Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   

نظرية المجتمع الذكري

   

نظرية المجتمع الذكري أو الرجولي العربي أو ما يطلق عليه مصطلح الشرقية وهذا لعله من اتفه المصطلحات التي ممكن أن نراها في زماننا الحاضر والتي توارثها المجتمع العربي على مر العصور.
مصطلح يلغي كل الكينونة الإنسانية وينسفها من جذورها ولكن السؤال هنا من هو الملام في هذه الحالة من الظالم ومن المظلوم من الحاكم ومن المحكوم؟ !!!
كل الأدلة والبراهين والإحداثيات ترينا أن الغلبة تقع على المرأة فالمتضرر الوحيد من هذه العملية إذا تسنى لنا إطلاق اسم عملية عليها هي المرأة وبالتالي عند تضرر المرأة فكل الأشياء التي تأتي تحت خانتها متضررة أيضا
وهذا ينطوي على البنية الهيكلية للمجتمع ومدى الهشاشة الذي من الممكن أن تصل إليه، وهذا له انعكاساته على الحياة الاجتماعية وعلى افراد المجتمع وما يترتب عليه من تأثيرات على الحياة الأسرية وما من الممكن ان تعانيه من تشر ذم، تحت ظل استقواء طرف على حساب طرف آخر ألا وهو استقواء الرجل على المرأة وسلبها كل حقوقها الإنسانية ، وتعدد حالات الطلاق والدعاوى في المحاكم وما إلى هنالك من معوقات تؤدي إلى هدم البنية الأسرية وتفككها .
ولكن أليس حريّ بنا ان نسأل على من تقع المسؤولية في إطلاق اليد الطولى للرجل في تثبيت جبروته وتحكمه بمصير المرأة وسلبها كيانها ومعاملتها على انها مجرد سلعة مركونة على الرف تبلع وتشرى وتستباح في أي وقت يراه الفحل العربي منلسبا لطرحها في مزاد العرض والطلب؟؟؟
هذا هو الحال في مجتمعنا العربي المريض فالمرأة مسلوبة الرأي مسلوبة القرار مسلوبة الحرية، والذي يعزز جبروت الرجل الدين ، الدين هو الذي شرّع للرجل في الدرجة الأولى أن يكون المستبد القوي فالرجال قوّامون على النساء ويا للعجب ، أجل ويا للعجب ، مقولة شرّعها الدين جعلت المرأة تدور في فلكها لقرون ولسوف تظل تدور في فلكها الى أجل غير مسمى اذا ظل واقع الحال هكذا.
المرأة تأتي مباشرة بعد الدين فهي تقع في خانة الاتهام لانها تساهم ايضا في استقواء الرجل عليها، فهي ليست براء من الذي يجري من سلبها حقوقها فحالة الاستسلام التي وصلت اليها والرضى بالواقع المعيوش جعلها تفقد حق الرد والانتفاض في وجه الظلم الذي تعانيه.
ما هو دور المرأة في هذه الحالة وخصوصا أنها تعاني إرهاب المنزل ، إرهاب المدرسة ، الجامعة ، والحياة الزوجية.... المرأة بحاجة إلى انتفاضة واعية تنطلق من داخلها اعتمادا على قدراتها العقلية والجسدية والنفسية على المرأة أن تعي أنه بإمكانها تنفيذ المهمات المنوطة بها في المجتمع مثلها مثل الرجل في مختلف ميادين الحياة. وأن لا تعتمد على الرجل في الوصول إلى مرامها، وذلك عبر مشاركتها الدؤوب في العمل الاجتماعي والنقابي إلى ما هنالك من مختلف ميادين الحياة العملية.
لقد عشنا عقودا طويلة من التخلف والتفكير المادي التافه من العقلية المسماة الشرقية ولسوف نظل نعيشها الى عقود طويلة اتية في المستقبل اذا لم نعي مدى الخطر ومدى الانحطاط الفكري والثقافي والاجتماعي الذي نحن نعيشه في وقتنا الحالي . فالرجوع الى الوراء اصبح اللغة الغالبة وهذا ما نشهده من الصعود المتزايد والمخيف للحركات الاصولية والرجعية في بيئتنا ، وهذا كلّه يؤدي الى مزيد من التخلف والدوران في دائرة تقيّد ملكاتنا وتمنع قدراتنا من التنفس بحرية. واذا استمر وضع المرأة بالشكل الذي هو عليه الان فعلى الدنيا السلام.
لذا ومن منطلق التوازن الاجتماعي والعدالة الانسانية السامية حريّ بنا ان نسهم مساهمة فاعلة في اعلاء شأن المرأة عبر اشراكها الفاعل والنظر بعين الجدية الى قدراتها في مختلف ميادين الحياة العملية.
وبذلك يمكننا اعلاء شأن مجتمعاتنا والخروج بها من الحلقة المفرغة التي ندور في فلكها.

شادي هنّوش

 

Back To Documents