الخطاب العربي والقضية الكوردية - 3
بير رستم
عفرين – نت 04.05.06
(3)
بداية لا بد من تقديم الشكر والامتنان
للآنسة هدى حوتري وذلك لمشاعرها
الطيبة والرقيقة تجاه المسألة
الكوردية وتحديداً في كل من شمال وغرب
كوردستان؛ أي في الجزئين الملحقين
بتركيا وإيران، فهي تكتب في مقال لها
تحت عنوان "أكراد العراق: لعنة
الحلفاء" والمنشور في نشرة كلنا شركاء
ليوم 26-4-2006 ما يلي: "تكاد تكون
القضية الكردية من أنبل قضايا الشعوب
في العالم ومن أكثر القضايا العادلة
التي تستحق الإنصاف بعد أن تعرض
غالبية الشعب الكردي في مناطق كردستان
التاريخية لحملات منظمة من الاضطهاد
والتمييز القومي مشابهة إلى حد ما
تعرض له الشعب الأرمني قبيل إعلانه
قيام الدولة الأرمنية الموحدة بعد
انهيار الاتحاد السوفييتي".
ولكن وبعد هذه المقدمة الطيبة تعود
الآنسة لتقف عند القضية الكوردية في
جنوب كوردستان؛ أي الملحقة بدولة
العراق الحديث، وذلك بعد تناسيها
للجزء الملحق بالدولة السورية تماماً،
وها هي تقول: "ولعل في التوصيف
المذكور شيئاً من التعميم الذي لا
يلامس التخوم والتفاصيل والقائمة وفق
خارطة التوزيع الجغرافي والبشري
لمناطق كردستان على المثلث العراقي ـ
الإيراني ـ التركي". وهكذا يمكن أن
نقول بأن إحدى الغايات من مقال كهذا؛
هو طمس حقيقة أن هناك جزء من كوردستان
قد ألحق بالدولة السورية وذلك حسب
إتفاقية سايكس – بيكو، وعلى طول
الحدود السورية من جهة والتركية
العراقية من جهة أخرى.
لكن هذا ليس بمحور الموضوع وإنما وحسب
قراءتنا لمقالها واستنتاجنا له، وخاصة
ما يتعلق بإقليم كوردستان العراق،
فإنها تريد التشويش عليها وربطها
بمشروع غربي استيطاني وذلك عندما تكتب
في سياق مقالها؛ "وزاد من معانات
الشعب الكردي مجموع الأخطاء السياسية
على المستويين التكتيكي والاستراتيجي
التي حكمت تاريخياً سلوك قياداته التي
ابتلي بها وتحديداً في مناطق شمال
العراق حين بادرت القوى التقليدية إلى
شق التحالف التاريخي والاخوة العربية
ـ الكردية فارتمت في أحضان المشاريع
المعادية لوحدة العراق أولاً،
والمعادية ثانياً لوحدة المصير
المشترك الذي يجمع العرب والكرد في
سياق نسيج يكاد يكون واحداً، وطغى على
سلوكها السياسي نمط التقلب والتحالفات
الخارجية غير النزيهة، وبالتالي دفعت
بأخطائها السياسية مجموع الأكراد شمال
العراق إلى أتون حروب الانتحار بديلاً
عن خط العمل من أجل الحقوق القومية
للأكراد في إطار عراق موحد.
وفي المقابل لا يبرر القول المشار
إليه السياسات العراقية المنفعلة التي
تعاطت أحياناً مع القضية الكردية بلغة
القوة ، مع أن الحالة الكردية في
العراق نالت من حقوقها في الحكم
الذاتي الكامل ما لم يحظى به أي من
باقي مناطق كردستان التاريخية".
إن ما ترمي إليه الآنسة هدى من خلال
مقالها هذا هي نقاط وأهداف محددة،
نستطيع أن نعددها بما يلي؛ فهي من جهة
تريد أن توهم القارئ بأن الشعب
الكوردي قد أبتلي بهكذا قيادات
وتحديداً في جنوب كوردستان. وهي
ثانياً تريد أن تقول: بأن هذه
القيادات ارتكبت العديد من الأخطاء
التكتيكية والاستراتيجية بتعاملها
واعتمادها على الغرب المعادي للعرب
وبقية شعوب المنطقة بمن فيهم الكورد
أنفسهم، بل هي "التي بادرت.. إلى شق
التحالف التاريخي والاخوة العربية ـ
الكردية"؛ وهكذا تكون هذه القيادة قد
خانت شعبها وخسرت قضيتها. وثالث
الأثافي أنها تبرر للنظام العراقي
جرائمها ومجازرها بحق الشعب الكوردي
وذلك عندما تقول: "وفي المقابل لا
يبرر القول المشار إليه السياسات
العراقية المنفعلة التي تعاطت أحياناً
مع القضية الكردية بلغة القوة ، مع أن
الحالة الكردية في العراق نالت من
حقوقها في الحكم الذاتي الكامل ما لم
يحظى به أي من باقي مناطق كردستان
التاريخية". إذاً كل ذاك الجور
والتنكيل من نظام عروبي – بعثوي لم
يكن إلا عبارة عن "سياسة عراقية
منفعلة" ولم يكن بطريقة ممنهجة ومخططة
لها في دوائر القرار البعثي – الأمني
العفلقي، وهكذا وبجرة قلم تحرف
التاريخ؛ وتريد أن توهمنا بأن الكورد
كانوا قد نالوا "الحكم الذاتي الكامل"
في العراق ولكن وتنفيذاًً للمخططات
الاستعمارية فإن القيادة الكوردية
هناك ونتيجة لسلوكها السياسي المتقلب
وتحالفاتها "الخارجية غير النزيهة" قد
دفعت بـ"مجموع الأكراد شمال العراق
إلى أتون حروب الانتحار بديلاً عن خط
العمل من أجل الحقوق القومية للأكراد
في إطار عراق موحد".
وهكذا ينكشف المستور والمخفي من مقال
الآنسة هدى حوتري وكما يقال: "السم في
الدسم". أن الآنسة هدى لا تبرر للنظام
العراقي كل مجازره وحروبه العرقية
تجاه الكورد وغيره من مكونات العراق
فقط، وإنما تحمل وزر هذه الحملات
الإبادية للقيادة الكوردية. مع العلم
إننا لا نبرر بعض الأخطاء التي وقعت
بها القيادات الكوردية إن كان في جنوب
كوردستان أو شمالها؛ وذلك باعتمادها
على الأنظمة الغاصبة لكوردستان، ولكن
هناك سؤال ونعتقد أنه مهم؛ فمن وما
الذي دفع بهذه القيادات أن تطلب
المساعدة من وراء الحدود وهي على يقين
أن هؤلاء هم أيضاً من "الأعداء"
والخصوم، أليس الموت والاختناق هي
التي تدفع بالغريق إلى التمسك بقشة
وهو يعلم علم اليقين إن خلاصه سراب
بسراب.
قليل من الموضوعية والإنصاف أيها
المثقفون القومجيون، فما زال الدم
الكوردي طازجاً في حملات الأنفال
وحلبجة، بعد أن جعل نظام الطاغية
العراقية من كوردستان العراق منطقة
عمليات عسكرية، لا يكتفون بقتل البشر
فقط وإنما الشجر والحجر تعرض للقلع
والهدم؛ تم تدمير أكثر من أربعة آلاف
قرية كوردية في ظل ذاك النظام وقتل
أكثر من مئة وثمانون ألف كوردي في
حملات الأنفال ناهيك عن المجردين
والمرحلين من مناطق سكناهم إما إلى
الجنوب أو إلى المنافي ومن دون أن
نتعرض لمسائل وقضايا التعريب والحزام
العربي – الأمني كما حصلت في كركوك؛
بتغيير الطابع الديموغرافي للمدينة
وتفريغها من الكورد وغيرها الكثير..
الكثير من المسائل التي تخزي جبين
البشرية وليس فقط النظام العراقي،
وكفانا هذه المقابر الجماعية والتي
تكتشف يومياً كشواهد على مدى حقد هكذا
نظام للحياة. وبعد كل هذا وتقولين:
إنها "سياسة منفعلة" من جانب النظام
العراقي؛ أي قراءة مغلوطة لتاريخ ما
زال نعيشه ونعاني منه وأي إنصاف
للحقائق وحق الآخر في الحياة.
وهكذا نستكشف تلك العقلية العروبية
والكامنة وراء هكذا مقال؛ فهي عقلية
تبريرية انتهازية بامتياز. وليكن في
علمك يا "سيدتي" إن من مصلحة كورد
العراق أن يبقوا ضمن عراق فيدرالي
ديموقراطي حر، وهذه ليست تقية سياسية
من جانب الكورد، وهم لا يعتمدون -
وكما تدعين - تماماً على الأمريكان
وإن تقاطع مصالح الاثنين في الوقت
الراهن؛ بحيث جعلك تتوهمين بأن الكورد
نسوا الروابط المشتركة بين مجموع شعوب
منطقتنا وكأن الكورد هم من يغتصبون
الآخر أرضاً وشعباً وليس هم المعرضون
لفعل الاغتصاب من قبل "إخوة الدين
والتاريخ"، فالذي يذكر بهذه الروابط
حري به أن يدعو نفسه وقياداته
السياسية إلى احترام تاريخ الآخر
والمختلف عنه، وليس إلى تزوير هذه
الحقائق التاريخية، كما فعلتها الآنسة
هدى حوتري.
جندريس-2006
والقضية
الكوردية
4
بير رستم
عفرين –
نت 08.05.06
ومن
المحسوبين على التيار
الليبرالي وجماعات حقوق
الإنسان والمجتمع المدني،
وذلك بعد أن زاوجوا بين
التيارات الفكرية الثلاث؛
القومي واليساري
والإسلاموي ليخرجوا إلينا
بتوليفة جديدة من شخصية
المفكر العروبوي –
الإسلاموي أو ما يمكن أن
نسميهم "بالقويسلاميون"–
من القوميون اليساريون
الإسلاميون – وهم
يتحفوننا بين الحين
والآخر بإحدى مقالاتهم
والتي تحمل قدراً لا بأس
به من الحقد والضغينة
ومحاولة إلغاء الآخر أو
على الأقل تخوينه وربطه
بالمشاريع الغربية
"الاستعمارية"، هو
الشيوعي السابق والمعارض
اللاحق؛ الأستاذ ميشيل
كيلو. فهذا الرجل ومنذ
فترة وبين الفينة والأخرى
يقترب من المسألة
الكوردية من خلال منظاره
العروبوي والذي يجد في
الآخر ونمو قوته خطراً
عليه وعلى مشاريعه
القومجية؛ وإننا لنتذكر
مقال له في إحدى الدوريات
اليسارية وإبان تحرير
العراق من ديكتاتورية
الطاغية صدام حسين
وزبانيته، حيث تهجم فيه
على القيادة الكوردية في
جنوب كوردستان، أي
كوردستان "العراق" وجعلهم
طابور خامس في الجسم
العربي وعملاء للغرب
وإسرائيل، مما جعل بأحد
الأخوة أن يرد عليه
ويجعله نصف كيلو وذلك
عوضاً عن الكيلو الذي
يحمله كنسب ومكنى.
ولكن يبدو أن "حليمة"
تعود بين الفترة والأخرى
إلى عادتها القديمة؛ فها
هو الرجل يحاول مرة أخرى
أن يجعل من إقليم
كوردستان "العراق"، هدفاً
لسهامه المسمومة؛ فهو
ينشر مقال له في نشرة
"كلنا شركاء" ليوم
20-4-2006 وتحت عنوان
"أين ذهب العرب" حول ما
يسميه بالدرك الأسفل
للانحطاط العربي، فيكتب:
"واستهداف العرب ليس
جديدا، فقد لاحظناه
ككثيرين غيرنا من أبناء
هذه الأمة وكتبنا عنه
مرات عديدة خلال العقود
الثلاثة الأخيرة، التي
تلت فشل المشروع القومي
الوحدوي وبروز حقبة من
التمزق والتناحر طالت
مكونات الأمة السياسية
وأبنيتها المجتمعية في
مختلف بلدانها، وأثارت
الخوف لدى المخلصين من
أبنائها، الذين لاحظوا
تزامن هذا التطور مع
ظواهر ثلاث مقلقة هي :
حركات تفكيك وانفصال طالت
حدود وأطراف دول عربية
عديدة، من شمال العراق
إلى جنوب السودان
فالصحراء المغربية،
صاحبها..".
نلاحظ بداية أنه هو الآخر
لا يعترف بجغرافية
كوردستان؛ فيكتب بدلاً
عنها "شمال العراق" وليس
هذا فحسب بل إنه يتوهم
ويوهم القارئ بأن هذه
الجغرافية؛ إقليم
كوردستان "العراق" جزء من
الخارطة والوطن العربي
ويحاول "الأعداء"، أي
الانفصاليون وبمساعدة
الغزو الأمريكي مع جيوش
التحالف ومن خلال
"استهداف العرب" – والذي
هو ليس بجديد عليهم –
سلخه واقتطاعه. وهكذا
يمكن القول: إن هذه
الرؤية والتحليل هي ميزة
وسمة مشتركة بين كل هؤلاء
المغالين والمتطرفين من
أصحاب الرؤوس الحامية
والمعبأة بالقومجية
اليساروية الإسلاموية،
فهم مصرون على عدم رؤية
الآخر والاعتراف به ويرون
في كل تحركاته وفعله
السياسي، مشاريع مريبة
تستهدف كينونتهم
العنصرية؛ وقد لاحظنا أن
الأستاذ ميشيل بدء مقاله
بهذه النقطة وذلك حينما
كتب: "واستهداف العرب ليس
جديدا، فقد لاحظناه
ككثيرين غيرنا من أبناء
هذه الأمة وكتبنا عنه
مرات عديدة خلال العقود
الثلاثة الأخيرة". إنها
العقلية المؤامراتية، حيث
– وكما قلنا - ترى في
وجود الآخرين وتحالفاتهم
تهديداً له. دون أن
يجيبوا على سؤال، نعتقد
إنه وجيه، لما هم من دون
البشر مستهدفون بهذه
المشاريع "المؤامراتية"،
بل لما هذه الجغرافية
والتي تسمى "بالوطن
العربي" مستعدة وقابلة
للتفكك والتجزئة، إن لم
تكن في الأساس حاملة
لأسباب الانفصال وذلك
نتيجة لاحتلال وغزو
جغرافيات أخرى، إبان
الدولة الإسلامية وتوسعها
على حساب بقية شعوب
المنطقة وجعلهم مواليين
وذميين فيها.
وهو لا يكتفي بهذه بل إنه
يتباكى على زمن
الديكتاتوريات والأنظمة
الشمولية المركزية، صاحبة
الشعارات و الأطروحات
النظرية القومجية، إن
كانت ناصرية أو بعثية،
فها هو يكتب: "دخلنا في
حقبة جديدة معاكسة للحقبة
التي جاءت باستقلالنا بعد
الحرب العالمية الثانية،
خسرنا خلالها الكثير من
قرارنا الحر، وتخلينا عن
حلم الوحدة القومية،
وطوينا حقبة الرهان على
الذات، وأحللنا برامج
وسياسات محل تلك التي
كانت تبلور مواقف ضاربة
للأمة..". بل إنه يضيف
ويقول: "بينما صارت
القطرية فضيلة بعد أن
كانت رذيلة، وطرد اليأس
الأمل من نفوس المواطنين،
وتعززت عناصر التفكك
والضعف والانحلال، وقابل
الاستبداد الرسمي استبداد
مجتمعي محا ما كان في
بلداننا من تسامح ديني
وسياسي". ولا نعلم متى
كان هذا التسامح الديني
والسياسي، وتاريخ المنطقة
تخبرنا بكل تلك الحروب
والمآسي الدينية
والعرقية، بل وحتى
المذهبية وما هذه الفظائع
والتي نراها اليوم في
العراق وغيرها من بلادنا
إلا امتداد واستمرار لتلك
النزاعات والحروب بعد أن
كانت قد لجمتها هذه
الأنظمة الاستبدادية بقوة
مخابراتها ومن خلال
جمهوريات الرعب ومزارعها
الخاصة، والآن أتت الظروف
لتخرج هذه النزاعات ومرة
أخرى إلى الساحة؛ فلا
يمكن أن تحل المشاكل من
خلال الاستبداد والقمع
والتنكيل بالآخر، فلربما
تتم تأجيل أو تأخير هذه
القضايا ولكن لن تموت
بالتقادم.
وبالتالي ما على دول
المنطقة، عربية كانت أم
غير عربية، إلا أن تعترف
أن هناك جملة قضايا
ومسائل؛ عرقية – سياسية
ودينية – مذهبية وأيضاً
مواضيع الحريات العامة
وحقوق الإنسان ودولة
المواطنة وإلى ما هنالك
من هذه القضايا، والتي لم
تحل بعد وليست قابلة
للتأجيل، وإذا لم تحلها
وذلك بالطرق السلمية
والدبلوماسية فسوف تدفع
بالمنطقة إلى المزيد من
التوتر و لربما لحروب
أهلية نحن جميعاً بغنى
عنها. أما سياسة الإنكار
ونفي الآخر وتخوينه وجعله
وافداً على المنطقة، وكأن
العرب ومنذ مولدهم من
"سام" وهم يعيشون على هذه
الأرض ناسين التاريخ
والشعوب التي أقامت
حضارات عظيمة على هذه
الجغرافية وذلك قبل أن
يعرف التاريخ أو
الجغرافية "أقوام" وقبائل
تعرف باسم العرب، فهو
سيدفع الآخر إلى المزيد
من التمترس خلف الهويات
الماقبل الوطنية، من
قبلية عشائرية ومذهبية
دينية أو عرقية أثنية،
وذلك كما يفعله الأستاذ
ميشيل كيلو في مقاله هذا،
عندما يكتب: "في هذه
الحقبة، التي خضعت أطراف
وطننا العربي فيها لعملية
قضم منظم.. ونهشت أيد
متنوعة الهوية والمطامع
أوطانها وكيانها
واستهدفتها بصفتها
العربية، فهذا يطلق يطالب
بجزء من العراق، وذاك
يزعم أن القومية العربية
حركة صهيونية.. ويا ليت
الأمور توقفت هنا، فقد
ظهر في نهاية المطاف قوم
يريدون بعث الهويات ما
قبل العربية، منهم.. "
وكأن الهوية العربية هي
بداية التكوين والخلق
وخاتمة الهويات والأعراق،
ولاحظوا أيضاً تلك
المرادفات والتعابير التي
يستخدمها، من قبيل؛ قضم
و.. نهش، وإنها لتعبر عن
ثقافة هذا الرجل العدائية
والبدائية المتوحشة
ونترفع أن نقول
الحيوانية.
وأيضاً يضيف: بأن "رأي
واسع الانتشار" يقول: "أن
شيعة العراق ليسوا عربا
بل شيعة، وأن الأكراد
أمة، والعرب مجرد أقلية
سنية، فليس العراق عربيا
وليس جزءا من الأمة
العربية، بل إن أحد
المنتمين إلى أقلية وفدت
إلى سوريا في مطالع القرن
قال إن هذه البلاد لم تكن
عربية يوما، وأنها مجرد
تجمع أقليات تتعايش مع
بعضها البعض دون أن يشدها
رابط أو يجمعها انتماء
مشترك !". نلاحظ أنه لا
يكتفي بالقول: على أننا
غرباء عن هذه الجغرافية
وإننا نحاول أن ننهش
فيها، بل ينفي عنا حتى
صفة الأمة، ولا ندري على
أية شروط وموازين أعتمد
السيد كيلو وأخيراً ليكشف
عن عبقرية فذة بحيث
يستنتج: أن الكورد ليسوا
بأمة، وبالتالي ليس لنا
إلا أن نتسول بعض الشروط
والمقومات من عند السيد
ميشيل كيلو حتى يتكرم
علينا ويجعلنا في مصافي
الأمم والأقوام و إلا فلا
يحق للكورد أن يطالبوا
بحقوقهم وجعلهم مساوين
لغيرهم من شعوب وأمم
الأرض.
وللأسف إنه لا يكتفي
بسياسة إنكار ونفي الآخر
بل يقوم بتحقيره وتقزيمه،
وذلك كما يفعل الكثيرون
من المحسوبين على الحقلين
الثقافي والسياسي وخاصة
هؤلاء الليبراليون
"القويسلاميون". وإننا
نقول لهم: إن خطابكم هذا
لن تحل هذه القضايا بل
ستزيد من هذه الضغائن
والفتن والنار المشتعلة
بين هذه الأطياف
المختلفة، وذلك كمن يصب
الزيت على النار، فمثل
هذه الأطروحات أو الأحقاد
أو النعوت والصفات الغير
لائقة والتي لا نستحب أن
يطلقها الآخرين علينا،
وبالتالي فالأولى بنا أن
لا ننعتهم بها، وكفانا
فخراً أهوجاً واستعلاءً
على الآخرين ونعتهم
بالخونة والأقزام وغيرها
من النعوت والتي نجدها
غير لائقة بحق كاتب
وسياسي قضى جل عمره في
الحركة الشيوعية السورية؛
حيث إنه يقول في سياق
مقاله ويكتب: "ولا ريب في
أنهم يتعرضون (أي العرب
والتوضيح من عندنا)
لتهديد متعدد المصادر
والقوى يريد اقتلاعهم من
أوطانهم وتغيير هويتها
وهويتهم. ومن يتأمل حملة
الكراهية المنظمة التي
تتهم مثقفي العرب بتأييد
الديكتاتورية والاستبداد
مقابل أموال تقدمها لهم
النظم الحاكمة، وترميهم
بالعرقية والتعصب القومي،
وتتهم العربي العادي
بالعداء للديموقراطية
وللتقدم وللآخر، وترى فيه
سليل أمة غازية معتدية
احتلت المشرق والمغرب
بقوة السلاح وتمارس اليوم
الاستيطان في أراض ليست
لها كالجزيرة السورية
اسمها إلى اليوم ديار بكر
وتغلب وربيعة وهي جميعها
قبائل عربية، سيضع يده
على معنى ما يجري، وسيدرك
أن العرب تعامل اليوم
كأمة دارسة، وأننا إذا لم
نفتح أعيننا قبل فوات
الأوان فقد نقتلع من
أوطاننا، التي تتعاون
عليها قوى عظمى وأقزام
وفدوا البارحة إلى ديارنا
وليس لديهم اليوم من همّ
غير الانقضاض عليها".
برافو أيها المناضل
الشيوعي اليساري القومي
الإسلاموي الليبرالي
المدني والحاقد على كل
الأقوام والثقافات
والمبتلي بداء الاستعلاء
والعنجهية والذي لا يرى
في الآخر إلا أجيراً
عبداً ذميياً موالياً –
من الموالي وليس الموالاة
– فلم يبقى للسيد ميشيل
كيلو إلا أن يفتي فتوة
"زرقاوية"؛ بقتلنا جميعاً
أو رمينا – أيضاً – في
البحر وهكذا يبقى "الوطن
العربي" خالي من الشوائب
والأقزام. فالجزيرة وحسب
رؤيته ومنطقه القومجي
هذا، أرض عربية منذ
الخليقة وينسى أن هذه
الجغرافية وبالفعل تعرض
للغزو أو "الفتح" – سمي
ما شئت فالمغزى واحد –
الإسلامي ولم يتم إخضاعها
بالكلمة الحسنة وإنما
بفعل القتل والسلب وكانت
تلك هي لغة العصر، وينسى
أيضاً الحقائق على الأرض؛
على أن التوزيع
الديموغرافي لها هي التي
تحدد هوياتها وليست
رغباته ومطامعه القومجية،
ولا ندري هل غير الأستاذ
ميشيل كيلو قناعاته عن
الخلق والكون من إنسان
علماني ماركسي – لينيني؛
يؤمن بأن البشرية ابتدأ
وحسب نظرية دارون في
الارتقاء من القردة إلى
الإنسان، أم غير تلك
القناعات أيضاً وأبدلها
بمبادئ وقناعات الغنوشي
والقرضاوي والزرقاوي بحيث
أصبح يؤمن بالنظرية
المقلوبة التوراتية –
القرآنية والتي تدعي
بانقلاب الإنسان ومسخهم
إلى قردة وخنازير، وهكذا
يكون قد مثل الخطاب
"القويسلاموي" بامتياز
والذي لا نحسده عليه. أما
التسميات التي ذكرتها
بالنسبة إلى الجزيرة؛ على
أنها "ديار بكر وتغلب و
وربيعة وهي جميعها قبائل
عربية"، فإننا نحيلك إلى
الكتب المدرسية
الابتدائية في التاريخ
وكيف تتم تعريب وتفريس
وتتريك وتهويد وتكريد
الأماكن والجغرافية وذلك
حسب قوة الفعل السياسي
وامتلاك السلطة وبالتالي
الجغرافية والمسمى.
|
الخطاب
العربي
والقضية الكوردية
5
بير رستم
عفرين –
نت 18.05.06
إن هذه
النماذج من الخطاب
العربي، والذين نتناولهم
في مجموعة مقالاتنا هذه،
لها حامل أيديولوجي وفكري
متشابه أو تنتمي إلى فكر
شمولي – عقائدي؛ إن كان
هذا الفكر الشمولي دينياً
– إسلامياً أم
أيديولوجياً – ماركسياً
أم قومياً – عربياً، ولها
جذورها التاريخية
وأرضيتها الشعبية
الواسعة، أي أنه هناك
شرائح واسعة ومن كافة
القطاعات الشعبية، تتلقف
هذه الأطروحات على أنها
حقائق وبديهيات، بل على
اعتبار أنها جزء من
كينونتها ووجودها الأثني
الحضاري، وبالتالي فأي مس
بهذه المكونات الحضارية
لها تعني الاقتراب من
مناطق الخطر ويعتبر
تهديداً لوجودها وهي
مستعدة للتضحية والدفاع
عنها، واعتبار ذاك الآخر
والذي ينادي بتميزه
وخصوصيته "عدواً" ودخيلاً
على المنطقة أو في أحسن
الأحوال عميلاً وطابوراً
خامساً وجزءاً من المشروع
الاستعماري – الإسرائيلي
في المنطقة العربية، وذلك
بعد أن آوتهم هذه
الجغرافية وسمحت لهم
الأخلاق العربية السمحة
والحميدة بالاستيطان في
"جغرافيتها" العربية، بعد
أن كانوا ملاحقين
ومطرودين من قبل دولهم
وخاصة من قبل الخلافة
العثمانية والدولة
التركية الحديثة، مع أن
هذه الأخيرة لا تعترف
بخصوصية الكورد، بل
تعتبرهم "أتراك الجبال".
وفي هذا المقال سوف
نتناول كاتبان ينتميان
إلى ذاك النموذج
"القويسلامي" وسنحاول أن
نوضح بعض نقاط الالتباس
لديهم، ونبدأ بداية مع
"د. ثائر الدوري" في
مقاله: (هل كان أكرم
الحوراني ورفاقه على خطأ
عام 1941؟). نشرة "سورية
الغد"، العدد 29/11/2005
وأيضاً نشرة "كلنا شركاء"
ليوم 3-12-2005. حيث
يتناول فيه؛ فكر وحياة
أكرم الحوراني، ومن
خلالهما الفكر العروبي –
البعثي إجمالاً. ومن جملة
ما يتطرق إليه وعلى لسان
"أكرم الحوراني" نفسه؛
موضوع وحدة ومصير القضية
العربية والموقف من
الاستعمار وحق وواجب
الدفاع عن أي "قطر عربي"
في حال تعرضه للغزو
والاحتلال، ولا يخفى على
القارئ أن للموضوع علاقة
مباشرة بالموضوع العراقي
ووجود قوات التحالف
الدولي، وهو أي "د. ثائر
الدوري" ينطلق أساساً من
هذا الواقع الراهن
ليربطها مع تاريخ الدولة
العراقية الحديثة
واحتلالها من قبل القوات
البريطانية في بدايات
القرن الماضي، فيكتب وذلك
نقلاً عن "أكرم
الحوراني": ((خرجنا من
بغداد متوجهين إلى
الموصل، ومعنا كتاب من
الجيش لتزويد سياراتنا
بالوقود أثناء الطريق،
ولما وصلنا إلى بلدة
كركوك الجميلة راجعنا
المحافظ بشأن الوقود
فقابلنا بالشتائم
المقذعة- فقلت له: هل
تعرف من تخاطب أنت؟ نحن
لسنا "ثرثرية" كما تقول
بل نحن مجاهدون أتينا
لنشارككم في تحرير عراقنا
العربي. إنني أغلقت مكتب
المحاماه كما ترك رفيقي
هذا وظيفته لهذا الهدف...
وأشرت إلى الأستاذ نخلة
كلاس الواقف بجانبي. فقال
المحافظ: ومن قال لكم إن
العراق عربي؟.. إن العراق
وطن القوميات. وعليكم أن
تحرروا بلدكم من
الافرنسيين أولا)). وهنا
ينتهي كلام "أكرم
الحوراني" ليقوم الدكتور
ثائر بالتعليق عليه،
فيقول: "هذا الحوار جرى
قبل أربع و ستين عاماً
بالتمام والكمال . و
أحفاد ذلك المحافظ
مازالوا على نفس الموقف
فهم يرددون اليوم كما
بالأمس: - العراق ليس
عربي بل هو وطن
القوميات". أنهما يرددان
نفس المقولة وذلك من دون
أن يسميا ذاك المحافظ أو
إلى أي جهة وعرق وطائفة
ينتمي.
ولكن لا يخفى لكل متتبع
للتطورات الحاصلة في
العراق، ولكل مهتم بتاريخ
العراق الحديث، بأن
المعنيون بذاك الطرح هم
الكورد من دون غيرهم؛
فكركوك كمدينة كوردستانية
وأيضاً الرؤية الكوردية
للواقع العراقي عامة؛ على
أنه بلد متعدد القوميات
وأيضاً إصرارهم، وذلك عند
كتابة الدستور، على أن
العراق ليس جزء من الأمة
والوطن العربي، كلها
مؤشرات واضحة بأن
المعنيين بهذا القول هم
الكورد وليس سواهم.
وبالتالي فهم "مدانون" من
وجهة نظر كل من السيدين
أكرم الحوراني والدكتور
ثائر الدوري وكأن عروبة
العراق من البديهيات
والحقائق الغير قابلة
للجدل والنقاش، وأيضاً
كأن ليس هناك بمكونات
عرقية ومذهبية دينية
متعددة تشكل النسيج
الاجتماعي لدولة العراق
الحديث وأيضاً و.. أيضاً
اعتبار جغرافية العراق
وبإقليمها الكوردي جزء من
الخارطة العربية.
نحن لن ندخل مع السيدين
في جدال تاريخي حول
الوجود العربي في دولة
العراق ولن نقول إنها
تعود إلى فترة الغزو
الإسلامي – العربي لهذه
الجغرافية، فهذه نتركها
للتاريخ والدارسين فيها،
ولكن أليس واقعاً راهناً
وعلى الأرض، هذا الوجود
الكوردي، و أليس جغرافية
إقليم كوردستان من
الحقائق التي لا يمكن
لغربال القومجيين العرب
أن تخفيها عن سماء
الحقيقة والكينونة. أم
نحن من "قبيلة بكر"
العربية و"استكردنا" على
يد السلاطين العثمانيين
كشعوبيين لننخر في الجسد
العربي. يا "سيدي" نعم
العراق ليس ببلد عربي إلا
في إقليمه العربي والشعب
العراقي لا ينتمي إلى
الأمة العربية إلا
بأثنيته وعنصره العربي،
أما بقية المكونات
العراقية الأثنية من كورد
وكلد – آشوريين وتركمان
وغيرهم فهم ليسوا بجزء من
الأمة والشعب العربي،
وإقليم كوردستان ليس
جزءاً من الوطن والخارطة
العربية، وبالتالي فإن
"العراق وطن القوميات"،
وهم أحرار في شكل العلاقة
التي يحددونها للتعايش مع
بعضهم وأيضاً في
انتماءاتهم، فلا تخولوا
أنفسكم من وراء الحدود كي
تحددوا شكل العراق القادم
وانتماءاتها الأثنية
والجغرافية، كما لا نخول
أنفسنا بأن نحدد شكل
وانتماء الفيدرالية
الكوردية هناك.
وأيضاً وعلى نفس المنوال
نجد أن الدكتورة مية
الرحبي وفي نشرة "كلنا
شركاء" ليوم 21-12-2005
وفي مقال لها تحت عنوان
"التحديات التي تواجه
المرأة العربية ( 1 / 3
)" تنفي وجود جغرافيات
مستلبة ومغتصبة ضمن ما
تعرف بالخارطة العربية،
بل تعتبرنا أقليات عرقية
في الوطن العربي فتكتب:
"الدول العربية هي الدول
التي تشمل شرق البحر
الأبيض المتوسط ومنطقة
الخليج العربي وحوض نهر
النيل وشمال أفريقيا،
وتشترك هذه الدول في عدة
خصائص وميزات تجعل من
المنطقي، في الدراسات
الأكاديمية اجمالها تحت
بند عريض باسم الدول
العربية أو المنطقة
العربية، ويمكن تلخيص هذه
الخصائص المشتركة بالنقاط
التالية:
- أغلبية سكانها هم من
العرب مع وجود بعض
الأقليات العرقية الأخرى
كالأكراد والأمازيغ
وغيرهم.
- يتكلم أغلب سكان هذه
الدول اللغة العربية، وهي
اللغة الرسمية في جميع
هذه الدول، مع وجود لغات
أخرى غير رسمية كالكردية
والأمازيغية وغيرها.
- يدين معظم سكان هذه
الدول بالإسلام، مع وجود
ديانات أخرى كالمسيحية
وغيرها". وهكذا هي الأخرى
– وكما قلنا – تعتبرنا
أقليات وافدة كما هي حال
الجاليات العربية في بعض
البلدان الأوربية، وتنسى
تاريخ هذه الشعوب في
المنطقة، بل وتعرضهم
للغزو والموجات العربية
والتي توافدت على المنطقة
مع "الفتح" الإسلامي لها
وبالتالي تعريب الكثير من
الأقوام والشعوب وحتى
جغرافيتها وتاريخها ومن
ثم استلاب حضارتها.
وأخيراً فإننا نقول لهذه
الأصوات: إن كنتم تريدون
حقيقة أن نعيش في بلداننا
كشركاء حقيقيين، فعليكم
أولاً وأخيراً الصدق مع
النفس والتاريخ وكفاكم
تجنياً على تاريخ
وجغرافية وحضارة هذه
المنطقة.
2006-05-25
اليقين
الكردي ...
اليقين
اليهودي أين
يفترقان وأين
يلتقيان
كامل السعدون
ليس العراق
صنما جميلا
نتعبد له
دهرا ، ثم
نأكله حين
نجوع ، كما
كان يفعل
أسلافنا ،
وكما يفعل
اليوم
سفهاءنا ...
!
ليس للعراق
قداسة أكثر
من قداسة أن
يكون مرضيا
عنه من قبل
كل أعراقه ،
متفق عليه من
قبل كل
أعراقه ...!
منسجمةٌ
متحابةٌ فيه
كل أعراقه .
هذه قناعة
أولوية لدي ،
ومنها تتشكل
جملة من
القناعات
.... أبرزها
حق الكرد ،
كأمة عريضة
كبيرة في
تقرير المصير
بالإنفصال عن
العراق ، أو
بالحفاظ على
الشكل
الدستوري
الذي أقر ،
أعني
الفيدرالية .
ليس لأحد غير
شعب كردستان
الإفتاء في
حق تقرير
مصير الكرد ،
لا حق لعربي
عراقي أو
خارج العراق
أن يتدخل
بهذا الحق
بأي شكل من
الأشكال ولو
وجد الكرد
بإجماعهم
وعبر
الإستفتاء
الديموقراطي
أن ينفصلوا ،
فإجماعهم
وحده هو من
يتوجب أن
ينفذ على
الجميع .
لكن ... هل
إن هناك يقين
كردي بالدولة
المستقلة ؟
هل إمتلك
الكرد يقينهم
، كما امتلك
اليهود
يقينهم لأكثر
من الفي عام
؟
للأسف الشديد
لا ، لم
يمتلك الكرد
يقينهم ... !
حتى البارحة
، حتى اللحظة
... حتى بعد
زعيق ونعيق
ونهيق مقتدى
والضاري وووو
، لم يمتلك
الكرد يقينهم
الراسخ
الأكيد بحق
الدولة ،
الدولة
الكردية
الحرة
المستقلة ،
وهذا ما يؤسف
له بقوة .
عبر عشرات
السنين من
النضال
العنيد الشاق
، كان الحلم
دون الدولة ،
ولأنه كذلك
كان حلم
الدولة يبتعد
اكثر واكثر .
اليهود حملوا
اورشليم في
قلوبهم ، في
كروموسوماتهم
( مورثاتهم
الجينية ) ،
توارثوا
الحلم جيلا
إثر جيل ،
وحين أزفت
اللحظة
المناسبة
بسقوط
الكابوس
العثماني
وتحرر الشرق
، بدأت بداية
ميلاد
إسرائيل ،
وحين أُعلنت
، لم تلد
عرجاء ، لم
يتقاتل
اليهود بينهم
، لم يضطربوا
، لم يسرقوا
خزينة دولتهم
الفتية ، ثم
... لم
ينهزموا في
أكثر من اربع
حروب ، وفي
قتال شرس
متواصل على
أربع جبهات
.... !
تقول لي كان
الغرب معهم ،
حسنا ويمكن
أن يكون
الغرب مع
الكرد إذا
كان الكرد
منسجمون مع
انفسهم
وحاملون
لرسالة
حضارية واعدة
.
اليهود جاءوا
من اوربا ،
تماما كما
جاء
الأمريكان
الأوائل من
اوربا ،
ولهذا أحب
الأمريكان
إسرائيل
ودعموها ولا
زالوا يفعلون
، وأحب
الأوربيون
إسرائيل
ودعموها ولا
زالوا يفعلون
.
وإسرائيل
جاءت للغرب
عامة بألف
وعد حضاري
...
ديموقراطية
... جبهة
قتالية
متقدمة ضد
التخلف
الإسلامي
والعربي ،
جبهة مشرقية
متقدمة ضد
الشيوعية
سابقا ،
قاعدة مستقرة
للديموقراطية
الغربية
والعولمة ،
حضور قريب من
منابع
البترول
ووووو الخ .
طيب ألا يملك
الكرد مثل
هذا ؟
بل يملكون
وأكثر .
بل والكرد
أقرب عرقيا
للأوربيين من
أي قوم آخرين
لأنهم هندو
اوربيين اصلا
.
وإذن فالدرب
سالكة لدولة
الكرد ،
اليوم أو غدا
أو بعد مائة
عام ، لكن
يبقى هم نسج
الحلم
وتحويله إلى
يقين .
هل يملك
الكرد ذلك ؟
لا أشك أنهم
أخذوا في
العراق
فيدرالية ،
وربما يأخذون
مثلها في
إيران أو
تركيا بعد
عام أو عشرة
، إنما عملية
تحول الحلم
إلى يقين ،
وتحول اليقين
إلى حقيقة
.... هذا هو
الأساس الصلب
للإنتصار .
وهذا هو ما
يجب أن يرعى
الكرد بذرته
اليوم قبل
الغد .
كيف ... بأن
يعيشوا الحلم
وكأنه قائم
الآن ،
ويتصرفوا
بلغة ما هو
قائم لا لغة
ما سيقوم .
-2-
من أجمل ما
يمكن أن
نتعلمه من
العبقري
العربي محمد
، هو خصوبة
خياله وقدرته
على تصور
المستقبل
وكأنه قائم
الآن .
هذا الجانب
لم يلتفت له
الكثيرون
وللأسف
والتفتوا فقط
إلى الجانب
الغيبي في
دعوته فأخذوا
هذا الجانب
بعناد وكأنه
حقيقة لا
مراء فيها
ولا شك .
في قناعتي أن
محمد هو اجمل
واعظم وأخطر
مفكر في
تاريخ العرب
والمسلمين
عامة ، من
حيث حيوية
ونشاط خياله
وقدرته
الرهيبة على
تأكيد ذاته
وإقناع
الآخرين
بآرائه .
دعك عن ترهات
الدين
وأوهامه ،
وخذ خياله
الرهيب
الجميل
للغاية ،
وقوة إيمانه
بهذا الذي هو
مقتنع به .
لقد آمن
بتوحيد العرب
، وفعل ،
وآمن بسقوط
عرش كسرى ،
وحصل ، وآمن
بغزو الروم
والإنتصار
عليهم ، وفعل
... وتحول
إيمانه إلى
إمبراطورية
عظيمة .
آمن بقريش ،
وهم أقل
العرب شأنا
وخلق منهم
دولة حكمت
الشرق لأكثر
من ستمائة
عام ، ولا
زالت تتنازع
حتى يوم الله
هذا ميراثه
وتقاتل من
أجل قناعاته
وتحكم الناس
بإسمه .
آمن بأن
جبريل أخرج
قلبه وهو طفل
وغسله من
الخطأ ومنحه
العصمة ،
وتصرف على
هذا الأساس ،
بشعور من لا
يخطيء .
آمن بأن لديه
قوة اربعين
رجلا ، وفعلا
كان يتصرف مع
نساءه التسع
، في كل يوم
وليلة ،
بقوة اربعين
رجل .
وكذلك فعل
غاندي الجميل
، ومارتن
لوثر كنغ
وغيرهم
كثيرون ، وإن
بصيغ مختلفة
وعبر
أخلاقيات
مغايرة
لأخلاقيات
رسول العرب
ومبتدع
الإسلام ،
محمد القرشي
.
تحويل الحلم
إلى يقين ،
وممارسته على
أنه يقين
قائم ، ثم
حين تزف
اللحظة ،
يكون التطبيق
محكما لا
يتخلله
الباطل من
بين يديه ولا
من خلفه .
أيها الكرد ،
لقنوا
اطفالكم
واطفال
مواطنيكم
الآخرين روح
الديموقراطية
الكردستانية
التي تستوعب
كل الأعراق
في كردستان
الجميلة .
زجوا بكوادر
البيشمركة
والموظفين في
دورات
تأهيلية على
بناء الدولة
الحلم .
أبنوا الدولة
الآن في
العقول
والمدارس
والمعاهد
والمعامل ،
تصرفوا
بعقلية مواطن
الدولة
الديموقراطية
الكردستانية
المستقلة .
لا تتركوا
شيئا
للمستقبل ،
أفعلوا كل
شيء الآن في
الأذهان
والعقول قبل
أن تنضج
الثمرة وتسقط
يانعة في
الفم .
فكروا
كقيادات
وقواعد
ومواطني دولة
إسمها
كردستان .
خصبوا الخيال
الكردستاني
بمفهوم
الدولة
القائمة الآن
في الضمائر
... !
الحياة تعطي
ثمارها لمن
يريد وبالقدر
الذي يريد ،
فلا تريدوا
أقل من
الدولة ، لأن
ما هو أقل
منها لن يكون
ذو نفع لكم
على المدى
البعيد ،
خصوصا وأن
أعدائكم لا
يجيزون لكم
أقل من
الحرية
التامة أو
العبودية
المستديمة .
وتذكروا
تجربة
إسرائيل ،
تذكروها في
كل منعطف من
منعطفات
الحلم أو
اليقين
الكردستاني .
أوسلو في
ال23 من مايس
2006
|
|
كامل السعدون
الغرب والأمة الكردية – مصالحٌ
ومنافعٌ جمة
ما لا نشك فيه أن للغرب ( لو كان يعي
) ، مصالح كبيرة جمة في الشرق عامة
ولدى الكرد والقوميات والأعراق
المشرقية الأخرى خاصة .
والكرد أساسا ... الكرد بما يتميزون
به من إنفتاح حضاري على الغرب ، من
إسلام معتدل ، من مظلومية كبيرة ، من
توازن سياسي وإعتدال وإنسجام قومي
كبير بينهم ، لديهم للغرب مفاتيح
إستقرار الشرق وتدفق البترول بيسر إلى
عجلة الحضارة الغربية .
الكرد لا يملكون ما يملك العرب من
إدعاء أنهم خير أمة أخرجت للناس ... !
الكرد لا يملكون ما يملك العرب من
وصايا مقدسة تحث على العدوان والنهب
وإغتصاب حقوق الآخرين وتدجينهم عنوة
في حضيرة إيمان يحمل في جوهره بذرة
الطغيان والفساد .
الكرد ، كما اليهود كما الكلدان
والآشوريين ، قومٌ خسروا أرضا ووطنا
وحرية وكرامة منذ مئات السنين ، وإن
كانوا كغيرهم إندمجوا في العرق العربي
تحت لواء الإسلام ، فلهم الحق اليوم
في الإنفكاك عن هذا العرق كما فعل
الفرس والترك وغيرهم .
فالحاصل الآن دول قومية ترفع شعارات
عروبية أو تركية أو إيرانية ،
وبالتالي فهي لم تعد تعني الكرد
كقومية خاسرة لأرضها ووطنها وخصوصيتها
الإثنية وحقها في العيش والحكم
والتطور إسوة بالآخرين .
للكرد حقهم في دولة كأي أمة أخرى ،
شاء من شاء وأبى من أبى .
لكن ... كيف السبيل لذلك .
اللاعب الأكبر الآن في الشرق عامة ،
هو الأمريكان ومن ورائهم الغرب كله .
لهم مصالح إقتصادية أولا ، ولهم مخاوف
سياسية وسيادية ثانيا .
وقد خبروا قسوة ما يبيت لهم من تلك
الثقافة السائدة في الشرق .... !
خبروا ذلك في عقر دارهم ، في نيويورك
، في برلين ، في لندن ، في باريس وفي
مدريد .... !
خبروا ذلك حين قاطعهم العرب وأحرقوا
سفاراتهم على خلفية رسوم لا أكثر ولا
أقل .... !
خبروا ذلك حين رأوا الأخوان يجتاحون
البرلمان المصري ، ورأو الفلسطينيين
ينتخبون حماس ، ووجدوا أن كل الملايين
التي صرفوها على عرفات وديموقراطية
عرفات ، لم تنفع إذ إبتلعها المفسدون
، وكان البديل كما هو دائما ، الإسلام
المتطرف ، وكأن قدر هذه الأمة هو أما
الفساد أو الطغيان والعدوان .
وخبروا ذلك في العراق ، حين أسقطوا
صدام حسين ومنحوا العراقيين حرية
إنتخاب ممثليهم ، وإذ بالبديل عصابات
طوائف سنية وشيعية ، وآل مآل ثمرة
التحرير إلى لقمة طرية شهية تحت أسنان
الولي الفقيه في إيران وعصابات البعث
ومن ورائها الشوفينيين العرب .
مأساة العرب والمشرقيين عامة ، هو
أنهم لا يستطيعون الخروج من فخ هذا
الذي يملكونه ، هذا الذي يعرفونه ،
هذا الذي هو مستنبت بعمق في تربة
العقل الجمعي العربي والمشرقي ،
الإسلام السياسي ، بكل صفحاته البشعة
التي تتراوح بين ، شهيد مذبوح في
كربلاء ، وطاغية يهتف بهم :
( أرى اليوم رؤوسا أينعت وحان قطافها
)
العرب عامة ، والمشرقيون من فرس
وأتراك خاصة ، محكومون بقوة بهذا
الإرث وهذا الماضي ، وليس من سبيل
للخروج من كل هذا إلا بتكرار التجربة
الإسرائيلية الجميلة العادلة .
تجربة إعادة الأرض لأهلها المتحضرون .
تجربة دعم عشاق الحياة لا عشاق الموت
.
تجربة الإنفتاح على الأقوام الأخرى
التي تحمل إرثا حضاريا وتوجهات حضارية
.
الكرد كما اليهود تماما ، قومٌ ظلموا
كثيرا ، ويملكون الآن البديل الحضاري
الذي يمكن أن يدعم الغرب في تحرير
العقل العربي من أوهامه .
وتحرير أمن العالم وسلامه وإستمرار
العيش على هذه الأرض المباركة ، بعد
القضاء على تهديدات الشوفينيين العرب
والإيرانيين وغيرهم .
على الغرب أن يدعم الكرد في العراق ،
كما دعم الفلسطينيين المفسدين بملايين
الدولارات من أجل نصر قضية
الديموقراطية والسلام في الشرق .
عليهم أن يحولوا ملايين وسفاراتهم
وقنصلياتهم ووفودهم بالجملة صوب الأحق
والأجدر بالدعم ، وهم كرد العراق ،
قاعدة الأمة الكردية بعقليتها
الليبرالية المنفتحة الواعدة .
إلا ليتهم يفعلون بدلا من أن يرسلوا
وفودهم وممثليهم وصحفييهم إلى الجنوب
والوسط العراقي ، ليقتلوا أو يختطفوا
أو يسحلوا بالحبال على يد الحثالات
المولعة بالطغيان .
لقد جلبوا للعراق المبتلى بالتخلف
وثقافة العبيد والمازوشية ، جلبوا
ديموقراطية لا لون لها ولا طعم ولا
رائحة ، ديموقراطية أوصلت رعاع الصدر
وحثالات البعثيين والطائفيين السنة
إلى قبة البرلمان .
نأمل من الغرب أن ينتبه ويرعوي ويتوجه
صوب الكرد ، ليضع في سلتهم جُلُ عنبه
، وصدقوني لن يضيع هذا العنب ولن يسرق
.
أوسلو في ال22 من مايس 2006
|