Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   

رد على حسن بيان: ماذا عن أولويات "النضال المدفوع الأجر"؟

   
لا شك في ان طرح قضية الديموقراطية في العراق الآن خطأ أثيم سيضيع فلسطين ويقسّم العراق و"يؤمركه". اما الابادة والتهجير الجماعيان بامتيازهما الصدامي، وما يحيط بهما من ديكتاتورية عراقية وعربية، فهي التي صنعت انتصارات العرب منذ 1948 حتى اليوم.

شهادتكم "مجروحة" يا استاذ بيان، في المقال المنشور بتاريخ 27/2/2003 في "قضايا النهار"، طالما لا تزالون مصرّين على الرؤية بعين واحدة، من موقعكم في "حزب البعث - الجناح العراقي". لا نشك بأحقية الموقف الشعبي العربي الرافض الهيمنة الاميركية، ولكن هلا اخبرتم جماهيركم عن مجازر النظام العراقي بحق الآلاف من مواطنيه؟ وهل أنتم حقاً مخلصون للجماهير عندما تؤيدون صدام حسين الذي دفع بنحو اربعة ملايين عراقي (هل تدرك حجم الاربعة ملايين مواطن؟) الى المنافي؟

وهل برأيك، ان الجماهير التي يُصادَر موقفها الرافض السياسة الاميركية لمصلحة دعم النظام العراقي سوف يملأها الاعتزاز لو شرحتم لها نتائج حرب الخليج الثانية، على القضية الفلسطينية، وعلى الوضع العربي عموماً؟

تصف موقفنا الذي حاولنا التعبير عنه في "تجمع المتحف"، باعتبار ان منح شهادة تظاهرة هو حق حصري، بأنه وسطي. من حقك تبني فرز العالم اجمع "فسطاطين": أميركا والنظام العراقي. ولكن نرجو ألاّ تقحمنا في هذه المعادلة ولو من موقع ثالث وهو "الوسط". اذ اننا نطمح لأن نكون جزءاً من وعي عربي حقيقي يرى تحرره الداخلي من الديكتاتوريات باباً لاستقلاله الوطني والقومي، أملاً بكسر منظومة الارهاب الفكري والسياسي المطبقة على صدورنا في العالم العربي بحجة ان "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة". واليوم نرى شعباً عراقياً بأسره يساق الى المذبحة ارضاءً للمنطق الآنف ذكره، جراء سياسات نظام صدام حسين الذي رفعتم صوره في تظاهرتكم، وبسبب الذرائع المجانية التي قدمها للامبريالية الاميركية، التي ليست بأقل اجراماً.

ولا يقلل من ديكتاتورية صدام حسين رفعكم صوره الى جانب صور اخرى ايحاءً بإدراجه في عدادها وهو ليس سوى نقيضها.

يبدو ان الامور اختلطت على الكاتب. فهو يختصر الشعب العراقي بشخص الرئيس صدام حسين وحزبه الحاكم، فيما نحن منحازون تماماً الى الشعب العراقي وحريته وحقه في الحياة. ويهمنا التأكيد للكاتب ادراكنا الاسباب والدوافع الامبريالية للعدوان الذي تقوده الامبراطورية الاميركية على شعوب العالم اجمع. ولو تكرم الكاتب واطلع على شعارات "تجمع المتحف"(!) لما كان شن انتقاده غير المبرر.

يتحدث الاستاذ بيان عن مبادرات "قيادة العراق لأجل ان يتظلل الجميع بالخيمة الوطنية العراقية"، وعن اسباب فشلها. ولا نجد في كلامه ما يوحي بأن هناك فرقاً بين النظام العراقي، والعراق الكيان والوطن. فهل تعاطُفنا مع أي دولة عربية وقفٌ على بقاء نظامها الحاكم قائماً؟ أم الاجدى في هذه المرحلة بالذات العمل على الحفاظ على نافذة مشتركة للمستقبل مع الشعب العراقي الذي ربما لن يغفر لأحد تجاهل معاناته التي امتدت عقوداً واعواماً؟ كما ان رمي الكرة الى المنفيين العراقيين، هكذا، فيه تخوين جماعي درج النظام العراقي على ترويجه، وهم الذين لم يختاروا اوطاناً بديلة حباً بالهجرة بل هرباً من وضع داخلي لا يطاق.

اجتمعت تظاهرتنا حول شعار واضح هو "لا للحرب، لا للديكتاتوريات" كل الديكتاتوريات العربية، ولا سيما التي تسمح بعبور الآلة الحربية الاميركية في مياهها واجوائها واراضيها، وتلك التي وافقت على القرار الدولي ضد العراق، وتلك التي تعتقل مناهضي الحرب. الديكتاتوريات التي دجنت الشارع العربي الى درجة اقصائه عن الحياة السياسية، وهو ما انتقدته أنت في مقالك حين ابديت الاستغراب من غياب التحركات الشعبية. فهل الشعوب هي المخطئة دائماً؟ فهي حين تحاول ممارسة حقوقها السياسية والمواطنية تُسجن قواها الحية وتُغتال وتُفنى، وحين تترك الشأن السياسي لقياداتها تساق الى الهزائم والفقر والتخلف والهجرة.

ونسأل الكاتب، ألم يكن أجدى بالنظام العراقي لو صرف ثروات شعبه في بناء عراق علماني ديموقراطي، بدلاً من بناء السجون وشن الحروب شرقاً وجنوباً وداخلاً، وارساء حكمه على دعائم اوليغارشية مستبدة. واليوم هل من العار ان يتنحى صدام، من موقع المسؤولية اولاً، لكي يبعد ولو متأخراً، الشعب العراقي والعرب جميعاً عن هزيمة سوف ترتب اوضاعاً اشد قسوة على مستقبلنا جميعاً؟

نتمنى ان تجمعنا من موقع الهم المشترك، تحركات شعبية ونخبوية تنشل بعض اشكال التحرك مما التصق بها، من حضيض ما وصلت اليه من "النضال المدفوع الأجر"، الذي يذكرنا بما عانيناه طويلاً هنا في لبنان من تجار الحروب ومنتهزيها الصغار، طالما ان مستقبل شعوبنا واجيالنا لا يقدر بثمن.

ونشكرك على الارتقاء بمستوى الاختلاف الى النقاش الحواري الذي لطالما افتقدته حياتنا السياسية وخصوصاً العراقية منها بسبب ثقافة سياسية لا بد ان تصبح بائدة.

أحد منظمي تظاهرة المتحف

وليد فخر الدين

 

Back To Documents