Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   

طلاب لا يتركون جامعتهم وحيدة في أيام الأعياد:
<<مؤسسة اعتصامية>> تنتظر الجمعة فإما الانفراج أو التصعيد

   

ركضت رشا نحو هدفها المنشود: إحضار شجرة الميلاد ووضعها على مدخل الادارة المركزية للجامعة اللبنانية. صديقاها تأكدا من معانقة الكوفّية لرقبتيهما وتبعاها. فقد قرر <<الاعتصام الطلابي من أجل الجامعة اللبنانية>> قضاء ليلة الميلاد في أحضان جامعتهم <<التي تركت وحيدة>>، دون ان يفوتهم الاعتذار <<من الاهل والاصدقاء لعدم قدرتنا قضاء عطلة الاعياد معهم>>، كما وجهوا في بيان لهم امس الدعوة الى مشاركتهم <<السهرة الاعتصامية>> التي ستكون مناسبة للتذكير بالمطالب والحقوق.
في انتظار الشجرة، التف بعض المعتصمين حول بضع كعكات مليئة بالسماق، يتقاسمونها مناصفة علها تكفي الجميع. بعضهم الآخر غاص في مناقشات حول أهمية الاحزاب ومدى تقبل الشباب لها، وما اذا كان الرفض هو لفكرة وجود الاحزاب أو للمثال السيئ الذي تمثله أحزاب اليوم؟ وطبعاً، الجواب كان واضحاً، الاعتراض هو على تلك الصورة السلبية التي ترسخها <<أحزاب آخر زمن>>. اذاً لماذا لا تؤسس حزباً؟ يطول النقاش وصولاً الى البنية التنظيمية لبعض هذه الاحزاب... يتفق الجميع أن المشكلة ليست بإنشاء أحزاب من عدمه، فكل شيء ممكن ولكن ليس في ظل هكذا تركيبة سياسية فاسدة. نقاش أعاد الى الاذهان وتيرة نقاشات الحركة الطلابية وقدرتها على التأثير على مجمل القضايا المصيرية.
أما البقية فإما يكتبون بياناً أو يعلقون لافتات جديدة أو يوضبون أغراضهم، والبعض يؤرشف لما كتب عنهم في الصحف <<وما أكثر>>، يقول أحمد. أما غسان مطر القادم من فرنسا لقضاء أيام العطلة مع العائلة، فقد وجد نفسه معنياً بملف الجامعة اللبنانية وقرر أن ينضم الى الاعتصام <<كوني لبناني وعشت هيدي التجربة في فرنسا (اشارة الى الاضراب الذي نفذه الاساتذة في فرنسا العام الفائت واستمر اربعة أشهر)>>، ويضيف <<الجامعة جامعتنا حتى لو كنا برّا>>. أما عماد الديراني فيؤكد أنه <<من هون بدنا نأسس لحركة طلابية>>.
هذا النشاط والحماسة الواضحة يؤكد إرادتهم في المضي قدماً في ما قرروه. ذلك النشاط نفسه يقودك الى الاستفسار على كيفية ولادة الفكرة؟ يوضح اسامة ان الاعتصام جاء نتيجة إحساسهم بضرورة أن يكونوا فاعلين في قضية تمسهم في مستقبلهم. البداية كانت أثناء مظاهرة الخمسة عشر ألفاً حيث قرر بعض الاصدقاء القيام بشيء ما، لم يحدد بعد. في اجتماعهم التحضيري الاول في زيكو هاوس كانوا خمسة عشر طالباً، في اجتماعهم التحضيري الثاني في نادي اللقاء كانوا خمسة وعشرين. هناك بدأت الفكرة بالتبلور، تقرر إضاءة الشموع الى جانب الادارة المركزية على أن يتبعه مباشرة إعلان الاضراب المفتوح الذي سيأخذ مكاناً له هناك. هذا الاعلان المفاجئ كان ضرورياً لأنهم تخوفوا <<من أن يعترضنا الدرك>> في حال الاعلان المسبق، يقول عماد الديراني. وهكذا ضم الاعتصام طلاباً من الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة معظمهم من المستقلين ويتخللهم بعض الحزبيين المنتمين الى بعض تيارات اليسار، إضافة الى طلاب من التيار الوطني الحر، والذين شاركوا فردياً. أما عن عدم مشاركة باقي الاحزاب قيقول اسامة وهبي انهم وجهوا الدعوة الى الجميع عبر وسائل الاعلام ولكن البعض اعترض على عدم مشاركتهم في الاجتماعات التحضيرية. في حين أن عماد يقول ربما أزعجهم في بياننا الاول قولنا ان هيمنة السلطة على الهيئات الطلابية كانت أحد أسباب تدهور الجامعة. وبالتالي، فعدم مشاركتهم يؤكد أنهم يثبتون الاتهام على أنفسهم. ويضيف: أين هم هؤلاء الذين فاضوا على المظاهرة الاخيرة بكرمهم؟ هل تغيرت الظروف واالمطالب لكي يكتفوا ببعض الممثلين في اعتصام امس الاول الذي أقيم على درج المتحف؟ ويؤكد علي مراد على ما يقوله صديقه، مضيفاً <<الاحزاب تعمل بمبدأ يا بقطف يا ما بكون>> ويقول نحن لسنا ضد أحد الا أننا في الوقت نفسه لا نسمح بأن يضيع مجهودنا، فقررت الاحزاب عدم الانضمام الى اعتصام يقيمه المستقلون، فلا يسمح لهم بالظهور. ويذكر علي أن أحد قياديي اليسار نصحهم بتعليق الاضراب بحجة انه <<بدناش نفوت بمشاكل مع حزب الله>>. في حين أن رابطة الاساتذة أيدت هذا النشاط واعتبرته داعماً لإضرابها خاصة بعدما تصدرت أخباره بسرعة عناوين الصحف.
أما المشاركون فلا يعنيهم فعلياً موقف الاحزاب من تحركهم، <<فالقضية محقة ونحنا باقيين>>. في حين أن ما يعنيهم، أو على الاقل يرفه عنهم قليلاً، هو تلك التحديات التي تدور بين الكليات حول عدد طلابها المشاركين، فيعلو الصراخ عند وصول كل طالب، فيشير زملاؤه <<شفتو كليتّنا؟>>. يقول الآخرون <<طولوا بالكن هلق بيجي رفقاتنا>>.
أما عن طريقة تدبيرهم مستلزمات بقاءهم، فيوضح اسامة ان كلا منهم أحضر <<حرام وفرشة>>، ومشوا حالن وفي ما خص الاكل يقول أنه تم انشاء صندوق للتبرعات وقد وضع أحد الاساتذة مبلغ 100 ألف ليرة وما زلنا نعيش منها حتى اليوم. وأضاف ان طلاب كلية السياحة سيحضرون لهم اليوم طعاماً اعدوه بأنفسهم، فكل كلية تقوم بدور في هذه <<المؤسسة الاعتصامية>>. الطلاب يعتبرون أن يوم بعد غد الجمعة سيكون مصيرياً بالنسبة للجامعة. <<فبعد خمسة أسابيع من التحركات والضغوطات المستمرة رضخت الحكومة، بعد تجاهل طويل، الى عقد جلسة خاصة بالجامعة، وبالتالي، فإما النصر وإنهاء الاعتصام، أو اللجوء الى التصعيد <<الجدي>> الذي قد يبدأ مع بداية العام المقبل.
ما هي الا لحظات حتى وصلت رشا حاملة شجرة العيد حيث كان أصدقاؤها بانتظارها حاملين <<الزينة المطلبية>> والتي تتألف من مختلف الشعارات، فقد قرروا قضاء ليلة العيد الى جانب جامعتهم الوطنية... <<التي تركت وحيدة>>.

   
24/12/2003 Assafir
   

Back To Documents