Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   

طلاب شيوعيون سنة ثانية

   
هم طلاب شيوعيون، لأنهم، على الأرجح، معنيون بالحزب الشيوعي اللبناني.
إنها السنة الثانية على ولادة ذلك الكيان الشبابي الذي يطالب بكل ما تطالب به المجموعات اليسارية المنتشرة في البلد والمستقلة عن الحزب، ينسقون مع الأطراف ذاتها، ينشطون في الاتجاه ذاته، ويبقى الشق الخاص بهم والمميز لهويتهم: نحن معنيون بالحزب الشيوعي اللبناني. لكنهم أكثر نشاطاً من يسار البلد المستقل. فيسار البلد يتجه نحو الكلام في السياسة والتنسيق والشباب وضد الحكومة وضد العولمة لكنه يتحرك قليلاً. وإن تحرك فلا يجتهد أكثر من <<العادي>>. إن أتى التجمع بحشد لا بأس به، يتم التباهي بالحشد، وإن غاب العدد عن مكان التجمع، يتم التأكيد على رمزية التحرك وتجاهل أهمية العدد.
لكن الطلاب الشيوعيين، عندما بدأوا انشقاقهم، كانوا أكثر حركة وأكثر اندفاعاً للتنظيم. هي عادة حزبية، شيوعية، نقلوها معهم من صفوف الحزب وقطاع طلابه إلى صفوف اليسار الشبابي في البلد، اليسار الذي اعترف بهم <<شيوعيين رسميين>>.
في بادئ الأمر، كانوا يعيشون سانشقاقهم، يبحثون عن اسم، عن تنظيم، عن علاقات، يشكلون كياناً. ثم أتى تحرك ساحة الشهداء تضامنا مع المحاصَرين في الضفة الغربية، الاعتصام المفتوح فيها الذي استمر لمدة شهر ونصف الشهر ليكون إعلاناً رسمياً عن نشاط هؤلاء الشباب، عن أنهم <<مهووسو>> عمل و تنظيم ومتابعة. تشاركوا مع آخرين على تنظيم الاعتصام، لكنهم كانوا المبادرين.
شاركوا في المنتدى العالمي حول منظمة التجارة مشاركة أساسية. شاركوا في تحركات المطالبة بالحرية والسيادة و الاستقلال. نمّوا علاقات بالمناطق، بدأوا <<أقوياء>> بيروتياً، نسبياً.. جنوباً لم يكن التحدي كبيراً، فالانشقاق الشيوعي بدأ من انتخابات الجنوب. نشطوا <<شمالاً>>، حيث نظموا مخيماً وشاركوا بآخر فحصدوا بعض الصدى. ينشطون، وباتوا يضمون بعض شيوعيي الحزب المنفصلين، بعض الشيوعيين المرفوض انتسابهم إلى الحزب (<<لأسباب سياسية>>، بحسب الطلاب)، بعض الشيوعيين غير الحزبيين المعارضين لسياسة الحزب وبعض الناشطين في أطر يسارية مستقلة، انضموا إلى <<الطلاب>> أو نشطوا من خلالهم.
يعتبرون أنفسهم جزءاً من <<قوى الإصلاح والديومقراطية في الحزب الشيوعي اللبناني>> ويمتعون أنفسهم بحرية العمل واستقلاليته من خلال كيانهم الخاص المستقل. يلتزمون بحوار القوى المذكورة الجاري مع قيادة الحزب، داخله.
تنسيقهم الأساسي اليوم يأتي من خلال <<البلاتفورم>>، تجمع أخر تلتقي داخله <<المجموعات اليسارية المستقلة>>، <<الخط المباشر>>، <<طلاب شيوعيون>> و.. <<المستقلون>>. ائتلاف يساري آخر يضم مجموعات وأفرادا. فيه، ينسقون في ما يخص الأحداث ذات البعد <<العالمي>>، بدءاً من قضية فلسطين مروراً بالمقاطعة وصولاً إلى العولمة وكيفية <<مكافحتها>>. على المستوى الداخلي، ينسقون مع <<المنبر الديموقراطي>> وهو بدوره يصب في خانة <<قوى الإصلاح والديموقراطية>>، لكنه يبقى منبراً آخر، اسماً مستقلاً عن الحزب الشيوعي يلتقي فيه مريدو <<قوى الإصلاح>> في الحزب الشيوعي. ويلتقون مع حركة التجدد الديومقراطي، وهي بدورها حركة لا يمكن الاختلاف يسارياً حولها. إنه الانفتاح <<المحترم>> على طريقة النائب نسيب لحود.
تنسيقهم مع <<طرف لبناني آخر>>، غير اليسار والديموقراطيين وفي ما بينهم، يأتي، طبعاً، مع التيار الوطني الحر وإن خفت وطأة ذلك التنسيق بعدما <<اختار العونيون أن يشتغلوا موضوع 7 آب وحدهم... كنا عم ننسق معهم إلى أن وصلهم من باريس أمر بالعمل المستقل>>. تنسيق دائم، حسبما يقولون، لكن <<مش>> مشاركة دائمة. إنها دقة التعبير الشيوعية.
يأخذون على البلاتفورم بعده عن الهموم المحلية، فيتم التنسيق معه عالمياً، ويأخذون، ربما، على المنبر انشغاله بالسياسة المحلية، فينسقون معه على أساسها، ويأخذون الكثير على الحزب الشيوعي فينسقون مع <<قوى الإصلاح والديموقراطية>> فيه.. القوى التي كانوا ينتمون إليها قبل هجرهم الحزب وقبل أن يقوم الحزب بفصلهم.
ما الذي يميزهم عن غيرهم من اليسار المستقل في البلد؟ تقريباً، لا شيء. هذا ما يؤكده البيان الصادر باسمهم بعد الجمعية العمومية التي عقدوها بمناسبة العام الثاني على تشكيل كيانهم <<المنشق>>. كل ما يميزهم هو عنوان <<الحزب الشيوعي>> الذي لا يظهر عادة في بيانات اليسار المستقل الأخرى. الحزب الشيوعي، حيث كانوا وحيث ما عادوا. <<تخوف الطلاب من أن يكون حضور الحزب في مؤتمر ألكسندر مقدمة لإنخراط الحزب في لقاء الأحزاب التشاوري الذي تثير ولادته الجبرية الكثير من التساؤلات... ولفت الطلاب الشيوعيون أخيراً الى أن محاولات <<بقردنة>> الحزب أي إيجاد كريم بقرادوني جديد في الحزب الشيوعي لن تنجح لأن الشيوعيين يملكون من الوعي والإدراك ما يكفي لاسقاط هذه المشاريع والتأكيد مجدداً على لبنانية حزبهم وعروبته التي لا نفهمها إلا في زاوية العمل على إطلاق جميع المعتقلين السياسيين في السجون العربية لا سيما الرفيق رياض الترك وتعميم الديموقراطية في العالم العربي بأجمعه>>.
على ذلك الإيقاع يختتم البيان. الحزب الشيوعي هو الموضوع الوحيد الذي خص نقده بتفصيل ما، ب<<مؤتمر ألكسندر>>، في حين أن الحريات العامة التي تميزت بكونها استهلالاً للبيان وبإشارة إلى توقيت <<قضية البوما>> لم تحو، ك<<قضية>> أي جديد، أي خاص في بيان الطلاب. قضية فلسطين هي مبادئ عامة. قضية العراق كذلك، مبادئ عامة. فهم كذلك، لا شيء يميزهم عن يسار البلد سوى كونهم معنيين بشكل خاص بالحزب الشيوعي وب<<إصلاحه>> كما يرون.
انشقوا ليمارسوا قناعاتهم من دون قرار مركزي وليحاولوا، من الخارج، إعادة القرار الداخلي إلى حيث قناعاتهم. ربما <<بعدهم الداخلي>> في الحزب يستفيد من كيانهم المستقل أكثر بكثير مما كان يستفيد من عضويتهم المباشرة. ربما في انشقاقهم ما يعود بالنفع على <<المعادلة>> الهجينة المستقرة في الحزب، بين قيادة ومعارضة. ربما في انشقاقهم ما يفيد وجها من وجهين لعملة <<حزبية>> واحدة عمادها الشعارات.
ولكن انشقاقهم، لو كان قادراً على استقلالية تامة عن أي حزبي مشارك في معادلة <<القيادة الشريرة المعارضة الديموقراطية>>، لقدم معاني غير <<عادية>> في الحياة الحزبية في البلد.
بغير ذلك، لن يكون للطلاب الشيوعيون، ككيان، أي معنى. فهم <<موجودون>> بأسماء أخرى، مجموعات العناوين العريضة <<اليسارية>>. ربما هاجس الحزب الشيوعي يبرر وجودهم أكثر من أي شيء آخر. ربما محاولتهم لتغيير كيان <<تاريخي>> آلت إلى ما آل إليه كل حزب لبناني هو السبب الأهم لوجودهم. ربما نظرتهم للحزب ليست المثلى، لكن حرصهم عليه وعلى أن يُسمع لهم رأي في <<حزبهم>> هو الأهم.
أهم من رؤية الشباب <<اليساري>> لفلسطين وللعراق ولأميركا وللعولمة؟ على الأرجح نعم.
   
03/10/2002 Assafir
   

Back To Documents