Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   
نبدأ بالقضايا الاجتماعية
   

في البداية، لا بدّ من توجيه تحية لـ"حزب الله" على دوره الاساسي في تحرير الجنوب من الاحتلال الصهيوني.  هذا الدور الذي يمثل تتويجاً لجهود ثلاثين سنة من المقاومة المسلحة في الجنوب اللبناني، من زمان مقاومة الحرس الشعبي، الى جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، الى المقاومة الفلسطينية، واخيراً المقاومة الاسلامية التي قادها "حزب الله".

إن البدء بتحية "حزب الله" هو لتأكيد اننا كشباب لبناني وعربي ننظر الى "حزب الله" كحركة مقاومة وحركة اجتماعية وقوة سياسية ينطبق عليها ما ينطبق على بقية الاحزاب السياسية اللبنانية. وعليه فإننا نرفض اتهامات الادارة الاميركية لـ"حزب الله" بأنه "منظمة ارهابية"، خصوصاً أن هذا الاتهام وصل الى حد التهديد بالتعرض للحزب وللبنان وسوريا، بعد احداث 11 ايلول.

على الصعيد الداخلي اللبناني، وعلى الصعيد الاقليمي، هناك كثير من الملاحظات على اداء الحزب في مرحلة ما بعد التحرير. كان البعض يعتقد ان "حزب الله"، بعد التحرير، سيصبح المدافع الاول عن القضايا الاجتماعية المحقة للشعب اللبناني. ولكن الحزب لم يقم بهذا الدور، لأنه جزء لا يتجزأ من السلطة اللبنانية.

ونتيجة لذلك لم يكن موجوداً في شكل فعال، وكان غائباً احياناً، في جميع التحركات الاقتصادية والاجتماعية: من اضراب عمال غندور، الى التحركات المعارضة لفرض ضريبة القيمة المضافة، الى تحرك سائقي سيارات الاجرة. ووصل الامر، ان حمل هؤلاء في بعض مسيراتهم يافطة كبيرة كتب عليها "اين حزب الله من دعمنا؟".

وفي منطقة بعلبك - الهرمل يبقى الحزب في موقع اللامبالاة، في مواجهة الواقع الاجتماعي الصعب. ويكتفي، من وقت الى آخر، ببعض التصريحات لمجرد رفع العتب. وكان دائماً، يستخدم مطالب هذه المنطقة ورقة للمساومة بينه وبين الحكومات المتوالية، وذلك خلال "موسم" الموازنة.

كان لا بد من البدء بالموضوع الاقتصادي - الاجتماعي للتعبير عن رفض ان تقتصر مناقشة اداء "حزب الله" ومحاسبته على الموضوع الاقليمي، وعلى ادائه كحزب مقاوم. فعلى "حزب الله" مسؤولية كبيرة، كغيره من الاحزاب، في ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والسياسية الداخلية ولا يحق له ان يتهرب منها.

يقول الحزب: ان الاولوية عنده هي للمقاومة، وان واجبه الاساسي الآن، هو تحرير مزارع شبعا اللبنانية، او السورية. وجنسية المزارع غير مهمة، فيما المهم هو ان تبقى جبهة الجنوب مفتوحة، وان يبقى الصراع مع العدو الصهيوني ممكناً عسكرياً.

وهنا يُطرح سؤال اساسي: مع مَن، يرسم "حزب الله" هذه الاستراتيجية؟ وعن مَن؟ ولماذا يقرر وحده الدخول في المواجهة؟ ولماذا عند كل عملية في المزارع يكون السجال حامياً بين رئيس الحكومة والحزب على قاعدة انه لا يحق للحزب وحده، وبمفرده، رسم استراتيجية مواجهة؟ ففي حال لم يتوافر اجماع بين اللبنانيين على المقاومة تتحول هذه من وسيلة إلى لتحرير نقطة خلاف وجدل داخلي لبناني، لن يستفيد منه الا العدو الاسرائيلي.

واذا كان صحيحاً ان مطالبة لبنان بمزارع شبعا تربطه بالقرار ،242 وذلك يمكن ان يجبره، في المستقبل، على دخول مفاوضات سلام، مع ان لبنان الذي حرر ارضه لا تنطبق عليه معادلة الارض مقابل السلام (معادلة مدريد)، الا انه في المقابل يضرب اغلاق جبهة الجنوب كل امكان لدعم المقاومة الفلسطينية عسكرياً. واعتقد ان هذا هو السبب الاساسي لاصرار "حزب الله" على إبقاء جبهة الجنوب مفتوحة من الناحية العسكرية.

إن خطاب "حزب الله" في مرحلة ما بعد التحرير، كان، في غالب الاحيان، موجهاً نحو فلسطين، ومن اجل دعم الانتفاضة. ولم تكن في الممارسة اخطاء بيّنة. لكن يمكن ملاحظة بعض الارباك في تنفيذ هذا الدعم عملياً، مع وجود خطأ ظاهر يتمثل بميل غير مبرر للقول ان الانتفاضة في فلسطين "تلميذة نجيبة" لاسلوب "حزب الله"، مع ان الوقائع التاريخية تبيّن ان الشعب الفلسطيني كان بدوره معلماً وملهماً لاجيال عديدة. علماً بانه لاحظنا اعترافاً في خطاب "حزب الله" الرسمي بالنضال الفلسطيني، خصوصاً في كلمات امين عام الحزب السيد حسن نصرالله، الذي اشاد بالنضال الفلسطيني في اكثر من مناسبة.

لقد وجد "حزب الله" نفسه، كغيره من الحركات الشعبية العربية والاسلامية، في موقع وجوب تقديم الدعم للانتفاضة. وهذا ما دفع الحزب الى الاعلان عن دوره في ايصال الاسلحة الى الانتفاضة، وكان اعلانه مربكاً، لحساسية هذا الموضوع اعلامياً، ولوجيستياً.

لكن الارباك الاساسي ظهر خلال العدوان الواسع على الضفة الغربية، فالحزب لم يشارك بفاعلية في التحركات الشعبية، لانه كان يعتقد ان مستوى الدعم يجب ان يكون عسكرياً، وانه يحقق ذلك من خلال العمليات في مزارع شبعا. لكن الضغوط على لبنان كانت كبيرة جداً ولم يستطع الحزب الا ان يسمع نصيحة الصديق وزير الخارجية الايراني كمال خرّازي المطالبة بضبط النفس، فحاول ان يعود الى مستوى الدعم الشعبي فكان تنظيم مسيرة الى طريق المطار ضد زيارة باول، ونصب خيمة في وجه الاعتصام الشبابي في ساحة الشهداء.

كنج حماده

 

Back To Documents