Lebanese Communist Students Web Community |
Established on November, 16th 2002 |
||||
Main | Documents | Gallery | Links & Contacts | Activities | Downloads |
بين السفارات ومطار بيروت هناك تجدون شباب لبنان ! | |||||
ترددت مرارا قبل كتابة هذه السطور، ربما لأنني لم اشعر يوما بالاكتئاب او بالاقتراب من اليأس ومن امكان العيش بسلام وكرامة في وطننا العزيز لبنان. شعور ينتابني، منذ فترة، قريب جدا من فقدان الامل من حصولنا كشباب على حياة كريمة، يكون حدها الادنى ان نبقى على قيد الحياة، نأكل ونشرب وننام تحت سقف يؤوينا. امور باتت شبه مستحيلة، فكيف بالاحرى ان كنا نطمع بأن يكون لنا وطن ديموقراطي حر متقدم وحضاري، ينعم اهله بحياة سعيدة تتضمن كل متطلبات الحياة؟ واذا كنت اسمح لنفسي بأن اكتب بصيغة الجمع، فذلك لأنني على يقين بأنني اعبّر عن فئة واسعة من الشباب اللبناني، ان لم يكن عن كل هذا الشباب فعلى الاقل 70% منهم الذين يصطفّون على ابواب السفارات الاجنبية لساعات طويلة تبدأ من منتصف الليل حتى بزوغ الفجر لعلهم يحصلون على تأشيرة الرحيل "من دون رجعة". فماذا اذاً يمكن ان يعطينا الامل في البقاء؟ هل نلجأ الى الاندية الرياضية التي اصبحت مرتعا للخلافات الطائفية ونسخة مطابقة للنظام غير المسؤول والتبعي؟ هل نلجأ الى احزابنا المنشقة عن بعضها، والتي نسيت المشاريع والافكار، والتي تغض النظر بشكل مخيف عن اهداف نشوئها واسباب وجودها، منصرفة الى الخلافات الشخصية والى الكراسي والمناصب؟ وكأن كل شخص وُكّل ان يكون مدافعاً عن الجماعة، اصبح مدافعاً عن شخصه الكريم مستغلا القواعد التي اوصلته والنضالات الطويلة لأجل حصوله على اكبر قدر ممكن من الامتيازات، وكأن ذلك اصبح القاعدة في هذا البلد، فأعرق الاحزاب اللبنانية، من يسارها الى يمينها تعاني من مشكلات عصيبة يصعب ايجاد الحلو لها. هل نلجأ الى الجامعة اللبنانية، مرتع الوساطة والطائفية، المتدهور مستواها بشكل مخيف؟ ام نلجأ الى الجامعات الخاصة، حيث يتسلى في كافيتيرياتها الفخمة ابناء الارستقراطيين، اصحاب المداخيل غير المنظورة، "يتعلمون" وينظرون نظرات الى الادنى حيث الشعب الفقير نظرة طبقية مخيفة؟ ام نلجأ الى اللهو حيث يفاجئنا ذلك الوحش المخيف، وحش الغلاء الفاحش، الذي الغى جميع الامكنة الصغيرة من مقاه ثقافية واجتماعية، وحصرها في امكنة جل ما فيها تخدير للاحلام، وافراغ للجيوب. كنت دائما من المحرضين على النزول الى الشارع والمطالبة بالحقوق. كنت دائما من المدافعين عن الوجود في هذا البلد. كنت دائما اقف في وجه كل من يحاول التفكير بالهجرة، ولكنني، وبصراحة، قضيت فصل الصيف كله وانا قابع في مطار بيروت، اودّع الكثيرين من اصدقائي ومن رفاق الدرب، حتى بت لا اميز العدد وبت انسى في اي دول يقبعون، فأتسمر امام شبكة الانترنت متابعا اخبارهم مستعلما عن وضعهم، محاولا ايجاد التبريرات لأقنع نفسي رغما عني بما هو اصعب علي من اي امر آخر، وهو الرحيل! |
|||||
حسن قاسم |
|||||