Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

 

العودة إلى الصفحة الأولى | جامعة الملك عبد العزيز |  كلية الآداب والعلوم الإنسانية |   قسم اللغة العربية

 

طرق التغيّر الدلالي(1)

 

د. سالم الخماش

 

للتغير الدلالي طرق مختلفة تسلكها الكلمات متى وُجدت الأسباب اللغوية والتاريخية والاجتماعية والنفسية المناسبة التي تؤدي إلى تغير الدلالة، وأهم هذه الطرق هي:

(أ) تخصيص الدلالة

وهو أن تتغير دلالة  الكلمة التي كانت تدل على معانٍ كلية عامة لتصبح تدل على معنى خاص، ويمكن أن نميّز في مفردات العربية نوعين من التخصيص: تخصيص لم يؤدِّ إلى لحن، وتخصيص أدى إلى لحن:

* تخصيص لا يُعدّ لحنا: هي تلك التغييرات التي حدثت في عصور قديمة في العربية قبل زمن الاحتجاج أو أثناءه، ويدخل فيه أيضا تخصيص الوضع الاصطلاحي في ألفاظ العلوم كالفقه والكلام والفلسفة والنحو وغيرها.

المعنى قبل التغيير

المعنى بعد التغيير

الطب: العامل الحاذق

العلاج، السحر

مأتم: اجتماع

اجتماع للعزاء

جَوْن: كلمة فارسية تعني اللون

الأسود، وقد تعني الأبيض في بعض الشواهد

الطرب: خفة تصيب المرء

الفرح

لحْم: في العبرية ولآرمية تعني الخبز ويبدو أن أصل معناها في السامية الأولى هو "الطعام"

أجزاء الجسم الحي

الَّسبْت: الدهر

يوم خاص من أيام الأسبوع

الموسم: اجتماع الناس في أيام معلومة محددة

اجتماع الناس في الحج

شرى: قايض، أي بادل سلعة بأخرى

قبض الشيء ودفع  ثمنه نقداً

باع: قايض، أي بادل سلعة بأخرى

دفع الشيء وقبض النقد ثمناً له

 

*تخصيص يُعدّ لحنا: وهي تلك التغييرات التي حدثت متأخرة وبدون وضع علمي.

المعنى قبل التغيير

المعنى بعد التغيير

الطهارة: النظافة

الختان

الحرامي: من كان من عادته ارتكاب الحرام

السارق

الحُرمة: ما لا يجوز انتهاكه من مال أونفس أوعرض

الزوجة، المرأة

الوَرد: نَوْر كل شجر

زهر شجر معروف

الرَّيحان: كل شجر طيب الرائحة كالورد والنعناع والآس

الآس

اليقطين: كل شجر ينبسط على الأرض كالقثاء والخيار والبطيخ

القرع

الإسكاف: كل صانع

صانع الأحذية، النجار

الغنم: الضأن والمعز

الضان

القِرى: إكرام الضيف

وليمة الزواج

 

(ب) تعميم الدلالة

وهو أن تتغير دلالة الكلمة التي كانت تُطلق على فرد أنوع معين لتصبح تطلق على أفراد كثيرين أو على الجنس كله؛ ويمكن كذلك ان نميز في التعميم نوعين،: أحدهما ما حدث في العربية منذ عصور قديمة فلا يُعد لحنا، ومنها ما حدث متأخرا فيعد لحنا.

*تعميم لا يُعدُّ لحنا:

المعنى قيل التغيير

المعنى بعد التغيير

كلمة: مشتقة من كلم "جرح." وفي العبرية تعني الكلمة الجارحة "السيئة."

الكلمة عامة

رجُل: أحد المحاربين الذين يسيرون على أرجلهم، أي من غير الفرسان.

الذكر البالغ من بني الإنسان

القافلة: العِير العائدة

العير

تعالَ: اصعد

ائتِ

الحُلْم: الاحتلام وهو ما يراه النائم البالغ في منامه من رؤى، مشتق من حلُم: أصبح كبيرا، بالغا.

الحُلُم: الرؤيا عامة

البأس: الشدة في الحرب

كل شدة

الظعينة: المرأة في الهودج

المرأة

المنيحة: شاة أو ناقة تعار للحلْب

كل عطية

الغاب: القصَب: شجر ذو أنابيب

كل شجر ملتفّ

الذّنوب: النصيب من الماء

النصيب

الأيِّم: المرأة التي لا زوج لها

المرأة التي لا زوج لها والرجل الذي لا زوجة له

*تعميم يُعد من اللحن لحدوثه متأخرا:

المعنى قيل التغيير

المعنى بعد التغيير

الاستحمام: الاغتسال بالماء المحمى

الاغتسال بالماء

شاف: تطاول ونظر

رأى

راح: سار بالعشي

ذهب

الهرْج: الكلام المختلط

الكلام

 

(جـ) نقل الألفاظ لتشابه المعاني

وهو نوع من تغير مجال الدلالة بسبب نقل لفظ من معنى أو من شيء إلى معنى آخر أو شيء آخر بسبب مشابهة بينهما، وهذا ما يُطلق عليه الاستعارة. والمشابهة قد تكون:

مشابهة حسية شكلية، مثل:

رِجْل: عضو من أعضاء البدن، والرجل من القوس طرفها الأسفل أو الأطول والأغلظ، ورجلا السهم: حرفاه. ورجل البحر: خليجه.

أذُن: حاسة السمع، والأذن من القلبِ والسهمِ والنَّصْلِ والنعل أطرافها، وأذن الجرة: عروتها، وأذن الكوز والدلو: مقبضهما.

الضِّلْع: أحد أضلاع البدن، والضلع: هو جبل مُسْتَدِقٌّ طويل معوج،

العُنُق: وُصْلة ما بـين الرأْس والـجسد، وعُنُق كل شيء: أَوله. وعُنُق الصيف والشتاء: أَوّلهما، وعُنُق الـجبل: ما أَشرف منه، والعُنُق: القطعة من الـمال، والجماعة من الناس.

الأَنْفُ: الـمنْـخَرُ معروف، وأَنْفُ البرْدِ أَوّله وأَشدُّه، وأَنْف الـمطر: أَوّل ما أَنبت؛ وأَنْفُ الـجَبَل: جزء متقدم منه.

النَّعْل: ما وَقَـيْت به القدَم، النَّعْل من الأَرض القطعة الصُّلْبة الغلـيظة، والنعل من القوس: ظهر سيتها (طرفها)، ونَعْل السيف: حديدة فـي أَسفلِ غِمْده، والنَّعْل حديدة المحراث.

قلادة: ما يلبس حول العنق، وأهل الأندلس يطلقون على الحزام قلادة.

مشابهة معنوية، مثل:

العين: عضو الإبصار، والعين: السيد، والذهب، تشبيها بالعضو بجامع النفاسة والأفضلية.

النور: الذي يضيء، الإسلام والإيمان.

الكُفر: التغطية، والكفر الجحود.

تبادل الحواس: وهي الحالة التي يُستعار فيها لفظ أو وصف لشيء يُدرك بحاسة معينة ليُطلق على شيء آخر يُدرك بحاسة أخرى، كما في:

أحمر صارخ، فلفظ صارخ الذي يدل هنا على قوة اللون، وهي حالة تدرك بالنظر، في الأصل هو وصف للصوت وهو أمر يدرك بالسمع. فنقل من مسموع مرئي

صوت دافئ (ملموس مسموع).

لون دافئ (ملموس مرئي)

ماء زُعاق (مسموع ذو طعم).

طعام ذو بنّة (مشموم ذو طعم)

صوت متكسِّر (مرئي ← مسموع)

(د) نقل الألفاظ لعلاقة المعاني

وهو ما يسمى في الاصطلاحات البلاغية بالمجاز المرسل؛ وهو تغير في مجال الدلالة يحدث عند نقل لفظ من معنى أو من شيء إلى آخر له به علاقة غير المشابهة، مثل:

المجاورة المكانية: حيث ينقل اللفظ من الدلالة على شيء إلى آخر يجاوره، في مثل:

الحِقْو: الخصْر، أصبح يطلق على خيط تشده المرأة على خصرها، ويطلق على الإزار أيضاً.

الراووق: خرقة تُجعل على فم الإناء للتصفية، ثم أطلق على الإناء راووقا.

الظعينة: المرأة في الهودج، ونُقل إلى الدلالة على البعير الذي يحمل الهودج.

الراوية: المزادة التي يجلب فيها الماء، ثم انثقلت إلى الدابة التي يُجلب عليها الماء، وقد يكون العكس.

السانية: الدابة التي تجر الغرب أو تدير دواليب الماء، وتطلق أيضا على دواليب الماء.

الحِملاق: باطن الجفن، وكان يطلقها أهل الأندلس على حدقة العين.

الخشم: مخاط الأنف، ثم أصبح يطلق على الأنف، ويطلق في بعض اللهجات العربية على الفم.

الشنَب: بريق الأسنان أو تحزيزها، ويطلق في اللهجات الحديثة على الشارب.

البريد: الدابة التي تحمل الرسائل، والبريد: الرسالة.

خرطوم: الأنف، ويُطلقه أهل صقلية على الفم.

المجاورة الزمانية: وهو نقل لفظ من معنى إلى آخر لتزامنهما أو تقاربهما زمانا، مثل:

الربيع: مشتق من ربع بمعنى أقام، وأطلق على زمن الإقامة، وهو زمن معتدل البرودة يتميز بكثرة المطر والعشب.

النجم: جرم سماوي واحد أو مجموعة، قد يمر بها القمر أو الشمس في أوقات محدد. والنجم وقت ذلك، والنَّـجْمُ: الوقتُ الـمضروب، وكلُّ وظيفةٍ (راتب) تحِلّ في وقت معيّن تُسمى نَـجْماً.

أزِف: أوشك، وأهل بغداد يستخدمونه في معنى حان.

يوم شاتٍ: أي ممطر، وأهل الشام والأندلس يستخدمونه في معنى ممطر لتزامن المطر والشتاء في أقاليمهم.

الجزئية: حيث يُنقل اللفظ من الجزء ليُطلق على الكل، في مثل:

العين: عضو الإبصار، ثم نُقل إلى الجاسوس.

الرقبة: وصلة بين الرأس والبدن، ويطلق أيضا على المملوك لأنه مكان السيطرة عليه.

الخُف: خف البعير ويطلق أيضا على البعير. جاء في الحديث: "لا سبَق إلا في ‏ ‏نصلٍ ‏ ‏أو ‏ ‏خفٍّ ‏ ‏أو حافرٍ"

الحافر: الجزء الذي يطأ به الفرس والحمار، وقد يُطلق على الفرس. 

النصل: حديدة السهم، وقد يطلق على السهم نصلا.

النسمة: الهواء الخارج من فم الإنسان أو أنفه، والواحد من الناس.

الآلية: وهو انتقال نقل لفظ الآلة إلى الشيء كله، في مثل: لسان: عضو من أعضاء البدن، ويُطلق على اللغة.

الحالية: وهو انتقال اللفظ من الحالّ إلى المحل، مثل: حُمَة العقرب: سُمّها، ويطلقها أهل الأندلس على إبرتها.

المُسَببية: وهو نقل من النتيجة إلى السبب، مثل:

الرّجْز: العذاب، ويطلق على سببه وهو عبادة الأصنام.

الوظيفة: ما يُقدَّر فـي كل يوم من رِزق أَو طعام أَو علَف أَو شَراب، وأصبحت الآن تطلق على العمل الذي سبب الأجر.

اعتبار ما سيكون: ومن أوضح أمثلة هذا النوع أسماء عدد من النباتات والثمار المشتقة من القطْع وذلك باعتبار ما سيحدث لها مستقبلا:

الحشيش: مشتق من حشّ بمعنى قطع العشب، وهو الحشيش: العشب المقطوع، ويُطلق في اللهجات الحديثة على العشب النابت.

القَتّ: الرَّطْب من عَلَف الدَّواب، وهو مشتق من قتّ أي قطع واستأصل. وقد يُطلق في بعض اللهجات على البرسيم النابت.

القصَب: قصَبَ تعني قطع، ومنه القصَب وهو كلُّ نَباتٍ ذي أَنابـيبَ.

القَضْب: القطع، والقضيب: الغُصْنُ، وكلُّ نَبْتٍ من الأَغصان (لأنه يُقضب). والقَضْبُ: كلُّ شَجَرَةٍ طالَتْ وبَسَطَتْ أغْصانَها، والقَتُّ، قال تعالى: (فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا ، وَعِنَبًا وَقَضْبًا) (النبأ: 27،28)

القِطْف: قَطَفَ: قطع، والقِطْف: الثمر، جمعه قُطوف، قال تعالى: (فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ، قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ) (الحاقة: 22،23).

(هـ) نقل المعاني لتشابه الألفاظ

وهو نقل معنى من لفظ إلى آخر لتوهم أنّ بينهما علاقة دلالية، وهذا يحدث إما بسبب:

(1) الاشتقاق الشعبي: وهو تحليل دلالي يقوم به الناس العاديون غير المتخصصين في تحليل مفردات اللغات، ومن أمثلته:

ear في الإنجليزية تعني "أذن"، وهناك ear "سنبلة"، وهي ذات أصل مختلف تماما عن الأولى، ولكن الناس يظنون أنها مستعارة من ear "أذن" لعلاقة المشابهة.

الزكاة: وهي الصدقة الواجبة، تشتقها المعاجم العربية من الفعل زكا بمعنى "نما وزاد؛" لأنها تزيد المال وتكثره. ولكن عند التأمل في أصلها نجدها مأخوذة من زكا بمعنى "أصبح نقيا، خالصا،" ومنه جاءت التزكية وهي "التظهير" كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء) (النساء:49) يزكون: ينـزهون،  وقوله: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) (الشمس:7-9)، زكاها: طهّرها. وبناء عليه، فالزكاة المعروفة أقرب دلاليا إلى معنى التطهير من معنى الزيادة؛ لأنّ فيها تطهيرا للمال والنفس وتكفيرا عن الذنوب.

الصّرْد "البرد"، وبعض الناس يظنّ أنه مشتق من صَرَدَ، أي "طعن" لشدة البرد.

ملَك، واحد الملائكة، وهو "الرسول" وهو مأخوذ من الفعل أَلَكَ "أبْلغ" والألوك والـمَأْلُكة "الرسالة،" وبعض الناس يظن أنه مشتق من مَلَك "امتلك."

إبريق: إناء لصب الماء، من الفارسية آب "ماء" و ريز "يسكب،" وبعضهم يظن أنه مشتق من الفعل العربي بَرَقَ "لمع"، لأنه إناء يلمع.

التزويق: التزيين، مشتق من الزُّوّق "الزئبق،" وبعض الناس يتوهم أنه مأخوذ من الذوْق بعد تحريف نطقها إلى الزّوْق.

القلم: بعض اللغويين المحدثين يعتقد أنه مأخوذ من اليونانية kalamos "عود،" ولكن اللغويين القدماء يشتقونه من الفعل العربي قلَم "قصَّ."

(2) العدوى الصوتية: وهي نقل معنى من لفظ إلى آخر لوجود تشابه لفظي بينهما، مثل:

عتيد "حاضر" كما وردت في قوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (ق: 18) وقوله تعالى: (وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ) (ق:23) ولكنّ بعضهم يتوهم أنّ معناها "شديد" قياسا على كلمتي شديد وعنيد لأنهما تقاربها في اللفظ.

نفذ (بالدال المعجمة) "ثقب" "خرج من خلال الشيء" يُقال: نفذ السهم من الرمية، أي ثقبها وخرج؛ ولكنّ بعض الكتاب يستخدمه في معنى "انتهى وانقضى" فيقول: "نفذت نقودي" قياسا على معنى نفد (بالدال غير المعجمة) التي تعني "انتهى، وانقضى" كما في قوله تعالى: (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ) (النحل:96) وقوله: (قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي) (الكهف:109)، التي تشبهها جزئيا في اللفظ.

ذميم "مذموم" ولكن بعض الناس يستخدم هذا اللفظ في معنى "قبيح" في مثل قولهم: "كان ذميم الخِلقة" قياسا على معنى دميم (بالدال غير المعجمة) "قبيح الصورة."

(و) نقل المعاني لتجاور الألفاظ

وهو نقل معنى من لفظ إلى آخر لتجاورهما في التراكيب كثيرا، فيُحذف أحدهما ويبقى الآخر يحمل معناه، مثل:

أبى: أي "كره، امتنع"، قال تعالى: (وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ) (البقرة:282)، ولكننا نجد مقابلاتها في الآرمية (أبى) والأكادية abitu (أبيتو) والعبرية (أبى) تعني "رغب." والظاهر أن هذا الفعل كان يستعمل في الأصل مع حرف جر (في العبرية مع لام) الذي بحسب نوعه يعطيه معنى "أراد" أو معنى "امتنع وكره". ويبدو أنه في العربية كثر استخدامه مع (عن) في مثل: أبى عن المجيء، أي رفض، ثم بعد شيوع ذلك أسقط حرف الجر (عن) ونقل معناه إلى الفعل فأصبح يعني "رفض وكره،" ومما يُستأنس به في هذا الاستخدام الفعل (رغب)، الذي يُستخدم في معنى الإرادة في مثل قولنا: رغب في المجيء، وفي الرفض والامتناع: رغب عن المجيء.

مَلَّة: الملّة الرماد الحار، ولكنها في قول العامة: أكلنا ملّةً، تعني خبزا؛ وهذا ناتج عن حذف كلمة خبز ونقل معناها إلى ملة.

ذوات: جمع ذات "صاحبة" ومذكرها ذو. نجدها في بعض اللهجات تستعمل مفيدة معنى "أثرياء" ، "نبلاء"، في مثل قولهم: "وحضر المناسبة عدد من الذوات." ويبدو أن هذا المعنى قد جاء من مصاحبة كلمات: شخصيات، وأغنياء لكلمة ذوات في سياقات متكررة، من مثل: "حضر المناسبة عدد من الشخصيات ذوات المال (أو العقار، الجاه ..إلخ.)"، ومع تكرار هذه الألفاظ مصاحية لذوات، أدى إلى الاستغناء عنها، وأصبحت ذوات تؤدي معانيها.

(ز) رُقيّ الدلالة

وهو التغيير المتسامي بتغيير معانٍ كانت عادية أو ضعيفة أو وضيعة إلى معان قوية أو شريفة، مثل:

رسول، كانت تعني المرسَل، ثم شرُف معناها لتدل على الواحد من رسل الله.

السُّفْرة: طعام المسافر، والآن تعني ما على المائدة مما لذّ وطاب من مأكل ومشرب.

البِذْلة: والـمِبْذَلة من الثـياب: الثوب الخلَق الذي يُلبس ويُمتهن ولا يُصان، وقد حُرِّف هذا اللفظ في العامية فأصبح البَدْلة وهي أحسن ما عند الرجل من ثيابه.

العَفْش: رُذال المتاع، وفي وقتنا الحاضر قد يُطلق على النفيس من الأثاث كالخزائن والأسرة والأرائك وغيرها.

marshal معناها الأصلي في أصلها الجرماني "خادم الإصطبل" وقد أصبح معناها الآن في الإنجليزية "مدير شرطة المدينة"، "رئيس المراسم والتشريفات."

(ح) انحطاط الدلالة

وهي تغيّر دلالي معاكس لرقي الدلالة، بحيث يتغيّر معنى اللفظ من قوة وسموّ وتأثير في الأسماع إلى معنى ضعيف مبتذل، من ذلك: الكلمات الإنجليزية: terrible  و dreadful  و horrible التي كانت قديما وصفا لأمورا شنيعة وحوادث فظيعة كالزلازل والحرائق والقتل، وأصبحت الآن تستخدم بابتذال لوصف التافه من الأفعال. ومن أمثلة ذلك في العربية:

قتَل التي أصبحت تستخدم للضرب والجدال لا الذبح. 

ذبح: تستخدم في بعض اللهجات لتعني الإجهاد الإرهاق.

الأستاذ: كلمة فارسية تعني "معلم الصناعة ورئيسها،" وفي العربية أصبح معناها "المعلّم" و"الشيخ،" وفي العامية ابتذل معناها فأصبحت تطلق مجاملة على كل شخص، وحرفت أيضا إلى أسطى لتطلق على صناع الأحذية ومن شابههم.

الشيخ: المسن من الرجال، واستعيرت للكبير علما أو شرفا، ثم ابتُذل معناها في وقتنا الحاضر فأصبحت تطلق مجاملة على كثيرين لم يبلغوا درجة هذا اللقب.

الغلام: الصغير من الذكور، ثمّ أصبح يطلق على العبد وإن لم يكن صغيرا.

الصبي: الصغير من الذكور، ثم أصبح يُطلق على الأجير.

الجارية: الفتاة الصغيرة، ثمّ أصبحت تطلق على الأمة المملوكة.

 

 

 



[1]  يراجع في هذا الموضوع الكتب التالية: ستيفن أولمان، دور الكلمة في اللغة؛ إبراهيم أنيس، دلالة الألفاظ؛ أحمد مختار عمر، علم الدلالة؛ فريد حيدر، علم الدلالة؛ عبد الكريم محمد حسن جبل، في علم الدلالة.