Lebanese Communist Students Web Community |
Established on November, 16th 2002 |
||||
Main | Documents | Gallery | Links & Contacts | Activities | Downloads |
شربل عبود...... تحية |
|||||
لم يكتمل عرس التحرير مع شربل عبود هذه السنة، حيث أبى هذا المناضل الشجاع المقدام، الا ان يحتفل بعيده، عيد سائر المقاومين الأبطال، في بلدة الخيام، حيث هوى، ربما من شدة التأثر، وربما هو القدر، الذي لم يطله في المعتقل قبل التحرير فسقط فيه بعد التحرير. شربل عبود، ابن بلدة جاج في قضاء جبيل، لم يكترث لبعد منطقته عن الاجتياح الإسرائيلي في عام 1982، بل أراد التأكيد بأن قضية التحرير هي قضية كل اللبنانيين اينما وجدوا، ولأي منطقة انتموا، وعليه كان من طلائع المجموعات التي لبت النداء الصارخ صباح 16 أيلول، منفذة اشرس العمليات ضد المحتل الصهيوني الذي دنس ارض بيروت يومذاك، لتطرده وتسجل بذلك أولى ملاحم الانتصار الذي توج بعد 18 عاماً في ملحمة التحرير، فكان هو ورفاقه جورج وعلي وغيرهم، بذور المقاومة التي اينعت وصنعت التحرير. شربل، نحن لم نعرفكم كأشخاص ولكننا سمعنا عنكم. تربينا على رواياتكم وبطولاتكم الأسطورية فتجذرت فينا وترسخت في افكارنا قناعات ابدية للحرية وسعادة الإنسان. انتم المقاومون الذين اعطيتم زهرة العمر، واحلى ايام الصبا، ليبزغ فجر جديد على اجيال ما عرفت غير الهزيمة قبلكم. بنضالكم اصبح لتراب الجنوب طعم آخر، طعم مختلف، انه مجبول بدماء الشهداء، ومعطر برائحة اقدام المقاومين امثالكم، والشجر يشهد على همسكم وحكاياتكم وجرأتكم، يشهد علي صلابتكم ومناجاتكم وبطولاتكم... لكم هو مجد لنا بأن نفخر ونقول بأننا نتحدر منكم من ثوريتكم ومن انتمائكم اللانهائي للبنان، اتخذناكم مثلنا الأعلى، نخوض النقاشات والحوارات مستشهدين بكم، بوطنيتكم بلاطائفيتكم، بفكركم السامي. لقد حققتم لنا المعجزة ولن ننساها... انها مقدمة التحرير انها الفصل الأول من اعادة الكرامة.. ستستمر المعجزة فصولاً اخرى ولو كره الكارهون... في ذاك اليوم يوم التحرير والمقاومة، يومك يا شربل، كنت خارجاً من منزلي الواقع في منطقة الصنائع، فاذ بلوحة قرب صيدلية بسترس تناديني، وتلك واحدة أخرى في محطة أيوب، لأصل إلى مقهى الويمبي، فتذهب بي المخيلة وكأني أشاهدكم تنقضون على المحتل الإسرائيلي، لتثبتوا معادلة صعبة بوجه تحالف كوكب الأرض بكامله ضد القضية، فانبريتم للنضال الصعب ووضعتم خطوة الألف ميل الأولى، بتصميم فريد رائع. شربل، أود لو انني عاصرت ايامكم، أود لو أخرج إلى الشوارع ليلاً، متسللاً من المحتلين، زارعاً عبوة هنا مطلقاً الرصاص هناك، جاعلاً رشاشي يعانق السماء، وصرخات النصر، صدى يتردد في الأودية والجبال. واني لألعن الزمن ألف مرة، الذي أوجدني في مرحلة الانهيار هذه المرحلة التي يهان فيها المناضلون ويستلم السارقون وبائعو الضمير والوطن المناصب والمراكز، انه زمن غير عادل. والحق والحقيقة يبتعدان شيئاً فشيئاً. ولكن ما يجعلني اشد العزيمة والتصميم في النضال، اني أمشي على خطاكم وكما انتصرتم بعد جهدٍ، لا بد لنا من بذل الجهد لننتصر ولو بعد حين. إن ارواحكم تلمع في السماء بريقاً يضيء الطريق أمامنا ويعطينا شجاعة نستمدها منكم لغدٍ أفضل. شربل عبود كان شهيداً حياً حتى يوم 25 أيار 2002 حيث أثبتت شهادته في عيد التحرير وانضم إلى لائحة الشرف والاباء، شهيد آخر على درب الحرية.
في 31/05/2002 |
|||||
حسن قاسم |
|||||