Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   

متى سيصبح العالم أجمل؟

   

<<غنّ قليلاً يا عصافير لإني كلما فكّرت بكيت>>
دارة الفنون من جديد. مكان يزدحم ورداً وياسميناً. آخرون مثلي ما زال لديهم بعض الأمل بهذا العالم رغم انسداد شرايينهم وطرقهم في الحياة. هل أنا عجوز إلى هذا الحد؟
صاعداً درجات الدارة. فتاة في إحدى الزوايا. جميلة. تحّركت وتحرّك شعرها. كأي غبي يشعر بالوحدة ظللت صاعداً.
قطة سوداء تماماً، جميلة وودودة، في أول لقاء تركض نحوي، تجلس في حضني، وتحكّ رأسها في صدري، تختبئ داخل معطفي، أتحرك من الدارة، كان حديثاً جميلاً عن عمّان الأخرى، عمّان تلك التي أحب، عمّان اللويبدة وجبل عمّان، وسط البلد ومطعم الأوبرج، كان كلاماً.
أنزل الدرج ذاته، درج اللاّياسمين، الدرج الذي ما زلت أحلم كل يوم بفتاة تفاجئني عليه وتقبلني، أحاول أن أتاخر في صعوده كل يوم خائفاً أو واثقاً بأن لا فتاة هناك.
متى سيصبح العالم أجمل؟ متى سأبتسم له من كل قلبي كما أحاول كل صباح، ثم يبدأ يوم من اللاّ ابتسام؟ أصحو من نومي عاقداً العزم على ان أكون سعيداً. يبدو أن أهم مرتكزات عدم القلق هو ألاّ أفكّر بأي شيء. هكذا فقط أحاول أن أنام ولا أنجح بسهولة. كوابيس لا أذكرها تماماً عندما أصحو من النوم. لا أدري. هل عقلي الباطن لديه تلك القدرة العظيمة على الرغبة في الفرح، لكن عقلي الذي أستعمله لا يمنحه تلك الفرصة؟ هذا العقل <<المريض بالذاكرة التي تجرح>>؟
عمّان ليس فيها الكثير من الأصدقاء. هو صديق شبه فريد من نوعه. الأقرب إلى القلب. وهذه الأيام الأبعد عن العين. يا عزيزي كما قلت لك عندما اتصلت بك، اشتمني لكن اتصل بي، دعني أتضايق من مزاحك الزائد.
أمّا الأصدقاء الذين يملأون كل مساحات الذاكرة، لكنهم قليلاً ما يسألون عنّي. هل من الصعب فعلاً على أي أحد أن يصدّق أن هناك إنسانا يشتاق اليه حتى هذه الدرجة، يحب أن يكلمه ويفعل ذلك كلّما استطاع، يحسّ بنوع من الفرح إن لجأ إليه صديق في لحظة حزن، أو تذكّره في لحظة فرح، ربما هذا صعب جداً، ربما لا أكون في ذاكرتهم كما كنت أظن نفسي.
متى سيصبح العالم أجمل؟ ربما هذا ليس له علاقة تامّة بالآخرين. ما هو تعريف الجمال؟ ربما أجمل ما سمعته من تعاريف هو أن <<الجمال هو مجرد حركة تَشِي بقيمة ما>>. يمكنك أن تتعلم كثيراً إذا جلست لتشرب كأساً من البيرة في الديبلومات، ويجلس معك صاحب البار اللبناني الثمانيني هو وزوجته ويحدثك عمّا تحب أن تسمع.
متى سيصبح العالم أجمل؟ ببساطة على الأقل بالنسبة لي، عندما ينتقل أنا ومن مثلي من الإعجاب بالبطولات إلى القيام بها. عندما أتوقف عن الإعجاب بجسارات العشاق لأقوم بها. قطة دارة الفنون رأتني ليلتها ربما. رأتني وعيناي تلتقيان بعيني صبية ولم تستطع عيوننا أن تفك اشتباكها بسهولة، ولكن الحكاية توقفت عند تلك اللحظة. كانت ندوة عن الجدار الفاصل، ربما الجدار الفاصل الذي يصنعه القلق داخلي أيضاً يجب عليّ أن أناضل لأزالته.
القطة في دارة الفنون رأتني تلك الليلة وأنا عائد متأخراً من عملي كعادتي. قلت لها <<بِس>> لكنها هربت منّي. لست أستحق محبة أي أنثى إن لم أكن قادراً على الإفصاح عنها. تبّاً! حتى القطة التي لا يمكنها أن تبادر وحدها إن لم أكن جسوراً ومبادراً ولا مبالياً بالنتائج ما دمت صادقاً.
<<القطة كالحريّة والوردة والسماء أنثى، وليس في البريّة ذكر غير التيس>>، وليس هذا التيس غيري.
(الأردن)

مثنى غرايبة

 

Back To Documents