Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

أسئلة حول التجسد

Home التجسد أسئلة عن التجسد الإصحاح الثالث من سفر التكوين

س1: كيف يستطيع الله غير المحدود أن يسكن في الإنسان المحدود؟ و هل خلت السماء من وجود الله؟ من الذي كان يدبر الكون و الخليقة كلها؟

س2: يقول الكتاب عن الله:

" الذي لم يره أحد من الناس و لا يقدر أن يراه" (1تى 16:6)

" لأن الإنسان لا يراني و يعيش" (خر 2:23)

فكيف بعد هذا يقال أن المسيح هو الله و قد رآه كل الناس؟

س3: ماذنبنا في أن نحمل خطية أبانا الأولين؟

س4: كيف تجددت طبيعتنا بعد الفساد؟

س5: كيف إختلط اللاهوت مع الناسوت؟

س6: إذا كان اللاهوت متحد مع الناسوت، فهل معني ذلك أن اللاهوت تألم عند الصليب؟

س7: من الذي ولدته العذراء مريم؟ هل ولدت إلهاً فقط؟ أم ولدت إنساناً فقط؟ أم ولدت إلهاً و إنساناً؟ أم ولدت الإله المتجسد؟

س8: كيف تفسر قول السيد المسيح "أبي أعظم مني" (يو28:14)؟

س9: ما معني "مجدني أنت أيها الآب" (يو5:17)؟

س10:- لماذا إختار الله هذا الوقت ليتجسد؟


س1: كيف يستطيع الله غير المحدود أن يسكن في الإنسان المحدود؟ و هل خلت السماء من وجود الله؟ من الذي كان يدبر الكون و الخليقة كلها؟

الإجابة:

حقيقة أن الله غير محدود، و لكنه يمكن أن يحل في بطن العذراء و يتحد بالإنسان بل و يحل في كل البشر و يظل هو الله غير المحدود.

و نضرب علي ذلك بعض الأمثلة:-

1- الهواء يغلف الكرة الأرضية كلها و نفس هذا الهواء موجود في رئات البشر كلهم. و عن طريقه يتنفسون. و وجود الهواء في رئة الإنسان لا يمنع أن يكون مالئاً لكل الغلاف الجوي للأرض.

2- إذا وُضعت أواني كثيرة فارغة في مياه بحر أو محيط فنجد أن هذه الأواني كلها تمتلىء بالماء لكن ذلك لا يمنع أن يظل الماء مالئاً للبحر أو المحيط .

*هكذا يمكن لله أن يحل في بطن العذراء و يظل مالئاً لكل مكان.

*يمكن لله أن يتحد بالناسوت (التجسد) و يظل مالئاً لكل مكان.

*يمكن لله أن يسكن في البشر جميعاً و في نفس الوقت يكون مالئاً لكل مكان لأنه غير محدود.


س2: يقول الكتاب عن الله:

" الذي لم يره أحد من الناس و لا يقدر أن يراه" (1تى 16:6)

" لأن الإنسان لا يراني و يعيش" (خر 2:23)

فكيف بعد هذا يقال أن المسيح هو الله و قد رآه كل الناس؟

الإجابة:-

إن الكلام في الآيتين السابقتين عن اللاهوت مجرداً (لوحده) و هذا أمر مستحيل (لأنه غير محدود) لذا حينما أراد الله أن ينزل إلي البشر ليتمم عملية الفداء و يصبح عمانوئيل (الله معنا) كان لابد أن يأخذ جسداً يخفي به هذا اللاهوت.


س3: ماذنبنا في أن نحمل خطية أبانا الأولين؟

الإجابة:-

1) لقد كنا في صلب آدم حينما أخطأ:

فحن لسنا غرباء عنه، و إنما جزء منه. و بنفس التفسير يتحدث بولس الرسول عن أفضلية الكهنوت الملكي صادقي علي الكهنوت الهاروني بأن هارون "كان بعد في صُلب أبيه حين إستقبله ملكي صادق" (عب 10:7)

كذلك حينما بارك ملكي صدق إبراهيم، كان هارون في صلبه. و عندما دفع العشور لملكي صادق كان هارون في صلبه (عب 7).

2) نحن أيضاً ورثنا فساد الطبيعة .

3) عملية الفداء تحل مشكلة عبارة "ما ذنبنا نحن؟".


س4: كيف تجددت طبيعتنا بعد الفساد؟

الإجابة:-

بالتجسد أخذ الله طبيعتنا البشرية و أعطانا "شركة الطبيعة الإلهية" (2بط 4:1) .


س5: كيف إختلط اللاهوت مع الناسوت؟

الإجابة:-

اللاهوت لم يختلط مع الناسوت ولكنه إتحد معه بغير إختلاط ولا إمتزاج  و لا تغيير فهو إتحاد مثل إتحاد النفس و الجسد في الإنسان العادي فيه لا تتحول النفس إلي جسد أو العكس.


س6: إذا كان اللاهوت متحد مع الناسوت، فهل معني ذلك أن اللاهوت تألم عند الصليب؟

الإجابة:-

اللاهوت بجوهره غير قابل للألم ... و لكن السيد المسيح تألم بالجسد، و صلب بالجسد، و مات بالجسد، الجسد المتحد باللاهوت. فصار موته يعطي غير محدودية للكفارة.  و قد قدم لنا الآباء مثالاً جميلاً لهذا الموضوع وهو الحديد المحمي بالنار.مثال اللاهوت المتحد بالناسوت : فقالوا إن المطرقة و هي تطرق الحديد إنما تضرب الحديد المحمي بالنار فتقع علي الإثنين. و لكن الحديد يتثني (يتألم) بينما النار لا يضرها الطرق بشيء. و مع ذلك فهي متحدة بالحديد أثناء طرقه.


س7: من الذي ولدته العذراء مريم؟ هل ولدت إلهاً فقط؟ أم ولدت إنساناً فقط؟ أم ولدت إلهاً و إنساناً؟ أم ولدت الإله المتجسد؟

الإجابة:-

من المستحيل أن تكون قد ولدت إلهاً فقط، لأنها ولدت طفلاً رآه الكل. و لا يمكن أن تكون ولدت إنساناً فقط، و إلا فكيف يمكن أن يفدي البشرية كلها؟! ثم ما معني قول الكتاب المقدس "الروح القدس يحل عليك، و قوة العلي تظللكِ. فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعي إبن الله" (او 35:1)؟ و ما معني أن إبنها يدعي عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت 23:1)؟ و ما معني قول أشعياء النبي "لأنه يولد لنا ولد، و نُعطي ابناً، و تكون الرئاسة علي كتفه، و يدعي اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً، أباً أبدياً رئيس السلام" (اش 6:9). إذن هولم يكن مجرد إنسان، و إنما كان ابن الله و عمانوئيل و إلهاً قديراً.

و العذراء لم تلد إنساناً و إلهاً، و إلا كان لها إبنان : الواحد منهما إله، و الآخر إنسان. لم يبق إلا أنها ولدت الإله المتجسد.


س8: كيف تفسر قول السيد المسيح "أبي أعظم مني" (يو28:14)؟

الإجابة:-

+ قيلت هذه العبارة في حالة إخلائه لذاته. فقد ورد في (في2: 7,6) "الذي اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس" اي أنه كونه معادلاً أو مساوياً للآب لم يكن إنساناً يُحسب خلسة أي يأخذ شيئاً ليس له، بل هو مساو للآب أخلي ذاته من هذا المجد في تجسده حينما أخذ صورة العبد، و في إتحاده بالطبيعة البشرية صار في شبه الناس..

فهو علي الأرض في صورة تبدو غير مُمَجده فقد تعرض للكثير من الإنتقادات و الشتائم و الإتهامات و لم يكن له موضع يسند فيه رأسه (لو 58:9) و قيل عنه في سفر أشعياء أنه "نبت قدامه كفرخ و كعرق من ارض يابسة لا صورة له و لا جمال فننظر اليه و لا منظر فنشتهيه محتقر و مخذول من الناس رجل اوجاع و مختبر الحزن و كمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به" (أش53: 3,2) و قيل عنه في الأمه أنه "ظُلم اما هو فتذلل و لم يفتح فاه" (أش7:53). و هذه هي الحالة التي قال عنها "أبي أعظم مني" لأنه أخذ طبيعتنا التي يمكن أن تتعب و تتألم. أخذها بإرادته لأجل فدائنا. أخذ هذه الطبيعة البشرية التي حجب فيها مجد لاهوته عن الناس لكي يتمكن من القيام بعمل الفداء. -علي أن هذا كله كان وضعاً مؤقتاً إنتهي بصعوده إلي السماء.


س9: ما معني "مجدني أنت أيها الآب" (يو5:17)؟

الإجابة:-

من العبارات التي قالها السيد المسيح و أثارت الكثير من الجدل ما جاء في (يو5:17) "و الان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" و قد إستغل البعض أيضاً ذلك للتدليل علي أن الآب أعظم من الإبن بدليل أنه يمجده و للرد علي ذلك نقول:-

+ هذه العبارة ذاتها تثبت لاهوت السيد المسيح فهو يقول " بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" إذن فهو موجود قبل كون العالم و موجود في مجد لأن العالم به كان، بل كل سيء به كان (يو1: 3،1) و هذا المجد الذي كان له عند الآب فهو كما جاء في (عب3:1) أنه "بهاء مجده و رسم جوهره".

+ و إن كان الآب يُمجد الإبن فالإبن يمجد الآب أيضاً فهو قبل عبارة "مجدني..." يقول "أنا مجدتك علي الأرض" إذن فهو تمجيد متبادل بين الآب و الإبن لذلك فهو يقول في بدء هذه المناجاه "ايها الاب قد اتت الساعة مجد ابنك ليمجدك ابنك ايضاً" (يو1:17).

+ و هنا نسأل ما معني التمجيد إذا ذُكر عن الآب أو عن الإبن بل ما معني أن البشر أنفسهم يمجدون الله كما يقول بولس الرسول في (1كو20:6) "فمجدوا الله في اجسادكم و في ارواحكم التي هي لله" و كما يقول في الموعظة علي الجبل "كي يروا اعمالكم الحسنة و يمجدوا اباكم الذي في السماوات" (مت16:5).

+ تمجيد الله ليس إعطاؤه مجداً ليس له - حاشا - إنما معناه الإعتراف بمجده أو إظهار مجده فعبارة أنا مجدتك علي الأرض معناه أظهرت مجدك و أعلنته - جعلتهم يعرفون مجدك عرفتهم اسمك و أعطيتهم كلامك (يو17).

+ هذه العبارة أيضاً تعني، أظهر هذا المجد الذي إحتجب بإخلاء الذات (في7:2) إذن يتمجد أي يسترد المجد الذي أخلي ذاته منه الذي حجبه بتجسده.

+ مجده أيضاً يشير إلي صلبه، الذي إتحد فيه مجد الحب الباذل و مجد العدل المتحد بالرحمة، مجده حينما ملك علي خشبه (مز95) و إشترانا بثمن لهذا لما خرج يهوذا ليسلمه قال " الان تمجد ابن الانسان و تمجد الله فيه " (يوحنا 13 : 31)، أي بدأ مجده كمخلص و فادي و محب و قال بعدها " ان كان الله قد تمجد فيه فان الله سيمجده في ذاته و يمجده سريعا" (يوحنا 13 : 32).

+ و ظهر مجده أيضاً من جهه إستجابة الآب للصلاة عن طريق الإبن إذ قال الرب لتلاميذه "و مهما سالتم باسمي فذلك افعله ليتمجد الاب بالابن" (يو13:14).

+ إن الله لا يزيد و لا ينقص سواء من جهة المجد أو غيره لأن طبيعته لا حدود لها، فعبارة مجدني لا تعني أعطني مجداً ليس لى، إنما تعني أظهر مجدي الأزلي و بالمثل عبارة مجدتك و كل تمجيد متبادل بين الأقانيم.


س10:- لماذا إختار الله هذا الوقت ليتجسد؟

الإجابة:-

يقول بولس الرسول "ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس" (عب 4:4). كان لابد من إعداد العالم لقبول الخلاص للعالم كله ولكن كيف كان العالم مهيئاً لهذا ؟

1- الدولة الرومانية:-

كانت روما في القرن الأول قبل الميلاد هي القوة الوحيدة في عالم البحر المتوسط. و في هذه الإمبراطورية الشاسعة تجمع التراث الحضاري للعالم القديم، سواء كان اليوناني أو الشرقي أو السامي أو الغرب أوروبي، فإندمجت جميعها و أنتشرت بين ربوع الإمبراطورية. و قد أثر هدوء الحالة السياسية في إنتشار دعائم السلام، و إتجهت روما إلي مد الطرق الكثيرة التي كانت تربط أطراف العالم القديم...و في ذلك الوقت سادت اللغة اللاتينية في الغرب و اليونانية في الشرق. و هكذا بترتيب العناية الإلهية، تجمعت كل تلك الظروف لتكون أنسب الأوقات لميلاد السيد المسيح و إنتشار المسيحية في العالم.

2- الفلسفات القديمة:-

كان ذلك الوقت قمة إزدهار الفلسفات القديمة التي كان اها دور أساسي في تجهيز الفكر البشري لقبول فكرة الفداء و كانت بمثابة الناموس لغير شعب بني إسرائيل.

3- الترجمة السبعنية للعهد القديم:-

بدأت علي يد بطليموس من القرن الثالث قبل الميلاد ترجمة كتب العهد القديم من العبرية إلي اليونانية. فقد قرأ العالم اليوناني القديم هذه الترجمة و إستفاد منها و لاسيما أعظم فلاسفته، حيث كان موضوعاً في مكتبة الأسكندرية.

3- تشتت اليهود:-

توزع اليهود منذ السبي في القرن السادس قبل الميلاد في منطقة الشرق الأوسط و في شرقي البحر المتوسط، حتي ناهز عددهم في القرن الأول المليون في مصر وحدها.. كما تواجد اليهود في معظم المدن الرئيسية، حيث كان لكل مدينة مجمعها الخاص. هذا جعل أبواب المجامع اليهودية مفتوحة منذ القرن الثالث قبل الميلاد أمام المتعاطفين مع اليهود، حتي يمكنهم فهم القراءات و العظات التي تلقي فيها باليونانية.  و رأي اليهود في هذا تدبيراً إلهياً، لنقل الإيمان إلي الأمم ، و يلخص الرابي لعازر هذه العقيدة بقوله الذي جاء في التلمود البابلي "الله شتت اليهود ليسهل إهتداء الدخلاء".

و هكذا دون قصد بشري إستعدت أمم العالم لإستقبال المخلص مشتهي الأجيال.