إلى محمد في الكويت ,
مروان في بلجيكا , سعيد وأحمد في USA , نادر في بريطانيا , الشفيع في روسيا ,
طارق في الإمارات , هادي في ألمانيا , ناديا في فرنسا , محمد في إيطاليا , والى
كل الرفاق الذين يعنيهم الأمر ويعنيني أمرهم , والى حبي الذي غاب والذي اغلق
على الماضي كل الأبواب :
كيف في شحطة قلم نستطيع أن نلغي ماض وانتماء ونحدد حاضر ؟
كيف في لحظة نغلق وراءنا الباب من دون أن نقول وداعا ؟
وكيف نستطيع أن نترك المكان الذي نمتزج به ويمتزج بنا ؟
والى متى نبقى من دون أن ننتج شيئا ؟
قد أكون مدينا للبعض منكم بتفسير , ولكن للبعض الآخر لست مدينا بشيء حتى بـ
"مرحبا " فلا انتظر منهم أي تعليق واصلا لا يحق لهم بذلك ولا داعي لفتح ملفات
قد يندمون طوال القرون القادمة هم والقذارة من نسلهم لو قررت فتحها !!!!!
لماذا ؟ وكيف؟ وما هي الأسباب الحقيقية ؟ ولماذا الآن ؟ ….
للحقيقة وللرفاق الذين ناضلنا ومشينا معا في درب مليء بالأشواك والهزائم
المتكررة وانكسار الحلم لكن كما تذكرون كنا نقف من جديد ننفض غبار التعب والقلق
والنفاق والخداع والخيانة ونبدأ المشوار من جديد وبروح جديدة وأفكار جديدة ولكن
..
لكن لم يصب أحدا منكم ما أصابني من تسديد طعنات من الخلف ومن خيانات ومن خداع
ومن كذب ومن غش ومن نفاق ومن ادعاءات ونشر لخصوصيات وخرق لقيم إنسانية وطبعا
هذا قام به الرفاق الأقربون ومن ادعى منهم انه صديقي ورفيق دربي ومش عارف شو
بعد وليس الآخرون , وكما يعلم البعض كنت قد طويت هذه الصفحة وقلت لنبدأ دفتر
جديد و..
ولكن من عنده عادة لا يغيرها وهناك ناس لا تؤمن بالتغيير و / أو لا تريد ذلك
ويمكن لا تعلم ما يعني التغيير والنقد الذاتي .. بس الموضوع مش موضوع فردي وزعل
واخذ على الخاطر ...
لمن لا يعلم أنا لم أتخرج من عائلة شيوعية ولم يكن انتسابي للحزب لأن أبي أو
أمي أو أخي أو .. في الحزب وبالتالي أقوم بتأمين مستقبلي بـ شي منحة أو وظيفة
في المرحومة مؤسسات الحزب وبالتالي انتماء عشائري آخر حيث تمارس الفوقية
والسادية القبلية وإنما انتسابي كان ترسيخا لقناعتي بالمادية التاريخية ولأهمية
التنظيم في حياة الإنسان ولحماية مكتسبات الحالة الشبابية في النبطية لأني كنت
خارج التنظيم لفترة طويلة من الزمن ومن ثم عدت .. ودخلت كفرد لذا أغادر كفرد
ويمكن لأنه ما يُعرف بالمعارضة وخاصة في منطقية النبطية الديمقراطية في الحزب
الشيوعي اللبناني لا تختلف في العقلية والممارسة عن القيادة المركزية للحزب
بشيء تنادي بالديمقراطية في المجتمع ولا تمارسه هي !!؟ وبما أن الأمور أخذت
منحى مختلف عما املكه من قناعات ومن أخلاق ومن تربية عائلية ومن قيم تحترم
الآخر مهما كان
وبما أن الحزب الشيوعي لم يعد يُعبّر [بقيادته وبمعارضته وبوسطه الذي لا لون
له] عن ما انتسبت لأجله
وبما أن لا شيء يميز هذا الحزب ذي التاريخ والنضال الذي يشرف عن غيره من بقية
الأحزاب حاليا وما في " نوى " للتغيير
وبما أني لا أعرف ما يسمى بتدوير الزوايا وما يعرف بالمواقف الضبابية ومع وضد
في آن..
وبما أن لا مكان لي وسط هذا التناهش العظيم
وبما أني لا أستطيع أن أمارس أشياء ضد قناعتي
وبما أني لا اتصف بالذكاء الذي يتمتع به ويمارسه البعض بنهش الحزب وتخريبه
وادعاء العفة والطهارة ولا أجيد كتابة أو إعادة كتابة التقارير الموجهة الى
الهيئات الحزبية والغير حزبية من أجهزة أمنية متعددة ؟؟؟؟؟؟؟؟ وأنا مستعد لذكر
أسماء وتواريخ وأجهزة !!!…
وبما أن هذا الحزب قد تحول إلى مكان للصراعات الغير منتجة ناسي أو متناسي
القضية الأساس وهي الناس ونحن نعي حاجة الناس للتغيير ولقيادة نزيهة تعي مشاكله
وهمومه
وبما أنني , كما وصفني أحد الرفاق من الذين يعطون شهادات في الوطنية " ديمقراطي
اشتراكي " لا انفي باني أصبحت اليوم اعتنق مجموعة من القيم المتناقضة بالنسبة
له والتي تجمع ما بين " النيوماركسية-والنيوليبرالية " وحقوق الإنسان
والديمقراطية الحقيقية ..
وبما أن هذا الحزب يضحي بأعضائه ولن أقول بمناضليه من اجل تفاهات تنظيمية
تخطاها التاريخ وبما أنه ما " بيساع " كل الناس ...
وبما أني لا أستطيع أن أكون نسخة مكررة ومشوهة عن الآخرين ..
وبما أن هذا الحزب اصبح في بدايات القرن الحادي والعشرين حزبا خارج الزمان
والمكان وخارج التاريخ
وبما أن لا أخلاق لدى البعض في هذا الحزب فلست ملزما أن أكون رفيق لناس بلا
أخلاق نموا خارج الأخلاقية الشيوعية التي كانت سمة الحزب " تربية مدرسية داخلية
"
وبما أن لا هوية إيديولوجية ولا فكرية ولا سياسية ولا .. تنظم عمل الحزب
وبما أن لا مكان للديمقراطية وخصوصية الفرد ولا حقوق للعضو ولا بنية تنظيمية
تحمي من تسلط وتهميش ولا منهجية تسمح بالنقد البناء الذي يحترم الشخص-العضو
الموجه إليه النقد وبما أن الجديد لا يبدو انه في مرحلة الجنين فلا أستطيع
انتظار التلقيح وخاصة انه قد يكون أحد الأبوين من القديم
وبما أني لا أوافق على توجهات الحزب السياسية والفكرية وممارساته المتناقضة مع
مقررات المؤتمر الثامن ومع النظام الداخلي الذي ارتضيت العمل بنصوصه والذي
يُضرب بعرض الحائط به من قبل القيادة في كل لحظة
وبما أني لا أجيد التنظير ولا إلقاء التهم جذافا مع اعترافي بأني قد أخطأت في
محطات معينة خلال الفترة التي عشناها ولا اهرب من تحملي لجزء كبير من الذي حصل
وخاصة في النبطية من خلال تجربة ما يسمى " باتحاد الشباب الديمقراطي " إلا أنى
لا أستطيع تكرار التجربة " لأن التاريخ لا يعيد نفسه " بنفس الأدوات والأشخاص
...
وبما إن الأمور ذاهبة باتجاه لا يشرفني أن أكون جزء منه فإني احترم خيارات
الآخرين ولا يسعني إلا القول تمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح كل ٍ في مسعاه
!!!
لذا كانت استقالتي من الحزب ومن القوى المعارضة فيه بصيغة نهائية لا رجوع عنها
ولكني لا انتظر من أحد تصينفي لأنه لا يحق لأحد بذلك فالماركسية لم تعد حكرا
على الحزب الشيوعي العظيم وليعلم الجميع بأن الامتياز الذي سبق للحزب أن
استثمره من المغفور له الحزب الشيوعي السوفيتي قد انتهت صلاحيته … وان احتكاره
للحقيقة قد انتهت مدته وأصبحت الحقيقة في أماكن أخرى ..
ولأنني لا أستطيع الاستمرار في هذه الدوامة …
ولأنني مع الشاعر في قوله :
لأنني لا أمسح الغبار عن أحذية القياصرة
لأنني أقاوم الطاعون في مدينتي المحاصرة
لأن حياتـــــــــي كلها …………
حرب علــــى المغول والتتار والبرابرة
يشتمني الأقزام والأغبيـــاء والسماسرة |