Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   

عيد بأية حال!

   

إنه السادس عشر من أيلول، ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، وذكرى استشهاد وأسر الكثيرين من أبطال هذا الوطن، الذين تملكهم الحماس والاندفاع لكي يقوموا بأبرز الملاحم البطولية، على مرور الواحد والعشرين عاما الماضية.
إنه عيد الجبهة، تلك المنارة التي أضيئت في سماء بيروت فجر ذلك اليوم، عام 1982، معلنة بدء النضال، ومفسحة المجال أمام المئات من الوطنيين للانخراط في صفوفها ومقاومة الاحتلال حتى طرده. أما الآن فليس لنا سوى الذكرى، وهي تمر مؤلمة هذه السنة، حيث اننا نمر بأصعب الظروف، حيث الاحتلال كبر وتكاثرت أشكاله، وتزايدت همجيته، فمن وحوش الاحتلال العسكري، الى الاحتلال الثقافي، الى الاحتلال الاقتصادي، أشكال تعددت والضحية واحدة، هو ذلك <<المعتر بكل الأرض دايمن هوي زاتو>> على حسب مقولة زياد الرحباني.
أكتب مقالتي موجها التحية لمن استشهد ولمن أسر ولمن هو منسي في بقاع الأرض من شهداء أحياء منفيين عن أرضهم، لا يعرفهم أحد، سواهم، ومن يعرفهم يخاف ذكراهم، لكي لا يلاحقه شبح بطولتهم ويقض مضجعه.
أكتب والحسرة كبيرة، حيث ان الكثيرين إن لم ينسوا الذكرى قد تناسوا معانيها، وعبرها، فيأتي شبح الانقسام والتفتت، لكي يفتك بنا، ويفرقنا أشلاء داخل الوطن، وخارجه.
فكل يغني على ليلاه، والحزب الشيوعي، أحد مطلقي المقاومة مع منظمة العمل الشيوعي، هذا الحزب بات يؤيد الوراثة السياسية، وبعضه يؤيد الإقطاع السياسي، وبعضه يؤيد مروجي الطائفية، وباقي الوطنيين، بات لا أعرف إن هم ما زالوا موجودين، أو أنهم أصبحوا من مؤيدي الواقع، وربما من المدافعين عنه!
إنه لزمن عفن، تناثرت فيه الأفكار السامية، وأصبحت تخجل من أن تكون حبرا على ورق، زمن الانهيار، زمن النسيان، زمن من لا يخلجون من التبجح بالأكاذيب، والاحتيال على المجتمع، من أجل منصب معين، أو من أجل نرجسية شخصية، كانت تذوب في السابق بين بنادق المقاومين.
لك التحية أيها المقاوم، فثق بأنك لم تستشهد لأجل هؤلاء الحكام، وانك لم تضحّ بحياتك حتى يصطف آلاف الشباب على أبواب السفارات، ولم تأسر لكي تبقى عائلتك مشردة من دون سقف يأويها.
لن أوجه الدعوات ولن أطلق الشعارات، ولن أتحسر على الماضي، وأبكي على الحاضر، بل كل ما وددت أن أقوله عيد بأية حال عدت يا عيد.

حسن قاسم

 

Back To Documents