Lebanese Communist Students Web Community |
Established on November, 16th 2002 |
||||
Main | Documents | Gallery | Links & Contacts | Activities | Downloads |
نقد لدور "الشيوعي" في معركة بعبدا ـ عاليه |
|||||
هل أصبح الحزب الشيوعي اللبناني يؤيد مبدأ الوراثة السياسية؟ هل أصبح الحزب الشيوعي داخل المحدلة التي كان خارجها، والتي كانت السبب في عدم وصوله الى الندوة البرلمانية طوال السنوات الماضية؟ اسئلة لا بد من توجيهها الى التيار الذي يتولى قيادة هذا الحزب، والذي اتخذ القرار بتأييد ترشيح النائب هنري بيار حلو، في معركة بعبدا ـ عاليه. النائب حلو الذي اتفق، حسب السياسة اللبنانية، ان يكون وريثاً لأبيه. والذي أيده معظم من يريدون ترشيح ابنائهم من بعدهم، ومعظم من هو فرح بهذا النظام الذي يكفل له الاستمرار على عرش النيابة أو الوزارة أو الزعامة العائلية والاقطاعية والطائفية. فاجتمعت كل هذه الأطراف ونزلت بقواها الى الشارع لتأييد حلو، تحث قواعدها لكي تنتخب مرشحاً لا يربطها به شيء، والهدف هو اسقاط حكمت ديب. ولم تكن المفاجأة هي هذا الاصطفاف الغريب، حيث كان تحالف لأعداء الأمس، بقدر ما كانت النتيجة مفاجئة، حيث برزت قوة جديدة على الساحة الانتخابية هي "التيار الوطني الحر"، الذي أثبت وللمرة الثانية، بعد انتخابات المتن، انه استطاع في السنين الماضية من تاريخ انشائه ان يكون موجوداً وبقوة على الساحة ومن أبرز مظاهره الكم الشبابي المتعلم. ولكن انضمام الحزب الشيوعي اللبناني الى هذه المجموعة التي لا يجمعها وماضيه وتاريخه وفكره شيء، ينبئ بأسوأ الاحتمالات عما سيكون دور الحزب وتحالفاته في المستقبل. فهل المسؤولون في الحزب يغارون من زملائهم في أحزاب أخرى؟ وهل يريدون الحصول على المناصب والكراسي؟ وهل يخططون لأن يكونوا من الزعامات التقليدية؟ وهل يغفل هؤلاء قاعدتهم الحزبية التي هي على امتداد الوطن، وهم على أبواب مؤتمرهم التاسع؟ الا يعرفون ان هذه القاعدة تربّت لكي تكون معارضة لهذا النظام الاقطاعي والطائفي في البلد؟ أم باتوا لا يكترثون لرأي قاعدتهم؟ فالأمر أصبح وكأن البعض يعتبر الحزب بيتاً له أو مكتباً خاصاً، فيتخذون قرارات خاطئة جملة وتفصيلاً من دون أي اعتبار لأمور دافع عنها الحزب طيلة فترة وجوده. فليس مبرراً ابداً أمام قيادة الحزب، ان كانت معارضة للتيار "العوني" المنافس وبقوة للنائب حلو، وكما ذكر بيان الحزب بتاريخ 10/9/2003: "ولكي لا تصب الأصوات في مصلحة التطرف الطائفي والرهان على الخارج، وخصوصاً بعد احتلال العراق، فان المكتب السياسي قد رجح التصويت لمصلحة السيد هنري حلو طالباً الى أعضائه وأصدقائه العمل بموجب هذا الترجيح"، ليس مبرراً ابداً ان يكون رد الفعل في تأييد الوراثة وسياسة المحادل. وايضاً تعارض قيادة الحزب نفسها، اذ ان بيانها الذي نشر في الصحافة في تاريخ 27/8/2003 يعارض مبدأ الوراثة ويستنكر ان تأخذ العملية الانتخابية هذا المجرى حيث ورد في البيان: "لقد رافقت الانتخابات محاولات اغراق واحتواء، هي من حيث المبدأ، غير مقبولة سواء جاءت باسم تكريس الوراثة أو الترويج لتزكية تفقد العملية الانتخابية كل معنى"، ولا يمكن ان يسهى عن بالنا ان الذي منع مشروع التزكية من المرور هو "التيار الوطني الحر" على الرغم من تحفظنا الشديد عن مواقف زعيمه العماد ميشال عون. لذلك فان قرار الحزب، كان خاطئاً جملة وتفصيلاً، ويستوجب من قاعدة الحزب الوقوف عنده وقراءته جيداً لما يملك من ابعاد خطيرة، فقد تمّ الوقوع في الخطأ، ولم يعطَ الاعتبار لفكر الحزب ولا لبرنامجه ولا لخطه السياسي النضالي والتاريخي. أما في موضوع الانتخابات، فقد كانت هزيمة للطائفيين، بمن فيهم مؤيدو النائب حلو، وهزيمة أيضاً لخيار الطائفية الذي أخطأ "التيار الوطني الحر" باعتماده حينما تحالف مع نديم الجميل الذي يمثل صورة واضحة عن مثال الوراثة السياسية التي كانت معارضتها الشعار الأساسي لـ "التيار" في المعركة. فقد أخذت قيادة الحزب الشيوعي خياراً شديد الخطورة على أبواب الانتخابات المقبلة، هذا الحزب الذي يطمح الكثيرون لأن يأخذ خطه الوطني، لملء الفراغ الحاصل في السياسة المحلية. وكان ربما الخيار الأفضل هو عدم ترجيح الكفة أمام جميع الطائفيين وعدم الاستنساب وأخذ مواقف انفعالية تدرج الحزب في صفوف المحادل، وتخذل قواعده، وتحرق تاريخه. ويبقى على قاعدة الحزب الشيوعي اللبناني، ان تعي ما يجري في حزبها، وأن تكون على قدر من المسؤولية، لأي تيار انتمت، من أجل أخذ الخيار الأنسب في المؤتمر التاسع، والا فسيجد الحزب نفسه في انتخابات 2005، بمرشحين تعمل لهم ماكنات المحادل الانتخابية. |
|||||
حسن قاسم |
|||||