ.
5-
المصدر المؤول: (قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ) من أنْ
وما دخلت عليه في محل رفع فاعلٍ ليحزن، وتأويل الكلام : إني ليحزنني ذهابُكم به.
أنواع عامل الفاعل: يقول النحويون إنّ
عامل الرفع في الفاعل هو الفعل أو شبهه، وشبه الفعل في العمل ألفاظ كثيرة، منها:
1-
اسم الفعل: حذارِ الغدرَ (الفاعل ضمير مستتر تقديره أنت).
2-
اسم الفاعل: هذا طالبٌ مجتهِدٌ أخوه.
3-
الصفة المشبهة: هذا رجل كريمٌ خُلُقُه.
4-
إكراماً الضيفَ (الفاعل ضمير مستتر تقديره أنت).
أحكام الفاعل: يتعلق به وبفعله
ومفعوله أحكام نحوية متعددة أهمها:
1-
الفاعل يكون مرفوعا لفظا أو تقديرا، نحو حضر عليٌّ، كفى بالله شهيدا (أي كفى الله
شهيدا).
2-
فعله يكون بصيغة الواحد، سواء كان الفاعل مثنى أو جمعا، نحو: حضر التاجرُ، حضر
التاجران، حضر التجارُ. وأما حضروا التجار فهي لغة تسمى لغة "أكلوني
البراغيث".
اتصال تاء التأنيث بالفعل:
1-
يجب أن تتصل تاء التأنيث بالفعل إذا كان الفاعل: (أ) مؤنثا حقيقيا غير مفصول عن
فعله: حضرت سعادٌ (ب) ضميراً مستترا مطلقا: هندٌ حضرت (أي هي)، الشمس غابت (أي
هي).
2-
يجوز اتصال تاء التأنيث بالفعل: (1) إذا فصل بين المؤنث الحقيقي وفعله: فاز(ت)
بالجائزة الأولى طالبةٌ، (2) إذا كان الفاعل مؤنثا مجازيا: طلع(ت) الشمس، (3) إذا
كان الفعل جامدا، نحو نعم وبئس، وكان الفاعل مؤنثا حقيقيا: بئس(ت) المرأةُ سجاحِ،
(4) إذا كان الفاعل جمع تكسير لمؤنث أو مذكر: نجح(ت) الطلاب، ونجح(ت) الفواطمُ.
ترتيب الفاعل والفعل والمفعول:
1-
يجب تقديم الفاعل على مفعوله:
(أ)
إذا كان هناك لبس يمنع تمييز الفاعل من المفعول، نحو: أكرم موسى عيسى، وأما إذا
كان هناك قرينة لفظية أو معنوية تُميّز أحدهما من الآخر جاز تقديم أحدهما. والقرائن
اللفظية هي: (1) علامة الإعراب: أكرم محمداً خالدٌ، (2) تاء التأنيث: أكرمت
هدى موسى (الفاعل هدى لوجود تاء التأنيث، وأما في: أكرم موسى هدى، فيتعيّن أن يكون
موسى هو الفاعل لأنه المتقدم). والقرائن المعنوية هي التي تعيِّن من ناحيةِ
صحة المعنى عقلاً الفاعل من المفعول، نحو: أكل الكمثرى عيسى، أرضعت الصغرى الكبرى
(دلَ العقل على أنّ الفاعل هو عيسى، والكبرى).
(ب)
إذا اتصل بالمفعول ضمير يعود إلى الفاعل، نحو: أكرم محمدٌ أخاه (الهاء ضمير يعود
على "محمد" وهذا أوجب تقديم الفاعل لئلا يعود الضمير على متأخر في نحو:
أكرم أخاه محمدٌ).
(جـ)
إذا كان الفاعل ضميرا بارزا أو مستترا: أكرمتُ محمدا، خالدٌ أكرمَ محمداً (هنا لا
يجوز تقديم المفعول على الفاعل لتصبح الجمل كالآتي: خالدٌ أكرم محمدا هو، أكرم
محمداً أنا، ولكن يجوز تقديم المفعول، كما سيأتي، على الفعل والفاعل: محمداً أكرم
خالدٌ ).
2-
يجب تأخير الفاعل وتقديم المفعول إذا:
(أ)
اتصل بالفاعل ضمير يعود إلى المفعول: أكرم بكرا أخوه (لئلا يعود الضمير على متأخر
وتصبح الجملة: أكرم أخوه خالداً).
(ب)
إذا كان المفعول به ضميرا متصلا: أكرمني محمدٌ.
3-
يجوز تأخير الفاعل عن المفعول إذا لم يمنع من ذلك مانع: أكرم خالداً بكرٌ، وأكرم
بكرٌ خالداً. أكرمت موسى هدى، أكرم هدى موسى.
4-
يجوز تقديم المفعول على الفعل وفاعله لغرض بلاغي: خالداً أكرم محمدٌ، (إِيَّاكَ نَعْبُدُ
وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).
5-
يجب تقديم المفعول على فعله وفاعله إذا كان له الصدارة كاسم الاستفهام: من
أكرمتَ؟، واسم الشرط: منْ تُكرمْ أُكرمْ.
تعريفه: ما وقع
عليه فعل الفاعل إيجابا أو سلبا، نحو: كتب محمدٌ الرسالة، لم يسمع خالدٌ النصيحةَ.
أنواع
المفعول به:
1-
مفعول واحد، وأكثر المفعولات بها من هذا النوع، نحو: نظم عليٌّ قصيدةً.
2-
مفعولان أصلهما مبتدأ وخبر، ويكون ذلك إذا دخلت الأفعال الناسخة، ظنّ
وأخواتها، على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ ويسمى مفعولها الأول، وتنصب الخبر
ويُسمى مفعولها الثاني، نحو: خالدٌ ناجحٌ > ظنّ بكرٌ خالداً ناجحاً.
ظنّ
وأخواتها:
أفعال القلوب: وهي نوعان: (أ) ما
يفيد في الخبر (المفعول الثاني) الرجحان، وهي: ظنّ، حسِب، خال، جعل، حجا، عدّ،
هبْ، زعمَ، (ب) ما يفيد في الخبر (المفعول الثاني) اليقين، وهي: وجد: وجدتُ خالدا
عالماً، ألْفى: ألفيت محمداً كريماً، تَعَلَّمْ (أيْ اعْلم) تعَلمْ الصدقَ نجاةً، رأى: رأيت العلمَ نافعاً،
علِم: علمْتُ خالداً صادقاً.
أفعال التصيير: وهي ما يفيد تحول
المبتدأ (المفعول الأول) من حال إلى أخرى، وهي: جعل: (فجعلناه هباء منثوراً)، ردّ:
(ثُمَّ
رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)، ترك: (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ
يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بعضِ)، اتَخذ: (إِنَّ الشَّيْطَانَ
لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ
عَدُوًّا)، تخِذ:
تَخِذتُ محمداً صديقاً، صيّر: صيرتُ الطينَ حجراً، وهبَ: وهب عليٌّ نفسَه فداءً
للوطنِ.
3-
ثلاثة مفاعيل، أصل ثانيها وثالثها مبتدأ وخبر: تحقق عند دخول أعلمَ ،أرى،
نبّأ، أنْبأ، خبّر، أخبرَ، حدّث على جملة اسمية مؤلفة من مبتدأ وخبره، نحو الخبرُ
صحيحٌ > علِم عليٌ الخبرَ صحيحاً > أعْلَم محمدٌ علياً الخبرَ
صحيحاً.
4-
مفعولان ليس أصلهما مبتدأ وخبرا: وهي مفعولات الأفعال التالية: أعطى، سأل،
كسا، منح، وهب، ألبس، أطعم، سقى، أسكن، جزى، أنشد، أنسى، أحلّ.
نائب الفاعل
تعريفه: هو اسم مرفوع تَقَدمه فعل مبنيٌّ للمجهول أو
شبهه، ناب عن الفاعل بعد حذفه، نحو: سُمِعَ صوتُ الأذان، و"شَبَهُ الفعل
المبنيّ للمجهول" اسم المفعول، نحو: زيدٌ محترَمٌ رأيُه، خالدٌ مفهومٌ
كلامُه. ونائب الفاعل ينطبق عليه أحكام الفاعل، فهو مرفوع، وتالٍ لفعله، لذا يجب
أنْ يتجرد فعله من ضمائر المثنى والجمع، ويؤنث وجوبا أو جوازا إن كان مؤنثا (راجع
تأنيث الفعل في باب الفاعل).
بناء الفعل للمجهول:
الفعل
الماضي:
1-
يُضمُّ أوله فقط ويُكسَر ما قبل آخره إذا لم يكن مبدوءا بهمزة وصل أو تاء، ولم تكن
عينه ألفا: كَسَر > كُسِر، أورد > أُورِد، أجهد > أُجهِد.
2-
يُضم مع أوله ثانيه إنْ كان مبدوءا بتاء مزيدة، نحو: تَعَلّم تُعُلِّم، تَفَهّم تُفُهِّم،
تجادل > تُجُودٍل.
3-
يُضم أوله وثالثه إنْ كان مبدوءا بهمزة وصلٍ مزيدة، نحو: انطلَق > اُنْطُلِق،
افْتَرَس > اُفْتُرِس، اسْتَعْمَل > اُسْتُعْمِل.
4-
إن كان ثانيه أو ثالثه ألفاً زائدةً قلبت واواً، نحو: جاهد > جُوهِد، تجادل >
تُجودِل.
5-
الأجوف مثل: صام وباع واقتاد تُقلب عينه ياء ليصبح: صِيم وبِيع واقْتِيدَ.
6-
المضعف مثل: مَدّ وشدّ تُضمُّ فاؤه: مُدَّ، شُدَّ.
الفعل المضارع:
1-
السالم: يُضَمّ أوله ويُفتَح ما قبل آخره، نحو: يكتُب > يُكْتَب، يتجادل >
يُتَجادَلُ، يستعمِل > يُسْتَعْمَل.
2-
الأجوف: تُقلَب عينه ألفاً: يقول > يُقال، يُعين > يُعانُ.
ما ينوب عن
الفاعل:
ينوب عنه واحدٌ مما يلي:
1-
المفعول به: وهو الأصل، لهذا يُقدم على غيره في النيابة عن الفاعل، نحو (خُلِق الإنسانُ
ضعيفا)، وإذا كان هناك أكثر من مفعول أُنيب الأول وبقيت الأخرى على حالها، نحو:
أعلمتُ زيداً الخبر صحيحاً > أُعلِم زيدٌ الخبرَ صحيحاً.
2-
المصدر المتصرف: صُمِد صمودُ الأبطالِ.
3-
الظرف المتصرف المختص: صِيم رمضانُ، سِير يومُ الجمعةِ.
4-
الجار والمجرور: نُظِر في الأمر، مُرَّ بزيدٍ.
5-
المصدر المؤول: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ
الْجِنِّ)
أي "استماع"ُ، لقد اختير أن يُقامَ المشروعُ هنا. أي
"إقامةُ".
وقد
ورد عن العرب أفعال جاءت على صيغة المبني للمجهول يعرب المرفوع بعدها فاعلا: دُهِش،
هُزِل، شُدِه، شُغِف بكذا، أُولِع به، أُغرِيَ به، أُغرِم زيدٌ بالصيدِ.
حروف
الجر
حروف الجر هي: مِنْ، إلى، عَلى،
في، عَنْ، اللام، الباء، حَتَّى، الكافُ، خَلاَ، حَاشَا، عَدا، مُذْ، مُنْذُ،
رُبَّ، ُكَيْ، واو القسم، تا القسم (مختصة بالقسم مع لفظ الجلالة)، َمَتَى (في بعض
لغات العرب).
معاني حروف الجر:
من: الابتداء: سافرت من مكة إلى
المدينة، مكثت عنده من الضحى إلى العصر.
التبعيض:
أنشدنا من شعرك.
الى: الانتهاء، نحو: (سُبْحَانَ الَّذِي
أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى)، وصلت إلى القرية صياحا.
عن: المجاوزة: رميت عن القوس، البَعدية:
(لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ) أي بعد طبق.
على: الاستعلاء: سرت على الجسر. وقف
على الجبل.
في: الظرفية: محمد في البيت، التعليل:
دخل السجن في سرقة.
الباء: الاستعانة: قطعت اللحم بالسكين، السببية:
عاقبته بذنبه، الإلصاق: مررت بالمسجد. الظرفية: أقمت بمكة.
اللام: الاختصاص: الدار لبكر، التعليل:
جئت لأشكرك. الاجتهاد ضروري للنجاح.
حتى: انتهاء الغاية: (وَكُلُواْ
وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ
الْفَجْرِ)، سرت حتى المدينة، التعليل: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ).
الكاف: التشبيه: (يَوْمَ تَكُونُ
السَّمَاء كَالْمُهْلِ).
الواو: القسم: (وَالسَّمَاء ذَاتِ
الْبُرُوجِ)
مذ، منذُ: ابتداء الغاية: ما رأيته منذ
يومين.
ربّ: للتقليل: ربّ قلم أمضى من حسام. التكثير:
ربّ أخ لم تلده أمك.
عملها: تجرّ الاسم الذي يليها
جراً ظاهراً: مررتُ بمحمّدٍ، أو مقدرا في الأسماء المبنية كأسماء الإشارة والضمائر
والأسماء الموصولة: مررت بهؤلاء، وبهم، وبالذي بقيَ.
أقسام حروف الجر:
تنقسم
من حيث أصالتها إلى:
(أ)
حروف جر أصلية: وهي ما تدل على معناها ولها متعلَّق، وهي جميع الحروف
المذكورة ما عدا: رُبَّ وعدا وحاشا وخلا، وحالات خاصة لمِنْ، والباء، والكاف،
واللام.
(ب)
حروف جر زائدة: وهي ما لا تدلّ على معناها ولا تحتاج إلى متعلق، وهي:
من:
وتكون زائدة بشرط أنْ يسبقها: (1) نفي، نحو: ما حضر من أحدٍ (من: حرف جر زائد،
أحدٍ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف
الجر الزائد)، أو (2) استفهام بهل: هل هنا من طبيبٍ، أو (3) نهيٍ: لا تُدخِلْ عليّ
من أحدٍ (أحد: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال
المحل بحركة حرف الجر الزائد).
الباء:
تزاد للتوكيد: بحسبِكَ درهمٌ (حسب: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من
ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد)، كفى بالله شهيدا (الله: لفظ الجلالة،
فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر
الزائد) وأكرمْ بزيدٍ (زيدٍ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها
اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد)، لست عليهم بمسيطرٍ (مسيطر: خبر ليس منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد).
الكاف:
تزاد لتفيد التوكيد: (ليسَ كَمِثْلِه شيء) (مثله: خبر ليس مقدم منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وشيء: اسم ليس
مؤخر).
اللام:
تُزاد في موضعين: (أ) بين الفعل والمفعول: أقام المسلمون خلافةً أجارت لمسلمٍ
ومعاهدٍ (مسلم: مفعول منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال
المحل بحركة حرف الجر الزائد)، (ب) بين المضاف والمضاف إليه:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأمِ
(لا:
نافية للجنس، أبا: اسمها منصوب وعلامة نصبه الألف، وهو مضاف، واللام حرف جر زائد،
والكاف مضاف إليه في محل جر، وخبر (لا) الجملة الفعلية من يسأم وفاعلها)
(ج)
حروف جر شبيهة بالزائدة، وهو ما تدلّ على معناها ولا تحتاج لمتعَلَّق،
ويمثلها بوضوح: ربَّ: ولها حالات: (1) تكون ظاهرة: رُبّ أخٍ لم تلِده أمُّك (أخٍ:
مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر
الشبيه بالزائد)، (2) تكون محذوفة ويبقى عملها بعد الواو:
وليلٍ
كموجِ البحرِ أرْخى سدوله ** عليّ بأنواعِ الهمومِ ليبتلي
(ليل:
مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر
الشبيه بالزائد)، (3) تُزاد عليها (ما) فتكفها عن العمل وتدخل حينئذ على الجمل
الفعلية: (رُّبَمَا
يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ
كَانُواْ مُسْلِمِينَ).
ومنها
الشبيهة بالزائدة: خلا، حاشا: حضر الطلاب خلا سعدٍ. (سعد: مجرور لفظا، منصوب محلا
على الاستثناء).
تعريفها: نسبة اسم إلى آخر على تقدير حرف جر.
ويسمى الاسم الأول مضافا ويُعرب حسب موقعه من الجملة، ويُسمى الثاني مضافاً إليه
ويكون مجروراً، نحو: هذا بيتُ زيدٍ (بيت: خبر مرفوع وهو مضافٌ، وزيدٍ: مضاف إليه
مجرور).
أنواع الإضافة:
(أ)
إضافة معنوية: وهي التي تفيد المضاف أمرا معنويا (1) كالتعريف إذا كان
المضاف إليه معرفة: هذا قلمُ عليٍّ، هذه سيارةُ الضيفِ، (2) التخصيص إذا كان
المضاف إليه نكرة: هذا كتابُ أدبٍ. وتنقسم بحسب تقدير حرف الجر إلى:
(1)
ما يفيد معنى (من) وذلك إذا كان المضاف إليه جنساً للمضاف: اشترت هندٌ سوارَ ذهبٍ.
(2)
ما يفيد معنى (في) وذلك إذا كان المضاف إليه ظرفاً للمضاف: أفناهم هجومُ الصباحِ
(أي هجوم في الصباح).
(3)
ما يفيد سوى ما تقدم من ملكيةٍ أو مقاربة أو ملابسة، وهو الأكثر، نحو: أعجبتني
مزرعة عليٍّ، وسافر أبو سعدٍ، وهذا عملُ عمروٍ.
(ب)
إضافة لفظية: وهي ما لا تفيد المضاف تعريفا أو تخصيصا، ويغلب فيها أن يكون
المضاف اسماً مشتقا عاملا في المضاف إليه، ولا يُقدَّر فيها حرف جرٍّ، وفائدتها
لفظية، هي تخفيف النطق بحذف التنوين من المضاف، في نحو: هذا مُكرمُ خالدٍ (الأصل:
هذا مُكرِمٌ خالداً)، أو حذف النون، نحو هؤلاء كاتبو القصةِ (أصلها: هؤلاء كاتبون
القصةَ)، وأنواعها بحسب المضاف:
*
إضافة اسم الفاعل: هذا سارقُ المالِ.
*
إضافة صيغ المبالغة: هؤلاء قهَارُو الأعداءِ.
*
إضافة اسم المفعول: خالدٌ مسموعُ الكلمةِ.
*
إضافة الصفة المشبهة: خالدٌ حسنُ الخُلُقِ.
أحكام الإضافة: عند الإضافة يتعلق
بالمضاف والمضاف إليه عدد من الأحكام النحوية، أهمها:
(1)
حذفُ التنوين ونون التثنية أو الجمع من المضاف: هذا كتابُ عليِّ، نجح أخوا
محمدٍ، (إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الألِيمِ).
(2)
تَجَرُّدِ المضاف إضافة معنوية من الـ ، فلا يصح قولك: قرأت الكتابَ
العقادِ، ويصح بقاؤها مع المضاف إضافة لفظية: هذا الكاتبُ القصةِ، وهؤلاء السارقو
المالِ.
(3)
جر المضاف إليه: قرأت مقدمةَ الكتابِ.