Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   

دق ناقوس الخطر !!!

   

مر التاسع عشر من أيار، "يوم الانتصار لحرية الكلمة"، يوم "مهدي عامل" الإنسان الذي لم يكتفِ من تعداد صفاته ومزاياه حتى نال صفة شهيد الكلمة وحريتها، انه من صناع تاريخ مجيد.

مر هذا النهار حزيناً.

كنا قليلي العدد، الكثيرون لم يأتوا، هل يا ترى نسي الشيوعيون ومحبو الفكر والثقافة "مهدي عامل"؟

الجواب، حتماً وبدون شك، لا، فمهدي عامل ليس شخصاً عادياً وحسب، يحتفل بذكراه السنوية فقط، بل يجسد فكراً وبحثاً علمياً في التجديد الفكري، وتحدياً قوياً لواحدة من عظيمات الأفكار وأسماها، "الماركسية"، مفسرها وناقدها ومجدد فيها، أمور يجسدها هذا المفكر الشهيد، لا تنسى ولا تفقد.

ولكن سبب ضآلة المشاركين في التكريم، وحسب رأيي ومع احترامي لرأي الآخرين طبعاً، سببه فقدان الكثيرين الحماسة للمجيء واحياء الذكرى، وبات يتملكهم شعور بالاحباط. منهم من فقد الثقة بمنظمي الاحتفال، ومنهم من هو رافض للمنظمين وللمعترضين عليهم على حد سواء، وينتظر التغيير وتبدل ملامح اللوحة، لكي يعود من جديد إلى ساحات النضال والعمل.

تتعدد الأسباب ولكن المشهد الحزين، الذي حاول البعض تغييره ببعض الهتاف من هنا وبالتلويح ببعض الأعلام من هناك، بقي حزيناً ولم يتغير، حتى ان صوت سامي حواط، لم يلق الصدى المطلوب، وقد اطلق اغنية ثورية لم تجد صداها، فعاد وأطلق أخرى حزينة بدت أكثر تلاؤماً مع الجو العام للاحتفال.

ان سبب الأسف على هذا الواقع، ليس عدم المشاركة الكثيفة فقط، ولست من مؤيدي التجمعات الكثيفة بدون نتيجة، ولكن هو دخول الصراع والخلاف إلى الثقافة، ليس نقداً لهذه الثقافة بل جهلاً لها، فأصبحت المحسوبيات والرسائل ذات الاطار الضيق، تدخل لتشويه احياء الذكرى، أو لتمجيد فكر، او لتكريم مفكر.

وان اردت التركيز على امر، فهو ان في القلوب شعلة حمراء لا تزال مضاءة، ولكن ربما تنتظر من يحملها، وربما لم تعد تحتمل ان يتم القاء النظر عليها وكأنها من شهداء ذلك العصر.

خرجت من الاحتفال، شاكراً وموجهاً التحية لجميع الذين شاركوا معي، في هذا الزمن الصعب، ولكن الحزن

كان يلفني، ربما لأنني ما زلت اقارن الحاضر بما مضى، وما زلت غير مقتنع بان النهوض كان موجوداً في الماضي وولى معه، بل ان قناعتي تزداد بان الوقت هو المعيار حالياً، وأن من له صبر ومثابرة لا بد من ان يصل إلى مبتغاه، وأن من يتمسك بقوة الحق والحقيقة لا بد وأن ينتصر.

لذلك لا يظنن أحد ان جماهير الفكر والثقافة ولَّت، ولا يعتقدن أحد ان ممجدي حرية الكلمة وانتصارها اندثروا، بل ان التأكيد كل التأكيد بأن مهدي عامل وأفكاره المضيئة لم تنطفئ ولا اظن انها ستفعل، بل هي ما زالت تنير الطريق الطويلة، وتعطينا الثقة والوعد بغدٍ أفضل. ولن يسمح أبداً بالمساس بتاريخٍ مرصع بنور المعرفة ولن يسمح أيضاً بأن يتم القضاء على حلم يبشر بغدٍ أفضل لا محالة.

لذلك فان محبي الثقافة والفكر وممجدي حرية الكلمة مدعوون الآن وقبل اي وقت مضى للبدء بالتحضير للمرحلة المقبلة، مرحلة تغيير الواقع المزري، مرحلة التحدي، مرحلة اثبات الوجود لا الزوال.

فلنعد رص الصفوف ولننطلق بشجاعة إلى معركة النقد الذاتي البناءة ولنترك العنان لقوتنا بوحدتنا لا لضعفنا بفرقتنا، هذه الوحدة التي يجب ان تنتج عن قناعات لا عن مصادرات لرأي الركيزة الأساسية، وهي القاعدة. ان معركة الوحدة هي معركة الجميع، ولن تكون ابداً معركة "مرجعيات" أو "كراسٍ" أو "زعامات".

وفي هذه المرحلة الصعبة والدقيقة التي تستخدم فيها محاولات القضاء والتضييق على الحريات وعلى حقوق الإنسان كافة، بحيث يراد منا ان نصبح آلة تأكل وتشرب وتنام، حتى الحلم أصبح خطراً، والطموح أصبح جريمة. في مواجهة هذه التحديات، يجب ان تتملكنا الشجاعة لأن نقر ونعترف بأخطائنا السابقة، ولأن نؤكد في الوقت نفسه تمسكنا بالرواسخ والمبادئ والمثل العليا، التي علمنا اياها مهدي عامل، ورفاقه من المفكرين والمثقفين، والتي خطها بالدم الأحمر شهداؤنا على مر السنين، ولنعتمد على انفسنا من أجل رسم معالم المرحلة المقبلة، لا أن ننتظر مخلّصاً متعذراً قدومه، ولنعط لذكرى مهدي عامل معناها الحقيقي الذي تستحقه بجدارة.

فيا أيها اليساريون إلى اليسار، لقد دق ناقوس الخطر!

حسن قاسم

 

Back To Documents