Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   
"عاليـه – بعبـدا" والأقلية العصبوية
   

 ثمة انطباع يتكرر عند قراءة عمليات الانتخاب في لبنان, يشدد على مفاعيلها العميقة لا نتائجها المباشرة, وهو ما ضجت به تصريحات المسؤولين في السلطة عقب انجاز الانتخابات الفرعية في دائرة عاليه- بعبدا, كما المعارضين, سعياً لتوظيف نتائج الانتخابات في أرصدتهم السياسية.
وربما أصاب رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط بالتريث في التعليق على الانتخابات ثلاثة أيام بعد انجازها, عل هذه المدة تكفي لقراءة هادئة لها وهو المعروف بقدرته على استشراف المستقبل.
فالمعركة شكلت ما يشبه الصدمة للزعيم الدرزي الذي بذل جهداً قياسياً في حث مناصريه على التصويت لمرشح لم يلامسوا أسباباً عملية لانجاحه, غير خطاب سياسي لم يعد مقنعاً, سيما وأن زعيمهم عاد الى الاندراج في صفوف هذا الخطاب بصورة دراماتيكية لا تأخذ بالحسبان أي اقتناع لبعض محازبيه ولجزء من تياره الشبابي. هذا التيار الذي تقدم الحركة الطالبية والشبابية المنادية بالحرية والسيادة, قبل "ردة" جنبلاط السياسية, التي أجهضت محاولة حقيقية للحوار والمصالحة على أسس صالحة لتوسيع قاعدة عمل سياسي مشترك على مساحة الوطن تقوم على الاحترام المتبادل لا الابتزاز الذي تميز به مؤتمره الصحفي الأخير قبل الانتخابات.
ففي هذا المؤتمر الصحفي, وقبل أن يتراجع عن الكثير من أجزائه, أتم جنبلاط العدة العصبوية لانتخابات عاليه- بعبدا, واجهتها في المقابل عصبوية نديم بشير الجميل الذي لم يتوان عن ابداء الاستعداد "للعودة الى العام 1975". والجميّل هنا هو من حاول "التيار الوطني الحر" توظيفه حتى الرمق الأخير في المعركة الانتخابية, ليتخلى "التيار", وربما نهائياً, عن صبغة علمانية لاميليشياوية كانت لوقت قريب احد مرتكزات خطابه. وبذلك دخل "التيار" في النظام السياسي من أضيق زواريبه... العصبوية الطائفية.
بين هذين الخطابين بدت الشريحة الكبرى من المسيحيين, والمسلمين, غير معنية بالتصويت (80 في المئة من الناخبين) ليس فقط بسبب فرعية الانتخابات والأوضاع المعيشية الصعبة ومارونية المقعد النيابي, بل لأن الاكثرية الساحقة من المواطنين مصرة على "مصالحة الجبل" وبحاجة الى خطاب الاعتدال الذي حافظ البطريرك صفير عليه, وخسره, مع الأسف, كل من طرفي الصراع, أو أقله لم يحافظ عليه أحدهما.
وتبدو نتائج الانتخابات وعدم اكتراث المواطنين بالمشاركة بها, أمراً طبيعياً بعد ثلاث سنوات من وأد محاولات الحوار والانخراط في المشروع "السيادوي الوطني" وتالياً الاعتدال. ثلاث سنوات يجب أن تكون كافية لاعادة " قرنة شهوان" المضعضعة, و"المنبر الديموقراطي", حساباتهما حيال "اليد الممدودة" الى جنبلاط, على أهميتها. وعلى جنبلاط استذكار أهمية نتائج اعتداله, وتزعمه هذا الخطاب في انتخابات عاليه – بعبدا عام 2000 وما حققه من زعامة تعدت حدود الطائفة لتحشد له الآلاف في جامعات اليسوعية والأميركية, واللبنانية بفرعيها. هي ثلاث سنوات كللت اخيراً باطلاق التصنيفات والعودة الى خطاب الحرب, وفوق ذلك بالمساهمة في انعاش أجواء فئوية والمساهمة في انتاج نماذج كنديم الجميّل على حساب دور البطريرك صفير وخطابه المندرج في سياسة عامة معتدلة حققت انتصاراً على ساحة المتن دون أن تنجر الى ما انسحبت اليه معركة عاليه- بعبدا الأخيرة.
هنيئاً للزعيم الأوحد سياسته, والأدوات التي واجه بها تياراً امتلك الأدوات عينها, أدوات العائلة والاسم والميليشيا والطائفة ومبدأ "الرعايا". وهنيئاً لكل معتدل ارتضى لنفسه الابتعاد عن مهاترات أعادت البلاد عموماً والجبل خصوصاً الى أجواء لطالما سعى اللبنانيون الى الابتعاد عنها.

رائد فقيه

 

Back To Documents