Site hosted by Angelfire.com: Build your free website today!

Lebanese Communist Students Web Community

Established on November, 16th 2002

   
Main Documents Gallery Links & Contacts Activities Downloads
   

المعارضة الداخلية تتّسع وأزمته انعكاس لأزمة الحزب الشيوعي
"اتحاد الشـباب الديموقراطي" ماذا بقي من اسمه؟

   

هل أمسى "اتحاد الشباب الديموقراطي" اسماً على غير مسمى، وصار كالحزب الشيوعي، مقسّماً مشرذماً لا لون له ولا طعم، اللهم الا رائحة معارضة يحفظ بها ماء الوجه، الى حين ينكشف المستور منذ بدء اعوجاج المسيرة في بداية التسعينات؟



عام ،1970 تأسس"اتحاد الشباب الديموقراطي"، كتعبير موضوعي عن قوة الحركة اليسارية الشبابية التي يرفدها الحزب الشيوعي بدعمه. وطوال السبعينات، شكل الاتحاد قوة رئيسية في الجامعة اللبنانية، وبلور لنفسه حضوراً قوياً وفاعلاً، قبل أن ينحو في الثمانينات الى مشاكسات مع قيادة الحزب وصلت الى التضارب. وقد عقد مؤتمراً عاماً له عام ،1986 قبل أن ينقطع عن ذلك طوال زهاء 14 عاماً، اذ عقد قبل اسبوعين مؤتمره الخامس في الاونيسكو.

ومنذ بداية التسعينات، وتحديداً عام 1993 بعد أشهر من الانتخابات النيابية الاولى بعد اتفاق الطائف وإحلال السلم الاهلي، بدأت تبرز في الاتحاد ملامح انقسامات بين قيادته ومجموعة من شبابه، بعدما شعرت المجموعة أن قطاع الشباب في الحزب الشيوعي معطّل ولا يؤدي دوراً. وراحت مجموعات يسارية من الحزب نفسه وأخرى على صلة به، تعيد تنشيط القطاع الشبابي ورفده بالدعم والتشجيع ليستعيد مكانته ودوره ويؤدي ما عليه حيال نفسه ومناصريه والوطن. وكانت اولى الخطوات الاتصال بمركز الاتحاد، فاذا بالشباب يقعون على قيادة بلا عناصر.

في بداية الامر، لم يكن الشباب الشيوعيون التائقون الى اعادة اطلاق القطاع الشبابي للحزب، وتحديداً "اتحاد الشباب الديموقراطي"، يدركون طبيعة العلاقات السياسية على المستوى الرفيع والتي ارتبط بها الحزب، وتالياً الاتحاد، وهي كانت محط جدل وتباين كبير في وجهات النظر حيالها داخل الحزب. وكان الشباب الشيوعيون، المعروفون برفاق الارصفة ومقاهيها، ينغمسون الى حدود بعيدة في خوض ما كانوا يعتبرونها معارك الحريات والديموقراطية، وينافحون عن الحركة النقابية ويرابطون في الشوارع ضد الغلاء والسياسات الاقتصادية لرئيس الحكومة رفيق الحريري، وكانت لديهم "حساسية" حياله بحيث صُوّر لهم بما يكفي لأن يتخذوه حينها عدواً اول، لا مشكلة اقتصادية الا بسببه ولا حل معه.

كثيرة كانت التظاهرات التي نظمها الشباب الشيوعيون وواجهوا عبرها اصنافاً من المضايقات والتهديد، لكنهم في الوقت نفسه كانوا بدأوا يتنبهون الى تجاهلهم الطابع الديموقراطي داخل الاتحاد، وإهمالهم له حتى دخلت فورتهم مرحلة البرود والانكماش، وراحت الاسئلة تتلاطم في ما بينهم: أين نحن من المسألة الديموقراطية داخل الحزب؟ وهل كنا متراساً في أزمته الداخلية والتنظيمية؟ ومَن نصدّق؟ القيادة التي تتحدث عن مؤامرة لشق الحزب وتقسيمه والغاء دوره، أم المعارضة التي تتحدث عن الاصلاح الداخلي والديموقراطية والرأي الآخر والانفتاح؟

وفق شباب عاشوا تلك المرحلة، ان مجموعات وجدت نفسها مُستغلّة وموظفّة في الصراع الحزبي الداخلي، وهي كانت مأخوذة بالخطاب العاطفي الذي يدغدغ افكار الشباب في عزّ فورتهم واندفاعهم. وكان هؤلاء الشباب يتبنون فكرة أن المعارضة الحزبية تستهدف شق وحدة الحزب، من دون ان يعرفوا طروحاتها او يتواصلوا مع رموزها لتبيان افكارهم. ومع الوقت نحا الشباب في اتجاه مطالبة قيادة الاتحاد بعقد مؤتمر اتحادي عام، فماطلت وراوغت بذرائع مختلفة منها ان الوقت لم يحن بعد ولا امكانات لعقد مؤتمر ولا كادرات كافية لانجازه.

كانت تلك المرحلة تشهد بداية الخلاف داخل الاتحاد كانعكاس للخلاف على مستوى الحزب، والعنوان السياسي الذي طرحه الشباب كتساؤل هو عن الاسباب التي تجعل الحزب يعارض حكومات الرئيس الحريري بشدة من دون ان يطرح توجهاته وأفكاره بديلاً، حتى شعروا أنهم "انجرّوا" في تلك المعارضة للسياسة الاقتصادية لا لاصلاحها او تغييرها انما لكون ذلك النوع من المعارضة يلبي "تقليدية" اليسار، اي أن على اليساري ان يكون دائماً الى جانب العمال وينتصر للحريات الاعلامية والديموقراطية وحقوق الانسان.

وبعدما طغت الشعارات هذه على خطاب المعارضة الحزبية ووضعتها في اولوياتها، واستمرار الالتباس في موقف الحزب بالنسبة الى هذا الموضوع في نظر الشباب، راح هؤلاء يستمعون اكثر الى المعارضة ويحاولون ايجاد رؤية واقعية للامور في ما بينهم لتحديد خياراتهم. واذ تقرر في ندوة داخلية للاتحاد تفعيل نشاطه عبر لجان شُكلت من مختلف المناطق، فوجئ الشباب الذين كانوا بدأوا فتح خطوط مع المعارضة بعرقلة اعمال لجانهم ومنعها من الاجتماع في مقر الاتحاد، ثم بطرد مجموعة منهم، وهو ما اعتبرته المجموعة المستهدفة ترجمة لتحكّم فئة صغيرة بالاتحاد بتغطية من بعض قياديي الحزب، وكذلك غياباً للآلية الديموقراطية داخل الاتحاد كانعكاس لتربية حزبية جامدة ومغلقة ترفض الحوار وقبول الآخر وتوزيع المهمات العملية.

عام 1998 برزت الى العلن الخلافات داخل الحزب الشيوعي وعلا صوت المعارضة وانعقدت جمعيات عمومية عدة للحزب أتاحت للمجموعة الشبابية التواصل مع رموز في المعارضة، بما اتاح ايضاً فهماً وتقديراً موضوعيين لأفكارها وسياستها وتنظيمها. وأدى ذلك الى ما يشبه الصدمة لدى الشباب فانقسموا فئتين: مجموعة صغيرة جداً أطلقت ما عرف بـ"اعادة تأسيس الحزب الشيوعي" فانفصلت عنه تلقائياً، وأخـرى راحـت تـنـســق مباشـرة مـع الـمـعـارضـة الحـزبـيـة. وأدى ذلـك الـى تهميش طاول هؤلاء في حين بقي بعض الشباب الجدد مع قيادة الاتحاد. وتوصل الشباب المعارضون بعد فترة من احتكاكهم بالمعارضة وتواصلهم مع رموزها الى اقتناع بأنهم اتُخذوا متراساً في الخلافات الحزبية من قبل الحزب وأن المعارضة محقة في تشكيكها أن الحـزب تـعـمـّد عـدم الـغـوص فـي الـحـوارات الـوطـنـيـة الـتـي اطــلـــقـت حـيـنـهـا بـيـن أطـراف عـديدـة، وذلـك تـجـنـبـاً مـنـه لاسـتـثـارة سـوريـا، وفـق اقـتـنـاع هـؤلاء الـشـبـاب.



شرارة مؤتمر بعقلين

في الاعوام بين 1998 و،2001 كانت الخلافات بين قيادة "اتحاد الشباب الديموقراطي" والمجموعة المعارضة من داخله قد تفاقمت وتعددت أوجهها، وطُرد عدد من الشباب وجُمدت عضوية آخرين ومُنع بعضهم من المشاركة في نشاطاته ولم يُسلموا بطاقات العضوية. وكانت المسألة الفاصلة والمدوية عام 2001 اثناء التحضير لمؤتمر بعقلين الحواري بين مجموعات شبابية والذي دعت اليه منظمة الشباب التقدمي في عزّ تواصل الحزب الاشتراكي مع قوى المعارضة المسيحية التي أطلقت "لقاء قرنة شهوان". وقد فوجئ ممثلو الاتحاد اثناء جلسات التحضير للمؤتمر بوجود "المنشقين" عن الاتحاد فطلبوا اخراجهم من الاجتماع. وحاولت منظمة الشباب التقدمي الاتفاق معهم على قبول حضورهم وان بصفة شخصية فأصرّ الاتحاد على رفضهم، وانسحب لاحقاً محتجاً كذلك على غياب القوميين والاحباش عن المؤتمر الذي شهد ايضاً انسحاب "حزب الله".

عقب ذلك، بدأت الازمة الاتحادية تتفاقم وتزداد تداولاً في الاوساط الشبابية اذ قرر الاتحاد فصل قيادات له في الجبل وتجميد عضوية آخرين، وحل فرع النبطية الذي هو اكبر فروع الجنوب. ومع ذلك واصل الشباب المعارضون العمل تحت اسم "طلاب شيوعيون" فشاركوا في احتفالات عيد الاستقلال في الفرع الثاني لكلية الفنون مع التيار العوني والاشتراكي و"القوات" و"الاحرار" والكتلة الوطنية اضافة الى المجموعات اليسارية المنشقة عن الحزب الشيوعي او المطالبة باصلاحه. وطرحت قيادة الاتحاد حينذاك على قيادة الحزب فصل عدد من الشباب فكان ذلك وفُصل اربعة هم عمر حرقوص وبسام ناصر الدين وكنج حماده وحسام ناصيف. واعتبر الشباب أن قرار فصلهم لم يكن حزبياً فحسب اذ استنتجوا انه مطلوب من أجهزة أمنية ساءتها نشاطاتهم واتصالاتهم بالقوى المناوئة للوجود السوري في لبنان. وقيل إن التهمة التي وُجهت من الاتحاد الى أحد المفصولين أنه ألقى خطاباً تحت صورة لأرييل شارون!

واذ وجدت قيادة الاتحاد انها "تخلصت" بقرار الفصل من محركي المجموعات العاصية، بدأت تلتفت الى تململ مجموعات اخرى دخلت الاتحاد قبل اشهر ووجدت أن الامور لا تسير وفق المبادئ التي دخلت على اساسها. وباشرت هذه المجموعة قبل فترة اتصالات بـ"طلاب شيوعيون" ووزعوا معاً بياناً بتوقيع "اتحاديون" يتحدث عن مشكلات في "اتحاد الشباب الديموقراطي" منها غياب الديموقراطية والشراكة الحقيقية لبناء مؤسسة شبابية داخل الاتحاد. ووزع البيان في المؤتمر الاخير للاتحاد قبل اسبوعين في الاونيسكو، مما دفع احد مسؤولي الاتحاد للقول في المؤتمر أن أجهزة مخابراتية هي التي اعدّت البيان ووزعته بغية فرط الاتحاد.



الثورة الاشتراكية؟

قبل المؤتمر الاخير للاتحاد، كان الشباب الشيوعيون موزعين وفق ثلاث فئات: مجموعة هي الغالبية وموجودة عملياً خارج الاتحاد، وأعضاؤها اما مفصولون او مجمّدو العضوية او ممنوعون من العمل والنشاط. ومجموعة في الوسط وهي تعمل حالياً من داخل الاتحاد وتنسّق مع المجموعة الاولى وتعتبر الآن نواة المعارضة الشبابية من الداخل، والمجموعة الثالثة وهي الموالية لقيادتي الحزب والاتحاد وتعتبر أن هدف المجموعات المعارضة شق الصف الداخلي.

اجواء المؤتمر كانت متشنجة بسبب حالة الانقسام هذه، وفي رأي الشباب المعارضين أن المناقشات التي جرت هي من اجواء السبعينات والثمانينات بمعنى الحديث عن الثورة الاشتراكية الآتية ورفض خطاب التجديد والانفتاح، اضافة الى اتهام قيادة المؤتمر بالتلاعب بلوائح الشطب وإخفائها وبعدد المندوبين والاسماء.

ويلاحظ الشباب المعارضون ان الاتحاد وصل في تحالفاته السياسية الى حدود بعيدة، اذ اضاف في بطاقة الدعوة الى مؤتمره الاخير كلمة "الوطنية" الى "كلمة المنظمات الشبابية" كإشارة الى تبنّيه فرز القوى بين "وطنية" و"انعزالية". ويتحدث المعارضون ايضاً عن وجود لائحة "محدلة" في المؤتمر اتاحت فوز المتفق عليهم سلفاً باستثناء شخص اختلفوا معه قبل يوم واحد.

ما هي الخطوات المقبلة للتيار المعارض في "اتحاد الشباب الديموقراطي"؟

في تقدير المعارضين أن مروحة الاعتراض تتسع، ولم تبق محصورة في مركز بيروت بل صارت موجودة في اوساط الحزب في مختلف المناطق. وقد دخلت المعارضة "الاتحادية" في حوار مع المعارضة الحزبية بغية انقاذ المؤسستين: الحزب والاتحاد. وعن سبب اكتفاء "طلاب شيوعيون" بالعمل المحدود في الجامعات وعدم اللجوء الى اعلان معارضة واسعة، تقول اوساطهم انهم ينتظرون ما سيسفر عنه الحوار الداخلي الجاري حالياً داخل الحزب، بين القيادة الحالية والمعارضة التي بات لها حضور فاعل ومؤثر فيه. وهو حوار يطاول العناوين الاساسية التي سببت الخلاف، وأهمها النظرة الى الحوار الداخلي والعلاقة مع سـوريـا وكـيـفـيـة خـوض الاسـتـحـقاقات السياسية.

هل يتوصل الحزب الشيوعي عبر الحوار الداخلي الى نتائج ايجابية توحده وتنعكس على شبابه المشرذمين في حركات يسارية نبتت اخيرا كالفطر؟ ام يفشل الحوار في ظل معلومات متداولة عن سعي قيادة الحزب الى ذلك وصولاً الى المؤتمر العام المقبل؟ وماذا يكون موقف "اتحاد الشباب الديموقراطي" في حال فشل الحوار وتواصل نزفه الداخلي حتى يصير من في داخله اقلية في مواجهة الاكثرية التي خارجه؟

   
17/10/2002 Annahar
   

Back To Documents